نبدأ احداث الساعات الاولى للحرب البرية من واشنطن. فقد تلقى الرئيس الامريكي اتصالا قبيل بدء العمليات البرية من غورباتشوف يدعوه لتأخير اي عمل عسكري (لم يكن يعرف الموعد بالتحديد لبدء الحرب) و ترك فرصة اخرى للسلام. رفض بوش ذلك و قال له لو كان العراق يريد الانسحاب لانسحب قبل موعد 15 يناير. و بعد انتهاء المكالمة بدأ بوش اتصالاته البروتوكولية برؤساء كبار اعضاء التحالف لابلاغهم بموعد العمليات. و اتصل ايضا بالرؤساء الامريكيين الاحياء السابقين الاربعة و قادة الكونجرس و خلال ساعات اعلن على التلفاز عن بدء معركة التحرير يوم الاحد 24 فبراير.


خلال ساعات بدأت اول التقارير تصل واشنطن. الفيلق الثامن عشر المجوقل يتقدم كما هو مطلوب بعد ساعتين من بدء العمليات. و الامور تسير بشكل جيد للمارينز و القوات العربية الشرقية. و لا يزال الفيلق السابع مرابطا بانتظار اوامر التحرك لليوم التالي.  لا اثر لاستخدام العراق للسلاح الكيماوي و ان كان هناك تقارير عن بدء عمل تخريبي ممنهج في مدينة الكويت و حوادث اغتصاب و تعذيب  و خطف يقوم بها العراقيون (اتضح لاحقا انها كانت مبالغ بها). انظر الخريطة ادناه لدراسة محاور تقدم اليوم الاول (السهم الابيض). سوف تركز في هذه الحلقة على معارك جنوب الكويت.





الى ارض المعركة، حيث ذكرنا سابقا ان من عوامل قلق شوارتزكوف كان الجو السيء المحتمل يوم 24 فبراير. و كان قد وعد المارنز ب 3 ايام من التغطية الجوية المناسبة التي تتطلب جوا صحوا. و هذا ما لم يحصل. و كان ان بدأت الامطار و الضباب و الرياح بشكل حد من الرؤيا لغاية 50 متر يوم 23 فبراير. و طبعا لن يوقف هذا الامر المعركة، فأذاعت مكبرات الصوت خطاب قائد الفرقة في قواته، انهم يدخلون الكويت محررين لا غازين،و ان ابناؤهم و احفادهم سيذكرون تضحياتهم بالفخر.


و بدأ الاقتحام من منطقة ام غدير في جنوب الكويت. و كان الهدف الاول هو اختراق خطي الغام بين ام غدير و حقل مناقيش البترولي. و كان واجب الاقتحام على عاتق الفوج 6 من المارينز. على ان تلحقهم بعد فتح الطريق لواء النمر من الجيش الامريكي (بدبابات الابرامز الاقوى من دبابات المارينز M60 ) و كان على هذا اللواء التقدم شمالا نحو الجهراء و المطلاع لقطع طريق الانسحاب امام الجيش العراقي من مدينة الكويت. و كان تقدير الفرقة ان الخسائر ستكون بحدود الالف.





بدأ الفوج السادس عملياته الساعة 4:30 فجرا. و بدأت المدفعية العراقية الضرب بمعدل منخفض و دقة قليلة بسبب عدم وجود مرشدين من الجانب العراقي. و تم ارسال مقاتلات بمعدل زوج كل 7:30 دقيقة و استخدمت 140 قطعة مدفعيى  و 9 راجمات لاسكات المدفعية العراقية الغير فعالة اصلا.


عند السادسة وصلت القوات الى عمق 20 كم داخل الكويت. عند خط الالغام الاول. و كانت الخطة تركز على السرعة من اجل امضاء اقل وقت ممكن في منطقة القتل. و الهدف كان فتح 6 ممرات في نفس الوقت في حقل الالغام العراقي. سميت من الشرق للغرب احمر 1 و احمر 2 ازرق  و3 ازرق 4 و اخضر 5 و اخضر 6.


تم ارسال 500 مهندس لفتح هذه الطرق الستة. بدأت دبابات M-60 مزودة بكاسحات الغام تتقدم لفتح الطرق. و ثم بدأ المهندسون تحضير شحنات ناسفة. و كان اروع هذه الانظمة هو نظام MK-154 القادر على قذف 3 حبال مزدوجة متفجرة مسافة 30 متر و بعد التفجير تتقدم الدبابات للتحقق من سلامة الممر.


