| | من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات |  |
|
|
| كاتب الموضوع | رسالة |
|---|
|
مشرف
  
 |  موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات  الخميس ديسمبر 01 2016, 08:16 | |
| 24
الجنود العراقيون ماهرون بالقتال الأبيض والأعزل وإشتبكوا بالأيدي مع اليهود هزيمة العدو
فترك ما تبقى من الصهاينة مواضعهم مولين الادبار وانقلب انسحابهم الى هزيمة نركراء تحت تاثير النيران الآتية من:
أ. القوة العراقية المهاجمة من قطعات المشاة والرشاشات الفيكرس.
ب. قنابل مدفعية الهاون المهاجمة.
ج. قنابل المدفعية (25 رطل).
د. القوة الجوية التي كانت تلاحق فلول المهزمين.
و. الفوج الآلي ناقصاً سرية واحدة مع بطرية 7/3 التي صبت نيرانها على أعدائها من القلعة .
وهكذا انتصر جيشنا العراقي البطل على عدوه الصهيوني الغاشم الذي يفوقنا عدداً وعدة بأضعاف ما كنا عليه، وقد القيت خطاباً بالمناسبة هذا نصه ادناه وما النصر الا من عند الله – صدق الله العظيم
يوم مشهود
هو ذلك اليوم الذي انتصر الحق به على الباطل وتزعزت الأركان العقلية لقادة القوة الغاشمة ؛ فجاءت صفعة القوة العراقية على أوجه الصهاينة المشردين من آفاق الأرض لطخة سوداء على جبينهم لا تمحى، فقام وايزمن وقعد فارغد بنغوريون وأزبد وتحصر شرتوك (شاري) وتأفف ولكن بدون جدوى.
نعم في ذلك اليوم أي (6) حزيران سنة 1948 ؛ ياله من يوم مبارك وياله من يوم مشهود.
لقد قررت قيادة اليهود المشردين القيام بهجوم شامل فأوفدوا أكبر قوة ميكانيكية عرفتها معارك فلسطين لمهاجمة الجيش العراقي (ليوثه الكواسير) المرابط آنذاك في منطقة (جنين) فنزلت قوتهم هذه التي كانت تقدر بنحو أكثر من خمسة آلاف مقاتل أمام الخطوط الدفاعية للقوات العراقية التي كانت لا تزيد على الــ(250) مقاتلاً من جميع المراتب والصنوف شمال جنين بمسافة خمسة كيلومترات تقريباً ثم تقدمت زاحفة باستقامة البلدة لاحتلالها وابادة حاميتها عن بكرة ابيها، ومن الجدير بالذكر انه قد تم لهم احتلال البلدة والجبال المحيطة بها دون أن تنفذ رغبتهم في ابادة تلك القوة ولم يدروا أن بينهم وبين ما يبتغون خوط القتاد (قال اخسأوا فيها ولا تكلمون) صدق الله العظيم.
ولم يكن للجيش العراقي قوة احتياطية سوى الفوج الثاني للواء الخامس، ذلك الفوج الذي كان قد وصل من العراق الى نابلس قبل هذا الهجوم بــ16 ساعة فقط.
ولما كنت قائداً للقوات العراقية آنذاك وبعد أن جاءني النذير أو بالأحرى (البشير) أمرت الفوج المشار اليه بالحركة فوراً الى منطقة القال وعندما تلقى الفوج أمر الحركة وذلك في الساعة 02.35 من بعد منتصف ليلة 4 من شهر حزيران فأنتفض وهو يهلل ويكبر وارفع ا؛د الجنود الى قمة الجبل الذي كانوا يشغلونه (فأذن) أذان الصباح وصاح منتسبوا هذا الفوج صيحة واحدة (الله أكبر) وامتطوا سياراتهم وتحركت القافلة والتهليل والتكبير لا يفارق أفواههم حتى وصولهم الى ساحة الشرف الى أنقاذ جنين الوطن العربي الذبيح، الى انقاذ الحامية التي كانت محصورة في قلعتها الى حماية أرواح ساكني هذه البلدة وحماية شرف نسائها وبناتها العربيات المخدرات ولسان حالهم يقول:
ومن لم يذ عن حوضه بسلاحه: يهدَّمْ ومن لا يظلم الناس يظلم
وقد وصل الفوج الى مفرق طريق قرية قباطية – جنين في الساعة الخامسة والدقيقة 20 فتقدم آمره البطل المقدم الركن (آنذاك) العقيد الركن (عمر علي) وأعطى أوامره لاحتلال الجبال المحيطة بقرية جنين والتي كانت مشغولة من قبل القوات الصهيونية وطرد هذه القوة الغاشمة.
فتقدم الفوج وهو العاشق الضمآن لمثل هذا الامر واحتل الجبال القريبة من البلدة ثم استمرت المعركة وفي أثناءها وصل مقر ل4 (لواء الملكة عالية) مع الفوج الأول منه فمددنا أجنحة الفوج الثاني ل5 بسريتين منه فأصبح مجموع المحاربين من الجيش العراقي الذي اشترك في هذه المعركة لا يتجاوز الــ720 جندياً وضابطاً، فاستمرت المعركة صباح يوم 6/6/1948 الباكر، ولم يجد الجيش العراقي بداً من القيام بمهاجمة تحصينات الصهاينة المجرمين بالسلاح الابيض، فاستقر الرأي على تنفيذ هذه الخطة فنهضت القوة العراقية ضباطاً وجنوداً شاكين حرابهم على رؤوس بنادقهم تساندهم مدفعيتنا صائحين صيحة واحدة (الله اكبر) فيردد صداهم الجبل والوادي، فانسحب العدوّ بل انهزم وتقهقر من حيث أتى تاركاً جثث منتسبيه النتنة واسلحتهم وذخائرهم مكدسة فجاءت كلمة الحق (وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا).
نعم انهزم العدو على ايدي أبطال هذه المعركة التي لم تكن تساوي عشر عددهم، صدق الله العلي العظيم القائل: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).
فكانت خسائرهم في الأرواح تقدر بحوالي (1000) قتيل و(1200) جريح هذا فضلاً عن الــ(300) جندي صهيوني أصيب بالجنون من هول هذه المعركة وادخلوا مستشفى حيفا الصهيوني للأمراض العقلية، ولم يخسر الجيش العراقي في هذه المعركة الا ضابطاً واحداً وسبعة وعشرين ضابط صف وجندياً شهداء، فإلى أرواح هؤلاء الابطال الغر الميامين الفاتحة والف تحية وتحية.
وبنتيجة هذه المعركة وصفتنا اذاعة تل ابيب بأننا برابرة أو وحوش فلهم ما يصفون ولهم ما يقولون، لكننا نفتخر ونقول ان هذه المعركة سجلها لنا التاريخ بقلم من نور على صفحاته الخالدة، وانا لهؤلاء الصهاينة لبالمرصاد وكل آتٍ قريب.
الزعيم
طاهر محمد الزبيدي
قائد القوات العراقية في فلسطين – سابقاً
وهذا جدول تقريبي لعدد المقاتلين والشهداء والمفقودين والجرحى والذين جنو من الصهاينة.
1 . عدد المقاتلين من الجيش العراقي 780 مقاتلاً فالشهداء ضابط واحد و27 من المراتب وعدد الجرحى 38 جريحاً.
2 . عدد المقاتلين من الجيش الاسرائيلي أكثر من خمسة آلاف مقاتل وعدد المقتولين هو (975) وعدد جرحاه هو (1200 جريح) والذين اصابهم الجنون من هول المعركة هو (300) وقد نقل لي هذا العدد من الذين جنوا من جنود العدو، ودخلوا مستشفى حيفا للامراض العقلية سكان القرى، كنت أزود سكان القرى المجاورة لمدينة حيفا بالاعتدة التي كانوا يحتاجونها، وانهم ابطال وصمدوا حتى النهاية في وجه الصهاينة المجرمين، هم الذين نقلوا لي نبأ دخول 300 جندي صهيوني مستشفى حيفا للامراض العقلية، نص الخطبة بمناسبة الانتصار على الصهاينة.
فغنمنا كثيراً من أسلحتهم المختلفة التي تركوها في ميدان المعركة مولين الادبار، فوزعنا تلك الاسلحة على المناضلين وعلى الآهلين ليستفيدوا منها في مقاتلتهم أعدائهم اليهود والصهاينة، وبقيت لدينا الاسلحة الآتية التي غنمناها من العدو (كتاب اللواء الركن خليل سعيد – تاريخ حرب الجيش العراقي في فلسطين /الجزء الاول..).
1- (15) بندقية برنو / اعطيت للآهلين المحليين غير المسلحين.
2- (3) مدافع هاون ثلاث عقد.
3- (11) مدافع هاون عقدتين.
4- (2) قاذفة بيات.
5- (3) رشاشات خفيفة مختلفة.
6- (1) رشاشة برن.
7- (9) رشاشات ستن.
8- (34) رمانة يدوية.
9- (3) اجهزة لاسلكية صغيرة.
10- (1) جهاز لاسلكي رقم 18 .
وكمية كبيرة من عتاد الهاون والاسلحة الخفيفة والمعاول والمجارف وبعد ان انهزم العدو الصهيوني هزيمته النكراء هذه فجر يوم 6/حزيران 1948 .
لاحقه جيشنا المغوار فاحتل جنين – الراقم /152 – المعسكر البريطاني بيت فاد- دير غزالة – عراثة – عريوثة – جلمة – وقد احتل المناضلون قرية فقوعة (كانت احدى اليهوديات المقاتلات وراء رشاشهن ترمي المناضلين المتقدمين وقد قتلت في آخر صلية رمتها شهيدين مناضلين ونفذ عتادها، فذبحها المناضلون وهي وراء رشاشتها).
وبينما كان الفوج الثاني للواء الخامس يتسلق المزار لاحتلال القرية، كنت الى جانب آمر اللواء الرابع العقيد الركن صالح زكي توفيق نشرف على المعركة وكنا نشاهد اليهود يخلون مدينة (عقولة) بسياراتهم التي كانت متجهة نحو حيفا وفي الساعة (2.30) ظهراً حضر وكيل القائد العام اللواء الركننور الدين محمود وهو بغاية من الهياج والإضطراب وقال (هاي شنو هالهجوم)؟.. أوقفوا هجومكم هذا فوراً.
إيقاف الهجوم
(بينما يذكر اللواء الركن نور الدين محمود في مسودة ذكرياته الصفحة -44- ان القوة العراقية لم تستثمر الظفر بعد انتصارها على اليهود في معركة جنين) كيف يكون والحالة هذه اسثمار الظفر؟ أفتونا ماجورين ثم كيف علم وكيل القائد العام بتقدم قواتنا البطلة الامر الذي اضطره الى أن يأتي في القوات الذي كانت فيه راية الانتصار ترفرف فوق رؤوس جيشنا الشجاع، وبينما كان اليهود تلاحقهم الهزائم، الهزيمة تلو الاخرى.
ليحضر بمفرده ويأمر بإيقاف القتال (وياللأسف البالغ) ترك البث للعالمين العسكري والتاريخي، ليقدروا ويقرروا الأسباب التي دعته أن يتدخل في امر زحف قواتنا الباسلة ويامر بإيقاف هجومها؟ .. ومن هو الذي اوعز أليه ليتخذ هذا الإجراء الشائن (ان الله شديد العقاب) أنني اقولها كلمة حق، ولا تاخذني في الحق لومة لائم، وهكذا توقف هجوم جيشنا العظيم وأنا لله وانا اليه راجعون.
(انطباعاتي عن الجيش الاسرائيلي وصموده في المعركة)
1 . انه جيش غير مدرب للقتال في الأراضي الجبلية.
2 . يصمد كثيراً في الاراضي السهلة.
3 . يخاف القتال بالسـلاح الابيض.
4 . لا يصمد وتتزعزع معنوياته في القتال في الاراضي الجبلية.
5 . اذا قرر الانسحاب في اي معركة كانت (ينقلب انسحابه هذا الى هزيمة…).
6 . يجيد المعارك الليلية.
7 . لئيم ومنتقم وفتاك.
8 . ماهر في زرع الالغام.
9 . ماهر في الانصات وسرقة البرقيات وحلها جفرياً.
(انطباعاتي عن الجيش العراقي البطل)
1 . انه مدرب للقتال في جميع الحالات في الاراضي الجبلية والوعرة والصحراوية.
2 . يصمد ولا يتزعزع في مواضعه مهما كلفه الأمر (وهنا مثلاً من الامثال البطولية لجنود الجيش العراقي الباسل .. كانت لدينا دورية ثابتة متكونة من جنديين متخندقة في خندقها شمال مدينة طول كرم ومرت بها دورية متحركة من الجيش الأسرائيلي، فما كان من دوريتنا الا أن رمت بنادقها وامسك كل واحد منهم بساق احد اليهوديين وسحباهما الى داخل الخندق، وعض كل واحد منهما لوزة أحد اليهود فلم يتركاهما الى جثتين هامدتين، وطبعاً ان الجنديين العراقيين قد أصابهما بعض الجروح من عض وخمش بأظافر اليهوديين، دخلا مستشفى اخلاء الخسائر في نابلس على أثر ذلك، فزرتهما وباركت لهما ما قاما به من بطولة وعند مجيء رئيس أركان الجيش الى نابلس قصصت عليه هذه القصة فذهب بنفسه أيضاً وزارهما وهنأهما).
3 . يقاتل بأيمان قوي وعزيمة صادقة.
4 . يجيد القتال بالسلاح الابيض.
5 . لا يخاف الموت.
6 . صمود ف2ل5 زعزع معنويات العدو وصار لا يسيطر حتى على نفسه.
7 . لم يكن لئيما ولا منتقماً ولا فتاكاً وخاصة بغير العسكريين.
كانت الفكرة مختمرة لدينا كما سبق ذكره بالهجوم على نثانيا وكسر العمود الفقري من اليهود وشطرهم الى شطرين، نتفق بعدها مع الجيشين العربيين (السوري واللبناني) وننظف المنطقة الشمالية، منطقة الجليل، وهذا هو الهدف الاول الذي كنا نرى لزاماص علينا تنفيذه والهدف الثاني الذي كنا نتوخاه هو: عزل المدن والمستعمرات الصهيونية التي تقع في تلك المنطقة الشمالية والشرقية.
ونظراً للهجوم المباغت الذي قام به الجيش الأرسائيلي على مدينة جنين اضطررنا أن نعدل عن راينا مهاجمة مدينة نثانيا، وضرورة توصية قواتنا المتيسرة على جنين لطرد العدو منها، نظراً للخطة التي كانت القيادة اليهودية قد رسمتها لها في توجيه قواتها الى مدينة جنين، واحتلالها أولاً، وتنفيذ المقدمة الثانية من هجومهم الذي كنا قد اطلعنا عليه في أمر حركاتهم في هجومهم على جنين.
يتبع ..... |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الخميس ديسمبر 01 2016, 08:19 | |
| 25
رسالة في جيب قائد الحملة الإسرائيلية القتيل تحث على تسريع إحتلال جنين
(في جيب أحد ضباط الصهاينة ممن قتل في ساحة المعركة) وكان يتضمن ما يلي:
1 . بعد أحتلال مدينة جنين والقرى التابعة لها يحتل الجيش الأرسائيلي الزاحف الجبال المحيطة بجنين من جنوب المدينة ويشرف على الطريق العام: جنين – قباطية – طوباس – نابلس.
2 . يعيد الجيش الاسرائيلي تنظيمه وينحدر من مواضعه وقيل وصوله الى مدينة (قباطية) ينشطر الى شطرين يتجهان كما يلي:
أ. الرتل الاول: يتقدم من قباطية متجهاً نحو دير شرف، ويحتل مواضع هامة لقطع خط العودة على القوات الموجودة في منطقة طول كرم – قلقيلية – كفر قاسم – مجدل يابه ويتم تاسيرههم أو ابادتهم وتنظف المنطقة.
ب. الرتل الثاني: يتقدم من منطقة مدينة قباطية معقباً مدينة طوباس وينحدر الى جنوب قرية عسكر (جنوب نابلس) ويشرف على الطريق لعام: اريحا – نابلس – وبذلك يقطع خط العودة على القوات الموجودة في نابلس ويبيد القيادة العراقية.
فلو لم نتخذ الأجراءات في العدول عن احتلال نثانيا، والتوجه نحو جنين والدخول في معركة معه، كلنا قد وقفنا في خطا كان لربما يؤدي بخطر جسيم على قواتنا المتمركزة في القطاعين:
طول كرم وقلقيلية – كفر قاسم (مخطط 10)
لذا قررنا الهجوم على القوات الاسرائيلية في منطقة مدينة جنين التي انتهت بالنصر المبين لابطال جيشنا العراقي المنتصر.
(ربنا افرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) (صدق الله العظيم)
بطرية المدفعية 6 عقدة
كانت قد وصلت بطرية مدفعية (6) عقدة متكونة من مدفعين فقط بقيادة الرئيس الاول (الرائد) الحاج عبد الرزاق محمود الى نابلس فامرت آمر البطرية الموما اليه أن يتخذ من قرية (نبي سموئيل) موضعا لبطريته هذه ويدك بها الاحياء اليهودية في القدس الجديدة ليجعل ابنية هذه الضاحية عاليها – سافلها، نظراً لارتفاع قرية (بني سموئيل) الشاهق بالنسبة للقدس الجديدة .. ونظرا لشدة نيران قنابل هذه البطرية اصبح اليهود يشكون الويل والثبور ومن ناحية اخرى كانت مدرعاتنا من كتيبة مدرعات (خالد) تجول حول منطقة تل أبيب، ونضرب ضاحية (بتاح نكفا – ملبس) وهي من ضواحي تل ابيب الشمالية، ولم تكن لليهود آنذاك مدرعات مماثلة ليتمكنوا من أخراجها أمام مدرعاتنا، وكانت مدفعيتنا (25) تدك القرى والمعسكرات وتحشدات اليهود في منطقة طول كرم والى الغرب منها، ولم تكن لديهم مدفعية مماثلة، وكان نسورنا البواسل يمطرون قنايل طائراتهم على اعدائهم أينما وجدوا .. إذن والحالة هذه كان الموقف كما يلي: وعليه جرت مظاهرات صاخبة في تل ابيب من قبل اليهود الذين كانوا يطالبون حكومتهم الاسرائيلية بالاستسلام، نظراً لعدم تمكنهم من استمرارية القتال وخاصة تجاه الجيش العراقي البطل.
الموقف الحربي الذي كان الجيش العراقي فيه، والذي كان السبب في طلب اليهود الاستسلام في مظاهراتهم في تل ابيب.
أولاً: في منطقة طول كرم:
أ. كانت قوات الجيش العراقية مسيطرة سيطرة تامة .
ب. كانت مدفعيتنا (25 رطل) تدك قوات اليهود ومدن وضواحي تل أبيب.
ج. كانت مدرعاتنا العائدة الى (كتيبة خالد) تجول وتضرب (بتاح نكفا – ملبس) وهي ضاحية من ضواحي تل ابيب.
ثانياً: منطقة القدس: كانت بطرية المدفعية العراقية (6 عقدة) تدك الأحياء اليهودية في القدس الجديدة.
ثالثاً: منطقة جنين: كان الأنتصار المبين الذي حققه الجيش العراقي البطل على القوات الاسرائيلية وطردها من مواضعها، بالرغم من تفوق الاسرائيليين على القوات العراقية بالعدد والعُدد باضعاف ما كان الجيش العراقي من قوة، وهذه هي الاسباب التي أخطرت اليهود أن يقوموا بمظاهراتهم ويطلبوا الاستسلام، الأمر الذي جعل رئيس وزرائهم آنذاك (بنغوريون) يخطب بالمتظاهرين في تل ابيب، قائلاً لهم: اصمدوا وانتظروا (48) ساعة فقط حيث ستفرض الهدنة ويتوقف القتال، وفي اثناء الهدنة سنتفوق على اعداءنا.
الهدنة الاولى
وفعلاً قد فرضت علينا الهدنة لمدة اربعة اسابيع وتنفذ امر ايقاف اطلاق النار اعتباراً من يوم 11/ حزيران 1948 وذلك بموجب برقية القيادة العامة للجيوش العربية يوم 10 حزيران 1948 المرقمة /347 ح وهذا نصها: البرقية
(تقرر اعلان الهدنة لمدة اربعة اسابيع وايقاف النار من الساعة (08،00) بوقت فلسطين من يوم الجمعة 11 حزيران 1948 نفذوا ذلك، التفصيلات بالبريد).. انبؤونا الاستلام
وقامت التشكيلات بتبليغ الوحدات العسكرية، وفي الساعة الثامنة من يوم 11 حزيران 1948، توقف اطلاق النار في جبهات الجيش العراقي (وياللأسف البالغ)، ولم يسمع سوى صوت اطلاقات متقطعة من الجانب الاسرائيلي، ولم يجب عليها بالمثل.
فتوقفت الجيوش العربية عن القتال، واعطى المجال لليهود المغتصبين باستمراريتهم بضرب بعض الجيوش العربية واحتلال اراضيهم أثناء الهدنة، وهكذا أرادت دول الغرب ومجلس الأمن معاً… فتوقفنا ولسان حالنا يقول: أجواد العرب يكبو؟.. واليهودي يسود؟.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
(ملاحظاتنا) حول ماركة الدول العربية في معركة فلسطين 1948-1949 .. لقد اشترك في حرب فلسطين لسنتي 1948-1949 .. كل من الدول العربية التالية: نبدؤها من الشمال الى الجنوب:
أ- لبنان – كان لا يملك جيشاً نظامياً بل كان لديه فوجان من الدرك لاستتباب الأمن الداخلي، اذن قابليته في القتال (صفر).
ب- سورية – كانت تمتلك لواءين مشاة فقط، وكان تدريب هذين اللواءين ناقصاً، ولا تملك طائرات ومدفعية وآليات مدرعة أذن قابليتها في القتال: 2 بالمئة وانها أرسلت لواء من لواءيها المشاة الى مدينة (سمخ) على بحيرة طبرية من الجنوب فحاصرتها القوات اليهودية، وقد اخبرني بذلك حالاً (المرحوم) الرائد محمد فائق الحاج سري الذي كنت قد عينته ضابط ارتباط لدى الجيش السوري الشقيق آنذاك، فأرسلت بطرية مدفعية (25 رطل) لتدك مواضع العدو الصهيوني من جهة ومن جهة اخرى ارسلت الطائرات العراقية الثلاث التي كانت تشكل رفاً، ولم املك نجدها آنذاك، فقصفت العدو المذكور بقنابلها قصفاً مركزاً، الامر الذي اضطر اليهود الى التقهقر وفك الحصار عن اللواء السوري الذي كان محصوراً في مدينة (سمخ)، ولو كنت لم اتخذ هذا الأجراء لكان مصير هذا اللواء هو نفس المصير الذي لاقاه اللواء المصري بقيادة العقيد فؤاد الذي كان يلقب (بالضبع الاسود في معركة الفالوجة).
ج- الاردني: كانت لديه فرقة عسكرية كاملة، كاملة بتدريب جنودها، كاملة باسلحتها، كاملة بتجهيزاتها، الا ان هذه الفرقة الوحيدة التي زحفت على فلسطين لتقاتل اليهود وتطردهم، كانت وبالاسف الشديد والعار، قيادة هذه الفرقة بيد رجل عسكري انكليزي يسمى (كرتل لاشي)وفوق راسه الانكليزي المشهور (ابو حنيج) – كلوب باشا – وتحت امرة قائد الفرقة هذه من قادة وضباط ركن وامراء وحدات دخلوا معه القتال وقادوا الجنود الأبطال العرب الأردنيين في معركة هذه الفرقة مع اليهود عدا الضباط التالية اعدادهم والذين مرّ ذكر اسمائهم وواجباتهم سابقاً.
فكان عدد ضباط الانكليز في الجيش الأردني هو (46)ضابطاً انكليزياً وخمسة ضباط عربي.
وكان قائد الفرقة هذا (كرتل لاشي) يتلقى اوامره من سيده وقائده (الفريق كلوب باشا) الذي كان هو الآخر مسؤولاً (على ما أعتقد) عن تنفيذ المؤامرة التي دبرت في الغرب ونفذت من قبله في هذا الجزء من الوطن العربي، الا قاتلك الله يا كلوب، يا من تنكرت للنعمة التي أولاك أياها الملك عبد الله، وجعلك القائد العام لجيشه الاردني.
