أسلحة غير متكافئة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي في عدوانه على غزة

ملازم أول

تظهر الحرب التي يخوضها الجيش الاسرائيلي ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ العاشر من تموز/ يوليو الفائت عدم تكافؤ في الاسلحة المستخدمة في العدوان المستمر على شكل غارات جوية او قصف بحري او توغل لقوات سلاح البر لمسافات محدودة داخل القطاع غزة.

فقد اعتمد الجيش الاسرائيلي في الايام العشرة الاولى من عملية "الجرف الصامد" على سلاح جوه المكون من مقاتلات الـ إف-16، ومروحيات الاباتشي الهجومية، والطائرات المسيرة بدون طيار لإغراض الاستطلاع والقصف التحذيري او استهداف الراجلين، فيما اوكلت لمقاتلات الـ إف-16 مهمة القاء قنابل تدميرية، تزن الواحدة منها طناً، بالإضافة الى قنابل ارتجاجية لتدمير الانفاق التي يعتقد انها حفرت على عمق 30 مترا تحت الارض.

ويستخدم سلاح البر دبابات الميركافا4 المزودة بمنظومة "معطف الريح" التي تعمل على تشتيت الصورايخ المضادة للدروع من نوع الـ RPG، والـ KORNET والتي يعتقد ان المقاومة الفلسطينية تمتلك المئات منها بحسب مصادر عسكرية اسرائيلية.

وبرغم دقة التصويب والاستهداف لمنظومة الاسلحة الاسرائيلية الحديثة، إلا ان العدوان أوقع مئات الضحايا من المدنيين والأطفال اذا بلغ مجموع من استشهدوا جراء القصف الاسرائيلي منذ اندلاع الحرب وحتى 24 تموز/ يوليو 805 شهداء و5200 جريحاً.

وتقول مصادر عسكرية في الجيش الاسرائيلي ان خطة قوات البر التي يشارك فيها لواءا النخبة "غولاني" و"المظليون" هدفت الى مفاجئة قوات القسام بحيث تضطرها للانتقال الى رد الفعل والارتباك وارتكاب اخطاء تسهل القضاء عليها، إلا ان مفاجئة قوات الجيش الاسرائيلي المتوغلة كانت عبر خروج مقاتلي القسام من انفاق حفرت مسافة 3 كيلومترات في العمق الاسرائيلي، وإنزالهم خلف قواتها البرية مرتدين زي الجيش الاسرائيلي، ثم مهاجمتهم وقتل قادة رفيعي المستوى منهم، واستدراج الدبابات وناقلات الجند المدرعة الى حقل الغام في منطقة حي التفاح في 19 تموز/يوليو، وقتل 13 جندي واسر الضابط شاؤول أرون، قد عمل على اضعاف معنويات القوات العسكرية الاسرائيلية المهاجمة، ورفع معنويات قوات المقاومة بشكل لم يسبق له مثيل.

استخدمت المقاومة الفلسطينية صواريخ متعددة المدى والأغراض؛ وكشفت عن مقدرتها الفائقة على تصنيع صواريخ محلية كـM-75، وJ-80، وR160، بالإضافة الى اعداد ربع مليون قنبلة يدوية محلية الصنع، وصواريخ مضادة للدروع وعبوات ناسفة بإحجام كبيرة، ومصنعة من مواد شديدة الانفجار؛ كتلك التي استخدمت في اعطاب دبابات الميركافا المهاجمة في حي التفاح، حيث بلغت نسبة اعتمادها على الاسلحة محلية الصنع90%، فيما تقول مصادر عسكرية في القسام ان لديها مئات الصورايخ التي قامت بتهريبها من ليبيا ابان فترة انهيار نظام القذافي عبر صحراء سيناء.

كما استخدمت المقاومة صواريخ غراد لاستهداف الاليات والحشود العسكرية المتمركزة حول قطاع غزة، وصواريخ كورنيت الروسية وفجر4 وفجر5 ايرانية الصنع بالإضافة الى براق70، حيث أُطلقت الصورايخ من راجمات متحركة او مخفية تحت الارض تشغل بالريموت، او محمولة على مركبة، ويتسع بعضها لـ 36 صاروخا ويتم اطلاقها خلال ثلاث دقائق.