اول المفاجآت حصلت عند الطريق احمر واحد. فقد اظهرت اجهزة الرصد وجود مادة السارين السامة. و طلب القادة الميدانيون من العقيد المسؤول ايقاف العمل على هذا الخط. فرفض العقيد هذا الطلب. فقام المئات من المارينز بارتداء اطقم الكيماوي لاكمال العمل قبل ان يتبين ان الانذار كاذب.


الساعة 6:55 فتح الطريق احمر 2. و بعده الطريق احمر 1. على الجهة الاخرى كان العمل بطيئا جدا. حيث تم تدمير دبابتين عن طريق لغم بريطاني حصل عليه العراقيون من مستودعات الجيش الكويتي عند الطريق ازرق 4. اما اخضر 5 و 6 فكانت الامور اسوأ. فقط كان سمك حقل الالغام يمتد لمئة متر. حوالي ضعف سماكة الحقل عند احمر واحد و احمر اثنين. و وضع العراقيون كثافة مهولة من الالغام 3 اضعاف الكثافة المعروفة في العلم العسكري. و قد تم تدمير سرفات 3 دبابات و علقت في منتصف الحقل. و فشل احد الحبال في التفجير و الاخر التف على اريال احدى الدبابات و صاح الجميع "اوقف التفجير" في الوقت المناسب قبل وقوع المصيبة.


رغم الفرصة المواتية لضرب المارينز فقد كانت المدفعية العراقية غير ذات تأثير. و حوالي العاشرة تم انهاء فتح الطرق الستة و تم التقدم صوب خط الالغام الثاني. و بمجرد ان تم تجاوزه قام مئات العراقيين من الفرقة السابعة و الفرقة 14 مشاة من الجيش بالاستسلام. و تم انهاء فتح الحقلين بعيد الظهر و اندفع لواء النمر شمالا. كانت المحصلة تعطيل 9 دبابات للمارينز و عربتي نقل و اصابة 14 جندي. تم اسر كتيبة دبابات T-55 كاملة العدد (الكتيبة التاسعة) و معها 5000 مقاتل عراقي.


تم جلب اعلى مسؤول من الجانب العراقي تم اسره (عقيد) و تم استنطاقه من قبل المارينز. و قد لاحظ القادة الامريكيون ان العقيد العراقي كان هندامه مكويا و نظيفا و الحذاء لامع و كان يبدو بحال احسن من القادة الامريكان الذين اسروه.


كان اهم شيء في الاستنطاق هو تفاصيل اللغم الكيماوي الذي ضربه الامريكان. نفى العقيد العراقي استخدام السلاح الكيماوي او انه توجد اي خطط لاستعماله. و رسم خريطة لمواضع بقية قواته. و عند استنطاق قيادة اركان الفرقة ابدى الضابط صدمته من سرعة تحرك الامريكان و انه تم مفاجأتهم بهجوم من الجانب بشكل شل حركة قواته.




على مسافة 20 كم الى الجنوب عند الفرقة الاولى مارينز، كان المحور الثاني لهجوم المارينز يسير بنفس الترتيبات. و قد شرحنا انه تم خرق حقل الالغام في اليوم السابق من الاجناب. و الان الدور على القلب لعمل نفس الخرق. و كان نفس السيناريو من بعض مشاكل في تفجير الالغام الى غياب فعالية المدفعية العراقية. و من اصل 42 مدفع عراقي كان يضرب على المارينز. تم اعطاب 26 بمدفعية المارينز و 16 دمرت من الجو. الساعة 6:44 صباحا ارسلت قوات الهندسة الدخان الابيض و الاخضر دلالة على النجاح في فتح الخط الاول للالغام العراقية. و تبعه الثاني خلال 20 دقيقة بخسارة دبابة. و عند الساعة 10:30 صباحا تم اكمال فتح 14 طريق في حقل الالغام. و جرح 10 مارينز من المدفعية العراقية اثنان جراحهم سيئة. و قتل جندي واحد بلغم. و اسر الامريكيون حوالي 3000 جندي عراقي في هذا القاطع





و بدأ الاندفاع نحو الحقل الثاني من الالغام وسط القصف المدفعي و الصاروخي العراقي. عندما بدأ المارينز يتعرضون للنيران الصديقة من الكتيبة المجاورة. و خلال دقائق تلقت الكتيبة 55 قذيفة دبابة دمرت شاحنيتن و عربة برمائية و قتل جندي واحد (بمجرد سماع اول طلقة ترك المارينز الياتهم وهربو خلف خندق قريب بسبب وجود الاليات على اطراف حقل الغام.


