ننتقل الى جنوب غرب العراق. حيث كان هدف التوغل المجوقل للفرقة 101 الامريكية مزدوجا:
اولا: قطع خطوط التموين بين بغداد و القطاعات العراقية في الكويت.
ثانيا: تحقيق فعل الصدمة للقيادة العراقية من تواجد قوات امريكية كبيرة على بعد 200 كم فقط من بغداد.
و كان الموقع الذي يحقق هذا الهدف هو بلدة الخضر. حيث يقترب مجرى النهر من الطريق السريع رقم 8 بما يجعله موقع مثالي لأقامة نقطة عسكرية تقطع الطريق بين بغداد و البصرة.
صباح يوم 25 (اليوم الثاني للعمليات البرية) قامت 4 طائرات شينوك بانزال الدفعة الاولى من الفرقة المجوقلة بعد طيران حوالي 200 كم من السعودية. و تم انزال المعدات الثقيلة على بعد 30 كم جنوب الهدف. على ان يتم دمجها مع الكتيبتين المتوجهتين نحو وادي الفرات بعد الظهر في وجبات الانزال المروحي التالية. حيث لم يكن مدى الشينوك يسمح بالتقدم اكثر و كذلك كان هناك تخوف من اسقاطها من قبل العراقيين. و لكن التقرير الجوي اشار الى عواصف متوقعة مساءا. و بالتالي تم تقرير ارسال القوات مبكرا و الهجوم على الهدف بعد الظهر (و ليس مساءا كما كان مقررا).
سارت قافلة المركبات (60 عربة همفي مزودة بصواريخ تاو) نحو الطريق السريع وسط المطر. و سرعات ما تحول الطريق الى وحل. و بدل ان يصل السلاح الثقيل للمشاة الذين يتم انزالهم على الطريق السريع خلال ساعات قبل حلول الظلام. وصلت المعدات صباح اليوم التالي. مما ترك كتيبتي المشاة التي كانت على الطريق السريع في حال حرج لو قدرت الظروف و كان هناك قوات عراقية ثقيلة تواجههم.
على اي حال، انطلقت 66 مروحية بلاكهوك. تحمل كل واحدة بين 15-17 مظلي الى منطقة الخضر عند الساعة 3 عصرا من العربية السعودية. و كانت منطقة الانزال موحلة لدرجة ان وصل الطين لخاصرة بعض الجنود. و تامل قائد اللواء المنطقة المحيطة. و لم يحصل اي قصف عراقي مدفعي كما كان يخشى. و وسط هطول المطر الشديد بدأت تظهر علامات انارة السيارات المدنية العراقية. و توقفت اول سيارة و نزل منها مواطن عراقي لم يصدق ما رأى قبل ان يهرب بأقصى سرعة.
حسنا تم الانزال، لكن الارض الموحلة و الجو السيء و عدم وجود سلاح ثقيل اقنع القيادة بتأخير انزال الكتيبة الثانية (الالف جندي الثاني) على ارض المعركة لحين استقرار الامور. و بقيت الكتيبة الاولى معرضة لتهديد حقيقي لو وجدت اي قوات عراقية تشتبك معها. و هذا ما لم يكن موجودا. توزعت القوات على الطريق السريع و تم وضع اشارات بالعربية و الانجليزية (منطقة عمليات للجيش الامريكي - ابق بعيدا). و اول اشتباك كان مع 15 جندي مشاة عراقي و انسحبوا بعد ان تم تبادل النار معهم و لجوء المظليين لمورتر عيار 60 مم.
و قد افسد الطين نظامين من اصل 4 منظومات تاو محمولة كانت مع القوات و تم نصب المنظمومتان الصالحتان على الطريق. و كانت الخطة ان لا يتم استهداف السيارات المفردة على اعتبار انها مدنية في الاغلب. اما القوافل فسوف تضرب. و فعلا اتت قافلة من 4 سيارات فقط الاولى تشعل الانارة الامامية و تم ضرب السيارة الاولى و توقفت باقي السيارات و هرب من فيها. و تبين ان فيها شحنة بصل!
بعد قطع الطريق بين بغداد و البصرة، لم يكن امام القوات الامريكية الا انتظار تحسن الجو. او اي هجوم عراقي متوقع. و شعر قائد اللواء بالذعر من تقارير سلاح الجو التي تشير الى قافلة من 200 سيارة عسكرية قادمة من الناصرية نحو قواته. لكن بعد دقائق توقف الموكب و عاد ادراجه. و تم تدمير عدة سيارات تحمل مسروقات من الكويت عندما ارادت اجتياز الحاجز رغم التحذير المتكرر. و اتى عمدة بلدة الخضر يتوسل القوات الامريكية ان يسمحوا لهم بهب العربات العراقية التي دمرت. حيث اشتكى من ظروف القرية السيئة. و وافق الامريكيون على ذلك.
ٌR. Atkinson - Crusade