وقد فاجأت قوات القسام اسرائيل في بداية المعركة بعملية انزال كوماندوز بحرية استهدفت قاعدة "زيكيم" العسكرية شمالي قطاع غزة، حيث تم اكتشاف مقاتلي القوة الخمسة لدى وصولهم الشواطئ الاسرائيلية بكامل عتادهم وأسلحتهم والاشتباك معهم وقتلهم.

وأطلقت كتائب القسام طائرة مسيرة بدون طيار UAV"أبابيل1" محملة بصواريخ "مرتان" باتجاه مدينة إسدود شمالي قطاع غزة والتي بثت صورا لقاعدتها في الوقت الحقيقي للحشود العسكرية الاسرائيلية المتواجدة حول القطاع، حيث قامت قوات الدفاع الصاروخي الاسرائيلية بإطلاق صاروخ "باتريوت" لتدمير الطائرة.

ويقول مسؤولون عسكريون اسرائيليون بان عملية "الجرف الصامد" شكلت اختبارا لمنظومات اسلحة جديدة وتكتيكات قتالية يستخدمها الجيش لأول مرة، إذ تم اختبار نظرية المعركة الحديثة القائمة على غزارة النيران والتنسيق غير المسبوق بين سلاح الجو وقوات البر وأجهزة الاستخبارات بشكل متكامل ولأول مرة.

وقال مسؤول عسكري اسرائيلي في 20 تموز/ يوليو الماضي: "في عملية "الرصاص المسكوب" عام 2008-2009 كنا نقوم بـ 75 غارة جوية يوميا على قطاع غزة، وفي عملية "عامود السحاب" عام 2012 تضاعفت لتصل إلى 150 غارة، اما في هذه العملية فأننا نقوم بـ 250 غارة، أي بمعدل غارة كل 4.5 دقيقة، مما يتطلب من جهاز الامن الداخلي (الشين بيت) انتاج تلك الأهداف".

وقد القى سلاح الجو الاسرائيلي 800 طن من المتفجرات على اهداف سكنية في القطاع منذ بدء العملية وحتى اليوم السابع عشر من العدوان، فيما اطلقت فصائل المقاومة بحسب الجيش الاسرائيلي 2270 صاروخاً قامت منظومة القبة الحديدية بالتصدي لـ 448 منها.

وبينما تهدف اسلحة الجيش الاسرائيلي للقتل والدمار كما تظهر نتائجها حتى الآن، فان صواريخ فصائل المقاومة المستخدمة لم يُفَد عن قتلها مدنيين اسرائيليين، مكتفية بحالة الرعب التي سببتها للجبهة الداخلية الاسرائيلية وإجبار نحو خمس ملايين اسرائيلي على الاختباء في الملاجئ كلما دوت صفارات الانذار، مهددة أمن الطيران المدني فوق أجواء مطار بن غوريون، ومفاعل ديمونا الذري لأول مرة في تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي، ونجحت باستنزاف جزء وافر من صواريخ القبة الحديدة التي تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراض منها 52 الف دولار في مقابل 200 دولار لصاروخ المقاومة.

وفيما استبسل مقاتلو المقاومة بضراوة في قتال القوات البرية الاسرائيلية واختطاف أفرادها واستهداف مقاتلات ومروحيات سلاح الجو الاسرائيلي التي تحلق في سماء غزة بصورايخ SAM 7، اضطرت البحرية الاسرائيلية لإعادة نشر سفنها المواجهة لشواطئ غزة خشية استهدافها بصواريخ بر- بحر التي يعتقد انها متوفرة لدى المقاومة.

http://sdarabia.com/preview_news.php?id=32342&cat=1#.U_MqwqH6gdU

» الروهينجيا: من الاضطهاد إلى المقاومة المسلحة
» من الارشيف الاسرائيلي لحرب الاستنزاف .....هجوم الكوماندوس الاسرائيلي على الجزيره الخضراء
» وزير الدفاع الاسرائيلي يرغب في مزيد من النساء المقاتلات في الجيش الاسرائيلي
» من الارشيف الاسرائيلي لحرب الايام السته : المهمات الانتحاريه للكوماندوس البحري الاسرائيلي
» صواريخ-غزة-المقاومة-تتقدم

أسلحة غير متكافئة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي في عدوانه على غزة

أسلحة غير متكافئة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي في عدوانه على غزة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

صفحة 1 من اصل 1