فستلحقك اللعنة والخزي والعار في الدارين الدنيا والآخرة، وسيطرد اليهود من الارض المغتصبة بمؤامراتكم، وقد بدأها وزيركم (بلفور) عليه الف لعنة ولعنة بوعده المشؤوم (وعد بلفور) انتم المستعمرون الأنكليز والأمريكان والألمان والفرنسيون، وسينجلي الغبار، وسيثبت شباب الامة العربية بجيوشها الجرارة وبقادتها وضباطها الاشاوس وبجنودها الشجعان وبشعوبها المناضلة، وسترون بأم اعينكم هزيمة من حميتموها ربيبتكم (اسرائيل) كهزيمتها تجاه الجيش العراقي الصنديد في معركة جنين حين ولت الادبار تاركة وراءها جثث قتلاها العفنة وسلاحها وهي تتمسك بأذيال العار (وكل آتٍ قريب) وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون… صدق الله العظيم).
د. مصر – كان هذا الجيش كثير العَدد والعُدد، ولكن وبكل مرارة اقولها انه كان غير مدرب بالمرة، وخاصة على فنون الحرب وكان النقب كله ولواء الخليل بقيادة هذا الجيش، وقد سلم النقب كله لليهود ولم يكتف بذلك بل استسلم الى قوة يهودية تقدر بــ(580 جندياً) حاصرت مدينة الفالوجة التي كان فيها الجيش المصري 3500 جندي تحت قيادة آمر لوائهم العقيد فؤاد الذي يلقب (بالضبع الاسود) وكان مقدم لوائه اي – ضابط ركنه – الرائد الركن جمال عبدالناصر (رحمه الله) (سأشرح كيفية محاصرة هذا اللواء وما اتخذ من اجراء حول فك الحصار عنه وما تم بعد ذلك من اجراءات نفذها الضبع مع اليهود الذين كانوا يحاصرونه في تلك المدينة (الفالوجة)….).
واقولها بصراحة وبكل ما في الاسف من معنى أن الجيوش العربية الاخرى لم تشارك في تلك الحرب لا بالرجال ولا بالسلاح حتى ولا بالمال… وأذا كانت حجتهم انهم غير متآخمين لحدود فلسطين فاجيبهم هنا واقول: هل أن العراق متآخم بحدوده مع فلسطين؟
العراق زج بآخر جندي من جيشه، ولم يكتف بقسم من أفراد ووحدات شرطة في المعركة الفلسطينية وقد ساهم بتلك المعركة بكل ما لديه من اسلحة وتجهيزات وكانت المسافة بين العراق وفلسطين تزيد على (1000كيلو متر) فقال (بسم الله مجريها ومرساها أن ربي لغفور رحيم) (صدق الله العظيم).
كانت جبهة الجيش العراقي من مدينة جنين شرقاص الى مدينة طول كرم غرباً والى كفر قاسم ومجدل يابه جنوباً تزيد هذه الجبهة على (160) مائة وستون كيلومتراً، فضلاً عن منطقة كميشر والمجامع، وقد قاتل الجيش العراقي البطل في هذه المنطقة والمناطق الاخرى بكل عقيدة واخلاص، وأن معارك كميشر وجنين وتلول كوفيج، خير شاهد ودليل وبرهان، فكانت هذه المعارك كلها معارك عقيدة وشرف واخلاص، وان الحكومات العربية التي أدارت ظهوركم ولم تشارك ولا بجندي واحد ولا بدرهم واحد، ولا باي سلاح وتجهيزات وكأن المعركة هي ليست معركة المصير، اذن والحالة هذه لو نظرنا بمنظار الحقيقة والواقع لوجدنا ان الذين دخلوا وخاضوا معارك فلسطين هم ثلاثة الجيش العراقي والجيش السوري والقوات المناضلة الفلسطينية سواءاً كانت قوات المرحوم فوزي القادقجي أو التي قاتلت وتقاتل حتى الىن بكل آباء وبطولة وتضحية واخلاص من المنظمات الفلسطينية ولم تنفك الحكومة العراقية الموقرة تؤدي واجبها في هذا السبيل حتى يومنا هذا، فارسلت قواتها وشاركت في حرب 1967، ثم ارسلت قواتها وشاركت في حرب تشرين 1973 .
في الذاكرة من معركة جنين
لقد وجدنا في جيب قائد حملة اليهود التي احتلت قواته قصبة جنين والذي قتل في المعركة كما اسلفنا سابقاً الرسالة التالية:
الى قائد الحملة الاسرائيلية في منطقة عضولة: ان الجيش العراقي على اوهن ما يكون من القوة في القوت الحاضر وقد علمنا ان هناك قوة امدادية ستصل لتقويته في غضون الايام الثلاثة القادمة وان كنتم لا زلتم على رايكم السابق لاحتلال جنين فالظروف الحالية جداً ملائمة، فأسرعوا لتنفيذها بكل سرعة قبل وصول النجدات العراقية… انتهى.. يتبع .... |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الخميس ديسمبر 01 2016, 08:23 | |
| 26
مسلمون أدلاء يقودون الجيش اليهودي نحو مواقع القوات العراقية فيصل العبوشي
هذا هو مثل واحد من الامثال الكثيرة التي كنا نخشاها في تلك البقعة المقدسة الطاهرة، وفعلاً عزيزي القارىء كانت قوتنا في منطقة مدينة جنين تنحصر كما يلي:
1- الفوج الآلي ناقصاً سرية واحدة، كانت لديه والحالة هذه سريتان:
أ. سرية واحدة تحتل الرقم (152) على الهضبات الواقعة شمال مدينة جنين بميلين ونصف الميل وعلى الطريق العام جنين – عضولة.
ب. السرية الثانية تحتل مواضع الى القرب من جنين باستقامة للبحوث
2- بطرية مدفعية جبلية 7/3 – كانت مجموع هذه القوة التي ستقاتل فعلاً من الفوج الآلي لا يتجاوز عددها (250 جندياً فقط) اذن ادعاء (فيصل العبوشي) كجاسوس صحيح 100بالمئة وعليّ ان أفهم القارىء الكريم، من هو هذا (فيصل العبوشي)؟
فهو ابن اخت حلمي العبوشي – رئيس بلدية جنين في ذلك العهد، وفيصل العبوشي، رجل عربي مسلم ومن اهالي فلسطين الاخيار ومن سكنة مدينة جنين نفسها، ونحن ابناء قومه العراقيين من تلك المسافات البعيدة لندافع عن قدسية بلاده وشرقه ونموت من اجلها.
حكم الاعدام
وقد القينا القبض على فيصل العبوشي واودعناه السجن لينتظر مصيره، وكان للجيش اليهودي الذي زحف من عضولة على جنين بارتاله الثلاثة كان له ثلاثة أدلاءهم:
1- انيس
2- يونس كلاهما اخوان مسلمان عربيان من قرية اجلوزة.
3- محمد طاهر من قرية بركين التابعة لمدينة جنين.
كان هؤلاء الثلاثة جواسيس ادلاء لليهود لايصالهم الى جنين وليضربوا القوة العراقية وفي اطرافها.. هؤلاء ايضاً عرب ومسلمون ومن أهالي فلسطين الكرام. فألقينا القبض على هؤلاء الثلاثة وسقناهم مع رابعهم فيصل العبوشي الى المحكمة العراقية العسكرية التي كنا قد شكلناها في نابلس برئاسة (المرحوم) العقيد الركن حبيب وفيق الربيعي، وحكمت المحكمة المشار اليها على اربعتهم بالاعدام شنقاً حتى الموت. فارسلنا الاوراق الحكمية الى الملك عبد الله للمصادقة عليها فأستبدل حكم الأعدام بالسجن المؤبد، وما أدري والله اي جريمة هي أولى بالاعدام من الجريمة التي ارتكبها هؤلاء الجواسيس الخونة الاربعة؟.. ولا بد انهم وبكل تاكيد بعد ان احتل اليهود فلسطين بكاملها أطلقوا سراحهم وكافأوهم على خدمتهم الصادقة لهم، ولربما انهم يشغلون وظائف هامة في دويلة اسرائيل ولعلهم يُعدّون من وجهاء البلد في الوقت الحاضر، في حين الذي خفض حكمهم من الإعدام الى السجن قد قتل في المسجد الأقصى وقبيل ان يؤدي صلاة الجمعة، وفارق الحياة منذ ذلك اليوم، وجرح معه مرافقه الاقدم اللواء محمد السعدي (ابا وليد) الذي كان يشغل وظيفة مدير شرطة لواء السامرة ومقره مدينة نابلس برتبة مقدم في سنتي 1948-1949، وكان رجلاً قديراً طيباً وملماً بتفاصيل واجبه… وبعد مدة شهر ونصف الشهر من هزيمة اليهود، تسرب شخصان من بين خطوط جيشنا الامامية بقصد التجسس لحساب اليهود، وكانا قد ارسلا من منطقة حيفا ومن دائرة الاستخبارات العسكرية، كان هذان الشخصان درزيين، وكانت عيون جنودنا البواسل يقظة وكانوا لهؤلاء ولأمثالهم بالمرصاد، فالقت القبض عليهما، وقد سقناهما الى المحكمة العراقية العسكرية التي كانت برئاسة العقيد الركن (المرحوم) جميل عبد المجيد، فحكم على احدهما المسمى (كابد نمر حسون) بالإعدام شنقاً حتى الموت وذلك بإتفاق الآراء في حكمه، اما الآخر وهو ابن عم (كايد) الذي لم احتفظ باسمه مع الاسف فقد حكم عليه بالاعدام شنقاً حتى الموت بأكثرية الآراء … إذ كان احد أعضاء المحكمة العراقية العسكرية الحاكم المدني محمود نديم غير متفق مع هيئة المحكمة العرفية على اعدامه، فقد استبدل حكم الاعدام بحقه فقط الى السجن المؤبد (الهيئة التبليغية) وفي عصر يوم الحكم أرسلت هيئة التبليغ المتكونة من:
1- متصرف منطقة لواء السامرة السيد نعيم طوقان.
2- عضو المحكمة العرفية العسكرية المقدم محمد خورشيد.
3- معاون مدير شرطة نابلس السيد محمد الاسطة.
4- الشيخ احمد (العالم الديني المسلم).
ذهبت هذه الهيئة لتبليغ المحكوم بالاعدام (كايد نمر حسون) بان الحكم سينفذ فيه فجر صباح اليوم الثاني وفي تمام الساعة (04،30) الرابعة والنصف ومن جهة ثانية خابرت الحاكم العسكري العام للمنطقة التي كانت تحت مسؤولية الحكومة الأردنية وجيشها بصفتي الحاكم العسكري العام للواء السامرة للمنطقة التي كان يشغلها الجيش العراقي، طالباً منه ان يرسل فوراً المشنقة المتحركة مع الضابط المختص بالشنق، فارسل الحاكم الاردني المشنقة والضابط المختص الذي كان برتبة رئيس (نقيب) وقد استعد وتهيا لاداء المهمة التي جاء من اجلها، ولنعد الآن الى الهيئة التبليغية التي قامت برئاسة متصرف اللواء لتبليغ المحكوم بالاعدام (كايد نمر حسون) فعندما جاء دور الشيخ احمد لتلقين المحكوم رفض المحكوم الاستماع اليه ثم سالوه هل تريد شيئاً أو تحب أن تاكل شيئاً؟
اجابهم: اريد مواجهة أبن عمي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد فاتوا بابن عمه اليه، وعندما اقترب ابن عمه منه قال له: يا كايد؟.. انت تخاف الموت؟ .. انت رجل ولا تخاف وبدا يشتم ويكفر، وبعد المواجهة عاد الى سجنه وقد جاءني معاون مدير الشرطة الملازم محمد الاسطة وشرح لي ذلك بالتفصيل.
حوار مع محكوم
(فحق عليه العقاب) فقمت حالاً من محلي وذهبت الى زنزانة المحكوم عليه بالاعدام (كايد نمر حسون) فشاهدته وعندما رآني نهض واقفاً على باب زنزانته فسالته:
س1/ هل بلغوك بتنفيذ حكم الاعدام في الساعة الرابعة والنصف من فجر صباح الغد؟
ج/ نعم سيدي بلغوني ذلك ..!
س2/ هل تشتهي ان تاكل شيئاً؟ ج/ لا يا سيدي.
س3/هل لك طلب أو شيء آخر تريد أن تقوله؟
ج/ نعم يا سيدي هللة هللة بزوجتي واولادي الاثنين.
س4/اين هم زوجتك واولادك واين يسكنون الآن؟
ج/ انهم يا سيدي في حيفا.
س5/اذن والحالة هذه ان زوجتك وولديك في المنطقة المشغولة من قبل اسيادك اليهود ومصيرهم مرتبط بهم هؤلاء اليهود الذين جئت للتجسس لهم وها انك ستفقد حياتك وانت شاب لا يتجاوز الخامسة والعشرين في سبيل خدمتهم.
منصب جديد
كيف نقلت الى منصب الحاكم العسكري العام؟
ومــــاهي الأعمال التي أنجزتها؟.. السامرة وعلى الاخص حالة الامن وحالة الموظفين؟
بعد سقوط اللّد ومطارها والرملة من المنطقة التي كان يحميها الجيش الاردني، أو بالاحرى وبعد ان سلم قائد الفرقة الاولى (الزعيم لاش) وانه فعلاً اللئيم (لاش) بكل اعماله، نعم بعد ان سلم هذه المنطقة الحيوية الهامة الى اليهود (بدون قتال) بمجرد ايعاز من سيده وقائده (الفريق كلوب).
تدفق سيل المهاجرين او المطرودين من هذه المنطقة بعد ان استولى عليها اليهود، تدفق سيلهم على المنطقتين العربيتين للحكومتين الاردنية (حكومة وجيشاً) وللعراقية جيشاً..
وكان آنذاك (ابراهيم باشا هاشم) مشرع القوانين الأردنية، والذي شغل منصب رئيس وزراء الحكومة الاردنية اكثر من مرة، منحه الملك عبد الله رتبة فريق وقتي، وولاه منصب الحاكم العسكري العام لفلسطين، وجعل مقره في مدينة نابلس فاستمر هذا الرجل بوظيفته كحاكم عسكري عام يعاونه معاون حقوقي مدني يسمى (عبد الله كردوس) وبعد ان تدفق سيل المهاجرين أو (المطرودين) وصل القسم الكثير منهم مدينة نابلس عن طريق (بئر زيد) فانتهز الفرصة احد منتسبي مفتي فلسطين السيد أمين الحسيني المسمى (فائق العنبتاوي) (عتبته: قرية تقع بين دير شرف وطول كرم) وهو من قرية عنابتة الواقعة بين نابلس وطول كرم من فلسطين ويشتغل تاجراً للاقمشة في نابلس، قاد هذا الرجل مظاهرة ضخمة من أبناء فلسطين وخاصة من الذين طردوا من بلادهم، وهم لا يملكون سوى رحمة ربهم، واندفع بالمتظاهرين نحو مكتب الحاكمية العسكرية العامة .
وذلك عصر يوم 17/7/1948، وفي الساعة (15.22) من عصر ذلك اليوم رنّ جرس تلفوني في خيمتي فرفعت السماعة واذا بالمتكلم هو الفريق (ابراهيم باشا هاشم) وهو يقول:
طاهر بك، هذه جموع المتظاهرين وقد ملأوا الساحة وهم يهتفون بسقوط الملك عبد الله ويشتمون زوجته ويشتمونني: سناتي الى عندك لاتخلص من شرهم، فقلت له (لا) لا تترك كرسيك، ولا تاتي الى معسكري وخيمتي، فانا آت اليك الآن، وبكل سرعة، تركت خيمتي وانا ارتدي سروالاً قصيرا وجواريب طوالا وقميصي الخاكي، وكنت طبعاً واضعاً مسدسي العسكري (الويبلي) الى جانبي وقيطانه في رقبتي كاسياً رأسي بخوذتي متمنطقاً حزامي النسيجي، ركبت سيارتي (الجيب) وتوجهت الى نابلس والى الحاكمية العسكرية العامة بالذات وكانت مساحة الحاكمية الواسعة جداص ممتلئة بالمتظاهرين، فتركت المتظاهرين، وشأنهم وتسلقت سلم الحاكمية التي كانت تقع في الطابق الثاني من العمارة الحكومية (ومن زمن الانتداب الانكليزي).
ودخلت مكتب الحاكم العسكري العام، فكانت تلك الغرفة الواسعة مكتضة بكثير من المتظاهرين أنفسهم بمن فيهم من صحافيين واطباء ومحامين وتجار وغيرهم وعلى راسهم السيد فائق العنبتاوي المار الذكر، وكانت البلبلة ضاربة أطنابها، حتى أن المجتمعين وجهوا طلباً الى الحاكم العسكري العام الفريق ابراهيم الهاشمي يطالبونه بان ينزل الى جموع المتظاهرين المتراصة امام الحاكمية والذين امتلأات الساحات بهم، ويخطب ويطمنهم من ان مصير هذا الجزء من فلسطين لن يكون مصيره، مصير اللد والرملة التي سلمت الى اليهود بين عشية وضحاها، وعلى حين غرة، وبدون سابق انذار . (الا قاتلكم الله ايها الانكليز ولعنكم ايها الذين تسيرون في ركابهم وتخدمون مصالحهم..) فبعد ان طلب المجتمعون من الحاكم العسكري العام وبالحاح شديد ان ينزل ويخطب ويطمئن المتظاهرين، نظر الحاكم الي ولسان حاله يقول: (شنو رايك يا قائد الجيش العراقي)؟….
فقلت له: تفضل وهذه كلمة حق،وانهم لا يطلبون شيئاً أكثر مما يطمنهم على بقاء السامرة عربية دون ان يصيبها ما اصاب البلاد الاخرى من مكروه، وها انا ذا سائر معك الى المحل المقصود، فنهض الحاكم ونزل ونزلنا كلنا معه الى سلم الحاكمية، وكانت جموع المتظاهرين المنكوبين كثيرة وكثيرة جداً، فخطب فيهم من ذلك المحل وبدأ بالكلمات الآتية وبصوت منخفض:
انتم تعلمون انني نابلسي منكم وان شاء الله ما يصيبكم شيء، فقاطعه المتظاهرون بقولهم اسكت لا نريد منك ان تتكلم، ولا نريد الحكم الاردني، ولا نريد ملكه، نريد السلاح، نريد ان نحارب، كفانا ما نسمع من مماطلاتكم، وعندها انبرى السيد فائق العنبتاوي وقال: والآن ايها الاخوة المجتمعون سيتفضل قائد القوات العراقية ويلقي عليكم كلمته التي جئتم لتسمعوها.
فاحرج موقفي، وتقدمت أمام الحاكم العسكري العام وخطبت بالمتظاهرين، الخطبة التي كانت تتناسب والموقف وشكرتهم على شعورهم بطلبهم السلاح للانضمام الى جيشهم الجيش العراقي الباسل لمقاتلة العدو المشترك وطمأنتهم من أن هذا الجزء من الوطن العربي الفلسطيني ما دام في حماية حراب اخوانكم (الجيش العراقي) الذي أثبت للجميع قابليته ومقدرته في معركة جنين الخالدة، وما النصر الا من عند الله، وجئت بآيات كريمة، وبأحاديث نبوية شريفة وبامثلة واردة ووعدتهم بانني ساكتب الى حكومتي لترسل لي السلاح لازودكم به وساشكل منكم افواجا مناضلة تقاتلون عدو الله وعدوكم بها جنباً الى جنب مع اخوانكم منتسبي الجيش العراقي وما دام هنا وفي هذه البقعة الطاهرة (لواء السامرة) المتكون من نابلس – جنين – طول كرم وضواحيها، جندي واحد من الجيش العراقي فلن يتمكن عدونا وعدوكم اليهودي ان يحتل اي جزء كان من هذا المثلث المبارك. يتبع ..... |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الخميس ديسمبر 01 2016, 08:26 | |
| 27
حاكم عسكري عراقي يتولى ترسيخ الأمن في لواء السامرة بتكليف من الملك عبد الله وكان التصفيق والهتافات تتعالى طيلة استمراري في خطبتي تلك، والآن ارجو منكم الانصراف الى اعمالكم تاركين المجال لي لاتفرغ لتهيئة السلاح الذي طلبتوه وانني فخور بطلبكم هذا، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) (صدق الله العظيم).
اشكركم وفي أمان الله..
وهكذا فرقت تلك الجموع المتظاهرة وهم يهتفون بحياة الجيش العراقي والشعب العراقي والحكومة العراقية .. وفعلاً كتبت في وصف تلك المظاهرة الى حكومتي .. راجياً منها تزويدي بالسلاح اللازم وصرف المبالغ للمتطوعين للانضمام الى افواج المناضلين.
رواتب منتسبي الافواج المتطوعة
وقد تم ما طلبت فخصصت الجامعة العربية الرواتب الى منتسبي المناضلة، لكل مناضل (10) دنانير راتباً شهرياً مقطوعاً.
وقد شكلنا تلكم الافواج المناضلة وشاركناها في القتال بعد ان وزعناها على القطاعات المختلفة، تلكم الافواج التي اصبحت نواة لجيش الانقاذ الفلسطيني الذي يقاتل الصهاينة حتى الآن وبكل تضحية وفداء، نرجع الآن الى البداية الى موضوع الحاكم العسكري العام الفريق ابراهيم باشا هاشم وما تم من أمره؟
بعد ان انصرف المتظاهرون، عدنا انا واياه الى مكتبه وبعد استراحة قصيرة قلت له: سيدي الحاكم وقد كان يكبرني سناً باكثر من (30) سنة، ولا بد (ان نتذكر اذا استعرض ثورتنا المباركة في 14 تموز 1958، حيث كان ابراهيم باشا هذا.. نائباً لرئيس الوزراء في حكومة المتحدة (العراق – الاردن),…)، الذي قتل في صباح ذلك اليوم من قبل الجماهير، نعم قلت له سيدي الحاكم: في مثل هذه الحالات عليك ان تكون رابط الجاش ولا يجوز أن تظهر جبناً أو غير ذلك، ثم ودعته وعدت الى خيمتي في مزرعة عسكر.
انتخابي الحاكم العسكري العام
وفي الساعة (02.30) من ليلة اليوم نفسه أي ليلة 28 تموز 1948، استصحب معه ابن اخيه المسمى (فخري) والذي كان يشغل وظيفة مهندس في دائرة الأشغال في مدينة نابلس وفرّ الى عمان تاركاص الحاكمية بدون حاكم وعلى اثر ذلك أجتمع كل من الملك عبد الله والامير عبد الاله ورئيس وزراء الحكومة الاردنية توفيق ابو الهدى واتفقوا وقرروا انتخابي خلفاً لمن هرب، فصدر أمر تعييني كحاكم عسكري عام بموجب الارادة الملكية الأردنية المرقمة /210/10/أ بتاريخ 2/8/1948 بعد ان تَعَينَ المرحوم اللواء مصطفى راغب قائداً للقوات العراقية فشغلت منصب الحاكم العسكري العام اعتباراً من صباح يوم 25/7/1948 .
صورة الارادة الملكية السامية الصادرة من رئيس الوزراء الاردني بموجب الكتاب الصادر من رئاسة الوزراء المرقم /210/10/أ/5011 بتاريخ 2/8/1948 المتضمن ما يلي:
سعادة الزعيم السيد طاهر محمد المحترم
يسرني ان انقل الى سعادتكم نبا صدور الارادة الملكية السامية بتعيينكم حاكماً عسكرياً للمناطق التي يرابط فيها الجيش العراقي في فلسطين .. واقبلوا فائق الاحترام
ممضاة رئيس الوزراء
توفيق ابو الهدى
وفي أول يوم من استلامي واجبي كحاكم عسكري عام نشرت في الجرائد المحلية البيان التالي:
الى الجمهور الفلسطيني الكريم: لقد باشرت العمل بصفتي الحاكم العسكري العام اعتباراً من صباح هذا اليوم 25/7/1948 متكلاً على الله راجياً مؤازرة اخواني المواطنين لانجاز جميع المعاملات فأرجو أن أكون عند حسن ظن الجميع ومن الله التوفيق
توقيع الزعيم
طاهر محمد الزبيدي
الحاكم العسكري العام
25 / تموز / 1948
كيف كانت الحالة في لواء السامرة وعلى الاخص حالة الامن وحالة الموظفين؟
عندم تسلمت واجبي كانت الحالة في لواء السامر كالآتي:
أ- الفوضى ضاربة اطنابها في كل مكان.
ب- الرمي من قبل الآهلين كان مستمراً ليلاً ونهاراً سواء أكان ذلك ببنادقهم أو رشاشاتهم أو مسدساتهم.
ج- الموظفون لم يأخذوا رواتبهم منذ أن تركت الدولة التي كانت منتدبة (انكلترا) على البلاد مع انهم لم يتركوا واجباتهم في دوائرهم.
د- لم تكن دوائر الحكومة منتظمة ومنسقة.