بعد الظهر وصلت القوات خلف حقل الالغام الثاني. و بدأت القوات تتجه نحو قاعدة على سالم الجوية. و القسم الثاني نحو مطار الكويت الدولي.


جلس قائد فيلق المارينز مرتاحا يقرأ التقارير:


1- الفرقة الاولى مارينز: كله يسير حسب الجدول

2- الفرقة الثانية مارينز: كله يسير حسب الجدول

3- لا اثر للكيماوي


و بالتالي لم يتحقق عاملان للخطر كان يخشاه: جحيم من نيران مدفعية عراقية كثيفة على القوات التي تفتح الالغام مما كان سيسبب مذبحة. و عدم وقوع هجوم مرتد عراقي خلال اول 4 ساعات (كما كانت تشير تقديرات الاستخبارات العسكرية).


قال لصحفي مرافق: "لم تتحقق اي من مخاوفنا". الجنود العراقيين جنوب الكويت لم يكونوا مستعدين للقتال بشراسة، "لقد جعلنا منهم بعبعا".


بخصوص هجوم القوات العربية الشرقية على خط الساحل (لواء ميكانيك العاشر جيش سعودي، لواء ميكانيك الثامن جيش سعودي و لواء الميكانيك الثاني حرس وطني و لواء كويتي و بضعة كتائب خليجية)، فلم يصادف اي مقاومة تذكر من الفرقة الثامنة مشاة للجيش العراقي التي استسلم افرادها بعد قتال بسيط. لكن مع ذلك كانت سرعة تقدم القوات العربية ابطا من قوات المارينز التي واجهت مشاكل اكثر. و يلوم المراقبون الغربيون ذلك على بطء حركة الجيش السعودي حتى مقارنة بالحرس الوطني الذي كان مشاركا معه في نفس الجبهة.


و بالتالي نجحت فرقتان مارينز من اقلاق الفيلق الثالث -مشاة- العراقي المسؤول عن الدفاع عن جنوب الكويت و بالاخص الفرق 7 و 14 و 29 مشاة في هذا القاطع التي استسلم الوف من جنودها. مما اربك الخطة الدفاعية العراقية التي كانت تعتمد على تأخير قوات التحالف عن جنوب الكويت قبل ان يتم تحرك الاحتياطي المدرع لصد اي اختراق.على العموم كان لا يزال هناك امل للعراقيين جنوب الكويت في هذا القاطع بسبب وجود 3 فرق من احسن فرق الجيش العراقي: الاولى ميكانيك و الثالثة دروع و الخامسة ميكانيك خلف الخط الدفاع الاول جنوب مدينة الكويت. و كانت خطة قائد الفيلق (الجنرال محمود) هي الدفع بالفرقة الخامسة لمواجهة المارنز يوم 25 و تم تحضير قوات الفرقة للهجوم المضاد الذي كان من ضمن خطط القيادة العراقية الدفاعية. اما المصيبة التي بدأت تتشكل في غرب العراق فلم تصل تداعياتها للقيادة العسكرية العراقية بعد. و هي موضوع الحلقة القادمة.

المصادر:
ٌR-Atkisnon - Crusade
K. Pollack - Arabs at War
Gulf War Air Power Survey - Volume 2 - page 299

اخي مي-17 شاركتنا بكنز الحقيقة.
انا استمعت ﻷول 20 دقيقة و منها نستنتج ان الصورة كانت دقيقة لكنها متأخرة (لا نعرف بالضبط موعد الاجتماع). الاجتماع اعطى وضع الفيلق الثالث لغاية التاسعة صباحا. اي قبل الاختراق الامريكي لحقول الالغام بشكل كامل و قبل انهيار فرق المشاة.

المسألة الثانية هي التركيز على الانزال البرمائي. اي ان خطة الخداع الامريكي قد نجحت الى حد كبير.

