بدأت قوات المحور الاوسط (غرب الكويت) تنفيذ تقدمها. فقد فتح الفيلق السابع نيران المدفعية حسب المواقيت الجديدة الساعة 2:30 ظهر يوم 24 فبراير. و ذلك بواقع 13 كتيبة مدفعيىة و 10 كتائب راجمات صواريخ اطلقت حوالي 11 الف قذيفة و صاروخ خلال 13 دقيقة على منطقة مساحتها 20*40 كم مربع (ملاحظة، كانت الخطة الاصلية تشمل قصفا اكثر من هذا لكن تم التقليل لدواعي الاستعجال).
قبلها تقدم لواء المدرعات الثاني 20 كم داخل الحدود و اشتبك مع العراقيين قبل ان ينسحب. و قبيل موعد الهجوم الاصلي اراد فريد فرانكس قائد الفيلق تحويل الهجوم المقرر من اللواء و الفرقة الثالثة لتحيط بالقوات العراقية بالاتجاه شرقا بدل التقدم شمالا لضرب الحرس الجمهوري. و قد صدم قائد الفرقة و طار بالمروحية ليقنع قائده بالعودة للخطة الاصلية. و اخيرا كسب الجولة و عاد ليخبر قواته ببقاء محور الهجوم كما هو و قال لغرفة عملياته (لقد كسبنا اول جولة من الحرب بهذا القرار).
عند الساعة الثالثة، تم رفع القصف المدفعي. و تحشدت قوات لواء المدرعات الثاني في المقدمة، وخلفه من اليمين و اليسار فرقتي مدرعات الفيلق السابع. وكان على الجميع الانتظار حتى يتم خرق خط صدام من قبل الفرقة الاولى مشاة، احدى فرق المشاة التي قامت بانزال النورماندي. و قد تقدمت الفرقة على جبهة بعرض 15 كم، حيث اظهرت صور الاقمار الصناعيى وجود انفراج بين الفرقتين العراقيتين المقابلتين: الفرقة 48 مشاة كان خط دفاعها على شكل الحرف W بينما الفرقة 26 غربا كان خط دفاعها اقرب للخط المستقيم و بشكل اضعف من الفرقة المجاورة. و كان للفرقة الامريكية مسوحات حديثة عن طريق طائرة U2 و الدرونات و كانوا يعرفون موقع كل العتاد العراقي الثقيل و التشكيلات. و قدر قائد الفرقة ان الفرقتين قد خسرتا مالا يقل عن 40% من القدرة القتالية و ان 90% من مدفعيتهم قد دمرت. و قد قدر ان قدرات الفرقة الامريكية هي 12 ضعف قدرة الفرقتين العراقيتين المدافعتين معا. و هو اكثر بكثير من ال 3 اضعاف المطلوبة للمهاجم للتغلب على عدو متحصن.
و بدأ الجيش عملية اختراق بأسلوب سيثير الكثير من النقاش القانوني بعيد الحرب. حيث تم استخدام الجرافات و المداحل في طمر الخندق على من فيه من جنود عراقيين كتمهيد للتقدم. حيث تبين ان شحنات التفجير تعطلت بمعدل 60% في اختراق حقول الالغام و لم تبد القوات العراقي اكثر من مقاومة رمزية، و قد احتار الامريكيون في سبب ان الكثير من القوات العراقية كانت تواجه الغرب في ذلك القاطع او الغرب الجنوبي بدل الجنوب حيث محور الهجوم. و قد تبين للجيش اثناء تمارين الاختراق في الصحراء الامريكية، ان اسلوب ترك الجنود لناقلاتهم و فتح الالغام يدويا هو اسلوب فيه خطر على حياة الجنود. و ان الخسائر من الممكن تقليلها و زيادة سرعة فتح الطريق خلال حقل الالغام من خلال جرافات من طراز M9 المدرعة.حيث تقتحم الجرافة الحواجز بينما تطلق المدرعات نيران المشاغلة على العراقيين (كون الجرافة تشغل من قبل سائق واحد في اخرها و هو غير محم بشكل جيد). و اختار الجيش ان لا يطلق اي نداء للعراقيين بالتسليم خوفا من ابطاء الهجوم بالاسرى او اعطاء العراقيين فرصة للقصف بالكيماوي. كانت الكثير من الخنادق في حال هندسية سيئة لدرجة اثارت استغراب الامريكان.
و خرجت المسائلات حول اسلوب دفن جنود العدو احياء بوصفه جريمة حرب. و لكن الحقيقة ان مثل هذا الاسلوب معروف منذ الحرب العالمية الاولى. و تمت مراجعته من قبل الامم المتحدة في السبعينات و قبل بوصفه تكتيكا مقبولا ضمن تكتيكات الحرب التقليدية. و قد قلق قائد الفيلق اول الاختراق من الاثر القانوني لفعلته انه اتصل بمستشار قانوني للجيش للاستفتسار عن شرعية هذا الاسلوب. و كان الرد "بسبب كون الفرقة تحت القصف العراقي، فلا خطأ قانوني في التكتيك".
تم اختراق خط صدام خلال 29 دقيقة من قبل فرقة المشاة بحفر 8 ممرات مؤمنة. و نفس العدد تم تأمينة من قبل اللواء المدرع. و تم قتل جنديين امريكيين و اسر 500 جندي عراقي. و كان التقدير ان من دفن من العراقيين في اثناء ردم الخنادق حوالي 150 جندي.
و بهذا تنتهي اهم احداث اليوم الاول للحرب البري. حيث نجح الامريكيون في اختراق الدفاع العراقي جنوبا من جهة الكويت من محورين (واحد للمارينز و الاخر للقوة العربية المشتركة الشرقية) و نجح الجيش في تقديم موعد هجومه يوما كاملا و اختراق الدفاع العراقي غرب وادي الباطن (غرب حدود الكويت مع العراق) و نجحت الوثبة الاولى للفرقة المجوقلة و القوات الفرنسية جنوب غرب العراق.
في المقابل لم تكن الامور بتلك السوء امام المخطط العسكري العراقي. فالقوات التي ضربت هي قوات الخط الاول مشاة التي من المفروض ان تكون اقل القوات استعدادا بفعل القصف المستمر. و كان الاعتماد عليهم ان يؤخروا المهاجمين قدر الامكان حتى يتمكن احتياط الجيش المدرع من التقدم لصد اي اختراق قد حصل. و فعلا قام قائد الفيلق الثالث بانذار الفرقة 5 مشاة ميكانيك بالتقدم جنوبا لايقاف المارينز. و قام قائد الفيلق السابع العراقي بارسال لوائين من الفرقة 12 دروع نحو البوسية لايقاف الفرنسيين. مع تحضير قواته للهجوم الامريكي المتوقع من جهة وادي الباطن.
و في نهاية اليوم الثاني للقتال استسلم العميد احمد جابر دخينة قائد اللواء 39 من الفرقة السابعة مشاة للقوات المدرعة الامريكية (لواء النمر) عند منطقة مناقيش.
R. Atkinson - Crusade
K. Polllack - Arabs At War