- اقتباس :
- فحتى لو شاهد الجنود انزال فرق من الجو. يجب عليهم ايصال الموضوع للقائد الذي يجب ان يتأكد بنفسه و من ثم يرسل القصة للأركان. و بما ان الصمت اللاسلكي مفروض و على فرض ان الخطوط الارضية قطعت فيجب ارسال ضابط اتصال يقطع مسافة ﻷقرب مدينة مثلا قبل ان يتمكن من الاتصال بالاركان. و عليه من الممكن تفهم تأخر وصولة المعلومات من ناحية غرب العراق.
اليه اتخاذ القرار في الجيش العراقي السابق كانت مركزيه للغايه فمثلا في حرب الخليج الاولى مع ايران كانت القياده العامه للقوات المسلحه تتحرك بمعظمها الى قاطع الهجوم وتتخذ مقرا جوالا غالبا يكون في مقر الفيالق لمتابعه الهجوم وتنسيق الدفاع والهجوم المعاكس
وبالتالي كان قادة الفيالق والفرق العراقيه يتحولون الى اجهزه تنفيذ فقط لخطط لم يشاركوا في رسمها او اعطاء الرأي في رسمها
ولسخريه الامر كانت عواقب اي فشل تقع على قائد الفيلق او قائد الفرقه او التشكيلات الاقل لو خسر المعركه ولم يكن احد يسأل ان كانت الخطه اصلا جيده ام خطه يستحيل تنفيذها !!
بالنسبه لماتفضلت به اخ منجاوي من ارسال ضابط اتصال الى اقرب مكان من الوحدات العسكريه من اجل تحقيق الاتصال
هذا الامر لم يكن منطقيا لعدة اسباب :
1- مكان القياده العراقيه السياسيه والعسكريه لم يكن معروفا طيله ايام الحرب بل طوال الفتره من 1990-2003 " لاسباب امنيه "
فالقائد العام ورئيس الدوله لم يكن احد يعرف مكانه او الاتصال به الا حفنة بسيطه من المقربين
اما باقي القياده العسكريه والسياسيه فكانت جاهله تماما بمكان وجود الرئيس
2- بعد بغداد عن معظم قواطع العمليات , حيث كانت المسافه تتراوح بين 500-600 كم
3- انقطاع الكثير من الجسور والطرق بسبب القصف مع انقطاع الاتصالات السلكيه واللاسلكيه
ولك ان تحسب معي لو ان ضابط اتصال توجه بسياره بسرعه 100 كم / الساعه وبطريق ممهد وغير مقطوع ليصل الى البصره على بعد 600 كم
فالامر سيستغرق منه 12 ساعه ذهابا وايابا اضافه الى الوقت الذي سيقضيه ضابط الاتصال في مقر التشكيل العسكري
وعندما يعود هذا الضابط الى مراجعه لتقوم بدورها بمحاوله الاتصال بسكرتير الرئيس لتنظيم لقاء معه في احد المقار السريه فسيتطلب الامر ساعات اخرى
وبالتالي فان تقدير الموقف قد يتاخر الى حدود 24 ساعه
وللعلم هكذا كانت تقديرات الموقف تنقل للقياده العراقيه في حرب 2003 !!
" القياده العسكريه العراقيه لم تكن قادره على فتح مقرات جواله في مقرات الفيالق في حربي 1991 و 2003 لاسباب امنيه "
اضف الى ذلك فان ليس هنالك احد من القاده العراقيين مستعد لنقل موقف سئ للقائد العام لان هذا كفيل بأقل تقدير الى تحويل هذا القائد الميداني الى المحاكمه وربما الاعدام !!
هذه البيروقراطيه الشديده في نقل التقارير للمركز جعلت العراق يقوم واعتبارا من العام 1998 بانتهاج سياسة تقسيم العراق الى 5 مناطق عسكريه
وهي " الجنوب والشمال والوسط والفرات الاوسط ومنطقه بغداد "
لكن المشكله لم تحل لانه تم وضع قائد سياسي " جاهل عسكريا " في منصب قائد المنطقه
وحتى هؤلاء القاده السياسيين كانوا من الناس التابعين والمخلصين للقائد العام والذين لايمتلكون روح المبادره واتخاذ القرار بدون اخذ موافقه المركز !!