وثيقة مهمة جدا و سوف ارجع لها تكرارا في باقي الحلقات. تقييم متواضع عن قيمة هذه المشاركة.

mi-17 كتب:

الاجتماع جرى يوم 24 فبراير 1991 

في يومي 24 و 25 معرفة الامور بالساعة تفرق اخي مي-17. انا كنت اسأل عن ساعة الاجتماع يوم 24. لو تم وقت الظهر او العصر لربما كانت الصورة اوضح لدى القيادة العراقية عن مدى التوغل الامريكي جنوبا. كما اوضحت في الموضوع الاصلي. هناك نقطة اخرى نشير لها، ان تقارير الموقف لم تشر الى توغل بري غرب العراق. و هذه مشكلة كانت صاعقة للقيادة العراقية. حيث فشلت احدى فرق المقدمة في ايصال هذه المعلومة. و سوف اتعرض للجزئية هذه في الحلقة القادمة.

في اخر الفيديو الاول (اخر ربع ساعة) يصل تقرير جديد عن الموقف لغاية الساعة 11:15 صباحا. و بالتالي نستنتج ان الاجتماع حصل قبيل هذا الوقت. و الان بدأت تصل التقارير عن تراجع فرق المشاة امام هجوم المارينز.

في الفيديو الثاني يصل طارق عزيز الاجتماع (او يتحدث ﻷول مرة). بعدها يتم اعادة ذكر الموقف العسكري. المدهش ان العراقيين لا يعرفون اي شيء عن اي الفرق التي تهاجمهم و يظنون ان الفرقة المصرية قريبة من الفرقة 18 العراقية (الموجودة على الساحل، لاحظ اول خارطة في الموضوع).

و على العكس من الموقف جنوبا. يملك الطرف العراقي معلومات ممتازة عن الفرق الموجودة غربا. اي ان كل تمويه شوارتزكوف كان كلاما فارغا و لم يخدع الا صدام حسين. الذي قاوم عدة طلبات من جنرالاته بتحريك فرقة مدرعة من الكويت الى كربلاء كاحتياط للتحشد الامريكي في حال اندفعوا نحو السماوه.

حسنا بدأت الامور تتضح اكثر بالنسبة لي:
1- انا سمعت التسجيل و التبس على الفرقة 14 بالفرقة 18.
2- كانت الفرقة 18 (قصدي 14) تتغرض للهجوم و هي بالفعل قريبة من مناقش (حقل نفطي) عتد "ابط" خارطة الكويت.

3- هذه المنطقة تم الهجوم عليها من قبل الفرقة الثانية مارينز و تبعها لواء النمور المدرع للجيش الامريكي للاتجاه شمالا.
4- توجد القوات العربية المشتركة الى جانب قوات المارينز (على الغرب) لكنها لم تشارك بالهجوم على هذا القاطع بل بدأت العمليات الساعة 3 ظهرا ذلك اليوم (اي بعد وصول تقرير الموقف). و بالتالي اظن ان الصورة اتضحت

تقييم مستحق للأخ المشرف منجاوي .

والموضوع مشوق جدا وهو يكشف عدم الدقه في التقارير الأمريكيه وبل حتى المبالغه والتهويل!

كما أنه يوجد تسميه خاطئه للقاعده الجويه الكويتيه وهي فاعدة علي السالم وليست علي الجابر .

وكانت المعلومات الإستخباراتيه العراقيه أقوى من التقارير الإستخباراتيه الامريكيه وبدلي أن زمر الإستطلاع العميق التابعه الى تشكيلات الإستخبارات العراقيه

وهي مدربه تدريبا راقيا جدا ومزدة بتجهيزات عالية الجودة من الغش والإختفاء والصوير والتنصت .

ولها قابلية التحدث بعدة لغات ومنها الإنكليزيه بالطبع . كانت قد إقتربت خلسة وبزحف بطيء جدا ومن بعد طمر انفسهم بالرمال تماما وليلا فقط الى أمكنة قريبه جدا

من حافات الامام لقوات التحالف الدولي وكانت مزودة بأجهزة تنسط بالغة الدقه وفقط لأغراض التسجيل وليس البث !!!

ولم يتم كشف أيا من تلك الزمر التي كانت تعود لكي تقدم تقاريرا غاية في الدقة والأهميه من تصاوير وتسجيلات لأحاديث الجنود ولكي يتم تحليل تلك

التصاوير واللغات التي يتحدث بها ومن أجل تحليل ما هي طبيعة القوات ومن أي دولة هم تحديدا وما هي الاعلام والشعارات التي تبدو على أسلحة ومواقع

تلك القطعات من قوات التحالف!!!

