الوعد بالانتصار
جاءت المفاجأة الأولى لاختبار القوات الجوية ضد القوات المناورة عندما شن العراق هجوما على مدينة الخفجي السعودية المهجرة المتاخمة للحدود. وكانت
لا تزال طائرة الإنذار المبكر JSTARS في مرحلة الاختبار، ولكن رادارها القوي رصدحركة الفرق العسكرية من الفيلق الثالث العراقي. قام مخططو القوات الجوية بتحويل أول طائرة في غضون ٢٠ دقيقة.
وقد كتب هورنر في وقت لاحق: "في كل مرة تبدأ المركبات العراقية في التحرك جنوباً، تقوم طائرات 10-A ،أو 18-A/F ،أو حتى الطائرات طراز 111-F أو 15E-F المزودة بالقنابل Tack Pave بكشفها، وجميعها ستفتح أبواب الجحيم".
أوقفت القوات الجوية القوات العراقية في الخفجي فقط بـ ٢٦٧ طلعة جوية عبر مربعات الموت الستة لمدينة الخفجي.
لا تزال الجهود مكثفة. فقد ضربت طائرات 130-AC الحربية أهدافاً في ليلة ٣٠ و ٣١ كانون الثاني/يناير. واقترب الفجر واقترح مراقب (أواكس أو نظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جواً) أن تتوقف الطائرة الحربية وتعود إلى مقرها. و أجاب الطيار: "لا أستطيع أن أذهب الآن، لدي العديد من الأهداف المتروكة على قارعة الطريق". وبعد ثلاثين ثانية، قال هورنر "إن العراقيين أطلقوا صواريخ أرض جو مضادة للطائرات على ميسرة محرك الطائرة 130-AC ."
تحطمت الطائرة في الخليج، مما أسفر عن مقتل أفراد الطاقم الـ ١٤.
المرحلة ٤ -الحرب على الأرض -
كان من المقرر أن تبدأ بين ١٠ و ٢٠ شباط/ فبراير ١٩٩١ ،وكان شوارزكوف في انتظار تقييم الأضرار التي تم تكبدها للاقتراب من الهدف وإنهاكه بنسبة ٥٠ في المائة. وكان التحقق من تأثير ضربات المعركة واحداً من أكثر القضايا المعقدة في عاصفة الصحراء.
ويوم ٩ شباط/فبراير ، قام هورنر بإطلاع شوارزكوف ، بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال كولن باول وغيره يقولون إن الحملة الجوية ستحقق المستويات المستهدفة من تدمير القوات البرية العراقية في غضون حوالي ١٠ أيام أخرى من التدمير.
الصور الملتقطة من الجو تركز اهتمامها على الضربات الإستراتيجية في العراق، وغالبا لا تعطي التفاصيل اللازمة للتأكد من تدمير المعدات في الكويت
إلا إذا تناثرت أجزاء منها على نطاق واسع، مما دفع إلى التخمين ثانيا.
في يوم ١٥ شباط/فبراير، تدخلت وكالة المخابرات بوزارة الدفاع للمطالبة بأن تقوم طائرات 10-A من الآن فصاعدا بتدمير ثلث الدبابات. وأبدت وكالة المخابرات المركزية اعتراضها. ومع ذلك، فقد شاهد اللواء البحري جون مكونيل، و 2-J في هيئة الأركان المشتركة، ووزير الدفاع ديك تشيني أشرطة كاميرا الطائرات وهي تقوم بتدمير الدبابات. وقبلوا جميعا تقديرات أضرار قيادة المنطقة المركزية الأمريكية، كما فعل شوارزكوف
عشية الحرب البرية، ذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن الوحدات العراقية قد تدهورت قوتها إلى ما يعادل ٦٦ في المائة فقط من قوة ما قبل الحرب. وقبل
يومين من عمليات القوات البرية، أظهرت تقديرات الاستخبارات أن معظم وحدات المشاة في الخطوط الأمامية أقل من ٥٠ في المائة من قدراتها، في حين أن جميع وحدات الحرس الجمهوري ما بين ٥٠ و ٧٥ في المائة من قدراتها، وهو ما سمي بالنصر المؤكد، وقد تبين ذلك من خلال تقرير مبدئي للجيش الأمريكي من قبل الجنرال روبرت سكيلز آنذاك.
لقد وجد بين فرق الحرس الجمهوري، فرقة "توكلنا" والتي بلغت ٥٧ في المائة من فعاليتها القتالية التي كانت عليها قبل الحرب. وكانت فرقة "المدينة"
قد بلغت٦٥ في المائة من قوتها وفرقة حمورابي ٧٢ في المائة. وكانت الفرق الثلاثة من مشاة الحرس الجمهوري وتستحوذ على نحو ٦٠ في المائة من المهام القتالية.
وقد أجمل غلوسان القول: "إن القوة القتالية التي غزت الكويت ليست هي نفس القوة القتالية التي تواجه قواتنا عشية الحملة البرية".
بدأ شوارزكوف الهجوم البري يوم ٢٤ شباط/فبراير ١٩٩١ .لم يُعق المطر والوحل والضباب والطين الهجوم.
لقد كتب مايكل غوردون وبرنارد ترينور في وقت لاحق قائلين: "إن سلاح الجو لم يف بوعده في جعل أي هجوم بري سهل الانتصار، لقد تم كسب حرب برية على مدار أربعة أيام، ولكن سبقتها خمسة أسابيع من القصف الجوي.
ما زال شوارزكوف يأمل في تدمير الحرس الجمهوري، ولكن حدث خطأ بعد ذلك سمح للكثير بالفرار. تجول هورنر في مقر القيادة بعد بضع ساعات من النوم
في وقت متأخر من صباح يوم ٢٧ شباط/فبراير. لاحظ أن خط تنسيق دعم النيران للفيلق الثامن عشر المحمول جوا قد وضع بعيدا في المقدمة أمام تلك الوحدات.