المجلس الاستشاري
فبناء على ما تقدم، أمرت بتشكيل مجلس استشاري للحاكم العسكري العام، يتكون من علية القوم، ومن المفكرين وذوي الثقافة العالمية ومن الذوات التالية اسمائهم:
1 . السيد سلمان طوقان رئيس بلدية نابلس اصبح وزير الدفاع في الحكومة الاتحادية
2 . السيد هاشم الجبوسي رئيس بلدية طول كرم أصبح وزيراً للاشغال في الحكومة الاردنية
3 . السيد حلمي العبوشي رئيس بلدية جنين اصبح عيناً في مجلس الاعيان الأردني
4 . الحاج معزوز المصري من وجهاء مدينة نابلس أصبح عيناً في مجلس الاعيان الأردني
5 . السيد حكمت المصري من وجهاء مدينة نابلس اصبح رئيساً لمجلس النواب الاردني
6 . السيد فائق العينتاوي من وجهاء ومن تجار مدينة نابلس
7 . السيد احمد الشكعة من الوجهاء
8 . السيد احمد العالول من الوجهاء
9 . السيد احمد طوقان من اثقف المثقفين (وقد اصبح وزيراً للمعارف) في الحكومة الأردنية بعد انضمام الضفة الغربية ثم وزيراً لخارجيتها فمثلها الدائم في هيئة الأمم.
10 . خليل طوقان.
11 . السيد وهيب الخياط سكرتيراً للمجلس الاستشاري وكان يشغل وظيفة (قائمقام مركز قضاء نابلس) آنذاك.
وبعد أن تم تشكيل هذا المجلس، اعلنت في الجرائد المحلية تشكيلة وطلبت من المواطنين الكرام، ان يتقدموا بكل طلباتهم واقتراحاتهم الى رئيس اللجنة المتمثلة بشخص الحاكم العسكري العام. وجعلت اجتماعات المجلس في كل يوم اربعاء من كل اسبوع ومن الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثانية بعد الظهر.
فكانت الطلبات والاقتراحات ترد يومياً وبكثرة فأحيلها بدوري الى سكرتير اللجنة وهذا بدوره يجمعها في اضبارة أو اضابير ويهيئها الى وقت اجتماع اللجنة، فيقدمها اليها وتقرأ ويعطى القرار بشأنها ثم يكتب ذلك القرار بشكل مسودة، فأكتب عليه يطبع.
وهكذا تكتب المسودات لكل قضية وتطبع انفراداً (كجواب) وبعد أن يتم طبع جميع الكتب أطلب من السكرتير أن يذهب الى اعضاء اللجنة ويوقعها من قبلهم، فتوقع القرارات على هذا الاسلوب.
اصادق على ذلك، يبلغ (أن كان يحتاج لتبليغ) أو اكتب ينفذ ثم (أوقع).
بيان
وبهذا كانت تنفذ الطلبات وتبلغ فتصبح والحالة هذه مسؤولية تلكم الطلبات على عاتق اللجنة الاستشارية، الذين هم من ابناء البلد، ومن رجالاتها البارزين.. ثم التفت الى ناحية كثرة اطلاق الرصاص (ليلاً ونهاراً) ورأيت من الواجب ايقاف ذلك بصورة جدية وسريعة فاصدرت البيان التالي.
ال جميع اخواني المواطنين القاطنين في لواء السامرة بألويتها واقضيتها ونواحيها وقراها، وفي اي شبر كان من هذا اللواء.
أن اطلاق النار ليلاً ونهاراً، وبدون انقطاع له محاذيره، وتنحصر تلك المحاذير في النقطتين الرئيسيتين التاليتين:
أ. ضياع الجريمة في حالة القتل والجرح.
ب. ضيع العتاد (دون فائدة) هذا العتاد الذي نرجو أن يحتفض به لتوجيهه الى صدور اعدائكم وأعدائنا المشتركين.
وعليه وبناء على ما تقدم، ارجو من جميع اخواني المواطنين الكف عن الرمي باي نوع كان من الاسلحة ولأي سبب كان ذلك الرمي .. وقد اوعزت الى الشرطة وسطات الأمن أن تلقي القبض على المخالفين (اياً كانوا) وسيحاسبون على مخالفتهم لهذا البيان، وانني اهيب باخواني المواطنين الغيارى اخبار السلطة عن أسماء المخالفين … والله من رواء القصد.
30/7/1948
طاهر محمد الزبيدي
الزعيم
الحاكم العسكري العام
فتوقف الرمي نهائياً، وتحققت لنا الغاية التي من اجلها اصدرنا هذا البيان، وكسبنا الاعتدة أولاً، وحافظنا على أرواح الناس الذين كانت تهدر دماؤهم في فترة تلك الفوضى من الرمي وهنا لا بد لي ان اذكر حادثة وقعت بعد ثمانية أيام من صدور البيان اعلاه الا وهي:
كنت في يوم 10/8/1948، قد ذهبت مساء لزيارة مستشفى الهلال الاحمر في نابلس، وبعد الانتهاء من زيارتي هذه جلست في حديقة المستشفى مع مدير واطباء المستشفى، وبينما كنت جالساً وفي الساعة (09.00) أو (21.00) التاسعة مساءً بالضبط سمعت عدة اطلاقات نارية من محلة (ريفيدية) التي كانت تقع على سفح جبل (طور) الى الشمال لغربي من مدينة نابلس، فطلبت من مدير المستشفى أن يطلب الى مدير شرطة اللواء أن يحضر امامي حالاً، وبعد برهة من الزمن، حضر مدير الشرطة (المقدم محمد السعدي) فقلت له: هل سمعت اطلاقات نارية قبل دقائق معدودة؟ .. فقال نعم، فقلت له: هل عرفت مصدر الرمي واسبابه؟ .. قال: لا … فقلت انها من محلة ريفيدية، وعليك أن تذهب حالاً وتلقي القبض على الرماة (مهما كانت صفتهم) وتأتي بهم الى الحاكمية وانني الآن سأترك المستشفى وأذهب الحاكمية لأكون بانتظار وصولك مع الرماة .. وفعلاً وبينما كنت في الحاكمية دخل علي مدير شرطة اللواء وقال: سيدي ان الذين رموا هذه الاطلاقات اخوين عريسين وبمناسبة فرصة زواجهما جرى رمي هذه الاطلاقات وهاهما ينتظران آمرك في باب غرفتك . فأمرته ان يدخلهما، فدخلا: فقلت لهما: هل تعترفان بأطلاق بعض العيارات النارية من مسدسيكما؟ فقالا: نعم، قلت: هل اطلعتم على البيان الذي نشرته في هذا الخصوص؟
قالا: نعم، فقلت: الم تفهما من بياني هذ أنني سأعاقب المخالف بشدة للمحافظة على أرواح الآخرين من المواطنين؟ .. فقالا: نعم، ونرجو أن نعرض لعطوفتكم اننا قد رمينا هذه الاطلاقات بمناسبة ليلة زفافنا وفي باب دارنا .. فقلت: مهما كان السبب، فانتما خالفتما البيان الذي تعترفون بقراءته، وعليه حكمت عن كل واحد منكما بسبعة ايام سجن.. فرد علي الاخ الأكبر قائلاً: سيدي عروسانا بانتظارنا فقلت لهما ليبقيا بانتظاركما لمدة اسبوع ويزداد شوقهما اليكما ويزداد شوقكما اليهما في هذه المدة القصيرة التي سينتهي أمدها في الأسبوع القادم، وكل آت قريب وهذا هو جزاء المخالفين، والتفتُ الى مدير الشرطة وامرته أن يأخذهما الى السجن ليقضيا مدة الاسبوع، فاستصحبهما الى سجنهما. وفي الساعة (11.00) أو (23.00) من تلك الليلة جاءني السيد سلمان طوقان رئيس بلدية نابلس (عضو اللجنة الاستشارية) ورجاني كثيراً أن أعفو عن هذين العريسين، فقلت له: لا يا ابا غالب، لا أوافقك على ما ترجوه فإنا بسجنهما تضمن تنفيذ بياننا ونحافظ على ارواح المواطنين البريئة، ثم جاءني وفود من الناس يرجون اطلاق سراحهما، فابيت، وهكذا قضى الأخوان مدة أسبوع في سجنهما، وفي يوم الخميس وفي الساعة (9.00) صباحاً اطلق سراحهما فتزوجا وهكذا كان، ثم لفت نظري ما كان يعانيه الموظفون من فاقة وعسر اليد، وان الكثير منهم قد باع الشيء الكثير من حلي زوجاتهم وحوائج دورهم ليقتادوا باثمانها ويصرفوا امورهم المعاشية، فذهبت وواجهت الملك عبد الله وعرضت عليه حالة الموظفين اليائسة، وبينت انه لا بد من ايجاد حل لأدامة حياة هؤلاء الموظفين المخلصين، وايجاد مخرج لتصريف أمورهم وتنظيم ميزانية لموظفي لواء السامرة، مع تنظيم ملاك يخص دوائر الدولة بكل فروعها، فأمر الملك عبد الله بان اواجه رئيس وزراء حكومته السيد توفيق ابو الهدى، فذهبت وواجهت رئيس الوزراء، وعند دخولي مكتبه قال: لقد أتصل بي جلالة الملك وامرني بان انفذ ما تطلبه، فطلبك ينحصر في نقطتين:
1- ملاك الموظفين المدنيين وتخصيص وصرف رواتبهم وهذا ما أرجو أن تواجه وزير المالية به، وساتصل به تلفونيً وأطلب منه أن يهتم للأمر، وينفذ طلبك العادل.
2- أما يخص ملاك ورواتب الشرطة في اللواء، فأرجو مراجعة (كلوب باشا) (سجل يا تاريخ) لينظر في الامر وساكلمه أيضاً، فاجبته انني سوف اذهب الى وزير المالية فور خروجي من كليتك واما مراجعتي (كلوب باشا) فلا يمكن أن اراجع هذا الشخص ولا علاقة لي به، هذا مع العلم أنني اكرهه، فذهبت الى وزير المالية (سليمان سكر) وتباحثت معه، وكنت قد اعدت ميزانية وملاكات موظفي هذا اللواء قبل مراجعتي الملك عبد الله. يتبع .... |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الثلاثاء ديسمبر 06 2016, 21:27 | |
| 28
رفض مخصصات الحكومة الأردنية يقود الملك إلى الإعتقاد بزعل حاكم السامرة
فتباحثنا وتجادلنا وتناقشنا واستمر ذلك لمدة ثلاثة أيام متتاليات فأتفقنا على الملاك وعلى الميزانية والرواتب التي تم الاتفاق بيني وبينه عليها، فإستحصلنا موافقة الملك عليها وتم تنفيذها على أن يتقاضى الموظفون رواتبهم المتراكمة منذ انسحاب الانكليز منها، أما الشرطة ضباطاً ومراتباً وجنوداً فلم ينظر في أمرهم، حتى نفذ صبري، فاضطررت ان اجلس مع مدير الشرطة السيد المقدم محمد السعيدي، وننظم ملاكاً وميزانية ورواتب لهم بموجب جداول خاصة.
مقابلة كلوب باشا
وبعد الانتهاء منها استصحبت مدير الشرطة الموما اليه، ذهبت الى عمان وواجهت (كلوب) الذي لم أره قبل أو بعد مواجهتي الوحيدة هذه له .
وقلت له: جئتك بطلب من رئيس وزراء الحكومة الأردنية ووزير ماليتها للتباحث معك في أمر ملاكات وميزانية ورواتب منتسبي شرطة لواء السامرة، وهذا هو مدير شرطة اللواء المذكور، وقد أقترنت مواقفه جلالة الملك على ضرورة صرف رواتبهم المتراكمة.
فاجابني: لا علاقة لنا بصرف رواتبهم، ومن الضروري ان تصرف الحكومة العراقية رواتبهم للسببين الآتيين:
1- لأنهم يشتغلون في قضايا الامن في المنطقة التي يرابط فيها الجيش العراقي، ويدير شؤونهم حاكم عسكري عراقي وهو انت.
2- ميزانية حكومتنا مفتقرة الى المال، ولا مجال لصرف رواتب لمنتسبي الشرطة في هذا اللواء.
فاجبته: غريب امرك والله أيها الرجل، فالحرب انتهت والمعاهدة بينكم وبين اليهود قد تمت ووقعت، والضفة الغربية من فلسطين وفيها لواء السامرة قد تخصصت وستنظم إلى الحكومة الاردنية وان المسؤولين في الحكومة، وزير المالي الذي يعترف بوجود المبالغ الكافية لصرف رواتب الشرطة، ورئيس الوزراء الذي يؤيد ذلك، والملك الذي أقر طلبي العادل، ويأمر بتمشية رواتبهم، كل ذلك وانت تجيبني بالرفض، من اين ياكلون ويشربون؟ أو لم يكونوا دائبين في وظائفهم، وواجباتهم منذ أن ترك الانكليز لواءهم، والله أقسم وأقولها كلمة حق، لا ابرح من عمان اليوم واعود الى نابلس حتى أحقق الشيء الذي جئت من أجله الا وهو اقرار ملاك شرطة لواء السامرة، وتخصيص ميزانيتهم وصرف رواتبهم المتراكمة، فرضخ (لعنه الله) وقال تفضل وين الملاك… فطلبت من مدير الشرطة عرضه عليه مع الميزانية والرواتب المقررة، فاتفقنا على اتفقنا عليه، وقد توفقنا للحصول على 95 بالمئة من الميزانية والملاك المذكورين، وهكذا، وبعد ان قضينا ليلة واحدة في عمان، قضيتها في دار محاسب السفارة العراقية السيد حكمت، عدتُ راجعاً، وموفقاً الى نابلس، فصرفنا رواتب الموظفين والشرطة المتركمة واستمررنا في صرف رواتبهم شهرياً.
زيارة وزير المالية
وعندما تبلغت بالملاك والميزانية المصدقتين، وجدت ان الحكومة الأردنية، قد خصصت لي مخصصات مقطوعة شهرية مقدارها ستون الف دينار أردني، فرفضتها ورفضت استلامها . فجاءني في عصر أحد الأيام من شهر ايلول 1948 (سليمان سكر) وزير المالية في الحكومة الاردنية الى نابلس، وكنت قد علمت بقدومه قبل مجيئه، فهيات له وليمة شاي العصر بما فيها من كنافة وفواكه وغيرها، وعندما وصل في الساعة (5.30) عصراً، استقبلته مرحباً، فجلس وتحادثنا في قضايا مالية كثيرة، وهو يشرب الشاي حتى وصل بنا الحديث الى الستين دينار وهي المخصصات الشهرية التي خصصت لي فقلت له: انني أرفضها لأنني لم اكن موظفاً أردنياً وأنني والحمد لله أتقاضى راتباً ضخماً من حكومتي (وعليه لا حاجة بي مطلقاً لما خصصتموه لي مع الشكر.
فأجابني: لقد خصصنا عين المقدار من المخصصات للحاكم العسكري العام في القطاع الأردني، وفي منطقة القدس (الفريق عمر باشا مطر) فتقبلها بكل ممنونية، ثم ان هذه هي مخصصات وليست بالراتب، وانك تقيم الولائم، وتضيف الزائرين أمثال جميل المدفعي وجميل الراوي، ومحمود الدرة في (بانسيون الزهور) في نابلس وتصرف من راتبك ومن كيسك الخاص، ما يجب صرفه لتلك الولائم والفنادق ومن راتبك الذي لاولادك حق المساهمة فيه، وهذه هي وليمتك التي هيأتها لي اكبر شاهد وبرهان، وعليه أرجو أن تتقبل استلام هذه المخصصات، فرفضتها راجياً وملتمساً ان يعفيني من قبولها، وأنا ما صرفته واصرفه فهو من فضل ربي، وبذلك انتهينا من الحديث وقفل راجعاً الى عمان.
زيارة الحاكم العسكري العام الأردني
وبعد يومين جاءني زائراً الفريق عمر باشا مطر الحاكم العسكري العام للمنطقة الاردنية، فرحبت به وجلست وتحادثنا كثيراً حتى جرّنا الحديث الى موضوع المخصصات ستون دينار، فقال: فهمت أنك رفضتها، فإذن والحالة هذه من اين تصرف على الوفود والاشخاص الذين يأتون الى منطقة حاكميتك؟ … وانهم بكثرة والحمد لله من عراقيين واردنيين وسوريين وغيرهم، خذ المخصصات كما اتناولها.. فاجبته: انك أردني وموظف اردني وتحمل رتبة عسكرية مؤقتة هي رتبة فريق اردني، فإذا تقبلت هذه المخصصات، فإنك تتقبلها من حكومتك الاردنية، أما انا فلا … (مواجهة رئيس الوزراء الاردني) ثم جريا على عادتي في تعقيب مشاكل اللواء، نزلت يوماً الى عمان وواجهت رئيس الوزراء توفيق أو الهدى وبعد أن رحب بي جلست عنده وآمرلي بالقهوة العربية، والتفت الي وقال:
بلغني انك رفضت المخصصات (ستون دينار) التي وضعناها في ميزانية لواء السامرة، فقلت له: نعم.
فقفال: هل لي ان أعرف السبب؟.. فقلت له: السبب هو لانني عراقي، ولا يمكن أن اتقاضى اي راتب ومخصصات من اي دولة اخرى، وأنني متكفٍ والحمد لله، براتبي الذي اتقاضاه من حكومتي.
فقال: اذن اين نذهب بستون دينار هذه التي وضعناها في الميزانية، فقلت له: بأمكانكم اضافتها الى الفصول التي ترون فيها عجزاً انتهى، ثم إنصرفت من لدنه.
زيارة الملك عبد الله
وفي أحد الايام (الجمع) التي كنت أزور بها الملك عبد الله، وذلك في كل اسبوعين مرة واحدة .. زرت الملك فأستقبلني من باب غرفة استقباله، وأخذني الى الاريكة التي كان يجلس عليها فأجلسني الى جانبه … وبدا يسالني عن الحالة في لواء السامرة وانا اشرح له الامور الواحد بعد الاخر حتى اذ ما انتهينا من حديثنا … التفت الي وقال: ولدي طاهر بك، فأجبته: نعم سيدي، فأردف قائلاً: (ليش انتة زعلان) فقلت له لا يا سيدي انني لست بزعلان، ولا يوجد اي سبب لما تفضلتم به، وان الذي نقل هذ الخبر (انه لظلوم كفار) فأجابني وهو يبتسم: اذن ما هي الاسباب التي دعتك ترفض المخصصات التي خصصناها لك لتنفقها على الوفود والضيوف الذين يزورون منطقتكم (لواء السامرة) وفق ما خصص للحاكم العسكري العام في المقدس الفريق عمر مطر، فتبسمت واجبته: هل تعتبرون عدم استلامي هذه المخصصات دليلاً على انني زعلان؟ فاجاب: اذن ما السبب؟
هل أنها قليلة (نزيدها) فقلت له: لا يا سيدي لا، وارجو أن تسمح لي ان أسرد لجلالتكم قصة صغيرة، وبعد ذلك.
احكموا بما يوحي لكم ضميركم في امر المخصصات التي نحن بصددها، فقال تفضل: فقلت له: جلالتكم ملك البلاد، ومن حقكم المطلق ان تتفقدوا حالة الشعب في أي وقت، وبأي مكان كان، قال نعم، قلت: فلبستم ملابس متنكرة وطفتم شوارع عاصمتكم عمان، قال: نعم وشاهدتم بأم عينيكم أحد افراد المواطنين ضخم الجسم كبير الكرش وصلت به التخمة من كثرة الاكل حتى الفم، قال: نعم وانه واقف على باب دكان بائع الكازوز، يشرب القنينة بعد الاخرى ليزيل شيئاً من تخمته، ويخفف بلواه في كرشه، قال: نعم.
قلت: وفي عين الوقت، لفت نظركم وجود شخص آخر ضعيف البنية، مصفر الوجه، وقد شد على بطنه حجارة ليدفع بها شر الجوع، وهو ملقى على عتبة باب جامع مقابل دكان بائع الكازوز، وقررتم ان تكرموا أحد هذين الشخصين المتخوم والجائع، فلمن تكرمون؟ قال: طبعاً أكرم المسكين الجائع، وعنده قلت له: ها أنا ذا يا سيدي قد وصلت الى بيت القصيد، فأنا يا سيدي ذلك الرجل المتخوم، وان راتبي الشهري يفيض عن احتياجي، وان ذلك الشخص الجائع هو اخونا المنكوب الفلسطيني، فبدلاً من ان تزيدوا من تخمتي يا سيدي، وتمنحوني هذه المخصصات، عينوا اربعة اشخاص من اخواننا واولادنا الفلسطينيين براتب خمسة عشر ديناراً شهرياً لكل منهم وبذلك (تنقذون أربع عوائل) يدعون لكم بطول العمر والصحة فايهما أحسن عملاً؟
فقام فوراً وقبلني من وسط جبيني وهو يقول: ليت عندي أثنين مثلك يا طاهر.
برقية النقل
(وقد تم سحبي من فلسطين بموجب برقية القيادة العراقية المرقمة 1105/6 في 22 نيسان 1949) في القوت (10،25).. يلغى منصب الحاكم العسكري العام للواء السامرة اعتباراً من الساعة (19.00) من يوم 30/4 يعود الزعيم طاهر محمد الزبيدي الى العراق يعاد الضباط والمراتب بضمنهم ضباط ومراتب لجنة التصفية الى وحداتهم الاصلية بعد انجاز واجباتهم تؤمن مواصلات نابلس وسائط النقل اللازمة لاعادتهم الى وحداتهم.
اجزونا والمراجع المختصة والسلطات الاردنية بغلق الحاكمية المذكورة بعد انتهاء التسلية بعد انتهاء التسلية انبؤونا التنفيذ.
الفريق الركن
قائد القوات العراقية
وعندما أنهيت واجبي وتركت فلسطين، ذهبت الى الملك عبد الله لاودعه، فعرض علي البقاء في عمان ووعدني بإعطائي منصب وزير الدفاع في المملكة الأردنية الهاشـمية فلم أوافق.
العودة الى العراق
بعد ان عدنا الى العراق تعينت أولاً آمر موقع في بغداد ثم شغلت وظيفة مدير الحسابات العسكرية العام وكالة، جاءني الفريق الركن نور الدين محمود، وشجعني أن أطلب مخصصات أيفاد للمدة التي اشتغلت بها كحاكم عسكري عام، وقال هذا من حقك، حسب نظام مخصصات الأيفاد، واذا حصلت أنت هذه المخصصات، ساحصل انا ايضاً بصفتي وكيل القائد العام، فقدمت عريضة الى رئيس اركان الجيش وكان (الفريق الركن صالح صائب الجبوري) بعد ان شرحت فيها قصة (ستون دينار) التي رفضها جملة وتفصيلا، فرفض طلبي واعاد العريضة لي شارحاً عليها (شأنك شان بقية الضباط الذين ذهبوا الى فلسطين ولا حق لك بهذه المطالبة..).
ودار الزمن دورته وتعين الفريق الركن صالح صائب عيناص في مجلس الاعيان، وتعين في محله الفريق الركن نور الدين محمود، واصبحت أنا مدير الميرة والتموين، فقلت لقد اصبح الامر بيد من شجعني للمطالبة بمخصصات الايفاد، فقدمت له عريضة ثانية وإذا به يشرح عليها (نشير الى اعلامنا رقم وتاريخ كذا ونرجو الاكتفاء به(يقصد شرح رئيس اركان الجيش السابق)…).
مقابر الشهداء العراقيين في فلسطين
بعد أن انتهيت من استتباب الامن في اللواء، وبعد ان انتهيت من تطبيق الملاك الذي اقترحته للموظفين والشرطة، وبعد أن صرفت رواتب الموظفين والمستخدمين، ومنتسبي الشرطة المتراكمة، وبعد أن اعطيت كل ذي حق حقه.
أتجهت الى مصير اولئك الابطال الذين ضحوا بحياتهم الغالية في سبيل الله والوطن، قررت انشاء ثلاث (مقابر للشهداء) في لواء السامرة وكالآتي:
1- في ضاحية (مدينة قباطية) وتجمع شهداء معركة جنين الخالدة وضواحيها.
2- مقبرة شهداء في (مدينة نابلــــــــس) والى جانب جامع نمر ويدفن المتفرقة من الشهداء فيها.
3- المقبرة العامة في (مزرعة قرية عسكر الحكومية) جنوب مدينة نابلس تحتوي على الشهداء الذين استشهدوا في معارك مختلفة وبقيت قبورهم الوقتية مبعثرة هنا وهناك، وعلى الاخص على الخطوط الامامية، فلهذه الغاية كتبت الى حكومتي في بغداد، لانشاء هذه المقابر ورجوت تخصيص المبالغ التي اقترحتها:
(اذا تمت الموافقة للانشاء) فلا مجيب ثم كررت الطلب ولا فائدة، فقررت ان استعمل صلاحيتي واتصرف كما يوحي لي ضميري لهذا العمل الانساني، وادرج ادناه كتاب من دائرة الاشغال العامة /نابلس المرقم /332 /6 بتاريخ 28/4/1949، المتضمن كلفة انشاء مقبرة شهداء الجيش العراقي في مزرعة عسكر.