فمثلا كانت الإستخبارات العراقية توصف لقادة الفيالق والفرق توصيفا دقيقا عن ما هي طبيعة وحجم وجنسية القوات التي تقف أمامها وعلى مبعدة 60كم

بالتمام !

ولكن كانت القيادة العراقية تعمل بواد بينما كان واقع الحال بواد آخر !!!

فالقادة العسكريون العراقيون كانوا متأكدين تماما من الخسارة الأكيدة في تلك الحرب بينما يرى قادة حزب البعث وعلى رأسهم الرئيس السابق صدام حسين

رأيا آخر !!!

والقادة العسكريون العراقيون لا يستطيعون البوح بما يرضي رئيس الدوله !

فمن ذالك الذي يستطيع القول بأن الخسارة أكيده ؟

ومن يقدر أن يحلل بأن قوات التحالف ستقوم بعمل كماشة للقوات العراقية من عدة محاور وهذا شيئ مؤكد؟

ومن يتجرأ على إخبار صدام حسين بأن نسبة الهروب للجنود العراقيين من الموت المحقق لهم بلغت أكثر من 83% من جبات القتال؟

ومن يقوى على القول بأن المعنويات متدنية جدا من بعد القصف الهائل والكارثي من الجو ومن أن الجندي العراقي لا يستطيع حتى من قضاء حاجته؟

ومن سيتحدث عن أن الجندي العراقي لا يفكر بالقتال وإنما بعائلته وما أصابها من قصف ومن عوز غذائي بسبب الحرب والحصار؟

شيئا آخر أحب أن أكرره للمرة الثانية ولأغراض التوضيح فقط...

الأجهزة اللاسلكيه العراقيه كانت معطلة بسبب التشويش الذي ضرب عليها من قبل قوات التحالف .

وكان الإعتماد الوحيد في الإتصالات على أجهزة تلفون المعركه (تلمنت ) و(تاي 57)و(تومسون) وكانت أسلاك تلك التلفونات رغم طمرها بالرمال

معرضة للقطع بسبب القصف الشديد وبعدة مرات يوميا للسلك الواحد وكانت مفارز الإتصالات والمخابره تقوم بإصلاح تلك الأسلاك على مدار 24 ساعه

باليوم الواحد . ولكن من بعد مقتل أعداد كبيرة منهم وبسبب الهروب من جباهات القتال إنقطعت أغلب الإتصالات ما بين الكتائب ومقرات الألوية والفرق

والفيالق !!!

ولذلك كان من المؤكد بأن القيادة العراقية لا تعرف بالظبط أين حصل الهجوم البري وكم كان حجم الهجوم وما نتائجه!!!

شكرا اخي عماد (تم تصحيح الخطأ في الاسم). لكن سؤال لك عزيزي. اين كنت في يومي 23 فبراير و 24 فبراير؟ هل كنت في الكويت ام في العراق؟ و ماذا كان انطباعك عن اليوم الاول من القتال؟

نأسف تماما ان تضحيات ابطال الجيش العراقي لم تستثمر من قبل القيادة السياسية في منحهم فرصة القتال ضمن اي ظروف فيها تكافؤ. الاستطلاع في العمق من اصعب المهمات العسكرية و حتى الامريكان كانت نسبة نجاحهم فيها تقارب ال 50% مع كل التفوق الجوي في المهمات الموكلة.

اقتباس :

كانت الفرقة 18 تتغرض للهجوم و هي بالفعل قريبة من مناقش (حقل نفطي) عتد "ابط" خارطة الكويت. 

لعلي بدأت افقد عقلي دكتور! قصدي 14 هي التي عند مناقيش :]

منجاوي كتب:

شكرا اخي عماد (تم تصحيح الخطأ في الاسم). لكن سؤال لك عزيزي. اين كنت في يومي 23 فبراير و 24 فبراير؟ هل كنت في الكويت ام في العراق؟ و ماذا كان انطباعك عن اليوم الاول من القتال؟

نأسف تماما ان تضحيات ابطال الجيش العراقي لم تستثمر من قبل القيادة السياسية في منحهم فرصة القتال ضمن اي ظروف فيها تكافؤ. الاستطلاع في العمق من اصعب المهمات العسكرية و حتى الامريكان كانت نسبة نجاحهم فيها تقارب ال 50% مع كل التفوق الجوي في المهمات الموكلة.