قال هورنر: "حتى يومنا هذا، لم أعرف لماذا يريد أي شخص أن يتجه خط تنسيق دعم النيران FSCL شمالا إلى هذا الحد".
لمدة ١٧ ساعة، تباطأت الضربات الجوية على الحرس الجمهوري حيث يعمل الطيارون تحت قيود مشددة. وبدلا من إفساح المجال للتقدم بسرعة، كانت هذه الخطوة سابقة لأوانها بما يحد من عناصر القدرة لتوجيه ضربات تحت السيطرة المباشرة للمراقبة الجوية الأمامية.
وفجأة استراح الحرس الجمهوري من وتيرة مربع القتال.
وجه هورنر على وجه السرعة اهتمام شوارزكوف إلى ذلك، وقام بتحريك الخطوط. في غضون ساعات من إزالة قيود FSCL ،كان هناك ضغط من واشنطن لإنهاء عملية عاصفة الصحراء. وكانت القوات العراقية خارج الكويت. وأخبر باول الرئيس بأنهم "على أعتاب النجاح" ونصح بألا يُنظر إليه على أنه "يقتل من أجل القتل". قرر بوش في نهاية الأمر إعلان وقف إطلاق النار في تمام الساعة ٠٠:٥ صباحا بتوقيت الرياض يوم ٢٨ شباط/فبراير.
كان تحرير الكويت ضمن وقف اطلاق النار . كما فرضت قيودا على الجيش العراقي على العمليات شمال خط العرض ٣٣ ،وإقامة مناطق حظر على القوات
الجوية العراقية لا يمكن لها التحليق فيها. وسوف تقوم الولايات المتحدة ومقاتلين من قوات التحالف بدوريات في مناطق الحظر الجوي لفرض وصاية الأمم المتحدة. لقد حقق التحالف نصرا عسكريا ذا أبعاد مذهلة. فاقت كل آمال ما قبل الحرب حول السرعة وسقوط ضحايا قليلة. وكانت وحدة قيادة سلاح الطيران هي النقطة التي أثبتت جدواها الآن.
رثى lamented المخططون في سلاح الجو التدمير غير المكتمل لمجموعات الأهداف الاستراتيجية، وخصوصا تلك المرتبطة بأسلحة الدمار الشامل. لكن
الحملة دمرت القدرات العراقية الأكثر تهديدا. وقد ذكر تقرير لوكالة المخابرات بوزارة الدفاع أنه "إذا لم تحدث الحرب في الخليج الفارسي، فإن العراق كان من الممكن أن ينتج أول سلاح نووي في مطلع عام ١٩٩٣."
تركت عاصفة الصحراء السلاح الجوي الأمريكي بمجموعة جديدة من الأولويات.
"كل منعطف كبير في تاريخ الحروب قد حدث من إدخال عنصر الصدمة والمفاجأة surprise and shock في بعض الطرق أو الأشكال الجديدة". هذا ما ذكره الجنرال رونالد فوجلمان بعد ذلك قائلا عن عملية عاصفة الصحراء.
الدروس المستفادة
أصبحت الدقة هي المعيار الأدنى الجديد لسلاح الطيران. وقد قارن مؤلفو كتاب "دراسة القوات الجوية في حرب الخليج" في وقت لاحق ١٢ طلعة جوية
بواسطة طائرات 117-F و F-111F بالقنابل الموجهة بالليزر مع ١٢ طلعة جوية بواسطة طائرات F-111E بالتوجيه العادي، والقنابل غير الموجهة 82 Mk بوزن ٥٠٠ رطل. حيث ألقت المهاجمات (اي الطائرات المهاجمة) غير الدقيقة attackers nonprecision ١٦٨ قنبلة ضد هدفين فقط: جهاز إرسال لاسلكي، ومركز عمليات قطاع الدفاع الجوي. وفي المقابل، استخدمت الهجمات الدقيقة ٢٨ قنبلة ضد ٢٦ هدفا.
فكان التفاوت من ١٣ إلى واحد وذكرت الدراسة أن ذلك كان "أفضل من طلب تضخيم الفارق". وقد تم إخراج مئات من الطائرات القديمة، ومن
بينها مضادات دبابات من طراز 111-F ،من الخدمة لإفساح الطريق لمقاتلات الدقة والاستثمار في التسلل.
لقد نالت عمليات الفضاء مكانا في العمليات القتاليه المتكامله وفي الواقع حصل هورنر على نجمة رابعة وواصل ليقود القيادة الفضائية للقوات الجوية.
أثبتت الحركة mobility أنها عامل حاسم أيضا. فبعد عام من حرب عاصفة الصحراء، وضعت عملية النهوض بقيادة التحرك الجوي ناقلات الوقود والناقلات الجوية معا للمرة الأولى، لضبط العمليات العالمية. وقد ضاعف سلاح الجو التزامه بالطائرة الجديدة 17-C ورعاها من خلال التطوير النهائي للمشكلات، وكل ذلك لضمان القدرة على الانتشار السريع rapid deployment
تم تعليم جيل كامل من الطيارين عمليات التدخل السريع operations expeditionary وفرض منطقة حظر طيران في المنطقة باعتبارها
وسيلة للحياة.
الكاتبه : ريبيكا جرانت هي رئيسة IRIS للبحوث المستقلة. وقد كتبت على نطاق واسع عن القوات الجوية
والعمل في منصب مدير معهد ميتشل. وقد ظهرت مقالة "درع الصحراء" مصاحبة لهذه المقالة،
والتي صدرت في آب/ أغسطس سنة 2010.