دائرة الاشغال العامة
نابلس
28/4/1949
الرقم /332 /6 يتبع ........ |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الثلاثاء ديسمبر 06 2016, 21:30 | |
| 29
الحاكم العسكري العراقي يزيح الستار عن نصب شهداء جنين نيابة عن الملك وانفذ ما اختمر في مخيلتي من هذه الناحية، فبعثت في طلب مدير الطابو لمدينة نابلس وطلبت منه أن يسجل منطقة الارض الأميرية التي قررت أنشاء المقبرة العامة عليها في منطقة مزرعة عسكر.
(باسم الحكومة العراقية كملك صرف) وبموجب الامر التحريري الذي اصدرته اليه وحسب المخطط الذي رسمته وأعطيته إياه، وعلى أن يأتي بحجة الطابو – كاملة وغير منقوصة – وهكذا تم استملاك تلك الأرض بإسم الحكومة العراقية لغرض إنشاء مقبرة الشهداء العامة عليها.
ثم احضرت مدير اشغال المنطقة وأمرته بان يحسب ويصرف السمنت اللازم لانشاء هذه المقابر الثلاث الى ضابط الهندسة العراقي، ثم ارسلت بطلب ضابط الأشغال المهندس، وكان آنذاك برتبة نقيب (رئيس) حامد المختار، وطلبت منه ان يرسم ويهيء رسم (النصب التذكاري) لمقبرة الشهداء العامة، وأن يشرف بنفسه على أشاء المقابر ويستلم ما يحتاجه من السمنت من مدير اشغال المنطقة، وأدناه كتاب دائرة الاشغال العامة /نابلس المرقم/332/6 في 28/4/1949 المتضمن انشاء مقبرة الشهداء.
(شهد ان انشاء مقبرة شهداء الجيش العراقي في مزرعة عسكر قد كلف مبلغ قدره ستمئة وسبعة واربعون جنيهاً و285 ملاً (285/647 جنيه) وذلك عدا بعض مواد البناء التي قدمتها هذه الدائرة من مستودعاتها).
مهندس لواء السامرة
نابلس
ثم باشرت العمل بكل جد واجتهاد (فحفرت القبور في المقابر الثلاث) وتهيات وامرت بجمع ودفن الشهداء وفق الخطة التي رسمتها، فدفن كل شهيد في منطقة استشهاده (ماعدا الذين جمعناهم من الخطوط الامامية) والذين دفنوا في المقبرة العامة في مزرعة عسكر، ثم أمرت بأن يكتب على لوحة مستطيلة أسم كل شهيد ورتبته ووحدته وبلده، ومحل استشهاده وتاريخ الأستشهاد وضعت كل لوحة عند رأس الشهداء الذين تختص بهم تلك اللوحات ثم بنيت القبور التي كانت متناسقة بالسمنت، ثم أمرت ببناء النصب التذكاري الذي كتبت عليه المناسبة التي صمم هذا النصب من أجلها.
وبعد ذلك كله، وضعت برقعاً من الحرير سدلته على النصب … وعندها أوعزت لأنشاء مدخل (باب) مقوس الشكل للمقبرة العامة، وكتبت على لوحتين كبيرتين، وعلقت الى جانبي الباب، أسماء الشهداء ورتبهم ووحداتهم، بالاضافة الى ما هو مكتوب على اللوحات عند رأس كل واحد منهم.
ثم قررت اقامة حفل تأبيني تلقى به الخطب بهذه المناسبة، فدعوت عِليَّة القوم لذلك الحفل الكبير الذي اقيم في المقبرة العامة نفسها، فأفتحت الحفل بآي من الذكر الحكيم، ثم تقدمت أنا وأزحت الستار عن النصب التذكاري بإسم ملك العراق والجيش العراقي، وبعدها القيت كلمة بهذه المناسبة، ثم ناديت الخطباء التالية اسماؤهم فألقى كل واحد منهم كلمة.
1- السيد سليمان طوقان – رئيس بلدية نابلس.
2- السيدة فائزة عبد المجيد – مديرة مدرسة البنات ورئيسة الاتحاد النسائي.
3- السيد فائق العنبتاوي من اشراف مدينة نابلس وتجارها .
4- السيد نعيم طوقان – متصرف لواء السامرة .
5- الرئيس (النقيب) حامد المختار – الذي اشرف على انشاء المقبرة.
ثم القى احد الشعراء من اخواننا الفلسطينيين ومن بيت العطار قصيدة عامرة بهذه المناسبة.
ثم تقدمت الى منصة الخطابة وشكرت الجميع، وهكذا أنتهى هذا الحفل التابيني، وانصرف الجميع وفي عيونهم الدمعة وفي قلوبهم الحسرة، ورحم الله شهدائنا الابرار (وانا لله وانا اليه راجعون).
كلمة في المناسبة
وأدناه كلمة الحاكم العسكري العام عند ازاحة الستار عن النصب التذكاري لمقبرة شهداء الجيش العراقي في مزرعة عسكر في نابلس: سيداتي، سادتي… نطبع الكلمة المرفقة طياً.
سيداتي سادتي:
للمرة الثالثة نقف بخشوع وتعظيم أمام النصب التذكاري لجماعة اخرى رقدوا في مثواهم الابدي في فلسطين المقدسة، وكاني باطياف تحوم فوق رؤوسنا من جنان الخلد، تلك هي أرواح هؤلاء الشهداء، تهيب بنا جميعاً الى اتمام رسالتهم التي ضحوا فيها بنفوسهم الزكية وحياتهم الغالية.
أيها السيدات والسادة، هذه البداية وليس بداية النهاية لانقاذ فلسطين العزيزة، وأود ان تعلموا أن كل أم ثكلى في العراق دفنت فلذة كبدها في تربة فلسطين، وكل اخ يتذكر عزيزه الذي سقط شهيداً في ساحة الشرف والجهاد في هذه الربوع المباركة وكل أخت وابن واب وقريب في أدنى العراق وأقصاه أراهم ينظرون الى جمعنا هذا ونحن نحتفل بإزاحة الستار عمن فقدوه وأنهم يقدرون شعوركم النبيل الذي حدا بكم الى مواساتنا واشتراككم في اجتماعنا هذا ولا شك أن الرابطة الاخوية التي قامت على اشلاء الشهداء ودماء الاعزاء ودموع الامهات والآباء ستكون اقدس رابطة وامتن صلة بين الشعبين الشقيقين العراقي والفلسطيني لا ينفصم عراها ولا يغيرها التاريخ والدهر .
هذه أمانة العراق وديعة في ارضكم مكنونة في تربتكم تذكركم بجهادنا وقتالنا جنباً لجنب معكم ضد عدو معتدٍ اثيم، عقدنا العزم جميعاً على القضاء عليه وأننا بأذن الله تعالى لفاعلون ومظفرون وما النصر الا من عند الله .
وأنني ازيح الستار عن ذكرى اخوانكم الشهداء بإسم حضرة صاحب الجلالة ملك العراق المعظم بصفته القائد الأعلى للجيش العراقي، وأسأل الله تعالى أن يؤيد بعنايته أخوانكم من كافة الجيوش العربية التي بادرت لنجدتكم، والسلام عليكم جميعاً والرحمة والرضوان السرمدي لأرواح الشهداء الابرار .
الزعيم
الحاكم العسكري العام
ثم باشرنا العمل اثناء تولينا الحاكمية العسكرية العامة، فانجزنا ما يلي:
الانجازات
1 . رصف وتبليط الطريق العام، اريحا – الجفنلك – نابلس الذي كان غير مرصوف ولا مبلط، وكان مخصصاً للحيوانات فقط، فتم انجازه وأصبح صالحاً لسير السيارات على اختلافها.
2 . بعد هذا فكرنا في أمر ربط الاتصال التلفوني بين نابلس وجنين وطول كرم، وتوابعها (المثلث العربي) من جهة وبين الاردن والعراق من جهة اخرى، وقد تمت المكالمة بين الجهات المذكورة أعلاه تلفونياً.
3 . وكانت منطقة لواء السامرة (المثلث العربي) محرومة من النفط لاستعمال السكان، ومن الكازوايل لمكائن المزارع فكتبنا الى العراق ووافقت الحكومة العراقية على ذلك، فصارت تشحن النفط والكازوايل وترسلهما الى المنطقة بصورة مستمرة ومنتظمة، وهكذا سدت احتياج المنطقة تماماً، وكنا نخصص ونوزع هاتين المادتين كلما وصلت وعن طريق الحكام العسكريين، ورؤساء البلديات معاً في المناطق الثلاث من لواء السامرة: نابلس – طول كرم – جنين – وكان الأخوة الحكام العسكريون، قائمين بواجبهم في ادارة شؤون اللواء الذي هم حكام عسكريون فيه، وأخص بالذكر منهم الاخ: المقدم الركن علي غالب عزيز n الذي كان يشغل وظيفة الحاكم العسكري للواء نابلس، حيث أن الموما اليه منذ يوم استلامه واجبه هذا، تميزت فيه هذه الصفات: النشاط – المقدرة الفائقة – القابلية الادارية – الاخلاص – المواظبة على العمل – الامتزاج مع الموظفين والمواطنين معاً.
بارك الله فيه، وكثر من امثاله.
4 . تبليط ورصف طريق نابلس – جفنلك – اريحا – الذي كان للحيوانات فقط فأصبح للبشر.
5 . أما قضايا اللاجئين، فكتبنا في شانهم الى الجامعة العربية، واقترحنا عليها أن نفاتح الدول ذات الشان لحل مشاكلهم، فكتبت وتشبثت الجامعة العربية بكل ما لديها من امكانيات، فتشكلت لجنة اغاثة اللاجئين، واتخذت من مدينة بيروت مقراً لها، وقد زارت هذه اللجنة التي كان يرأسها شخص فرنسي مناطق وجود معسكرات اللاجئين وبذلت اقصى جهدها في أمر تزويدهم بالمال والأرزاق والأغطية والملابس والخيم، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى اهتمت بصحتهم وأمر معالجة مرضاهم، وأويت مئة وست وثلاثين الف لاجىء فلسطيني، فبقيت ازاول مهام واجباتي كحاكم عسكري عام وانجزت الأمور التالية، اضافة الى ما ذكرته اعلاه.
الانجازات الاضافية
1- فتحت المدارس التي كانت مغلقة منذ أمد بعيد، خاصة بعد تدفق سيل اللاجئين من المناطق التي احتلتها اسرائيل فطردتهم من ديارهم.
2- نقلت جميع اللاجئين الذين كانوا يشغلون المدارس والجوامع والمحلات الاخرى الى الخيم التي اعددناها لهم.
3- فتحت ابواب الجوامع للمصلين.
4- زرت كلاً من:
أ. الحاكمية العسكرية العامة الأردنية في القدس.
ب. متصرفية القدس والمسجد الاقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة.
ج. رئاسة بلدية الخليل.
د. رئاسة بلدية رام الله، ودار الوجيه عارف باشا العارف.
و. بيت لحم وكنيسة المهد.
وذلك للأطلاع على القضايا الأدارية في هذه المناطق واشراك المساعي لتوحيد الجهود للخدمة العامة.
ونظراً لضم المثلث العربي: نابلس – جنين – طول كرم – الذي هو جزء من المنطقة القريبة من نهر الأردن الى الحكومة الاردنية، فكنت ملزماً أن أزور الملك عبد الله وأتباحث معه في شؤون هذا المثلث، وازوده ببعض المعلومات التي كان يسألني عنها، وبعد أن تقرر سحب الجيش العراقي بناء على الأتفاقية التي تمت في مؤتمر (ردوس) بين اسرائيل وممثلين عن الدول العربية المتآخمة للحدود الاسرائيلية، بقيت في مقري (الحاكمية العسكرية العامة) واجريت التصفية لما على منتسبي الجيش العراقي، ولم ابعد في اشكال أو ذمة وآنذاك قطعت علاقتي من فلسطين الحبيبة، فلسطين الجريحة وعدت الى بغداد بتاريخ 27/4/1949 .
الرجوع الى العراق
وبعد رجوعنا الى العراق بموجب برقية الفريق الركن قائد القوات العراقية برقم المنشيء 1105/ح بتاريخ 22/4/1949 في القوت (10،25)، ذهبت الى رئيس اركان الجيش الفريق الاول الركن صالح صائب محمد الجبوري وزارته في ديوانه
ديوان الحاكم العسكري العام
نابلس
الرقم/
التاريخ/ 24/4/1949
صاحب السعادة الأخ العزيز سليمان بك طوقان- رئيس بلدية نابلس المحترم.
استلمت كتابكم الكريم المرقم 112/49-5 والمؤرخ 23/4/49 مشفوعا بهديتكم الثمينة وأني أتقدم لسعادتكم ولاخوتي النبلاء اعضاء المجلس البلدي بوافر الشكر والأمتنان لهذه التحفة التي سأحتفظ بها كذكرى أبدية وبهذه المناسبة أود أن أعرب لسعادتكم أنني ل اقم بما يستوجب من تقدير في خدمة هذه التربة المباركة. وأن ما قمت به هو جزء من واجباتي الأساسية التي اتيت من أجلها الى وطني هذا، (ولا شكر على واجب) سائلا المولى أن يوفقنا جميعا لأحقاق كلمة الحق وأزهاق الباطل، والله حسبنا ونعم الوكيل.
أما فيما يتعلق بدعوتكم إلى حفل الشاي الذي سيقيمه مجلسكم الموقر، فأترك تعيين الوقت لسعادتكم، مع العلم أنني ساترك هذه المنطقة المباركة وقلبي يقطر دماً صباح يوم الجمعة الموافق 29/4/1949.
وتفضلوا وأخواتي أعضاء المجلس الموقر بقبول أسمى تحياتي وأعظم إحترامي.
المخلص/ الزعيم
الحاكم العسكري العام يتبع ..... |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الثلاثاء ديسمبر 06 2016, 21:31 | |
| 30
تفاقم أعداد النازحين يؤدي إلى إستعمال الحطب للوقود في جنين كلمة شكر ووداع
إلى أخواني الفلسطينين عامة وسكان لواء السامرة الخاصة
في الوقت الذي أترك فيه مهام واجباتي كحاكم عسكري عام للمناطق التي يرابط فيها الجيش العراقي في القطر العربي الفلسطيني الشقيق، أتقدم إلى جميع الطبقات والهيئات من سكان هذه المنطقة المحبوبة بوافر الشكر والإمتنان لما لاقيته من نبل في أخلاقكم وأخلاص في مودتهم وأخائهم في سبيل وطننا المقدس، كما وأتقدم إلى أخواني الأعزاء رؤساء الدوائر والموظفين كافة بالشكر الجزيل لاستمرارهم في أداء واجباتهم على الوجة الأكمل في أحرج الظروف وأشدها قسوة، وأني لن أنسى فلن أنسى مثابرتهم على أعمالهم بعد نزوح الدولة المنتدبة بدون أن يحسبوا للراتب حساباً.
لقد قضيت في منصبي هذا ما يناهز التسعة أشهر مرت كفترة أنتقال من عهد الدولة منتدبة إلى دور عمته الفوضى والأضطراب ثم إلى تكوين الجهاز الحكومي العربي لخدمة بلادنا المقدسة العزيزة هذه وأبنائها البررة بكل إخلاص كواجب بل كفريضة وأمانة بعنقي، والله من وراء المقصد.
والآن أيتها الأخت الفلسطينية العربية الشريفة النبيلة وأيها الأخ الشقيق العربي الفلسطيني الكريم أودعكم وداع الأخ لأخوته، حاملاً بين جوانحي أعظم شعور الود وأسمى آيات الأخلاص لكم ولتربتكم المباركة ذاكراً لكم هذه المزايا بكل إجلال وتقدير وأنني كلمتي الأخيرة على ثقة ويقين بأنكم ستستمرون في مواصلة جهودكم الجبارة الوطنية في سبيل خدمة أولي القبلتين وثاني الحرمين الشريفين والله وحده النصر المعين.
25/4/1949
المخلص الزعيم
الحاكم العسكري العام
إلى الأخ العزيز السيد نشاه، المصري المحترم.
بعد تقديم تحياتي..
أرجو أن اتقدم إليكم شاكراً لكم ومقدراً ما شملتموني به من صادق الود والأخاء بمناسبات مختلفة متعددة، وخاصة ضيافتكم الكريمة التي أقمتموها بمناسبة مغادرتي وطني الأول (فلسطين) عائداً إلى وطنكم العراق.
فلساني عاجز عن تقديم ما تستحقونه من شكر راجياً المولى أن يوفقنا جميعاً لخدمة وطننا المشترك والله ولي التوفيق وهو نعم الرفيق، خاتماً أرجو لكم التوفيق.
25/4/1949
المخلص
الزعيم
الحاكم العسكري العام
103/7
دائرة الحاكم العسكري العام
نابلس
في 72 آب 1948
فخامة رئيس الوزراء – عمان.
أشار لكتابكم رقم 200/18/5045 تاريخ 4/8/48 وعطفاً على برقيتي المرسلتين بتاريخ 29/7/48 و4/8/48 أتقدم بعرض ما يلي على فخامتكم:
منذ أنتهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين أستمر جميع الموظفين في لواء السامرة بالمداومة على الحضور إلى دوائرهم والقيام بالواجبات الملقاة على عواتقهم بكل إخلاص ونزاهة واضعين نصب أعينهم خدمة المصلحة العامة، وقد صدر خلال هذه المدة منشوران من الحاكم العسكري العام يعزز موقفهم ويطالب اليهم الأستمرار في القيام بأعمالهم ولهذا أصبح من حقهم المطالبة برواتبهم منذ بدأ أعمالهم، وبالرغم من أن زملاءهم في المناطق الأخرى أستلموا رواتبهم من شهري حزيران وتموز فأن أحد من موظفي لواء السامرة لم يستلم شيئاً فساءت حالتهم المالية وأصبحوا لا يستطيعون سد نفقات إعاشة عائلاتهم، وبما أن مسألة صرف رواتب لموظفي لواء السامرة كانت لا تزال قيد البحث من قبل فخامتكم ولتأخر ورود أمركم ونظراً لحلول عيد الفطر المبارك فقد وجدت نفس مضطرا في هذه الحالة إلى تفريغ شئ من الأزمة التي يعانونها فأمرت بصرف الرواتب الأساسية (دون علاوات-غلاء المعيشة) عن شهر واحد لموظفي الدوائر التالية والتي تعتبر أعمالها ضرورية كجمع الضرائب والرسوم والقيام بالواجبات الصحية وغيرها: الإدارة بنابلس وطولكرم وجنين، البريد في نابلس وطولكرم، وجنين وقلقيلية، الصحة في نابلس وطولكرم وجنين، تسجيل الأراضي في نابلس وطولكرم وجنين، تسجيل الاراضي في نابلس وطولكرم وجنين ضريبة الدخل في نابلس والاشغال العمومية في نابلس.
2- وقد صرفت هذه المبالغ من الإرادات المحلية المجتمعة لدى كسلفات تسترد من الرواتب التي ستدفع لهم بعد موافقة فخامتكم عن شهري حزيران وتموز أسوة بموظفي المناطق الأخرى، واني أرفق نسخا عن قوائم الصرف هذه السلفات مع ضبطه موقعه من قبل حاكم اللواء الإداري وكل من القائمقامين الإداري والمالي المؤيد لهذا الصرف والمرفقة نسخة منها طياً.
3- أما بخصوص كتابكم المشار إليه أعلاه فلتسمح لي فخامتكم بأبداء الملاحظات التالية:
أ- لقد أرسلتم ضمن كتابكم جداول رواتب موظفي دوائر الإدارة والمحاكم النظامية والبريد في نابلس وطولكرم بينما لم يرد شئ بخصوص الدوائر نفسها في جنين.
ب- يتبين من الرواتب المقررة لموظفي هذه الدوائر أن الرواتب الأساسية قد خفضت تخفيضاً كبيراً كما خفضت كذلك علاوة غلاء المعيشة مع أن نسبة الغلاء في هذه المنطقة قد إرتفع إرتفاعا فاحشاً عما كان عليه في الزمن الذي كان الموظفون يستلمون فيه رواتبهم السابقة، وذلك نظراً لأزدحام المنطقة بوفود اللاجئين من مختلف المناطق المحتلة أو المهددة بالأحتلال. وهذا مما يزيد في الضائقة المالية التي يعانيها هؤلاء الموظفون.كما ان زملائهم في مناطق التي دخلها الجيش المصري قد استلموا رواتبهم بنسبة 75 بالمئة من الرواتب بما فيها غلاء المعيشة التي كان يتقاضونها سابقاً، كما يبدو أن هناك عدم تناسب في تخفيض الرواتب بين الموظفين في مختلف الدوائر بل في نفس الدائرة أحياناً بالنسبة لرواتبهم الأساسية ودرجاتهم، وهذا التفاوت وعدم التناسب (بأصحاب الفخامةَ) يستدعي شيئاً من التساؤل.
ج- لم يرد شئ بخصوص موظفي الدوائر في جنين بالرغم من أنهم أستمروا في العمل يعني ذلك بأن هناك نية في أغلاق هذه الدوائر؟ وإن كان هذا صحيحاً فمن سيقوم بالخدمة الإدارية والبريدية والمحبة الإجتماعية وغيرها في تلك المنطقة؟
كما أنني علمت بأن جدول موظفي الإدراة في جنين قد رفع من الجداول الأخرى التي أرسلت اليكم بينما لم أستلم مثل هذه الجداول مع كتابكم المذكور أعلاه.
د- أن تحديد دفع الرواتب لموظفي دوائر البريد والإدارة والمحاكم النظامية يعني تجاهل بقية الدوائر التي هي ضرورية جداً بالنسبة للخدمات التي تقدمها ومن بينها دوائر الصحة والأشغال العمومية والزراعة والبستنة والبيطرة والمحاكم الشرعية والغابات والشؤون الإجتماعية وضريبة الدخل وتسجيل الأراضي والنائب العام والمعارف والجمعيات التعاونية وسواها. فإذا تفشى مرض سار بين السكان واللاجئين، وهذا واقع كما تعلمون، فإذا تفشى مرض سار بين السكان واللاجئين، وهذا واقع كما تعلمون، فمن سيقوم بمحاربة والقضاء عليه يا ترى؟ ثم من سيشرف على المستشفيات ويديرها ويعالج مرضاها الفقراء؟
وإذا خرب جسراً أو هدمت بناية حكومية أو أحتيج لأصلاح أية بناية أو طريق أو أصلاح أو تسهيل مطار أو القيام بمشروع عام يعود نفعه على المصلحة العامة فمن يقوم بذلك؟
وإذا تفشت أمراض في المزروعات أو النباتات وأحتيج لمحاربة هذه الأمراض والأعتناء بالأمور الزراعية وتنمية الناتج الزراعي والخضروات والفواكه وغيرها والمحافظة على مشاتل الحكومة ومزارعها النموذجية فمن يقوم بهذا واذا انتشر مرض من امراض الحيوانات أو داء الكلب فمن يقوم بمعالجتها ومكافحتها؟
في الوقت الحاضر الذي نقل فيه المواد الملتهبة وترتفع فيه اسعارها تتجه الانظار الى استعمال الحطب في الوقود فمن يقوم بمنع تلك الجماعات المحتاجة من التعدي على احراش الحكومة ومشاتلها والمحافظة على اشجارها من القطع لاستعمالها كمحروقات؟
في هذه الظروف التي تعلمونها ولوجود اعداد كبيرة من النازحين المشتتين دون ماوى يتطلب الواجب العناية بشؤونهم وشؤون أطفالهم وعائلاتهم من وجهات اخلاقية واجتماعية والاشراف على تغذيتهم فمن يقوم بهذه الواجبات؟
بما أن المعاملات الشخصية والخصومات الزوجية والمحافظة على اموال اليتامى ما تزال جارية كالمعتاد فمن يقوم بهذه الخدمات يا ترى؟
لقد مضى على اغلاق المدارس ما يزيد على ثلاثة أشهر واولاد السكان واللاجئين يتسكعون في الشوارع يكتسبون عادات لا تناسبهم بل بالعكس تفسد من اخلاقهم وتحط من ثقافتهم كما أنهم يتخذون في كثير من الحالات أداة لأثارة الشعور لتحقيق رغبات اشخاص سيئي الغاية، وبما ان معظمهم قد اضاع عامه الدراسي السابق بمناسبة الأحوال التي كانت تسود وقتئذ فمن العدل والانصاف والمصلحة العامة اعادة فتح المدارس قريباً، فمن يقوم بتعليمهم يا ترى؟
بما ان المحاكم النظامية تسير سيرها المعتاد فمن يقوم بواجبات النيابة العامة ويدافع عن وجهة العدالة يا ترى؟ أن لواء السامرة المؤلف من مدن نابلس وطولكرم وجنين واقضيتها هو لواء عربي محض كما هو معلوم لفخامتكم، وانني على يقين من انه اذا جرى اغلاق الدوائر المذكورة في الفقرة 3(ج) سيحدث هذا خلق شائعات كثيرة يكون لها تأثيرها السيء على الحالة السياسية بالاضافة الى ما سيحدثه حرمان موظفي هذه الدوائر من الرواتب من الضائقة المالية الشديدة التي ستحل بهم وبعائلاتهم وما يكون لهذا من اثر في الحالة الاقتصادية العامة في اللواء.