---------------------------------------------------


أولا أود أن أبين بأن الخريطة أعلاه فيما يخص مواقع الفرق العراقيه هي غير دقيقة بالمره !

فأنا كنت ضمن مقر فرقة المشاة /42 والتي كانت ماسكة لقاطع خط مسؤليتها الدفاعية على الساحل الكويتي فقط ومن منطقة النويصيب على الحدود السعودية يمينا الى ميناء عبدالله يسارا .

ولكن في الخريطة أعلاه يظهر إنفتاح الففرقه /42 خلف قاطع إنفتاح الفرق/8 وعلى يمينها الفرقه 29 وذلك خطأ كبير أنا شاهد عليه !!!

بينما الحقيقة أن فرقة المشاة /8 كانت مفتوحة على يسار قاطع إنفتاح الفرقه/42 وتحديدا من ميناء عبدالله الكويتي الى ميناء الشويخ.

أما فرقة المشاة /29 فكانت مفتوحة على موضعها الدفاعي من منطقة النويصيب أي علي يمين قاطع إنفتاح الفرقه/42 على البر فقط وليس على البحر إطلاقا كما هو مؤشر أمريكيا !


أما بخصوص سؤال المشرف منجاوي فأنا كنت ضمن مقر فرقة المشاة/42 وكانت في البدايه عند وخولها قاطع عمليات الكويت في منطقة السالمي على الحدود الكويتيه - السعوديه الصحراويه.

ومن ثم تحركت الفرقه الى مكانها على الساحل الكويتي في منطقة الشاليهات جنوب الكويت قبل بدء القصف الجوي بحدود الشهرين تقريبا.

وكنت في مقر الفرقه من بداية القصف الجوي يوم 17 /1  والى غاية الإنسحاب من الكويت مساء يوم 2/25.

وهو اليوم الذي حصل فيه الهجوم البري لقوات التحالف على فرقتنا ومن بعد سقوط الفرقه /29 التي كانت تمسك خط الميمنة  .

شكرا جزيلا للاخوة على الردود و الشهادة الثمينة. بحثت في مرجع اخر ووجدت الخريطة التالية:



نلاحظ تبدل واضح في اماكن فرق الفيلق الثالث. و الخارطة تبين موقع مناقيش ايضا. هل ممكن نعتبر هذه الخارطة اكثر دقة؟

mi-17 كتب:

حسب كلام الاخ عماد فقد كان الترتيب هو :

البحر - الفرقه 8- الفرقه 42 - الفرقه 29 

لذلك فالخريطه الثانيه تبدو غير دقيقه ايضا والله اعلم 

---------------------------------------------


نعم أخي قتيبه رغم أن الخريطه الثانيه هي أدق من الأولى ولكنها أيضا ليست دقيقة !

ففرقة المشاة/29 هي التي كانت تمسك الخط الدفاعي على اليابسه فقط على الحدود السعودية - الكويتيه ومن حافة البحر يسارا الى مجمع المخازن النفطية يمينا بالقرب من منطقة (عريفجان) نسبة الى العريف الإنكليزي جان الذي توفي ودفن هناك أيام الإستعمار البريطاني للكويت في

الثلاثينيات.

وكانت فرقة المشاة /42 ماسكة للساحل الكويتي فقط (دور السياحه في الشاليهات) وتحديدا من خط الحدود السعودية - الكويتية على البحر يمينا وإمتداد الى ميناء عبد الله الكويتي يسارا.

أما فرقة المشاة/8 فهي أيضا كانت ماسكة للساحل الكويتي فقط وعلى يسار الفرقه/42 ومن ميناء عبد الله الى ميناء الشويخ .

وحقيقة لا أعرف ما السبب بأن الأمريكان قد رسموا تلك الخرائط الغير دقيقة رغم التقنية الفنية العالية جدا لديهم .

ولكن ربما بسبب أن أوامر القيادة العسكرية العراقية أيام الغزو للكويت كانت تنص على التشتت والتبعثر والإنتشار في مواضع الأسلحة والجنود والمقرات ولكي لا يصيب القصف الجوي والصاروخي والمدفعي لقوات التحالف عددا من الأهداف بضربة واحده .

فمثلا كانت خلفيات ومقرات الفرق منشرة بمسافة تصل من 2كم الى 3كم .

