الضربه المؤجله : الغاره الجويه العراقيه على مفاعل ديمونه الاسرائيلي
كاتب الموضوع
رسالة
mi-17
مشرف
موضوع: الضربه المؤجله : الغاره الجويه العراقيه على مفاعل ديمونه الاسرائيلي الخميس أبريل 28 2016, 19:37
تابعت الولايات المتحدة الامريكية فصول الحرب مع ايران حتى نهايتها، فكانت تقف الى جانب العراق أحيانا لتمرير أجندة معينة والى جانب إيران تارة أخرى وكانت تنظر لانتصار العراق بعين الريبة والتهجس والخوف من المجهول ففي نهاية عام 1989 أعدت ألمخابرات المركزية الامريكية تقريرها الذي تضمن ان العراق ينوي مهاجمة إسرائيل والتوسع على دول الخليج العربي ويقترب من انتاج الاسلحة النووية والبايولوجية والكيمياوية (مثل الكيماوي المزدوج)، بدورها إسرائيل أعتبرت ذلك تصعيداً ضدها متضامنة مع المخطط الاستراتيجي الامريكي البريطاني وهددت بضرب كافة منشآت التصنيع العسكري ذات العلاقه بانتاج الاسلحة الكيمياوية، مما أثار حفيظة الرئيس صدام حسين للمرة الثانية وصرح لكافة وسائل الاعلام بانه سيدمر نصف أسرائيل باستخدام الكيمياوي المزدوج إذا ما اقدمت اسرائيل على تنفيذ تهديدها.
في هذه الفتره قامت إسرائيل باعمال استفزازية تهدد الامن القومي العراقي مثيرة أعصاب ألقيادة السياسية العراقية.
الفتره ماقبل 18 آذار (مارس) 1990 التي بدأت تتصاعد فيها التهديدات الاسرائيلية، عليه كُلفت قيادة القوة الجوية بمواجهة هذه التهديدات وعلى الفور جرى تصوير المواقع العسكريه في المستعمرات والمدن والمطارات والاهداف المهمة الاخرى ضمن مدى التصوير المائل لطائرات الميراج ف1، وشكلت هذه الصور وثائق رئيسة للتخطيط لضربات الرد المفترضة من قبل القوة الجوية العراقية باستخدام الاسلحة التقليدية، وفي سبيل ذلك بوشر باعداد خطط انفتاح القوة الجوية والحماية والتدريب العملي والتمارين التعبوية. بعد 18 آذار (مارس) 1990 وعند تصعيد التهديد الاسرائيلي للعراق اصبحت مهمة قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي التخطيط لضربة جوية شاملة بكافة الجهد الجوي المتيسر من الطائرات المقاتلة القاذفة والمتصديات (الميراج/ ف1 ، السوخوي/ 24 ،السوخوي/ 22) لمعالجة أقصى مايمكن من الاهداف الاسرائيلية على أن يكون الرد فورياً وباسرع وقت (36 ساعة) ويتم الرد مباشرةً دون الرجوع للقيادة العامة. يروي احد قادة التشكيلات المشارك ضمن تشكيل الضربة الجوية الشاملة لاسلوب التخطيط والتدريب لتنفيذ الضربة من الجهد المخصص من السرب متعدد المهام 121 سوخوي 24 . تم اختيارنا ضمن تشكيل الضربة من السرب 121 سوخوي /24 للسرية والامان وكنت برتبه رائد طيار وبمنصب معاون آمر السرب المذكور، واقترحت ان يكون تشكيل الضربة الجوية باسم (برق) وهو اسم اتفائل به في طيراني، أما تاريخ بدء تدريبنا على الضربة الجوية ضد أسرائيل فهو منذ بداية مايس عام 1990، وآخره هو ضربة جوية تشبيهية على مفاعل تموز يوم 28 حزيران عام 1990، وقد استغرقت الضربة لمدة ساعتان وخمس دقائق وهي نفس مدة الضربة الجوية الشاملة المحتملة مع باقي تشكيلات القوة الجوية.