4- لهذا اتقدم الى فخامتكم راجياً الامر بصرف نفس السلفات المذكورة في الفقرة 2 لموظفي بقية الدوائر التي لم تستلم شيئاً، والمبلغ الذي يحتاج لهذا الغرض يقرب من احد عشر الف جنيه، اما اذا ما أصررتم فخامتكم على اغلاق بعض الدوائر الحكومية السالفة الذكر أو جزء منها والتي ما تزال تزاول اعمالها للآن فرجائي اعلامي بها لأتمكن من ابلاغ موظفيها التوقف عن العمل فيكون لنا الحق في الامتناع عد دفع رواتبهم من تاريخ ابلاغهم وتسوية دفع رواتبهم عن المدة السابقة.
5- عند استلام جواب فخامتكم ساتقدم اليكم بالميزانية الخاصة بالرواتب الشهرية لموظفي الدوائر التي سيرى لزوم دوام موظفيها على العمل في لواء السامرة لأصدار امركم بصرف رواتب هؤلاء الموظفين بموجبها للأشهر القادمة.
6- وختاماً أرجو من فخامتكم حفظاً لكرامة التعليمات الصادرة عني وعن فخامة زميلي السابق أن توجهوا لهذا الامر ما يستحقه من عناية ودرس للوصول الى قرار حكيم يجعلني استطيع الاستمرار في ما عهد به الي من مهام وواجبات.
وتفضلوا يا صاحب الفخامة بقبول الاحترام..
الزعيم/ الحاكم العسكري العام
صورة الى:
سعادة قائد القوات العراقية – للتفضل بالعلم
الى كل رئيس دائرة في لواء السامرة يتبع ...... |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الثلاثاء ديسمبر 20 2016, 20:22 | |
| 31
اليهود يقومون بتصفيح السيارات ويزوّدونها بالرشاشات برن قبل قبل إستخدامها في الحرب
ملاحظات على صفات القتال اليهودية
1- اليهود أشرس ما يكون في الدفاع والقتال من وراء حواجز الشوارع والبيوت.
2- وهم ماهرون في عمليات الحيل والمبالغة والضرب والفرار.
3- وهم أضعف ما يكون في أي عمليات هجوم مكشوفة، وسرعان ما ينقلب هجومهم إلى هزيمة إذا بعدت قواتهم عن قواعدها وجوبهوا بمقاومة جدية.
4- لا يحكمون الرمي إلى درجة تتناسب مع قوة النار التي يملكونها.
5- للسلاح الأبيض عليهم تأثير فاجع ينشر في أفرادهم الهلع والخوف.
6- لا يستطيعون الصمود أمام أي هجوم مركز مستمر.
التسلح: الملاحظة في العمليات التي تدور الآن أن سلاح اليهود ليس موحد وقد يعني هذا أنهم يعانون بعض النقص في الأسلحة أو أنهم يوفرون سلاحهم الموحد للعمليات المقبلة. ويلاحظ أنهم يصرفون كميات كبيرة من العتاد في كل عملية ويملك اليهود كمية كبيرة من جميع أنواع الأسلحة الخفيفة البريطانية والإيطالية والألمانية ولم يظهروا حتى الآن ما يدل على أن لديهم مدفعية ميدان أو مدفعية ثقيلة. وأهم أنواع الأسلحة المستعملة البنادق الانكليزية والكندية طراز لي انفيلد بعضها مجهزة بنواظير ورشاشات ستن وتومي وبرن ورشاشات برثا وفكرز ومدفع هاون عيار بوصتان وثلاث بوصات وعدد قليل عيار 3 و4 بوصة وعدد قليل من البنادق الخارقة والبنادق القاذفة مدافع يبيون.
الدبابات والمصفحات
1- يملك اليهود عدداً قليلاً من الدبابات ذات الأحجام المختلفة وهي مجهزة بمدافع 17 رطل ذات البطانة المزدوجة الطول.
2- لديهم ما يقرب من ال100 مصفحة من طراز هنلي الدارج والذي يستعمله الجيش البريطاني.
3- يحول اليهود التركتورات طراز انترناشيونال وكاتر بيلر إلى ما يشبه الدبابات بعد تصفيحها وتزويدها برشاشات برن، ويملكون الآن عدداً غير قليل منها.
4- يصفح اليهود سيارات النقل ويزودونها برشاشات برن فيستعملونها في مقام المصفحات.
الطائرات
يسر لبلدنا معلومات وثيقة عن عدد ونوع الطائرات التي يملكها اليهود، غير أن الطائرات التي اشتركت في العمليات حتى الآن طائرات مدنية ذات مقعدين ومحرك واحد تقذف القنابل وتطلق رشاشاتها من النافذة، ويقدر عددها بعشرين طائرة.
مراكز الطاقة ومصانع الأسلحة
1- مشروع روتبرغ يمون معظم المصانع اليهودية في فلسطين بالكهرباء
2- مشروع البحر الميت- في كاليا مصنع صغير للمتفجرات وعلى الأخص كلورات البوتاسيوم.
3- رخوبوت- مختبرات كيماوية لصنع المتفجرات والغازات المسيلة للدموع والأسيتون والجلسرين.
4- ليشون لزبون (عيون قاره) مصانع ذخيرة ورشاشات ستن ومدافع هاون، وتصنع هذه الأشياء أيضاً في رامات جان وتل أبيب.
5- ومشمارها عام حيفا كيربيالك حايم كنبيرت.
6- قرية موتسكن- تصلح بها السيارات والقوارب المسلحة وتصنع مدافع الهاون ورشاشات ستن.
7- مكفة اسرائيل- تصلح بها التراكتورات.
8- صولون- مصنع للألغام.
المواصلات- وسائط النقل
1- جميع المستعمرات اليهودية تربط بينها طريق جديدة.
2- يملك اليهود ما يقرب من 15,000 سيارة نقل صغيرة.
3- يملك اليهود ما يقرب من 150 معمل لصيانة هذه السيارات وتصليحها.
4- تربط بين معظم المستعمرات اليهودية شبكات تلفونية ولاسلكية، ولليهود 4 محطات إذاعة تساهم في هذا المضمار.
المطار
في أسفل قائمة بأسماء ومواضع جميع المطارات في فلسطين، منها ما هو في المناطق العربية ومنها ما في مناطق يهودية. ومعظم هذه المطارات مبينة على الخريطة.
1- إن القسم الأكبر من الشاطئ الرملي ابتداء من جنوب يافا صالح لهبوط الطائرات تقريباً وخصوصاً في النقاط الساحلية التي يبللها ماء البحر بالمد وهذا يسبب قساوة التربة الرملية فيجعلها تتحمل هبوط الطائرة.
2- الطرق المعبدة في الأراضي التي لا أشجار بها تصلح لهبوط الطائرات المتوسطة، وخصوصاً الطرق في منطقة غزه وعرب صرفند ومولون وجنوب بات يام.
المستعمرات اليهودية
في فلسطين 297 مستعمرة يهودية يتراوح سكان كل منها بين 150 و2000 نسمة وهي موزعة في مراكز هامة ويلاحظ أن توزيعها يقصد منه:
أولاً: فصل المناطق العربية عن البحر كالمستعمرات في السهل الساحلي.
ثانياً: تقسيم المناطق العربية بدق أسافين يهودية فيها مثلاً: خط مستعمرات حيفا بيسان ويافا القدس.
ثالثاً: فصل فلسطين عن البلدان العربية المجاورة مثل المستعمرات في منطقة الحولة وعلى الحدود اللبنانية- ومستعمرات النقب والبحر الميت وطبريا.
قوى وتسليح المستعمرات
إن معظم المستعمرات مجهزة بما يلي:
1- أسلاك شائكة عادية حول أراضي المستعمرة.
2- سلح أسلاك مزدوج حول أبنية المستعمرة.
3- بعض المستعمرات يكون حولها سياج مكهرب بالإضافة لسياج الأسلاك المزدوجة.
4- خندق دفاع ومواصلات حول المستعمرة مشيد بالسمنت المسلح أو أكياس الرمل أو بدونها.
5- خنادق مواصلات تصل هذا الخندق بوسط المستعمرة، وقد تؤدي إلى أقبية سمنت تحت الأرض للمستودعات والسكنى.
6- عدة حصون لإطلاق النار من الاسمنت المسلح وبعضها من أكياس الرمل تحيط بالمستعمرة.
7- أغلب المستعمرات لها برج من الحجر أو السمنت المسلح للمراقبة والرمي ومعظمها مجهز بنور كاشف قوى.
8- المستعمرات المهددة مثل التي على الحدود أو المنعزلة فيها مدافع هاون بعايارات مختلفة كما أنها مجهزة برشاشات برن وبنادق ونواظير للصيد.
9- أخليت معظم المستعمرات المهددة من الأطفال والعجزة وليس بها سوى القادرين على العمل والقتال.
تموين المستعمرات
1- في معظم المستعمرات خزان للماء يمكن مشاهدته من بعيد.
2- يرجح أن المؤن والذخائر في كل مستعمرة لا تكفي لمدة طويلة. راجع الملاحق رقم 4 و5 و6 و7 و8 و9.
ملاحظة: إن أعداد السكان والمسلحين والسلاح غير مضبوطة في كل وقت إذ أنها عرضة للتبديل.
الاستخبارات اليهودية
لليهود باع طويل في هذا المضمار وإذ نابهم ومأجوروهم كثيرون من القرويين والتجار وغيرهم من سكان فلسطين والعواصم العربية. ممن أغراهم المال اليهودى واستعبدوا لخدمة اليهود. لذا يجب الحذر كل الحذر لمنع تسرب أخبار قواتنا لهم عن طريق قد يظهر مستحيلاً ولكنه ممكن وجائز.
ملحق رقم (1)
السيارات الصهيونية المصفحة
إن الأنموذج المدروس في هذه التعليمات هو أكثر النماذج شيوعاً لدى الصهيونيين وهم يستعملونه على الطرق العميقة سواء لنقل الأشخاص أو للتموين أو لمراقبة قوافل التموين.
نوع السيارات الأساسية. كميونيت. فورد ذات 8 سلندر من مصنوعات بعد الحرب:
التصفيح=
يجرى تصفيح هذه السيارات في تل أبيب في مستعمرة موتسكن بصفائح حديدية ثخنها 6-9 سم وهذه الصفائح أكثرها مما اشتراه الصهيونيين من مخلفات الجيش الأمريكي والبريطاني ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة مناطق:
1- محرك السيارة وهو محاط بصفائح ثخنها 9سم تقريباً عدا الجهة السفلى لا تحمل أي تصفيح ويمكن رفع الغطائين الجانبيين إلى الأعلى للوصول إلى المحرك أما مدخل الهواء اللازم فهو من الأمام تحت المبرد مباشرة.
2- حجرة الركاب وهي محاطة بتصفيح ثخنه 6سم تقريباً والحجرة تستوعب بين 3 و6 أشخاص والاستيعاب في الأنموذج المدروس هنا 6 أشخاص ويوجد أمام السائق نافذة ذات ضلفة لها شق للرؤية.
3- موضع الأمتعة خلف حجرة الركاب وهو بحالته العادية بدون تصفح أما العجلات فالأمامية منها محفوظاً من الجهة العليا بصفائح والخلفية عبر محفوظة على الإطلاق، والإطارات من النوع العادي.
نقاط الضعف في هذه المصفحة
1- الجانب السفلي الذي لا تحميه ويمكن للقنابل اليهودية اليدوية والمحرقة وزجاجات المواد المحرقة أن تؤثر فيه خاصة تحت المحرك.
2- العجلات ويخترق جميعها أنواع الرصاص ويؤدي ذلك إلى إيقاف المصفحة مباشرة.
3- حجرة الركاب ويمكن لرصاص البندقية 86-43 والبنادق المشابهة ورشاش هوشكس ورصاص رشاش 42 الثاقب أن يخترق تصفيحها ابتداء من بعد 400 متر.
كما أن شقوق الرؤية الكائنة في الضلفين الموجودتين أمام السائق ويبلغ طول كل منها 24سم وعرضه 2سم فيمكن لجميع أنواع الرصاص أن يدخل منه إذا كان التصويب من مسافة قريبة أما القنابل اليدوية عدا زجاجات المواد المحرقة والقنابل المحرقة فهي غير ذات تأثير على هذه المصفحة إذا لم تصب العجلات أو لم تل تحت المصفحة مباشرة.
المصفحات اليهودية
الواجهة مصفحة فولاذ 7سم
الخلف – – – – – – –
المفن الجوانب خشب 2سم
تحمل أربع ركاب عدى السائق يمكنهم استعمال السلاح بسهولة
ملحق رقم (2)
معلومات عن سدود رونتبرغ لتوليد الكهرباء في منطقة جسر المجامع
1- الباب الأول – دبغانيا- آ- قبل سمح عند خروج الأردن من بحيرة طبريا.
الطول 26 متر.
الارتفاع 8 أمتار من جهة الشرق (جهة البحيرة) 3-15 متر من جهة الغرب.
العرض 7 أمتار.
2- الباب الثاني- على الطريق الفرعي غربي آجدوت وجنوب شرق منحمية 1200 متر على الأردن.
الطول 8 أمتار.
العرض 6 أمتار.
الارتفاع 4-5 أمتار.
يوجد مغلاق فولاذي أصغر من الأول للثالث لعيار الماء.
3- المدخل الثالث- مدخل الشريعة على سد اليرموك.
أ- الجسر الحديدي.
ب- جسر الطريق الرئيس.
ج- السد (من 20-30 متر بعد جسر الطريق الرئيس ويفتح عند اللزوم فقط لتكميل ماء الخزان).
الطول 15-18 متر.
العرض 5-6 أمتار.
الارتفاع 10-12 متر.
4- الخزان- من الناحية الشمالية ثلاثة سدود حديدية ارتفاعها حوالي 15 متر جدرانه من الاسمنت المسلح المؤلف من قطع متشابكة ومنفصلة بأن واحد ارتفاعها الوسطى.
الشمال الغربي 14 متر.
الغرب 12 متر.
الشرق 12 متر.
الجنوب من 3-4 أمتار.
5- مخرج الخزان- جسر نهريم (مخرج السد) واقع على الطريق الرئيسي بيسان- سمح ويمر بجانبه الخص الحديدي.
الطول 6 أمتار.
العرض 12-15 متر.
الارتفاع 2,5-3 أمتار.
تمر قناة من تحته في انحدار تدريجي طولها 2,5-3 أمتار، حيث تصل إلى المنحدر الرئيسي لمحطة التوليد.
6- محطة التوليد- موتورات كبيرة ويوجد مطار فرعي محاط بأسلاك شائكة مكهربة ومبثوقة بالألغام.
الدفاع: قوة بوليس المستعمرات في محطة التوليد ضمن بيوت نهرايم.
قوة الجيش العربي (شمال شرقي السد) فصيل مسلح الرشاشات وسيارات آلية.
شرطة من قوات حدود فلسطين البريطانية (أورطة).
قوة جسر المجامع فصيل من 24 شخص من الجيش العربي.
قوة دائرة بوليس جسر المجامع 26 شخصاً مختلطين متمركزين على بعد كيلومتر باتجاه بيسان بعد جسر المجامع وقبل وادي البيرة بحوالي نصف كيلو متر. يوجد معسكر للجيش العربي في الجهة الغربية. |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الثلاثاء ديسمبر 20 2016, 20:27 | |
| 32
القرى اليهودية في فلسطين مسلّحة وتقع على طرق إستراتيجية ملاحظة
1- التخريب الرئيسي يمكن أن يبدأ من سوريا بقطع اليرموك بتحويلها لزراعة الرز أو غيره.
2- يمكن نسف الجسر عند رقم 5 أنظر المخطط المفرق.
3- يمكن نسف جسور منحمية من جهة الفلسطينيين.
4- بحركة التدمير يمكن الاعتماد على أهالي العبيدية وسمح بوضع فرقة كوماندوز في هذين المركزين:
أ- بواسطة أناس مقيمين في العبيدية.
ب- الوصول إلى العبيدية عن طريقين:
الأول: عن طريق وادي الشرار في الناصرة.
الثاني: من بيسان من كوكب الهوى.
القيادة العامة لقوات فلسطين
ملحق رقم (3)
جدول المستعمرات اليهودية
(أسفل الصفحة)
تابع الملحق رقم (3)
المعلومات المتعلقة بالمستعمرات اليهودية
أ- صفد -مزيج من العرب واليهود- 12000 عربي منهم ألف مسيحي -700 يهودي ملاكين والباقي 1400 اشتراكيون ضعفاء بالنسبة للعرب جلهم بالحي الشمالي nمركز القضاء قائمقامية- المواصلات مؤمنة جسر واحد في المنطقة العربية وهو محمي وأربعة جسور بين صفد والجاعونه يجب حمايتها عند البدء في العمل. سلاح اليهود 500 قطعة ما بين تومي وبندقية ومسدس لا يوجد مستودعات هناك كمية من كميات قليلة من القنابل اليدوية وتحصينات اليهود داخل البلدة فردية وهي عادية لحماية المساكن ولا يوجد قوات جيش في صفد ويوجد مخفر بوليس مخفر البلدة خليط عرب ويهود وانكليز يبلغون 50 أسلحتهم رشاش وتومي وبنادق.
مركز قيادة البوليس في الترفع الشرقي يشرف على البلد عدده 120 لديهم رشاشات وأسلحة فردية مختلفة. المخافر محاطة بأسلاك شائكة لديهم قنابل يدوية يقطن داخل المخفر الانكليز المتزوجون والعرب. المطارات لا يوجد. منظمة الشباب لديها التعليمات لتحضير دور النوادي والجمعيات والجوامع لا سكان ألفي جندي.
ب- بيريا -يهودية بحتة- لا يوجد سكان عرب- 60 اشتراكيون- موقع القرية على هضبة مشرفة على صفد ومنطقة الخيط على بعد كيلومترين من صفد- لا يوجد عوائق لعبور القوى لهذه المستعمرة 50 قطعة سلاح فرنسية مع عدد من القنابل ويعتقد وجود مدافع هاون الخيرة العائدة للأسلحة المنوه عنها أعلاه دفاعها محكم فيها أسلاك شائكة وخنادق- لا يوجد فيها جيش.
لا يوجد فيها مطارات nمساكن المستعمرة-.
ج- الجاعونه (روشينا) nمزيح من العرب واليهود- 1200 عرب إسلام- 600 يهود ملاكون على الطريق الرئيسي.
طبريا- سوريا- تبعد كيلومتراً عن هذا الطريق إلى الغرب جسر المنطقة (1) اتخاذ الحيطة لحفظ هذه الجسور وفي حالة تدميرها يمكن استعمال طريق فرعي يقع شمال الجاعونه إلى صفد وهو مهمل الآن ويصلح لسير الآليات بصعوبة 200 قطعة سلاح فردية ورشيس وكمية قليلة من القنابل والمتفجرات. الذخيرة المنوب عنها أعلاه فيها مستودعات ولكن لا يمكن تحديدها.
أسلاك شائكة وأكياس رمل حول بعض المساكن وفيها مركز لتوع اليهود داخل البلدة- لواء للبلدة كامل التي مع أورطة من لواء الفرسان موزعة كما يلي:- المطارات- في الجاعونة جنوبي شرقي روشيم على محاذات جسر بنات يعقوب في المطلة على بعد 1500 ألف وخمسمائة متر وبعضها أرض يمكن استعمالها كمطار بين الريني والنبي يوشع.
جب يوسف
عربية يقابلها قرية يهودية بنفس الاسم- 1200 عرب إسلام- 100 اشتراكيون طريق طبريا دمشق على خمسة كيلومترات جنوب مفرق الجاعونه جسر على بعد نصف كيلومتر من القرية بحالة تدميره تسير السيارات في الأراضي المزروعة. قطعة سلاح فردية قليل من القنابل اليدوية ذخيرة للأسلحة المذكورة- أسلاك شائكة حول المستعمرات أبنيتها خشبية- مساكن القرية-.
المنارة
يهودية بحته- لا يوجد عرب إسلام- 260 اشتراكيون على سفح جبل مشرف على الحولة مركزها استراتيجي هام- طريق خاص إلى النبي يوشع وفرع للأراضي على بعد 200 متر من المستعمرة- سلاحها تام فيها مدافع ثقيلة مشرفة على الحولة والحدود السورية واللبنانية- ذخيرة للأسلحة المذكورة يفرض وجود مستعمرات فيها- أسلاك شائكة وخنادق- مساكن القرية.
هراوى قد سرورامات نفتاليم- لا يوجد إسلام عرب- 50 اشتراكيون 3كم شرقي قدس 3م جنوب غربي النبي يوشع موقع استراتيجي هام يشرف على المنطقة المجاورة- بدون جسور طريق فرعي بينها وبين النبي يوشع والحلة. عدة جسور وعبارات في حالة تدميرها لا يمكن عبور القوى الآلية لهذه المنطقة تحرس من قبل القوى النظامية 400 قطعة اوتوماتيكية. يجوز أن يكون فيها مدافع ثقيلة لأهميتها الستراتيجية. ذخيرة الأسلحة المذكورة تعتبر نقطة دفاع مزودة بكل وسائل الدفاع الفنية. مساكن المستعمرة:-
عين زيتيم- يهودية بحتة- 100 اشتراكيون- 500 متر غربي صفد والرأس الأحمر 3كم من طبطبا بينها وبين صفد 3 جسور تحرسها المنظمة- 50 قطعة فردية خفيفة- ذخيرة للأسلحة المذكورة- أسلاك شائكة وخنادق- مساكن القرية.
أياله هاشاحو- يهودية بحتة- 97 اشتراكيون- على هضبة قريبة من جسر بنات يعقوب تشرف على الجسر على مسافة 400 متر يمكن عبور الأدن من المخاضات القريبة للوصول إليها 500 قطعة تقريبا- ذخيرة للأسلحة المذكورة- ضعيفة نسبياً مساكن القرية.
محنائم- يهودية بحتة- 110 اشـــتراكيون على الطريق الرئيسي بين جسر بنات يعقوب والجاعونة في منتصف الطريق نفس الطريق المؤدي إلى الجاعونة- 70 قطعة فردية تقريباً- ذخيرة للأسلحة المذكورة- مساكن القرية.
بحرة الخيط- يسودها بالا- يهودية بحتة 260 يهود ملاكون شمالي خولانا مباشرة تبعد نصف كيلومتر- نفس الطريق المؤدية إلى خولانا- 100 قطعة فردية- للأسلحة المذكورة نفس وضعية حول- مساكن القرية.
بحرة الخيط- خولاتا- يهودية بحتة- 200 ملاكون على الحوله تبعد عن الطريق الرئيسي 5 كيلومتر شرقاً- يوجد طريق فرعية من شمال جسر بنات يعقوب يصل مباشرة لهذه المستعمرة- لا يوجد أي عقبة بينها وبين طريق الحوله- 200 قطعة مع قنابل ومتفجرات ورشاشات لا تتجاوز العشرين- ذخيرة للأسلحة- تحصيناتها فرعية شرقي البحر- أما من جهة الحوله فهي مكشوفة- مساكن القرية.
ملحق رقم (5)
منطقة طبرية
أ- طبريا
1- طبريا بلدة مختلطة.
2- سكانها العرب 4800- اليهود 7500 منهم ستون بالمائة اشتراكيون وأربعون بالمائة ملاكون.
3-مركز القضاء.
4- 50 بندقية سلاح للخفراء 150 خفير صهيوني سلاحه الفردي ما يقرب من أربعمائة وخمسين تومكن و20 إلى 30 مدفع هاون و2 إلى 3 رشاشات هوشكس و20 رشاش برن وكمية كبيرة من القنابل اليدوية والمتفجرات.
5- تتكون من : 1- مستودع مؤونة شمال حديثة البلدية 2- معمل النسيج قرب البلدة الجنوبي 3- مطحنة ومعمل ثلج 4- مولد كهرباء 5- ورشات للتصليح.