وربما عندما دخلت قوات التحالف ووجدت خلفيات مقرات الفرق العراقيه منتشرة للخلف ومبعثرة تصورت بأن هذه هي مواقع القطعات المتقدمة من تلك الفرق والتي لم يكن أي ربط بينها وبين مواقع مقراتها العليا.

أي أن الأمر ربما قد إلتبس من ناحية تحديد مواقع الفرق العراقية من قبل قوات التحالف.

mi-17 كتب:

هل هنالك دليل ان الفرق العراقيه غيرت من اماكن تمركزها قبل بدء الهجوم البري ؟

اتصور ان اخر المسوحات الامريكية لعمل الخرائط تمت يوم 17 فبراير. و بعدها تم استخدام المسميات كما هي. لست ادري لو قام العراقيون بأي تبديل و لكني اشك في ذلك كون القطاعات انفتحت منذ فترة و الخركة تحت سيطرة العدو الجوية مكلفة. اتصور ان المشكلة الوحيدة بين الخرائط و بين ما يقوله الاستاذ عماد هي في الفرقة 18 مشاة و موضع الفرقة 8، لو ازلناها من الصورة فستكون الامور حسب وصفه. و كون القاطع كان من نصيب السعودية في الاقتحام (و استسلمت بسرعة) قد يكون سببا في عدم مراجعة معلوماتها من قبل الامريكان.

منجاوي كتب:

اتصور ان اخر المسوحات الامريكية لعمل الخرائط تمت يوم 17 فبراير. و بعدها تم استخدام المسميات كما هي. لست ادري لو قام العراقيون بأي تبديل و لكني اشك في ذلك كون القطاعات انفتحت منذ فترة و الخركة تحت سيطرة العدو الجوية مكلفة. اتصور ان المشكلة الوحيدة بين الخرائط و بين ما يقوله الاستاذ عماد هي في الفرقة 18 مشاة و موضع الفرقة 8، لو ازلناها من الصورة فستكون الامور حسب وصفه. و كون القاطع كان من نصيب السعودية في الاقتحام (و استسلمت بسرعة) قد يكون سببا في عدم مراجعة معلوماتها من قبل الامريكان.

-----------------------------------------------

آخر تحرك للفرق العراقية كان قبل بدء القصف الجوي بحدود الشهرين .

والسبب الإستحضارات الكبيرة جدا من حفر الملاجيء بمواصفات خاصة ودقيقة جدا والتي كانت تأخذ وقتا طويلا ولكافة أنواع الملاجيء تحت الأرض بالكامل ومن دون أي إرتفاع عن سطح الأرض .

وكانت الملاجيء محمية بعدة طبقات للسقف الواحد . فمن صفائح الحديد الى حديد الزاويه لغرض تحمل الثقل الناتج من كميات الرمال ومن ثم وضع الطبقه الفالقه من قطع الكونكريت الخرسانية ضد تأثير القنابل ومن أكياس الرمل كطبقة ثانيه .

وكذلك يكون المدخل على شكل حرف(S) لضمان عدم تأثير تشظية القنابل على الجنود والأعتده بصورة مباشره.

وكذلك تم عمل ملاجيء للدروع وقطع المدفعية والعجلات وأكداس الأعتدة الضخمة وكانت كلها على مستوى عال جدا من الحماية ضد كل أنواع القصف المعادي ومن خبرات الجيش العراقي في حرب ال 8 سنوات ضد الجيش الإيراني.

وكانت كل تلك الجهود المضنية التي قام بها الجيش العراقي والحرس الجمهوري تحول دون تغيير قواطع ومواضع الفرق بسبب الجهود الجبارة التي تم العمل بها إستعداد للحرب ضد أقوى وأعتى جيوض العالم التي ستهاجم العراق.

ولكن فقط الفرقة الوحيده التي تحركت من مواضعها كانت الفرقه الميكانيكة /5 إثناء القصف الجوي لقوات التحالف ولغرض تنفيذ واجب إحتلال مدينة الخفجي السعودية .

وحيث سارت تلك الفرقة بالكامل بمسافة 70كم تقريبا تحت القصف الجوي والى حين وصولها الى هدفها ومن ثم الاشتباك مع القوات الأمريكية المدافعة عن مدينة الخفجي وإنتهت المعركه بهرب القوات الأمريكية وقتل وأسر من بقي فيها من قبل الفرقة العراقية الخامسه.