نجح علماء أخيرا في التوصل إلى الصورة الكاملة للمناطق التي يستهدفها النظام المناعي مما يؤدي للإصابة بالنوع الأول من مرض السكري.
واكتشفت الدراسة التي نشرت في دورية "ديابيتس" المنطقة الخامسة والأخيرة التي يستهدفها النظام المناعي.
وقال فريق الباحثين من جامعة "لينكولن" إن هذه النتائج يمكن أن تساعد في تطوير وسائل جديدة للوقاية من المرض وعلاجه.
ووصفت مؤسسة أبحاث السكري البريطانية هذه النتائج بأنها "مذهلة".
وفي النوع الأول من السكري، يدمر النظام المناعي خلايا "بيتا" التي تنتج هرمون الأنسولين الذي يحتاجه الجسم للسيطرة على مستويات السكر في الدم.
ويمكن الإصابة بالنوع الأول من السكري في أي مرحلة عمرية، لكنه يظهر في الغالب تحت سن 40 عاما، خاصة في مرحلة الطفولة.
ويشكل هذا النوع نحو 10 في المئة من إصابات مرضى السكري، لكنه النوع الأكثر شيوعا لدى الأطفال.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على الأجسام المضادة للمرضى المصابين بالنوع الأول من السكري أن هناك خمس مناطق رئيسية يهاجمها النظام المناعي لكن معرفة هذه المناطق على وجه الدقة كانت أمرا صعبا للغاية.
وكشفت دراسات أجريت منذ فترة طويلة عن بعض هذه المناطق المستهدفة، لكن الهدف الأخير ظل مستعصيا على مدى عقدين من الزمان.
وقال الدكتور مايكل كريستي، الذي قاد فريق البحث من جامعة "لينكولن"، في تصريح لبي بي سي: "من خلال هذا الاكتشاف الجديد، فإننا الآن نكون قد أنهينا التعرف على المناطق التي يستهدفها الجهاز المناعي (في مرضى النوع الأول من السكري)، ولدينا (الآن) الصورة الكاملة."
وهذه الأجساد المضادة لها دور في إفراز أو تخزين هرمون الأنسولين إلى حد كبير.
ويستخدم العلماء بعض المعلومات المتعلقة بهذه المناطق المستهدفة في النوع الأول من السكري في تجربة بجامعة "كينغز كوليدج" بلندن بهدف وقف تطور النوع الأول من السكري.
لكن الدكتور كريستي اعتبر أن اكتمال الصورة الآن للمناطق المستهدفة يمكن أن يساعد في إحداث نقلة في توفير الرعاية لمرضى النوع الأول من السكري.
وقال: "بمجرد أن يحدد النظام المناعي أنه يريد التخلص من شيء ما، فإنه من الصعب إيقافه، ولذا فإن السكري أثبت أنه مرض من الصعب منعه."
وأضاف: "لذلك فإننا نأمل من خلال تحديد الأهداف الرئيسية في هذا المرض في أنه بإمكاننا التوصل إلى وسائل للوقاية منه من خلال منع الاستجابة المناعية لهذه البروتينات الخمسة دون أن نترك الشخص عرضة للعدوى."
وتابع: "من خلال التطورات الأخيرة في معرفتنا بالمرض، فإنني متفائل جدا في أن بإمكاننا التوصل لعلاج الآن، وأصبح لدي ثقة أكبر حتى مقارنة بالسنوات الخمس الماضية."
ويعود السبب في النوع الثاني من السكري إلى حد كبير إلى نمط الحياة السيء. ويعاني نحو 90 في المئة من البالغين من النوع الثاني من المرض، وتبدأ الإصابة في الغالب في مرحلة عمرية لاحقة مقارنة بالنوع الأول.
وقالت الدكتور ايميلي بيرنز من مؤسسة أبحاث السكري البريطانية: "من أجل الوقاية من النوع الأول من السكري، فإننا نحتاج إلى أن نفهم بشكل كامل كيف تتشكل الاستجابة المناعية التي تلحق الضرر بالخلايا المنتجة للأنسولين في المقام الأول."
وأضافت: "البحث المذهل للدكتور كريستي يساعدنا على القيام بذلك فقط."
وتابعت: "نأمل في أن النتائج هنا ستستخدم في تحسين الوسائل لمعرفة تلك الحالات التي تواجه خطر الإصابة بالنوع الأول من السكري، وعلى المدى الطويل تقديم معلومات تفيد في التطوير المهم للعلاجات".