6- الطرق الرئيسية المؤدية للقضاء (انظر الخارطة).
7- إن وضعية الدفاع اليهودية في مركز طبريا قوي جداً بالنسبة للعرب نظراً لتسليح اليهود وإشراف أحبائهم على الحي العربي ومن الوجهة الشمالية الغربية والشمالية ولإحاطة المستعمرات بالمدينة.
8- أ- المركز الرئيسي لبوليس القضاء مخطط عدد أفراده ستون بريطانياً وعشرون عربياً و8 يهود مع 12 بوليس إضافي عربي و4 يهود ويقع في الحي الغربي من البلدة.
ب- مركز البوليس ثانوي في الطابق الأول من أوتيل أيدن عدد أفراده اثنا عشر يهودي.
ج- مركز بوليس ثانوي للمستعمرات اليهودية في قرية ساموئيل عدد أفراده خمسة.
د- محطة أكفا على طريق مقبرة الإسلام مخفر بوليس للمستعمرات عدد أفراده من 6 إلى 8 يهود.
منطقة طبرية
أ- طبريا
1- كفر حطين يهودية بحتة.
2- 250 اشتراكيون.
3- شمال غربي طبريا 4,200 كيلومتر.
4- 120 إلى 130 قطعة سلاح فردية أي بندقية وتمكن من 15 إلى 20 رشاش من 6 إلى 8 مدفع هاون وكمية من القنابل والمتفجرات.
5- مستعمرة زراعية.
6- على بعد كيلومتر ونصف من بناية البوليس في طبريا باتجاه الناصرة يوجد منعطف إلى اليمين يؤدي إلى المستعمرة من طريق معبدة.
7- بيوت المستعمرة منتشرة كشبه دائرة عليها أبراج ومحاطة بأسلاك شائكة، موقع استراتيجي ممتاز وهي.
8- الجيش لا يوجد.
منطقة طبرية
أ- طبريا
1- منسبا يهودية بحتة.
2- 48 اشتراكيون.
3- عربي طبريا 3,200 كيلومتر جنوبي الطريق.
4- 20 قطعة سلاح فردية بندقية وتومكن 3-4 رشاشات 2 مدفع هاون وكمية من القنابل.
5- يوجد في هذه المستعمرة مصانع تجارية للأقمشة والبضائع.
6- الطريق العام المؤدي إلى الناصرة وطريق فرعي يصل بها بكفر حطين.
7- يوجد أربعة أبراج للمراقبة وأسلاك شائكة ومركز للمخفر.
8- لا يوجد.
منطقة طبرية
أ- طبريا
1- كفر مار يهودية بحتة.
2- 227 اشتراكيون.
3- 11,800 كيلومتر شرقي طبريا المؤدي إلى روشبينا.
4- من 100 إلى 110 قطعة سلاح فردية بندقية وتمكن من 10-15 رشاشة من 4-5 مدافع هاون وكمية من القنابل والمتفجرات.
5- لا يوجد.
6- بالقرب من حجر الرطبة قبل قرية المجدل العربية لجهة طبريا يوجد سفح جبل تقطع المواصلات مع الشمال في حالة تدميره ولا يمكن إقامة طريق إضافي بأقل من 48 ساعة على شرط أن يقوم بهذا العمل عدد كبير من العمال أما الطريق إلى الجنوب فيبقى متصلاً عن طريق المغار عليبون والمغار عكا.
7- تقطع هذه المستعمرة بين وادي الرضية من الجنوب ووادي عابد من الشمال ويفصلان خط دفاع متين لهذه المستعمرة.
8- لا يوجد.
ملاحظة: إن سكان هذه المستعمرة شريو الأخلاق جداً ومدربون على حمل السلاح تدريبا متقناً ويوجد لديهم اتروكتورات ووسائل النقل كثيرة. |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الإثنين ديسمبر 26 2016, 11:36 | |
| 33
أسلاك شائكة وأبراج مراقبة على طول الطرق المؤدية إلى مدن طبرية
منطقة طبرية
أ- طبريا
1- ياقوق يهودية بحتة.
2- 70 اشتراكيون.
3- تقع على 17 كيلومتر شمال غربي طبريا على الطريق المؤدي إلى صفد.
4- 30-40 قطعة سلاح فردية بندقية وتومكن 8-10 مدفع هاون وكمية من القنابل والمتفجرات.
5- مستعمرة زراعية حديثة.
6- من مفرق بقليل مزرعة الألمان (بالغارم) يسير غرباً ويعرض من جنوب بيت حسن إسماعيل عرب السمايري ويتجه إلى الغرب وهناك تنقسم إلى طريقين تؤديان إلى المستعمرة الأول يسير بها في منتصف وادي عامود وهو وعر ومعرض للردم والجميعات من جانب الوادي الذي تجري به الماء صيفاً وشتاءاً والطريق الآخر غير معبد وغير صالح للسير أيام الشتاء وهو يتجه جنوباً ثم غرباً ثم شمالاً حتى المستعمرة وتقع إلى الجنوب من هذه المستعمرة قرية غريو أبو شيشي ومغارب غرب التلاوي والخرادمي وبأقصى الغرب للطريق مضارب عرب المواسي، الطريقان يمكن تدميرها وعزل المستعمرة.
7- محصنة تحصيناً قوياً نظراً لوقوعها الاستراتيجي ولوجود الثارات بينها وبين العرب المجاور.
8- لا يوجد.
ملاحظة: يفضل البدء بالعمليات في هذه المستعمرة النقيب نظراً لانفرادهما عن المستعمرات وللتأثير على محتويات اليهود.
منطقة طبرية
ب- لوبيا
1- الشجرة يهودية بحتة.
2- 216 اشتراكيون وأكثريتهم من الشرقيين.
3- 15,700 كيلو متر عربي طبريا.
4- 100 إلى 115 قطعة سلاح فردية بندقية وترميكن 15-20 رشاش 7-8 مدافع هاون من قنابل متفجرة.
5- مستعمرة زراعية.
6- يوجد منعطف يبعد كيلومتراً إلى الغرب من قرية لوبيا على طريق الناصرة يصل طبريا بالعفوله وعلى بعد 2كم على هذا الطريق تقع هذه المستعمرة.
7- يوجد أبراج وأسلاك شائكة ووسائل دفاع فردية حول المساكن.
8- يوجد في هذه المستعمرة مركز بوليس فلسطيني عدد أفراده من 10-12.
منطقة طبرية
ب- لوبيا
1- ياونيل يهودية بحتة. 2- 37802 اشتراكيون. 3- 17,300 كيلو غربي طبرية.
4- 180,150 قطعة سلاح فردية بندقية تومبكن 12-15 رشاش و6 إلى مدفع هاون مع كمية كبيرة من القنابل والمتفجرات.
5- إن هذه المستعمرة هي المركز الرئيسي للإرهاب والهاجانا ويعتقد وجود مستودعات كبيرة للذخيرة في ملاجئ خاصة تحت الأرض.
6- يوجد طريق إلى هذه المستعمرة من كفيرت الملاحة إلى كفر طابور ولها طريق آخر فرعي من متساباما بالمستعمرات الحديثة في سهل لوبيا.
7- إن هذه المستعمرات محصنة تحصيناً قوياً جداً وتوجد أسلاك شائكة يظن أنها تكون مكهربة مع عدة أبراج للمراقبة وسائل قوية متينة للدفاع عن المساكن.
8- يوجد مركز بوليس فلسطيني عدد أفراده 12-15.
ملاحظة: إن هذه المستعمرة هي أقدم مركز يهودي في منطقة طبرية.
منطقة طبرية
ب- لوبيا
1- كفيرت تعرف بالملاحة يهودية بحتة.
2- 318 اشتراكيون.
3- 1800 كم جنوب طبريا.
4- 150-180 قطعة سلاح فردية بندقية وتوميكن 20 إلى 25 رشاش 4 إلى 5 مدافع هاون وكمية من المواد المتفجرة.
5- معمل للقرميد ومعظم منتجاتها زراعية.
6- تقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى باونيل ويمر من جنوبها متجه إلى الغرب وتتصل بالمستعمرة كنبرت كروب بطريق غير معبد.
7- يوجد أسلاك شائكة ووسائل دفاع ضعيفة نسبياً لكن الأسلحة بها كثيرة وهي من أقدم المستعمرات ويتقن الكثير من أهلها اللغة العربية.
8- فيها مركز رئيسي لجميع مستعمرات وادي الأردن عدد أفراده 30 مزودين بسيارة مصفحة وعدة بيك آب.
منطقة طبرية
ب- لوبيا
1- مشمار شلوشا يهودية بحتة.
2- 124 اشتراكيون.
3- 800-19 كم غربي طبريا.
4- 50 إلى 60 قطعة سلاح فردية بندقية وتوميكن 8 إلى 10 رشاشات 3-4 مدافع هاون.
5- مستعمرة زراعية.
6- الطريق المؤدية إلى هذه القرية معبدة ولا يوجد عوائق.
7- وسائل دفاعية فردية وضعيفة نسبيا.
8- لا يوجد.
منطقة طبرية
ب- لوبيا
1- شد موت ديفورا يهودية بحتة وتسمى سابقاً بشعاره.
2- 131 اشتراكيين.
3- 200-27 كم جنوبي طبرية.
4- 50 إلى 60 قطعة سلاح فردية 8 إلى 10 رشاشات 4 إلى 6 مدافع هاون.
5- لا يوجد.
6- نفس طريق سارونا عن طريق فرعي يتجه إليها قبل كفار طابور.
7- أسلاك شائكة وأبراج.
8- لا يوجد.
منطقة طبرية
ب- لوبيا
1- سارونا يهودية بحتة.
2- 110 اشتراكيين.
3- 200 إلى 21 لفبرى طبريا.
4- 50 إلى 60 قطعة سلاح فردية بندقية وتوميكن 8 إلى 10 رشاشات 4 إلى 6 مدافع هاون مع كمية من القنابل والمتفجرات.
5- مستعمرة زراعية.
6- يمكن الاتصال بهذه المنطقة عن طريق كفيرت الملاحة يانوئيل سارونا كفر طابور وتلتقي بالطريق المؤدي إلى العفولة.
7- يوجد أسلاك شائكة وأبراج للمراقبة مع وسائل دفاع فردية حول المساكن.
8- لا يوجد.
منطقة طبرية
ب- لوبيا
1- بوريا يهودية بحتة.
2- 170 اشتراكيين.
3- 30-40 قطعة سلاح فردية 5 إلى 7 مدافع هاون وكمية من القنابل المتفجرة.
4- موقعها تقع على 15 كيلومتر جنوبي طبريا.
5- مستعمرة زراعية.
6- يوجد طريقين عبر معبدين الأول ميتسباً باتجاه السهل إلى الجنوب الآخر إلى الطريق المؤدي إلى يانوئيل عن طريق كفيرت الملاحة. وعلى بعد ستة كيلومتر من كفيرت يوجد منعطف إلى اليمين يسير شمالاً إلى بورما ويمكن الاتصال به أيضاً عن طريق مزرعتي الدي والمنارة العربيتين.
7- أسلاك شائكة وأبراج للدفاع.
8- لا يوجد.
منطقة طبرية
ب- لوبيا
1- بيت جان يهودية بحتة.
2- 181 اشتراكيين.
3- 800-18 كم جنوب غربي طبرية.
4- 80 إلى 90 قطعة سلاح فردية بندقية وتوميكن 10 إلى 12 رشاش و2 إلى 3 مدافع هاون.
5- يرجح وجود معمل خفيف للأسلحة.
6- يوجد على الطريق الرئيسي المؤدي إلى هذه المستعمرة من كفيرت عدة منعطفات إذا دمرت يتعذر السير على الطريق الرئيسي يمكن الاتصال بها بصورة دائمية باونيل (بما العربية).
7- وسائل دفاعية فردية مع أبراج وأسلاك شائكة يوجد واحد بيك أب 3 سيارات تراك.
8- لا يوجد.
منطقة لوبيا
ب- لوبيا
1- منحمية يهودية بحتة.
2- 196 اشتراكيين.
3- 300 إلى 20 كم جنوب غربي طبريا بين سخمه وجسر المجامع.
4- 170 إلى 80 قطعة سلاح فردية بندقية وتوميكن 10 إلى 12 رشاشاً 3 أو 4 مدافع هاون.
5- يوجد بالقرب من هذه المستعمرة محطة توليد كهرباء روتنبرغ.
6- يوجد منعطف مقابل مستعمرة أخدوت باكوب على طريق جسر المجامع يتجه غرباً ثم شمالاً ويصل إلى هذه المستعمرة وفي منعرج الطريق من الغرب إلى الجنوب يوجد جسران أحداهما الرئيسي على نهر الأردن المؤدي إلى محطة توليد كهرباء شركة روتنبرغ.
7- أسلاك شائكة.
8- لا يوجد.
منطقة طبرية ب- لوبيا1- بيتانيا يهودية بحتة.2- 54 اشتراكيين.3- 600 إلى 12 كم جنوبي طبرية.4- 20 قطعة سلاح فردية 2 إلى 3 رشاشات مدفع هاون.5- لا يوجد.6- يوصل إليها من الطريق المؤدي إلى كيبوس وقبل الوصول إلى هذه المستعمرة بنصف كيلومتر يوجد منعطفاً إلى اليسار يؤدي إلى بيتانيا.7- أسلاك شائكة أبراج وأكياس رمل ونهر الأردن يشكل خطاً دفاعياً طبيعياً لها من الشرق.8- لا يوجد.منطقة طبرية
ب- لوبيا1- الركون- الزريم يهودية بحتة.2- 138 اشتراكيين.3- 2,800 كم جنوبي غربي طبرية.4- 150-6- قطعة سلاح فردية 10-15 رشاش 3 إلى 4 مدافع هاون وكمية من القنابل المتفجرة.5- لا يوجد.6- الطريق المؤدية إلى هذه المستعمرة غير معبدة توصل إليها فرعين الأول عن طريق طبريا الناصرة على مفرق يبعد 4 كيلومترات غربي قرية ميتسبا ومفرق آخر فرعي من جنوب القرية.7- وسائل الدفاع عن هذه المستعمرة ضعيفة نسبياً ويحيطها من الغرب الشمال منطقتان عربيتان.8- لا يوجد.منطقة طبرية
ب- لوبيا1- كفر كيش يهودية بحتة.2- 552 اشتراكيين.3- 11 كيلومتر جنوبي غربي طبرية.4- 150 إلى 20 قطعة سلاح فردية بندقية وتوميكن 2 إلى 3 رشاشات ومدفعين هاون وكمية من القنابل المتفجرة.5- لا يوجد.6- يوصل إليها من طريق معبد من كفر طابور (مسحنته).7- يوجد في هذه المستعمرة برج دفاعي أساسي وسكانها من الشبان الأشداء المسرحيين حديثاً من الجيش والمتمرنين على حرب المغاوير ويعتقد وجود مستودع ذخيرة أرضي فيها.منطقة طبرية
ب- لوبيا1- كفيرت كروب يهودية بحتة.2- 552 اشتراكيين 12,800 كيلومتر جنوبي غربي طبرية.3- 250-300 قطعة سلاح فردية بندقية وتموميكن 30 إلى 40 رشاش و10 إلى 15 مدفع هاون. مع كمية من المتفجرات والقنابل.4- مصانع للمنتجات الزراعية.5- تقع هذه المستعمرة على طريق فرعي ينفصل عن الطريق المؤدي إلى طبرية وعلى بعد كيلومترين من هذا الطريق في منعطف يبعد قليلاً شمالي جسر روتنبرغ والطريق المؤدية إليها معبدة وتوجد طريق غير معبدة تصل بينها وبين كنيرت الملاحة.6- وسائل دفاع متينة مع أبراج في مختلف الجهات وأسلاك شائكة ويعتبر هذا المركز وكر إرهابي.7- لا يوجد.منطقة طبرية
ج- سمخ1- مساده يهودية بحتة.2- 300 اشتراكيين.3- 16,800 كيلومتر جنوبي طبرية.4- 130-140 قطعة فردية بندقية وتوميكن 15 إلى 20 رشاش إلى 6-7 مدافع هاون وكمية من القنابل والمتفجرات.5- لا يوجد.6- بين سمخه وجسر المجامع على بعد كيلومترين من تقاطع خط سكة الحديد الحجازي وطريق الأسفلت يوجد منعطف إلى اليسار لمسافة كيلو مترين يتصل إلى مسـتعمرة شارهولاكون وعلى بعد كيلومتر واحد منها يؤدى نفس الطريق إلى مساد.7- التحصينات قوية ووضعية الدفاع متينة من أسلاك شائكة وأبراج.8- لا يوجد.منطقة طبرية
ج- سمخ1- شارهاكولان يهودية بحتة. 2-410 اشتراكيين. 3-800 و17 كيلومتر جنوبي طبرية.4- 140 إلى 150 قطعة سلاح فردية بندقية وتوميكن 15 إلى 30 رشاش و6 إلى 7 مدافع هاون وكمية من القنابل والمتفجرات.5- لا يوجد.6- نفس الطريق المؤدي إلى مساده.7- أسلاك شائكة وأبراج مراقبة ودفاع.8- لا يوجد. مصدر |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الخميس يناير 05 2017, 19:27 | |
| 34
مراكز تدريب إسرائيلية لمد المستمعرات بعناصر مقاتلة في عكا – الترشيحا منطقة طبرية
ج- سمخ
1- فيكيم يهودية بحتة.
2- 1113 اشتراكيين.
3- 800 و15 كيلومتر جنوبي طبريا على الطريق المؤدى إلى جسر المجاميع.
4- 150 بندقية 50 توميكن 12-16 رشاش وكمية كبيرة من القنابل والمتفجرات ومن 2-4 مدافع هاون.
5- يوجد أكبر مصنع لصنع صناديق الخشب ومحطة للبنزين وورشة لتصليح السيارات.
6- طرق المواصلات المؤدية إلى الغربة معبدة ولا يوجد عائق.
7- وسائل دفاع قوية من أبراج وأسلاك شائكة وأكياس رمل يضاف إليها 3 بيكب و4 سيارات كبيرة للنقل.
8- لا يوجد.
منطقة طبرية
ج- سمخ
1- آشدوت يهودية بحتة.
2- 1218 اشتراكيين.
3- 800 و17 كيلو متراً جنوب طبريا.
4- 180 بندقية فردية 10-70 توميكن 4 إلى 6 رشاش و8-10 مدافع هاون وعدد كبير من القنابل والمتفجرات.
5- يحتمل وجود مستودعات أرضية للذخيرة ويعتقد وجود مصنع للأسلحة.
6- توجد عبارتان على الطريق المؤدي إلى هذه المستعمرة وفي حالة تدميرها لا يعرقلان حالة السير.
7- وسائل الدفاع قوية ومتينة من أسلاك شائكة وأكياس رمل يضاف إليها 3 بيكب و4 سيارات نقل.
8- لا يوجد.
منطقة طبرية
ج- سمخ
1- كفركان يهودية بحتة ويقال لها بيت زيرع.
2- 496 اشتراكيين.
3- 800و 16 كيلومتر جنوبي طبرية على الطريق المؤدي إلى جسر المجامع.
4- 140-150 قطعة سلاح فردية 25 رشاش 12-15 مدفع هاون وكمية كبيرة من القنابل والمتفجرات.
5- يوصل إلى هذه المستعمرة من طريق سمخ جسر المجامع وتقع غربي الطريق على بعد كيلومتراً واحداً ولا يوجد عوائق لسير الآليات.
6- لا يوجد.
7- أسلاك شائكة وأبراج للدفاع والمراقبة وأكياس رمل.
منطقة طبرية
ج- سمخ
1- بماكانبا يهودية بحتة.
2- 418 اشتراكيين.
3- 800و 11 كيلومتر جنوبي طبرية.
4- 60-180 قطعة سلاح فردية 25 إلى 30 رشاش 8 إلى 10 مدفع هاون وكمية من القنابل والمتفجرات.
5- يوجد في هذه المستعمرة أكبر مصنع للألبان على الطريق الرئيسي من جهة الشمال.
6- يوجد جسر روتنبرغ على نهر الأردن بالقرب منها على بعد مائة متر فقط وفي حالة نسف الجسر تفقد الاتصال المباشر بطبريا.
7- برج رئيسي للدفاع في منتصف المستعمرة مع وسائل للدفاع الأخرى وأسلاك شائكة وأكياس رمل.
8- لا يوجد.
منطقة طبرية
ج- سمخ
1- دكانيا يهودية بحتة.
2- 553 اشتراكيين.
3- 800و 16 كيلومتر جنوبي طبرية.
4- من 200 إلى 220 قطعة سلاح فردية توميكن وبندقية من 30 إلى 35 رشاش 10 إلى 12 مدفع هاون. وكمية من القنابل المتفجرة.
5- لا يوجد.
6- يوصل إليها من دكانيا – آ- بطريق ومن بيت زبرع بطريق صيفي فقط.
7- أبراج دفاع ومراقبة أسلاك شائكة ووسائل دفاع فردية حول المساكن.
8-لا يوجد.
منطقة طبرية
ج- سمخ
1- عين كيف (النقيب) يهودية بحتة.
2- 434 اشتراكيين.
3- 500و 8 كيلومتر شرقي طبرية بحراً وفي المقر عن طريق 800 و23 كيلومتراً.
4- 210 إلى 230 قطعة سلاح فردية 25-20 رشاش و8 إلى 10 مدفع هاون وقنابل ومتفجرات.
5- مصنع السفن لتصليح السفن ومصنع للحدادة وآخر للأقفال و3 للتجارة. وفي مدخلها الجنوبي مولد كهربائي خاص يحوي ثلاث موتورات. توجد كمصانع جنوبي غربي المستعمرة قرب شاطئ البحر وفي المستعمرة مكتبة تحوي خمسة عشر ألف كتاب.
6- يجري الاتصال غالباً في هذه المستعمرة عن طريق البحيرة ويخصص لها للنقل ثلاث لنشلت يتسع كل واحد لحوالي مائة شخص عدا عن الطريق البري بواسطة السمراء سمخ.
7- محصنة تحصيناً متيناً. حواجز وأسلاك شائكة وأبراج دفاع وبالإضافة إلى سيارة مصفحة ومركز للخفراء يبلغ عددهم ثلاثين خفيراً مسلحاً تسليحاً قوياً. إن هذه القرية واقعة بين واديين صغيرين يشكلان شبه خندقين من الشمال والجنوب ويعتبران خطي دفاع طبيعيين لها وتعتبر هذه المستعمرة مركز لتدريب الإرهابيين.
8- آ- يوجد في مدخل قرية السمراء مركز بوليس إضافي عدد أفراده خمسة وحواجز لإغلاق الطرق.
ب- يوجد في الطريق المؤدي إلى النقيب بعد سمخ إلى الجهة الشمالية من الطريق على امتداد كيلومتر ونصف معسكر يحوي على قيادة لواء الفرسان لقوى الحدود الأردنية ومركز أورطة آلية عدد أفرادها ما يقرب من 180 ضابطاً وجندياً بسلاحهم الكامل مع 35 سيارة آلية بما فيهم ثلاث دبابات حسب ما هو مشروح في مركز الجاعونة.
ج- يحاذى المعسكر إلى الجهة الشمالية الشرقية المطار قطرها 1200 متر تقريباً تصلح لنزول الطائرات في كل الأوقات والفصول.
ملاحظة: إن عدد المدافعين حالياً من كل مستعمرة هو مضاعف عدد السكان المدون أعلاه (والمأخوذ من السجلات الرسمية للحكومة) بسبب ورود النجدات يومياً من مراكز التدريب المختلفة.
يوجد في كل مستعمرة عدد من سيارات النقل البيك آب والدراجات النارية تستعمل للدفاع المتحرك ويمكن أن تحول (التركترات الزراعية) إلى سيارات مسلحة بعدة ساعات بواسطة أوائل خاصة.
ملحق رقم 4 - منطقة عكا- البصه
1- حانوتا يهودية بحتة
2- ثمانية اشتراكيين
3- تقع إلى الشمال الغربي من بصه على بعد 3 كيلومترات من هذه القرية.
4- يوجد 200 قطعة سلاح فردية مع ما يقرب من عشرة رشاشات وكمية من القنابل اليدوية والمفرقعات ويعتقد وجود مدفعين هاون.
5- إن وجود مستودع سلاح محتمل جداً.
6- إن الطريق المؤدي إلى هذه المستعمرة من بصه هو معبد ويوجد فيه جسر لا يمنع مرور الآليات في حالة تدميره.
7- أسلاك شائكة ووسائل دفاع فردية حول المساكن.
8- لا يوجد.