الضربة الجوية التشبيهية
أقلعنا بطائراتنا من قاعدة البكر (بلد) الجوية بارتفاع عالي ثم بدأت عملية الارضاع الجوي للتزود بكمية 3 طن من الوقود تستمر العملية لمدة ثلاث دقائق ونصف ثم الانخفاض والطيران الواطيء الى منطقة السلمان والدخول الى الاراضي السعودية لمسافة 20 كم من جهة مخفر المعانية والخروج منها باتجاه مدينة القاسم قرب الحلة بارتفاع 20م والاستمرار بالطيران باتجاه مفاعل تموز، كان هناك سباق محموم بين ضباط سيطرة المقاتلات في جميع قواطع الدفاع الجوي من أجل كشف التشكيل ولكن لم يفلح أي قاطع بذلك وكذلك من قبل بطريات صواريخ ومدفعية م /ط، اذكر تم تشغيل سرايا الدخان الموجودة قرب منشأة القعقاع من اجل التشويش علينا مابين المسيب والمحمودية، المهم وصلنا الى المفاعل وتم السحب الى الاعلى والتصويب مع تشغيل منظومات التشويش الخاصة بطائرتنا وتم تصوير الضربة بالكامل وأذكر انها كانت ماقبل المغرب بقليل وبعد الضربة أستمر طيران التشكيل فوق نهر ديالى بارتفاع واطي ولم يتسنى لأحد من إكتشفانا ايضاً ولم يعرف اي قاطع أو سيطرة جوية نحن اين لاننا داخل حوض النهر ولم نرتفع للاعلى الا ونحن قرب بعقوبة ثم النزول بقاعدة البكر الجوية. لم نتلقى اي تدريب خارج العراق على هذا الواجب وقد تم إخفاؤه حتى عن المدربين الروس الموجودين في سربنا لسريته العالية اما عن كفائتنا ومهارتنا فهي معروفة لدى الجميع وحتى المدربين الروس استغربوا من انه كيف لي القيام بطلعتين فقط انجزت مهمة الارضاع الجوي بسهولة وأصبحت بعدها مدرب ارضاع بأربعة طلعات فقط وعلى الكرسي اليمين لان الارضاع على هذا الكرسي صعب جدا عكس الكرسي اليسار وكنا قد اتممنا مهمة أخفيناها عن المدربين وهي الارضاع بارتفاع 100 متر ومحدودية الطائرة هي اقل ارتفاع 1000 متر، أما كيف تم الاختيار فهي للخبرة والمهارة والثقة بالنفس التي كانت لدى الطيارين آنذاك اما عن خطة الضربة فقد وضعت من قبل قيادة القوة الجوية ولكننا عدلنا عليها لتناسب ظروف الضربة لاتمامها على اكمل وجه، أما عن المشاعر فقد كنت مستعد تماما لتنفيذ الواجب كما عهدنا شعبنا من قبل في المهمات الصعبه. اختيار قادة التشكيلات تم من قبل قيادة القوة الجوية اما باقي اعضاء التشكيل فتم من قبلنا نحن بالسرب كان هذا الاختيار قد تم في مايس 1990 حيث اعدت الخرائط من قبلنا (نحن لانتعدى الاربعة طيارين) وعند التدريب نوزعها على البقية ونستلمها منهم بعد النزول مباشرة من التدريب وتحفظ في قاصة أمر القاعدة، لم يجري التدريب عليها أكثر من طلعتان فقط لاننا كنا واثقون من اصابة اهدافنا والعودة بسلام لأمكانية الطائرة الوصول لاهدافها في العمق الاسرائيلي وعدم كشفها من قبل وسائل الدفاعات الجوية الاسرائيلية ولخبرتنا القتالية الطويلة، لم نتعلم أي كلمة عبرية وأذكر أني اخذت أحداثيات مطار شرم الشيخ (قد احتاجه كمطار احتياطي) لان مهمتي ابعد من باقي التشكيلات المحددة ايضاً في الضربة الجوية الشاملة، اما عن اعتماد المصادر فكانت عبارة عن صور جوية لأهدافنا، وكانت ساعة التنفيذ تبقى مجهولة وكنا نتوقعها في أية لحظة.
