ظاهرة الإعلان عن '' اختراعات''.. عندما يصبح العلم تسلية وشو إعلامي
كاتب الموضوع
رسالة
mi-17
مشرف
موضوع: ظاهرة الإعلان عن '' اختراعات''.. عندما يصبح العلم تسلية وشو إعلامي الخميس نوفمبر 03 2016, 20:19
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة أطلق أصحابها عليها " اختراعات"، فمن " جهاز الكفتة" لعلاج الإيدز مرورا بسيارة "الوحش المصري" وصولا إلى طائرة "التوك توك"، عدة اختراعات ظهرت على الساحة إلا أنها انتهت جميعها بالفشل، وطرحت تساؤلا حول سبب إطلاق البعض على مشاريع لم تخضع للبحث العلمي " اختراعات"، والتي تتطلب العمل في فرق بحثية، وإجراء تجارب قد تستغرق سنوات كي ترى النور.
قطار أسرع من الصوت
ظهر الطالب محمد جمال، أغسطس الماضي على فضائية "صوت الشعب" ليعلن عما وصفه باختراع قطار كهرومغناطيسي فائق السرعة، تصل سرعته إلى 570 كيلومتر في الثانية، حيث يكون القطار أسرع من الصوت - على حد تعبيره. وأصبح هذا الاختراع، محل حديث وسخرية من رواد التواصل الاجتماعي، ولم ير "جمال" من ذلك التصريح إلى الآن.
علاج "الكفتة"
منذ عامين طل إبراهيم عبد العاطي، على المصريين بخبر سار حول اختراع علاج فيروس "C" والإيدز، بالاشتراك مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، من خلال كبسولات تعمل على رفع الجهاز المناعي للإنسان- حيث قال عبد العاطي وقتها "سأعطي للمريض صباع كفتة يتغذي عليه"؛ الأمر الذي أثار ضجة وسخرية إعلامية واجتماعية في آن واحد. وحدد "عبد العاطي" موعدًا للإعلان الرسمي لبدء علاج المرضي، 30 يونيو 2014، واعدًا بعلاج كل المرضي إلا أن الاختراع لم يخرج للنور أيضا، وقال إنه سيتم تأجيل الموعد 5 أشهر آخري. وطالبت نقابة الأطباء آنذاك بتقديم كل فريق "عبد العاطي" للتحقيق والمحاكمة والاعتذار.
الوحش المصري
أشرف البنداري، اسم لمع منتصف العام الماضي، نظرًا لاختراعه ما يسمي بـ"الوحش المصري" فهي سيارة جوية برمائية أعلن عنها أمام المارة والإعلام بميدان التحرير ولكنها باتت بالفشل. وقرر البنداري بعدها بحرق الاختراع ورميه بنهر النيل، وسط عبارات السخرية من المواطنين ورواد التواصل الاجتماعي، قائلا عبر صفحته فيسبوك: " عشان كل واحد سخر من الوحش المصري اهو ولع عشان احنا مجرد شباب حاول يعمل حاجة واحنا مش تبع حد .. بس حاولنا نفيد البلد بحاجة". وكتب على السيارة عبارة "لن أقول يكفيني شرف المحاولة بل أقول المحاولة أشرف من النجاح."
طائرة "التوك توك"
في مداخلة هاتفية بأحد برامج التوك شو، قال المواطن صلاح خليل، أمس السبت، إنه استطاع شراء "توك توك" صغير، وقام بتحويله إلى طائرة، أملاً في الطيران للتقليل من الازدحام المروري بشوارع القاهرة. وأضاف: "هجربها بنفسي حتى لا أعرض حياة أحد للخطر، بس لسه مش بتطير، عاوز أطيره بس مش عارف، منتظرين من الانتهاء من التصنيع".
مجرد تسلية
ومن جانبه، قال الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق، إن كلمة اختراع تتمثل في بحث مكون من فريق وليس شخصًا واحدًا، فضلا عن توافر الوقت والامكانيات من معامل وورش وحصوله على شهادة براءة الاختراع من المركز. وأكد رئيس المركز القومي للبحوث السابق في حديثه لمصراوي، أن كل الاختراعات سالفة الذكر مجرد أفكار قد تكون قابلة للتنفيذ أو لا؛ وضرب مثلا بكل من الدكتور أحمد زويل والدكتور مصطفي السيد، قائلا إن كلا الرجلين لم يقوما بالإعلان عن اختراعهما بمفرديهما، بل أعلنا أن ما توصلا إليه كان عبر فريق بحثي متكامل، مشيرًا إلى أن ما يثار في الفضائيات أو مواقع التواصل الاجتماعي لا يعدو كونه "تسلية وشو إعلامي". وعن استقبال المركز اختراعات جديدة في الوقت الراهن، أوضح الناظر أن المركز نجح في الوقت الأخيرة على اختراع مصل انفلونزا الطيور والذي حقق نجاحًا كبيرًا، بالإضافة إلى أن المركز يعمل حاليا على اختراع الدكتور مصطفي السيد بشأن دواء لعلاج السرطان من جزئيات الذهب، مؤكداً أن التجارب ما زالت مستمرة بالتنسيق مع وزارة الصحة ومركز الأورام. واستطرد الناظر، بأنه تم تجربته على الفئران وأثبت فاعلية ثم سيتم تطبيقه على البشر بعد تطبيق البروتوكول الدولي والموافقة عليه، معلقًا: "كل وقتنا للاختراع ده".
أفكار وليست اختراعات
وفي نفس السياق قال الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث، إنه لم يسمع عن تلك الاختراعات المتداولة في وسائل الإعلام، مناشدًا في تصريح لمصراوي، بأن مَن لديه اختراعاً عليه بالتوجه إلى أكاديمية البحث العلمي ليحصل على براءة الاختراع ويقوم بالتنسيق مع الأكاديمية على آليات البحث، "غير هذا غير معترف به كاختراع". أما عن الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي، الذي أصابه الضحك عندما سمع عن اختراع طائرة التوك توك، فقال إنه لم يعد اختراعًا بل فكرة وعلينا فقط تشجيعها. وأكد صقر أثناء حديثه لمصراوي، أن الاختراع لابد أن يتمثل به ثلاثة أشياء هي الأسس العلمية السلمية وفوائده الاقتصادية والاجتماعية وصداه الدولي، غير ذلك مجرد فكرة، موضحًا في الوقت ذاته أن المصري لم يصيبه الفتور الفكري إنما المواطن يتجه إلى الأعمال السهلة والاختراع لابد أن يكون جديدًا.