منطقة عكا – البصه
1- الون (جويلا) يهودية بحتة. 2- 300 اشتراكيين
3- تقع هذه المستعمرة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى عكا على مسافة 6 كيلومترات شرق البصه.
4- 100 قطعة سلاح فردية وما يقرب من عشرون رشاش.
5- يوجد مصنع مهم لتصليح الأسلحة.
6- طرق المواصلات سالكة لهذه المستعمرة.
7- أسلاك شائكة تدعمها وسائل قوة الجيش المتمركزة بالقرب منها.
8- توحد أورطة آلية عدد ضباطها وأفرادها ما يقرب من مائة وثمانين تابعة- لمركز قيادة اللواء الآلي في الجاعونة من قوى حرس حدود شرقي الأردن يقودها ضابط بريطاني برتبة ميجر ومعه ضباط عرب. عدد الآليات 3 دبابات منهم 3 ثقيلات وواحدة خفيفة مع 35 سيارة تل جنود ومدافع هاون ورشاشات.
منطقة عكا – البصه
1- معصومة يهودية بحتة.
2- 250 اشتراكيين.
3- تقع على بعد 2كم جنوبي طريق عكا على مفرق يبعد 3كم شرقي البصه.
4- 80 قطعة سلاح فردية ورشاشات.
5- لا يوجد.
6- إن الطريق المؤدي لهذه المستعمرة مؤمنة بواسطة الطريق المؤوه عنه أعلاه ويوجد في مدخله جسر يبعد عن الطريق الرئيسي 200 متر وفي حالة تدميره يمكن اجتياز الآليات بصعوبة.
7- أسلاك شائكة ووسائل دفاع فردية حول المساكن.
8- يوجد مطار غربي البصه على بعد كيلومترين ونصف منها وقطره ما يقرب من كيلومترين فقد صالح للاستعمال بصورة دائمية.
منطقة عكا – الترشيحا
1- حد ين قرية يهودية بحتة.
2- عدد سكانها 150 اشتراكيين.
3- تقع على مسافة ثلاثة كيلومترات ونصف جنوبي غربي ترشيحا.
4- يوجد 50 قطعة سلاح فردية وما يقرب من عشر رشاشات.
5- لا يوجد.
6- تتصل هذه المستعمرة بالطريق العام المؤدي من ترشيحا لعكا بواسطة طريق فرعي يبعد كيلومتر ونصف غربي ترشيحا.
7- وسائل الدفاع الفردية حول المساكن.
8- لا يوجد.
ملاحظة: على الملاحق 4 و5 و6 و7 و8 و9. المعلومات الواردة بهذه الملاحق عن المستعمرات اليهودية هي معلومات أخذت في بدء الاضطرابات في فلسطين. ولذلك فإن توزيع السكان الآن والتي قد تتغير كثيراً والقصد من إعطاء هذه المعلومات هو إعطاء فكرة عامة يمكن القياس عليها وليس القصد التقيد بالأرقام والأعداد في هذه المبينة في هذه الملاحق. |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الخميس يناير 05 2017, 19:31 | |
| 35
أسست موقع بغداد بعد عودتي من فلسطين ببداية لا تتعدى ضابطاً واحداً العودة من فلسطين إلى بغداد
عدت إلى وطني الحبيب العراق محسوباً على ملاك القائمة العامة في 5/5/1949، وبقيت هكذا حتى صدر أمر تعييني آمر لموقع بغداد الذي لم يكن له وجود قبل هذا التاريخ، وذلك بتاريخ 6/7/1949 فأخذت على عاتقي السير قدماً لتأسيس هذا الموقع بكل جدية ولم يكن للموقع محل معين لأفتح مقراً فيه، ولم يصدر أي أمر كان لتعيين الضباط، والمراتب، والجنود حتى أنه لم ينظر في أمر إعداد ملاك لتكوينه.
آمر موقع بغداد
فصرت أذهب إلى غرفة مدير إدارة وزارة الدفاع، وأجلس لديه وأطلب منه راجياً إعطائي شيئاً من الورق وورق الكاربون فأحرر كتاباً إليه أي إلى (مدير الإدارة) أرجوه في كتابي هذا أن يزودني ببعض الضباط، والمراتب، والجنود (حسب الحاجة الملحة آنذاك)، وأضع على ذلك الكتاب رقم (1) وأعطيه النسخة الأولى، وأضع النسخة الثانية في جيب سترتي، الذي أصبح أضبارة مؤقتة سيارة.. ثم أذهب فعلاً إلى مدير الميرة والتموين وأكرر رجائي قي طلب الورق والكربون، وأحرر له رسالة أطلب فيها (القرطاسية) اللازمة للموقع، وأضع على الكتاب المذكور رقم (2) وأسلمه النسخة الأولى وأضع النسخة الثانية في جيب سترتي أيضاً.
ثم أذهب إلى مدير العينة مثلاً وأعيد طلبي من الورق وورق الكربون وأحرر له رسالة أطلب بها منه الأثاث اللازمة لغرف الموقع المزعومة وأضع الرقم (3) على كتابي هذا وأعطيه النسخة الأولى، وأحتفظ بالنسخة الثانية في جيب سترتي المارة الذكر.
وهكذا صرت أكتب وألاحق كتبي بنفسي، ولا معين لي سوى الله، وراجعت مدير الميرة والتموين اللواء الركن (المرحوم) قاسم شكري، ورجوته أن يخصص لي المحل الذي يراه مناسباً لتشكيل وتأسيس الموقع فيه سواء أكان المحل المذكور من الأبنية الحكومية أم كان داراً تستأجر. فلم يوافق على الشق الثاني من الاقتراح الخاص بإيجار الدار، ووافق على أن يكون سكان الموقع في أحد الأبنية الحكومية العسكرية، وأمرني بأن أتحرى على مثل هذا البناء الحكومي لينظر في أمر تخصيصه للموقع… وبعد التحري الدقيق، وجدت أن البناء الذي يكون الزاوية الجنوبية من الثكنة الشمالية، والمطل على طريق (بغداد – أعظمية) العام خير محل لتأسيس موقع بغداد فيه لأسباب عديدة.
سبب أختيار موقع بغداد
1- لقربه من وزارة الدفاع.
2- لقربه من مديرية شرطة بغداد – والشرطة العامة.
وغير ذلك من أسباب تضطرني إلى ضرورة الحصول عليه لتأسيس الموقع فيه خاصة وأنه لم يكن مشغولاً آنذاك.
فراجعت مدير الميرة والتموين، وعرضت عليه الأمر وبينت له الأسباب فرفض طلبي جملة وتفصيلاً، وغلق في وجهي الباب بإدعاء بأن هذا المحل سيخصص للجوف الموسيقي.
فقلت له سيدي إنك أنت المسؤول عن إسكان وحدات الجيش وتشكيلاتها بصفتك (مدير الميرة والتموين) فخصص لي المحل الذي تراه مناسباً لتأسيس الموقع، ثم لديك ضباط ركن عديدون، أرجو أن تأمر أحدهم بأن يتشبث لإيجاد البناء المناسب للموقع. ثم إنني لم أكن مسؤولاً عن التحري لإيجاد المحل الذي أحتاجه لإسكان الموقع فيه، مع العلم أنه لا توجد لدي لا سيارة حكومية ولا أملك سيارة خصوصية؟ .. فلم يوافق على رأيي، وأصر على رأيه، وأمرني بأن أتحرى عن محل آخر لهذا الغرض، فكلما وجدت محلاً واقترحت على سيادته أن يأمر بتخصيصه للموقع يرفض بحجج واهية حتى وجدت أخيراً (بناية الألمان) الحجرية في معسكر الوشاش، فوافق على تخصيصها لنا والحمد لله..
وانحلت هذه المشكلة التي أخذت شطراً من الزمن في التحري والتفتيش حتى عثورنا عليها، وبعد هذا وبعد جهد مضنٍ ومراجعات وملاحقات عديدة، تمت موافقة مدير الإدارة على تعيين (الملازم طه) خريج دورة التموين، ليكون ضابط إعاشة ورواتب للموقع فطلبت منه بأن يعقب أمر الكتب التي حررتها إلى كل من مدير العينة (عن الأثاث) ومدير الميرة والتموين (عن القرطاسية) ومدير الإدارة (عن الضباط والمراتب) وهكذا صارت الأوامر تصدر بين فترة وأخرى بتعيين بعض المراتب فتعين نائب ضابط كاتب واحد، وجندي كاتب طابعة عدد اثنين، ومراسل واحد، وجندي كاتب للصادرة والواردة واحد، هذا كل ما تمَّ تعيينه من أشخاص علاوة على الملازم طه ضابط الإعاشة والرواتب، الذي سبق ذكر تعيينه.
فعلى هذه المجموعة من الأشخاص الذين لم يتجاوز عددهم ضابطاً واحداً، وخمسة من المراتب تم تأسيس مقر موقع بغداد، ثم راح ضابط الإعاشة والرواتب يمارس نشاطه (والحق يقال أنه كان نشيطاً) فاستلم أثاث الموقع، ثم استلم القرطاسية.
فبدأنا العمل، وفتحنا المقر، وبدأت نسخ الكتب الصادرة والواردة تدخل في ملفاتها، وكانت أول ثلاثة كتب دخلت أضبارة الصادرة هي الكتب الثلاثة التي عنونتها إلى كل من مدير الإدارة، وإلى مدير الميرة والتموين، وإلى مدير العينة، وكنت قد احتفظت بنسخها الثانية في أضبارة جيب سترتي، والتي حررتها بخط يدي.
آمرية الانضباط العسكري
وبعد مدة شهر صدر الأمر بإلحاق آمرية الانضباط العسكري بمقر موقع بغداد، ثم أسندت إليَّ وكالة مديرية الحسابات العسكرية العامة لمدة شهر، إذ إن (المرحوم) اللواء ياسين حسن قد انفك بإجازة سنوية لمدة شهر يقضيها في بلدية الموصل. فزاولت أعمال مديرية الحسابات العسكرية العامة اعتباراً من يوم 2/8/1949 ولمدة شهر كامل.
مدير الميرة والتموين
ثم صدر أمر بتعييني مديراً للميرة والتموين، وبصورة مؤقتة بتاريخ 5/9/1949 وباشرت هذه الوظيفة، أو بقيت فيها حتى صدور الأمر بتثبيتي مديراً لها بصورة دائمية وذلك بتاريخ 7/1/1950 وهكذا انفكيت من آمرية موقع بغداد الذي أتعبني تأسيسه كثيراً، وأنا فرح وفخور بذلك التعب وذلك التأسيس وكان من واجبات مديرية الميرة والتموين الأمور التالية.
واجبات مديرية الميرة والتموين:
1- استملاك الأراضي وخوض المحاكم المدنية لهذا الاستملاك.
2- الإسكان: ويشمل إسكان الجيش بوحداته وتشكيلاته ومناطقه.
3- النقل والتسفير لمنتسبي الجيش، براً وبحراً وجواً.
4- تدارك وشراء الخيل والبغال: للخيالة والمدفعية والنقلية.
5- القرطاسية.
6- إعاشة مراتب الجيش.
7- علق حيوانات الجيش.
8- وقد أسندت إليَّ الوظائف والواجبات التالية علاوة على وظيفتي كمدير للمديرية والتموين، وبدون أي مخصصات:
أ- وكالة مديرية الحسابات العسكرية العامة.
ب- رئيس لجنة صندوق شهداء الجيش.
ج- رئيس لجنة إدارة ألعاب الجيش.
د- عضو مجلس الدفاع.
ه- عضو لجنة الترقية.
مديراً عاماً لشؤون الدفاع
وأخيراً وعلاوة ما أسندت إليَّ من أعمال مَرَّ ذكرها صدر أمر بتاريخ 25/1/1950 تنسب به اشتغالي مديراً عاماً لشؤون الدفاع، وهذا يعني (معاون رئيس أركان الجيش الإداري). وهنا لابد من التفصيل والشرح لبعض الأعمال أو لكل من الواجبات التي قمت بها في هذه الفترة.
الميرة والتموين
استملاك الأراضي، كانت القوة الجوية العراقية بناء على تطور أنواع طياراتها وضرورة توسيع مطاراتها التي تتطلبها تلكم الطائرات المتطورة تستوجب أن نسافر:
أ- أنا المسؤول عن الاستملاك.
ب- اللواء الركن سامي عبد الفتاح، آمر القوة الجوية الذي يريد توسيع المطار، نظراً لما تحتاجه طائرات قوته الجوية.
ج- الرئيس الأول (الرائد) الحقوقي عبد الأحد كجه جي، المختص بالقانون والمحاكم.
فاستملكت الأراضي المقتضى شراؤها من أراضي بيت الوجهاء (الجليلي) المجاورة لمطار الموصل، ووسعنا المطار العسكري إلى الشمال منه، وتم ذلك في المحاكم، وإنني لا أنسى أعمال السيد الوجيه أحمد الجليلي، وموقفه الوطني في هذا الاستملاك، وتأثيره المباشر على المساهمين من أصحاب الأراضي التي شملتهم بعض حصص الاستملاك لدفعتين متتاليتين توسعيتين.
واستملكنا بعض الأراضي المجاورة لمطار الديوانية العسكري، وتم الاستملاك بالمحاكم أيضاً.
الإعاشة والأرزاق
كانت تجري إعاشة الجيش وتزويده بالأرزاق وعن طريق المتعهدين بالأساليب الآتية:
أ- الأرزاق الجافة.
ب- الأرزاق الطرية واللحم.
1-الأرزاق الجافة:
كانت تستلم وتخزن في مخازن التشكيلات، كالفرق والألوية والوحدات، وكلما احتاجت تلك التشكيلات لها أو كلما تقاربت مخازنها من النفاذ للمادة أو المواد الإعاشية الجافة لها، وكانت تستلم الأرزاق من المتعهدين من قبل لجنة محلية قوامها ثلاثة ضباط تنتخبهم وتعينهم التشكيلات التي ينتمون إليها أو إلى وحداتها، وتستلم الأرزاق المذكورة من قبل اللجان بموجب شروط ومواصفات تعهد المتعهدون تسليمها بموجبها.
2-الأرزاق الطرية واللحم:
تستلم من قبل لجان متكونة من ثلاثة ضباط يومياً وعند الصباح الباكر، وبموجب شروط ومواصفات أيضاً.
عندما استلمت مديرية الميرة والتموين، وجدت أن بعض الأرزاق التي يجب أن تستلم من المتعهدين من جملة شروط ومواصفات استلامها أن ترسل نماذجها إلى المستشفى الملكي آنذاك للتحليل وهي:
أ- الدهن الحرّ.
ب- صابون غسل الجسم (صابون الركي).
ج- معجون الطماطة.
وكانت تردنا نتائج التحليل كلها مطابقة للشروط والمواصفات التي تعهد المتعهدون تسليم الأرزاق المذكورة بموجبها.
فكنت أشك في صحة نتائج هذه التحليلات، فبثثت العيون ولاحقت التحقيق في هذا الموضوع، فثبت لي أن المسؤول في المختبر الكيماوي في المستشفى وهو (انكليزي) يرتشي من المتعهدين بمبلغ (100) مئة دينار عن كل تحليل ولكل مادة. حيث كانت تكتب أسماء المتعهدين على قناتي النماذج التي كانت ترسل للتحليل، أو يكتب اسم الموقع الذي تخصه تلك المادة وكان لهذا الانكليزي المرتشي الخاتن سكرتيره عراقية أسمها (جميلة) من تلكيف، كانت هذه الجميلة هي الوسيطة بين المتعهدين، وبين مسؤول التحليل الانكليزي المار الذكر.
فبعد أن تأكدت من ذلك، أرسلت ضابط ركن الميرة الرئيس الأول (الرائد) عبد الحليم الشيخ (وهو ضابط نشيط وعفيف) أرسلته إلى سوق الشورجة وطلبت منه أن يشتري (50) خمسين قنينة خالية بغطائها من عين النوع والحجم.
فكانت المواد التي يقدمها المتعهدون سواءً أكان ذلك في مركز بغداد، أم في المواقع التي تسكنها الوحدات العسكرية، ترسل إلينا بعلب أو بقناني خاصة. |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الخميس يناير 05 2017, 19:33 | |
| 36
وجهاء العراق وشيوخه يتبرعون لإعالة شهداء الجيش وبناء معمل لحياكة الجواريب فشكلت لجنة في مديرية الميرة والتموين يرأسها الرائد عبد الحليم الشيخ وقوامها ثلاثة ضباط، يخرجون تلكم المواد الخاضعة للتحليل من علبها وقنانيها ويضعون كل مادة منها في قنينة من القناني التي تمَّ ابتياعها من سوق الشورجة والتي رقمناها بتسلسل من رقم (1 إلى 50) وصرنا نرسل المواد المذكورة في قناني مرقمة لا يعلم أحد بأي رقم كان لمن يعود من المتعهدين، واتخذت دفتراً (كمفتاح) لتلك الأرقام والمواد وأسماء المتعهدين ووضعته في خزانة حديدية بثلاثة مفاتيح لدى كل عضو مفتاح، ومن ثم ترسل القناني المرقمة بموادها إلى المختبر في المستشفى للفحص، فيذهب ويلاحق كل متعهد مادته الخاضعة للتحليل. وعندما يصل المستشفى يراجع كعادته السابقة السكرتيرة جميلة، فتجيبه (أنت رقمك شكد؟ ..) فيقول مجاوباً يابة أي رقم؟ .. أنا عندي دهن حر مثلاً عائد إلى الديوانية، فتكرر عليه وتقول لا أسماء ولا عناوين مخازن. فيرجع المتعهد خائباً ويأتي التحليل وفق ما في المادة المحللة في مواصفات، حيث لم يستلم المحلل الاختصاصي الانكليزي (رشوته) الاعتيادية. ولم انفك من ملاحقة هذا الانكليزي الخائن المرتشي حتى قلعته من جذوره وقطعت علاقته وفصل من الخدمة، وسافر إلى بلده انكلترا بدون رجعة غير مأسوف عليه. كما أن سكرتيرته جميلة أيضاً طردت من الخدمة، وهكذا تخلصنا من هذين العنصرين الضارين والحمد لله.
وكالة مديرية الحسابات العسكرية العامة
بعد أن زاولت أعمال مديرية الحسابات العسكرية العامة اعتباراً من يوم 2/8/1949 كما ذكرت سابقاً واستناداً لشرح بعض الأعمال التي قمت بها وحسب الدوائر التي أسندت لي للقيام بها فإن أهم أعمال مديرية الحسابات العسكرية العامة هي:
تنظيم وتهيئة ميزانية وزارة الدفاع. وقد صادف أن نظمنا ووحدنا ميزانية الدفاع لكل مفردات فصولها، وقدمّناها إلى وزارة المالية للمناقشة والمصادقة عليها وذلك لسنة 1951-1952، وبعد مدة شهرين عادت الميزانية المذكورة مصدقة ولكن (بأي صورة من التصديق؟ ..) لقد جاءت مفلوجة، وأضرب لك أيها القارئ الكريم مثلاً: لبعض ما صودق عليه من فصول..
مثلاً الإعاشة: قدمنا الميزانية الخاصة بهذا الفصل طالبين تخصيص (1,500000) مليون ونصف من الدنانير فجاء الفصل مصادقاً عليه ب(850000) ثمانمائة وخمسين ألف دينار وطلبنا تخصيص (45000) خمسة وأربعين ديناراً لشراء الخيل والبغال، فجاءت المصادقة على (1000) دينار فقط.. وطلبنا تخصيص سبعة آلاف دينار لفصل القرطاسية، فجاءت الموافقة على ألف دينار أيضاً، وهكذا عادت ميزانية وزارة الدفاع ناقصة، لا يمكن تطبيقها أبداً.
وقد ضربت مثلاً لثلاثة فصول من الميزانية فقط، مع العلم أن بقية الفصول قد شملها البتر والتنقيص كما شمل الفصول الثلاثة المارة الذكر.. وحيث إنني كنت أزاول مهام مدير الحسابات العسكرية العام المسؤول عن ميزانية الجيش أولاً، وإذ أنني مدير الميرة والتموين من صلب واجبي إطعام الجيش، تركت مقري في وزارة الدفاع وذهبت إلى وزارة المالية حاملاً معي الميزانية المصادق عليها. وقد كانت تربطني صداقة متينة مع الأخ وزير المالية آنذاك السيد عبد الكريم الأزدي.
دخلت عليه في ديوانه، وطلبت منه أن نتداول ونتناقش حول ميزانية وزارة الدفاع (بصفتي المسؤول عن تطبيقها) وأخذنا بالنقاش مستعرضين الميزانية فصلاً فصلاً.
فبدأنا في فصل الإعاشة، فقلت له نحن قدمنا ميزانيتنا وخصصنا فيها لهذا الفصل مبلغ (1,500,000) مليون وخمسمائة ألف دينار، فجاءت مصادقتكم على (850,000) ثمانمائة وخمسين ألف دينار، فإن عدد أفراد الجيش حوالي (40,000) ألف جندي، وان قيمة أرزاقه اليومية تعادل إلى (مائة فلس) فإذا ضربنا المائة فلس بعدد أيام السنة (366) ثلاثمائة وستاً وستون يوماً ثم ضربنا حاصل الضرب بعدد أفراد الجيش يكون الناتج ما يحتاجه الجيش من مبلغ لهذا الفصل وهذا ما يساوي إلى (1,464,000) مليون وأربعمائة وأربع وستون ديناراً فلم يتعد عملنا هذا الأعمال الأربعة الحسابية التي تدرس في المدارس الابتدائية، فهذه حجتنا في طلب المبلغ، الذي خصصناه لهذا الفصل حاسبين أن تطرأ بعض الزيادات في عدد أفراد الجيش فوضعنا احتياطاً مبلغ (36000) ستة وثلاثون ألف دينار، فما هي حجتكم في إنقاص المبلغ المطالب به إلى (850,000) ثمانمائة وخمسين ألف دينار؟ .. فأجاب حفظه الله إن مراتب الجيش منهم الكثير من لا يتناول الطعام من القدر كإخوانه الآخرين، ولابد أن تنزل قيمة طعام هؤلاء، وعليه خفضنا الميزانية لهذا الفصل إلى هذا الحد، فأجبته إن متعهدي الأرزاق يستلمون ثمن الأرزاق التي يقدمونها وتطبخ ويأكلها مراتب الجيش، أما الذين لم يتناولوا الطعام فيأخذون بدل طعامهم نقوداً، فإذن والحالة هذه لا توجد فضلة في النفقات فصار الصرف بالتالي لجميع أفراد الجيش ثمن يأكل منهم من القدر، يأخذ ثمن طعامه المتعهد، والذي لم يأكل من القدر يأخذ ثمن طعامه الجندي وهو نفسه (كبدل طعام) فرضخ للحقيقة والواقع وصادق على هذا الفصل.. ثم تناولت الفصول الأخرى المفلوجة وتناقشنا عليها، فبعد الرد والبدل وقليل من الجدل صادق على جميع فصولها كما قدمناها واستغرقت مناقشاتنا مدة يومين كاملين، كانت النتيجة أن أخذ الحق مجراه والحمد لله.
رئاسة لجنة صندوق شهداء الجيش
كان فريق من وجهاء وشيوخ العراق قد تبرعوا بمبالغ طائلة لشهداء الجيش، الذين ضحوا بحياتهم الغالية في سبيل الله والوطن والشعب وسقطوا شهداء في ساحة الوغى، وعلى تربة الوطن الغالي فلسطين. فبلغت هذه المبالغ مائة وخمسة وعشرين ألف دينار.
أرسلت وزارة الدفاع منها مبلغاً قدره (سبعة عشر ألف دينار) وزعت على أفراد الجيش عندما كان يرابط في جبهات القتال في فلسطين، ثم أرسلت وجبة سيكاير بلغت إعاناتها ألفي دينار، ثم وزعت كوجبة أولى لعوائل شهداء الجيش، الذين استشهدوا في معارك فلسطين مبلغاً قدره (37,000) سبعة وثلاثين ألف دينار. فبقي من المبلغ المتبرع به (64,000) أربع وستون ألف دينار ففكرت كثيراً في موضوع حياة عوائل وأولاد الشهداء الأبرار، وقلت في نفسي لو وزعت وجبة أو وجبتين على الأكثر من هذا المبلغ على أفراد وعوائل شهداء الجيش فسينفذ آخر فلس مما لدينا، ويبقى عوائل شهداء الجيش فيما بعد بدون إعانة، وأخيراً استقر رأيي على تشغيل هذه المبالغ المتبقية بطريقة تضمن الكسب..
فشكلت لجنة برئاستي وعضوية مميز الحسابات جميل هوّ، وعضو آخر، وذهبنا إلى لجنة بيع حصص الأسمنت العراقي، مستغلاً فرصة طرح بيع (4000) أربعة آلاف سهم للبيع في المزاد العلني.