اسلوب التنفيذ
يقلع التشكيل بقوة ستة طائرات من قاعدة البكر (بلد) الجوية بحمولة اربع طن قنابر شديدة الانفجار وخزانات وقود خارجية اضافية بأتجاه مدينة سامراء بارتفاع 3 كم ثم الدوران الى جهة اليسار بأتجاه قاعدة الوليد الجوية وخلال هذه المرحلة تتم عملية الارضاع بواسطة ثلاث مرضعات من نفس النوع بكمية وقود 3 طن لكل طائرة بوقت 3 دقائق و15 ثانية لكل طائرة، ثم تعود المرضعات الى قاعدة البكر ويستمر التشكيل بنفس الاتجاه ضمن تشكيل الضربة الجوية الشاملة هناك تشكيل آخر من طائرات الميراج ف1 نلتقي به عن بعد قرب قاعدة الوليد وفي نقطة التلاقي تعود طائرات الميراج وينحدر التشكيل بارتفاع 20 م بأتجاه الاراضي الاردنية وعند الدخول ينقسم التشكيل الى 3 تشكيلات كل تشكيل بطائرتين يتجه الى نقطة الـ IP المحددة له نحو (أهداف عسكرية في مستعمرة كريات شمونة والاخر نحو مفاعل ديمونه والاخر نحو ميناء ايلات وهذا أبعد الاهداف)…
قبل الوصول الى الاهداف بدقيقة واحدة تقوم التشكيلات بعمل مناورة الافعى والدخول الى الهدف لامكانية عدم مسكنا من قبل بطريات الصواريخ الموجودة وبعد التسديد وقصف الهدف نستمر لمدة 30 ثانية ثم العودة نحو الاراضي الاردنية والتوجه الى الاراضي العراقية والهبوط على الخط الدولي السريع الذي يربط العراق بالاردن في حالة الاصابة أو حدوث اي عطل آخر، بعد تحديد احداثيات منطقة الهبوط (كانت بخط مستقيم ولمسافة طويلة كافية)، اثناء العودة تكون تشكيلات أخرى بانتظار تشكيلاتنا من أجل الحماية. لم يتم الغاء الواجب الا بعد ان تم ابلاغنا باخلاء طائرات السرب الى ايران، وقد رفضنا المساهمة بالاخلاء لاننا مبلغين بالواجب وتدربنا عليه وابلغنا امر القاعدة بذلك واتصل بالقيادة والجهات العليا الا انهم ابلغونا بالذهاب بالطائرات لان القرار سياسي وليس عسكري لينهي معه قرار الضربه المؤجله التي تم الاعداد والتخطيط لها بكل دقة وعناية كبيره من هيئات ركن وطيارين..
موضوع: رد: الضربه المؤجله : الغاره الجويه العراقيه على مفاعل ديمونه الاسرائيلي السبت أبريل 30 2016, 00:31
اقتباس :
يقلع التشكيل بقوة ستة طائرات من قاعدة البكر (بلد) الجوية بحمولة اربع طن قنابر شديدة الانفجار
و هل تشكيل من 6 طائرات كان سيحقق الهدف المعلن للضربة و هو : "معالجة أقصى مايمكن من الاهداف الاسرائيلية على أن يكون الرد فورياً وباسرع وقت (36 ساعة) ويتم الرد مباشرةً دون الرجوع للقيادة العامة." ؟
mi-17
مشرف
موضوع: رد: الضربه المؤجله : الغاره الجويه العراقيه على مفاعل ديمونه الاسرائيلي السبت أبريل 30 2016, 07:17
f22 raptor كتب:
و هل تشكيل من 6 طائرات كان سيحقق الهدف المعلن للضربة و هو : "معالجة أقصى مايمكن من الاهداف الاسرائيلية على أن يكون الرد فورياً وباسرع وقت (36 ساعة) ويتم الرد مباشرةً دون الرجوع للقيادة العامة." ؟
كلا طبعا
الهدف من الضربه سيكون سياسيا اكثر منه عسكريا
لكن فرص نجاح هكذا ضربه وضد الاسرائيليين كانت فرصه ضئيله للغايه سواءا من ناحيه فرصه اختراق قدرات الدفاع الجوي الاسرائيلي او لجهه تحقيق الضرر بالهدف " فمفاعل ديمونه تحت الارض والعراق لم يملك قنابل خارقه للتحصينات " وفي الاخير فأن اسرائيل حتما لم تكون بمستوى ايران " خصم العراق في حرب الخليج الاولى "
والاهم لو ان القياده العسكريه العراقيه اقتنعت ان لهذه الضربه نسبه معقوله من النجاح لقامت بها ولكن امكانيه فشل الغاره مع امكانيه وجود رد فعل اسرائيلي قوي جعل العراق يتراجع ويكتفي بضرب اسرائيل برشقات من صواريخ سكود المطوره
هنالك نقطه اود التنويه عنها وهي ذكر المقاله بان العراق استطاع استطلاع المواقع الاسرائيليه بواسطه التصوير الجانبي
والصراحه فان هذا الامر صحيح وكانت الطائره العراقيه تحمل شارات السلاح الجوي الاردني وكشف الاسرائيليون هذه الطائره وكان بامكانهم اسقاطها لكنهم فضلوا الاحتجاج لدى العاهل الاردني الملك حسين وتوقفت الطلعات بعد الاحتجاج