ما زالت الصواريخ النووية الروسية، تشكل في أمريكا الصداع الوحيد على نطاق عالمي. وواشنطن بذلت بالفعل جهودا كبيرة للتعامل مع هذه المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد.
فوفقا لبرنامج نان-لوغار، والذي يعتبر في الولايات المتحدة رمز التفوق الفكري على الروس، تم خفض الإمكانات الاستراتيجية الروسية على مدى 20 عاما، دون طلقة واحدة إلى 7610 رؤوس نووية، 902 صواريخ باليستية عابرة للقارات، 684 صاروخا بالستيا للغواصات، 33 غواصة نووية، 498 صومعة صواريخ، 191 منصة متحركة أرضية، و492 بحرية، و155 قاذفة استراتيجية بعيدة المدى. وتكلفة هذه المسألة، عند المقارنة بالنتيجة، تبدو مضحكة - 8.8 مليار دولار، 40٪ منها ذهبت لدفع خدمات المستشارين الأميركيين نفسهم .. وفي روسيا، كما يؤكد وزير الدفاع آشتون كارتر، تم الدفع فقط لأولئك المختصين الذين شاركوا في تدمير القوة النووية الخاصة ببلدهم.
ومن نفس النوعية، أيضا إتفاق يورانيوم غور تشيرنوميردين(نسبة لرئيس الحكومة الروسية فيكتور تشيرنوميردين ونائب الرئيس الأمريكي الن غور آنذاك)، والذي وصف بخدعة الألفية. فوفقا للإتفاق، الذي نفذ من دون تصديقه في البرلمان الروسي، صدّرت روسيا لمدة 15 عاما إلى المحطات النووية الأمريكية، 500 طن من اليورانيوم، ما شكل 10٪ من مجموع اليورانيوم المستخدم في الولايات المتحدة لتوليد الكهرباء – ما يقارن بـ15 مليار برميل من النفط. والمشكلة ليست فقط في حقيقة أن روسيا لم تتلق سوى 17 مليار دولار، على الرغم من أن التكلفة ، وفقا للخبراء، كان من المفترض أن تبلغ تريليونات الدولارات. نتيجة لهذه الصفقة، فقد الاتحاد الروسي 90٪ من مخزون اليورانيوم لصنع أسلحة نووية، وفي العام 2002، تمكنت الولايات المتحدة من الخروج من معاهدة PRO-72، وهي واثقة بأن روسيا ليس لديها ما تشحن به صواريخا جديدة لضمان اختراق منظومة الدفاع المضاد للصواريخ.
في ذلك الوقت، لم يكن الكرملين يسعى لسباق تسلح بالكمية. أولا، ليس هناك 40 عاما أخرى لجمع نفس الكمية من اليورانيوم العسكري الذي احترق في الأفران النووية الأمريكية. ثانيا، ليس هناك من يسعى لتكرار تجربة الاتحاد السوفياتي، وخوض سباق تسلح. وبعد ما حدث في يوغوسلافيا، وحين أصبح من الواضح أن روسيا الضعيفة يمكن أن تعاني من نفس المصير، أعلن رسميا: سنرد بشكل غير متماثل – أي بتكلفة أرخص.
هذه الكلمات المقدسة، قالها فلاديمير بوتين مرة أخرى في الاجتماع مع جنرالات وزارة الدفاع وقادة صناعة الدفاع في سوتشي، عندما أصبح معروفا أنه تم نشر كائن آخر من الدفاع الصاروخي الأمريكي في رومانيا. ولكن ما الذي تعنيه هذه الكلمات بالمعنى العسكري التقني؟
ربما يمكن ذكر صاروخ "بولافا" وأنظمة صواريخ "يارس"، المزود برؤوس مناورة تفوق سرعتها سرعة الصوت، والسلاح المماثل على سكك الحديد "بارغوزين"، الذي وضع مؤخرا في عملية الإنتاج. كما يتم إنتاج الصاروخ الثقيل من الجيل الخامسRS-28 "سارمات"، والذي لا يمكن التنبؤ بمسار تحليقه حتى من قبل المنظومة الأمريكية المضادة للصواريخ، وقدراته التدميرية المرعبة: فصاروخ واحد – يمكنه مسح منطقة بمساحة ولاية تكساس. وبشكل عام، هذا الصاروخ يعتبر اليوم، سلاحا خارقا.
ولكن وفقا لنائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين، فإن صاروخ "سارمات"، ليس أحدث ما تملكه روسيا في مجال العلوم والتكنولوجيا، مؤكدا أن مواقع الاختبار الروسية مشغولة دائما بالجديد، فعدد الأسلحة والمعدات العسكرية التي يتم اختبارها فقط في "كابوستين يار" قد تضاعف في السنوات الأخيرة. وبالنظر إلى صواريخ "كاليبر" المجنحة، والتي عرضت لأول مرة في سوريا، صناعة الدفاع تفعل بالضبط ما هو مطلوب منها. ونتيجة لذلك، قوات الفضاء الروسية، ألحقت بتنظيم "الدولة الإسلامية" ضررا أكثر بكثير من ضرر جميع قوات التحالف الغربي، والتي تتكون من عدد كبير من الدول الأكثر تقدما والأكثر تسليحا في العالم.
وهذا يعني، أن الحرب العالمية الثالثة، ستعتمد ليس على كميات السلاح وأعداد الرؤوس النووية، بل على نوعية السلاح،.فالسباق الآن يدور في حلبة التسلح الفكري، ويحمل زخم التكنولوجيات الفائقة.