فجلست مع لجنتي أراقب البيع وسعر السهم الواحد، وكان المنادي ببيع كل خمسة أسهم بصفقه واحدة، فباع الصفقات الأولى بـ(13,500) بثلاثة عشر دينار ونصف الدينار للسهم الواحد، ثم ارتفع بعدد الأسهم، وصار يبيع كل خمسين سهم بصفقه واحدة، وكان سعر البيع قد حافظ على معدله، وصار يبيع كل مئة سهم دفعة واحدة، فكان السعر نفس السعر أيضاً، حتى صار يبيع كل مئتي سهم مرة واحدة، فالسعر هو هو.. فبدأت أشتري وبعد الشراء أذهب إلى هيئة المدراء العامين، الذين كانوا يشرفون بأنفسهم على البيع والشراء. وأوقع لديهم على شرائي الأسهم التي أشتريها باسم عوائل شهداء الجيش وكان يجلس أمامي في غرفة اجتماع المشترين للأسهم (الرائد) المتقاعد حسام الدين البكري، ويجلس إلى جانبه شريكه أحد الشبان من بيت القيسي، وبعد أن اشتريت مقدار ستمئة سهم ترك المحل حسام الدين وخرج وقد اشتريت مئتي سهم آخر وفور ذهابي إلى هيئة المدراء العامين لحقني السيد القيسي وفاتحني بالحرف الواحد قائلاً: مولانا أنتو الله منطيكم وعندكم فلوس كثيرة يكفي لا تزاحمونا نحن الفقراء إلى هذا الحد، أتركوا لنا المجال قليلاً نشتري بعض الأسهم ونبيعها في ما بعد لنستفيد من الفرق عند بيعها.. فقلت هل تعلم لمن أشتري هذه الأسهم؟ .. فقال: لمن؟ .. فقلت له: لأرامل وأبناء شهداء الجيش الذين نريد أن نخدمهم ونديم حياتهم، بعد أن فقدوا من كان يعيلهم بعد الله.
وعندها قال المشار إليه، مع الأسف الشديد لقد أخبرني السيد حسام الدين البكري إن المبالغ التي اشتريت وتشتري هذه الأسهم بها هي التي سرقتها من فلسطين، وترك المحل وراح يشيع في البلد أمر شرائك لهذه الأسهم الكثيرة أولاً، ولمزاحمتك لنا في رزقنا ثانياً.. فإذن سأترك المحل وأذهب إلى حسام الدين لأفهمه الحقيقة، وأوقف دعايته التي راح يبثها ضدك ظلماً وترك القاعة هو الآخر وخرج.
فاستمررت في شراء الأسهم حتى تم لي شراء (1200) ألف ومئتي سهم من أصل (4000) أربعة آلاف سهم المطروحة للبيع وقد بلغ مجموع ثمن الأسهم التي اشتريناها (16,200) ستة عشر ألف دينار ومئتي دينار.. كانت تدرّ علينا هذه الأسهم ربحاً سنوياً قدره حوالي (300) ثلاثمائة دينار.
ثم ارتفع سعر السهم الواحد من (13,500) ثلاثة عشر ديناراً ونصف الدينار إلى (32) اثنان وثلاثين ديناراً، فارتفع رصيد صندوق شهداء الجيش ارتفاعاً بيناً والحمد لله..
معمل لحياكة الجواريب
ثم فكرت في مشروع آخر فأختمرت لدي فكرة شراء معمل لحياكة الجواريب (خاصة وان جيشنا المقدام) كان بحاجة ماسة شديدة للجواريب. فأخذت موافقة وزير الدفاع، وأوفد العقيد الركن المرحوم (حاتم العسكري) إلى ألمانيا لشراء مثل هذا المعمل الكامل مع استصحاب خبير له براتب شهري قدره مائة دينار.
بعد أن سافر (المرحوم) حاتم العسكري كان لابد من إيجاد محل مناسب لنصب المعمل فيه، وكانت أملاك اليهود آنذاك تؤجر وتباع من قبل لجنة، فانتهزت هذه الفرصة وأسرعت إلى شراء (نادي الرشيد) الذي كان نادياً لليهود، فكانت فيه قائمة كبيرة، وأخرى أقل قليلاً منها من ناحية السعة وهي ملاصقة للقاعة الأولى، وكانت غرفة جاهزة للإدارة، وكان فيه مسرح كبير وأرضه واسعة، وفيه مشتمل تم بناؤه في حديقة هذا النادي، وكان تحت القاعتين سرداب كبير، يمكن الاستفادة منه لخزن المواد الاحتياطية. وكان البناء هذا معطي بالإجارة الطويلة، وكانت المدة المتبقاة من إجارته الطويلة (26) ست وعشرون سنة. فراجعت اللجنة واشتريت البناء هذا بأرضه وما عليها من أبنية ولمدة (26) سنة بمبلغ (2300) ألفين وثلاثمائة دينار وهيّأته لنصب معمل الجواريب فيه.. وعندما وصلت مكائن حياكة الجواريب من ألمانيا مع الخبير الاختصاصي نصبناها فوراً، وبعد أسبوعين فقط صارت تشتغل وتنتج الجواريب.
من جهة ثانية جمعت للعمل في هذا المعمل بنات من أقارب شهداء القوات المسلحة، واستخدمناهم براتب كعاملات لحياكة الجواريب وتوخيت بذلك:
أ- المحافظة على شرفهن.
ب- تعليمهن صناعة حياكة الجواريب.
ج- إعطاؤهن راتباً شهرياً ليعتشن منه ولأجل جلبهّن إلى المعمل، وإعادتهن إلى بيوتهن.
رجوت وزارة الدفاع فخصصت مشكورة سيارتين (دوج لوري) وضعنا في ثلاث جهات منها مصطبات للجلوس، وعينت المقدم المتقاعد (المرحوم) رسول عبد الله (والد فخري الزبيدي) مديراً داخلياً لهذا المعمل. وكان من جملة واجباته التي عيناها له، هو أن يذهب يومياً بهتين السيارتين إلى دور جميع البنات العاملات في وقت مناسب قبل الدوام، ويجمعهن ويأتي بهّن إلى المعمل مع الدوام وقبله بقليل، وبعد انتهاء العمل اليومي يأخذهن في نفس السيارتين ويوصلهن إلى بيوتهن، وهكذا نظمنا مجيئهن وعودتهن وحافظنا عليهن من اعتداء المعتدين وعبث العابثين والله من وراء القصد.
تعيين محاسب للمعمل
هذا وقد عينت محاسباً للمعمل الرائد المتقاعد (المرحوم) الحاج حمدي النجار والد اللواء المتقاعد عبد الرزاق حمدي النجار، وهو رجل مسنّ وعفيف وقدير في الأمور الحسابية.. فصار معملنا هذا يشتغل بكل جدية ونشاط وكان الإنتاج اليومي تصاعد كميته يوماً بعد يوم حتى سددنا احتياج الجيش، وباشرنا بسد احتياجات الشرطة، وأكملنا احتياجهم.. ثم بدأ ناتج الجواريب الملونة الممتازة إلى جانب جواريب الجيش والشرطة والخاصة فتهافت علينا أصحاب المخازن في الأسواق المحلية وفي المحافظات طالبين تزويدهم بالجواريب الملونة لبيعها للمواطنين. |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الخميس يناير 05 2017, 19:35 | |
| 37
الجيش يشتري معمل الغزل والنسيج من يهودي عراقي ينوي ترك البلاد
تحقيق نجاحات
فنجحنا والحالة هذه والحمد لله بما توخيناه وحققنا الأمور التالية:
أ- أمّنا استملاك بناء كامل باسم عوائل شهداء الجيش.
ب- أمّنا تملك معمل للجواريب كامل باسم عوائل شهداء الجيش.
ج- أمّنا حاجة الجيش البطل والشرطة والمواطنين من الجواريب.
د- حافظنا على شرف (بناتنا) بنات وأقارب شهداء الجيش. وعلمناهم صنعة وزودناهم براتب شهري.
ه- زدنا رأس مال صندوق شهداء الجيش لضمان مستقبلهم.
إن معمل الجواريب قد كلفنا (38,000) ثمانية وثلاثين ألف دينار فلم يبق لدينا من أصل المبلغ الباقي من التبرعات سوى (7500) سبعة آلاف دينار وخمسمائة فلس، هذا ما تبقى لدينا ولكن بفضل الله وكرمه كانت أرباح بيع الجواريب وأرباح أسهم السمنت تدر علينا مبالغ طائلة في هذه الفترة.
معمل الغزل والنسيج
في هذه المدة الزمنية، علمت أن معمل الغزل والنسيج الموجود في الكرادة الشرقية (خارج) والمجاور لمعمل أحذية باتا وضع في المزايدة العلنية للبيع، وان صاحبه اليهودي المسمي (يعقوب) سيترك العراق بعد بيعه معمله، فذهبت إلى وزير الدفاع وكان المرحوم) شاكر الوادي ورجوت موافقته على شراء المعمل المذكور، فأجابني: كم عندك من المبالغ المتبقية من التبرعات، فقلت له: سبعة آلاف وخمسمائة دينار فقط. فقال: إذن كيف تشتري هذا المعمل؟ .. فقلت له: بصفتي مديراً للميرة والتموين وحيث أن الحوانيت مرتبطة بنا أقرض معمل الجواريب من مبالغ الحوانيت – وبدون فائض- المقدار الذي يحتاجه صندوق شهداء الجيش لشراء هذا المعمل. وبعد تشغيله وإنتاجه وحصوله على المبالغ نتيجة البيع أسدد دين الحوانيت. وهكذا نربح معملاً كاملاً بمكانته وأرضه وبنائه، نضيفه إلى أملاك عوائل شهداء الجيش، ونحصل على المبالغ لتوزيعها على عوائل شهداء الجيش. فوافق رحمه الله.. وهكذا ذهبت إلى معمل الغزل والنسيج للمساهمة في المزايدة لشراء المعمل المذكور بأي ثمن كان حيث سبق أن طلبنا من الشركات الأمريكية تزويدنا بسعر معمل للنسيج فقط فأجابونا أنه يكلفنا ثلاثة أرباع المليون دينار (750000) دينار وهو مطروح في محله في أمريكا فإذن والحالة هذه نحتاج إلى أجور شحن المكائن مضافاً إلى ذلك قيمة الأرض وقيمة البناء. نعم ذهبت لشراء المعمل، فوجدت أمامي مزاحمين أقوياء في ثروتهم فعندما عرض المنادي بيع المعمل بطريقة المزايدة افتتح السعر أحد الراغبين في الشراء فكنت إذا زيدت مئة دينار يزيدون ألف دينار أو خمسة آلاف دينار وهكذا.
فاضطررت أن أذهب إليهم وأسرد عليهم أسباب إصراري على شراء هذا المعمل، ولمن سأشتريه؟ .. وبهذا انسحبوا من المزايدة فوراً مشكورين، فبقي الجو خالياً لي ولا مزاحم يزاحمني في شرائه، فاشتريته بأرضه وبنائه ومواده الاحتياطية.
وكنت أزور المعمل بين يوم وآخر، وأشرف على المعمل بنفسي وأحثّ العمال على زيادة الإنتاج والدقة في العمل، لأنهم يخدمون بعملهم هذا أخوانهم الشهداء لإدارة شؤون أراملهم وأيتامهم فكان العمال جميعاً، والحق يقال آذاناً صاغية لندائي ورجائي.
وبناء على ما تقدم صارت أرباح الإنتاج من هذا المعمل ومعمل الجواريب وأرباح أسهم شركة الاسمنت تسد حاجة عوائل شهداء الجيش.
إن اشتغالي برئاسة صندوق شهداء الجيش وإخواني الآخرين الذين ساهموا معي في الخدمة في هذا الواجب الانساني المقدس. كان بدون راتب ولا أجور، إنما قمنا به بما أوصى إلينا ضميرنا القيام به تجاه أخوة استشهدوا وسبقونا إلى دار البقاء وخدمة لمن تركوهم ذمةً في أعناقنا من أرامل وأيتام، وهناك سجلات صندوق شهداء الجيش تثبت ما ندعيه نقوله، ولا فضل ولا منّة لنا في هذا السبيل والله وحده هو المجازي ولا نريد إلا رحمته وغفرانه.
فبعد أن انتقلنا إلى واجب آخر تنسب غيرنا لإدارة صندوق شهداء، فاستخدموا موظفاً كمدير مفوض وهو مدني براتب (200) مئتي دينار شهرياً، وخصصوا مخصصات أتعاب لرئيس لجنة صندوق شهداء الجيش وأعضائه.
رئاسة لجنة إدارة ألعاب الجيش
استلمت هذا الواجب علاوة على الواجبات السابقة مع وظيفتي الأصلية كـ(مدير الميرة والتموين) وبدون مخصصات أيضاً، فقد كان يحزّ في قلبي عندما أحضر سباقات الجيش وأشاهد منتسبي الفرق والتشكيلات بأعداد مختلفة وملابس مختلفة غير منسقة، فمثلاً ترسل الفرقة الأولى مشتركيها في سباقات الساحة والميدان وعددهم (135) مئة وخمس وثلاثون مشاركاً يرتدون ملابس مختلفة الألوان وغير منسقة.. وترسل الفرقة الثانية (26) ستة وعشرون مشتركاً بنفس الاختلاف في الملابس، وترسل الفرقة الثالثة (60) ستون مشاركاً كذلك لباسهم مختلف الألوان، وترسل الكلية العسكرية (95) مشتركاً بنفس الترتيب، ويرسل الحرس الملكي (80) ثمانون جندياً وهم كزملائهم في اختلاف الملبس.
فجمعت ضباط ألعاب الفرق والتشكيلات في مقريّ في مديرية الميرة والتموين، وتداولت معهم حول تنسيق العدد وتحديد مشتركيه وإعادة النظر في ملابس هؤلاء المشتركين وتكوين الأولمبياد ومقتضياتها في سباقات الجيش أولاً وقبل كل شيء.
ولأجل تطبيق هذا القرار، لابد من صرف المبالغ الضرورية لسد حاجة الفرق والتشكيلات، فذهبت إلى رئيس أركان الجيش واستحصلت على موافقته لصرف (300) ثلاثمائة دينار لكل فرقة وتشكيل ينفقونها في شراء الملابس، ومواد الألعاب لفرقهم وتشكيلاتهم. وقررنا في أحد اجتماعاتنا مع ضباط الألعاب أن يشترك من كل فرقة وتشكيل في استعراض الألعاب (72) اثنان وسبعون مشتركاً ليشكلوا (18) ثمانية عشر صفاً. كل صف متكون من أربعة من المشتركين، أو تسعة صفوف متكونة من ثمانية جنود.. وقررنا أيضاً تخصيص لون خاص للقمصان الحريرية التي سيرتديها كل مشارك في الاستعراض في كل فرقة وتشكيل وأصبح ذلك اللون هو لون الفرقة والتشكيل وكالآتي:
اللون الفرقة والتشكيل
أحمر الكلية العسكرية
أبيض الفرقة الأولى
أسود الفرقة الثانية
أصفر الفرقة الثانية
سمائي القوة الجوية
أخضر الحرس الملكي
ثم قررنا رفع العلم الأولمبي إلى جانب العلم العراقي على أرض السباقات للساحة والألعاب، ثم عملنا شارة الأولمبياد المتكونة من خمس حلقات ثم عملنا كرسي الفائزين في السباقات الأولى والثاني والثالث. ثم نظمنا لوحة كتابة الدرجات التي تحصل عليها الفرق والتشكيلات.. وهكذا انتظمت ساحة سباقات الساحة والميدان منذ ذلك التاريخ.
ثم التفتنا إلى تنظيم السباقات والألعاب التالية:
أ- ألعاب وسباقات كرة القدم.
ب- ألعاب وسباقات كرة السلة.
ج- ألعاب وسباقات الطائرة.
د- ألعاب وسباقات المنضدة.
ه- ألعاب وسباقات التنس (الفردي والمزدوج).
وبعد انتهائنا من هذه التنظيمات.. رأيت أنه من الضروري إيجاد مسبح لسباحة المراتب والجنود، وحيث أن المبالغ كانت محدودة وان إنشاء مثل هذا المسبح يكلف مبالغ طائلة، ففتشت عن مسبح فوجدته في معسكر الرشيد متروكاً منذ زمن إشغال هذا المعسكر من قبل القوات البريطانية، عندما كان يسمى بمعسكر (الهنيدي) فأخذت موافقة رئيس أركان الجيش لإعادة مجد هذا المسبح فوافق، فاستخدمنا الجنود من الوحدات لتنظيفه من الأطيان التي كانت مترسبة فيه نظفنا أطراف المسبح، وبعد هذا كله رتبنا وصممنا المسبح كالمسابح الحديثة الحالية بكل ما تحتاجه من أمور ثم أنشأنا عشر غرف كموجبه أولى إلى الشرق من المسبح لنزع ولبس الملابس من قبل السباحين، وإلى جانبها عشر غرف حمامات لهم لكي يستحمّوا بها قبل نزولهم إلى المسبح وبعد خروجهم منه، ثم أنشأنا في الجهة الغربية من المسبح مدرجات وعليها مظلاتها للذين يرعون سباقات السباحة وللمشاهدين معاً.
وهكذا انتهينا من أمر إكمال هذا المسبح وأعددناه للسباحة وللسباقات وفعلاً قد استخدم للسباحة وللسباقات حتى يومنا هذا.
عضوية مجلس الدفاع
إن أعمال مجلس الدفاع كانت تخص الأمور الهامة لوزارة الدفاع وكان يترأس هذا المجال وزير الدفاع أو رئيس أركان الجيش، وكان يجتمع هذا المجلس كلما دعت الحاجة إليه للبث في الأمر أو الأمور التي اجتمع من أجلها.
عضوية لجنة الترقية
كانت لجنة الترقية تجتمع برئاسة رئيس أركان الجيش، وعند النظر في ترقية ضباط الجيش الذين يجب أن تتوفر فيهم شروط الترقية للضباط بموجب تقارير سرّية سنوية تكتب بحقهم من قبل آمريهم بالتسلسل يضاف إلى ما يجب أن يكتب بتقاريرهم السرية السنوية ما يلي:
أ- أن يكون له ملاك يساعد على ترفيعه.
ب- أن يكون قد اجتاز امتحان الترقية (إذا كان من الضباط الأعوان).
ج- أن يكون قد قضى نصف المدة الأصغرية في الوحدات (إذا كان من الضباط الأعوان).
د- أن يكون قد قضى ثلث المدة الأصغرية في الوحدات (إذا كان من الضباط القادة).
وكان ضابط ركن القسم الأول في مديرية الإدارة، يهيئ الأضابير الخاصة بالضباط الذين يستحقون الترقية نظراً لإنهائهم المدة المقررة للترفيع مثلاً: مدة الترقية أربع سنوات، فهو يهيئ هذه الأضابير قبل اجتماع لجنة الترقية، ويهيئ جداول بأسماء هؤلاء الضباط يوزعها عليهم عند اجتماعهم. ثم يقدم ضابط الركن نفسه أضبارة الضابط المذكور عندما ينادي رئيس اللجنة باسمه، يتداول الأعضاء في أمر ترقية هذا الضابط آخذين الشروط التي يجب أن تتوفر فيه للترقية. فإذا كان مستكملاً الشروط من جميع النواحي يرقى إلى رتبة أعلى، وإذا كانت الشروط غير متوفرة تماماً لا ينال الترفيع.
وفي أحدى جلسات لجنة الترقية نودي على أضبارة الرئيس الأول (الرائد) الطبيب (اللواء الطبيب المرحوم) سامي أحمد يحيى فوجدنا في تقريره السري السنوي إن مدير الأمور الطبية يذكر الجملة: (لا أوصي بترقيته) دون أن يشرح الأسباب، ونظراً لعدم الإيصاء بترقيته، قررت لجنة الترقية بكامل موجودها عدم ترقيته.
فتداخلت في الأمر، وقلت أن هذا الطبيب الممتاز كان السبب في إنقاذ حياة الكثير من منتسبي جحفل اللواء الخامس عش بأفواجه الثلاثة وكتيبة الخيالة وكتيبة المدفعية جبلية (3,7) وسرية الهندسة وسرية المخابرة في سنة 1946، عندما كانت ترابط هذه القوة في بلدة السليمانية لقمع حركات التمرد فيها آنذاك، وكان لا ينام الليل عندما تفشى مرض الدفتريا في المعسكر، وكنت أشاهد نشاطه هذا بنفسي وكنت قد رفعت تقريراً بحقه لإعطائه قدماً ممتازاً، والآن بطلب مدير الأمور الطبية (اللواء الطبيب المرحوم فائق شاكر) عدم ترقيته بصورة كيفية، وبدون أن يذكر السبب لهذا الإقصاء المجحف وغير العادل، وعليه اقترح إحضار مدير الأمور الطبية لمناقشته في ذلك، فتم الاتفاق وأحضر المدير الموصا إليه وسئل عن الأسباب التي دعته أن لا يوصي بترقيته، فقال هذا رأيي فقلت له: دكتور هذا طبيب، ولم يكن ضابطاً اعتيادياً ثم أنه طبيب باطني أخصائي فإذا كان لا يصلح للخدمة كطبيب يجب أن نستغني عنه، لأن أرواح الناس مرهونة بتخصصه وإذا كان يصلح للخدمة كطبيب حاذق يجب أن نعطيه حقه وينال ترفيعه. |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الخميس يناير 05 2017, 19:48 | |
| -38
الوادي أعاق ترقيتي وجمعة إتصل هاتفياً ببيتي للتهنئة بحصولي عليها وهنا سردت قصته حرصه واهتمامه في إنقاذ المصابين أولاً في مرض الدفتريا وعدم تفشي المرض بين منتسبي وحدات الجحفل ثانياً، وسألته عن التقرير الذي كتبته بحقه آنذاك فكان جوابه هذا هو رأيي الشخصي، فأمره رئيس أركان الجيش (رئيس اللجنة) بأن ينصرف وبعد أن انصرف وافق أعضاء لجنة الترفيع بمجموع أعضائها على ترقيته، وصادق رئيس أركان الجيش على ذلك، وهكذا تم ترفيعه والسلام على من اتبع الهدى.
مدير شؤون الدفاع العام
بتاريخ 25/10/1951، أصدر وزير الدفاع أمراً بتنسيب اشتغالي بوظيفة مدير شؤون الدفاع العام، وهذا المنصب يسمى الآن (معاون رئيس أركان الجيش الإداري) ترتبط بهذا المنصب جميع الشعب، والمديريات الإدارية التابعة لوزارة الدفاع وهي:
1- مديرية الإدارة.
2- مديرية الميرة والتموين.
3- مديرية العينة.
4- مديرية الحسابات العسكرية العامة.
ولكل من هذه المديريات والشعب فروعها الكثيرة. كان آمر تعييني بهذه الوظيفة مغلوطاً حيث كان كل من مدير الإدارة ومدير العينة أقدم منّي، وهذا لا يجوز إشغالي هذا المنصب إذ سيكونان تحت أمرتي، وذلك وفق نظام وزارة الدفاع العسكري، فراجعت وزير الدفاع وأفهمته ذلك، فكان جوابه (طاهر، نحن نعتمد عليك، وعلى مقدرتك وقابلياتك) فقلت: أمرك وانصرفت، ولما حلّ تاريخ استحقاقي للترفيع لم أرفع وبعد أن أعلن جدول الترقية لم أجد أسمي بين أسماء أخواني المترفعين، فذهبت إلى وزير الدفاع وفاتحته في أمر حرماني من الترفيع وقلت له بالحرف الواحد: إن راتبي الذي أتقاضاه شهرياً مقابل أتعابي وما أوديه من خدمة تجاه جيشي العزيز. إن هذا الراتب لم يكن لي بمفردي، بل هناك شركاء لي في هذا الراتب، وهم زوجتي وأولادي، فما ذنب هؤلاء لتحاربوهم في رزقهم؟ .. وما هو السبب الذي حال دون ترفيعي؟ .. ثم أنكم أسندتم إليَّ عدة وظائف إضافة إلى وظيفتي الأصلية وكلها بدون مخصصات وها أنا ذا اشتغل يومياً قبل الدوام بساعة تقريباً إلى وقت يقارب منتصف الليل. فإذا كنت أنا عنصراً جيداً اعتمدتم عليه وأسندتم إليه هذه الوظائف كلها لِمَ لا تعطونني حقي بالترفيع الذي استحقه بجدارة وهمة ونشاط؟ وإذا كنت عنصراً خاملاً وكسولاً، لِمَ تبقون في الجيش؟ .. فباب الإحالة على التقاعد مفتوح، فأرجو إحالتي على التقاعد لتخلصوا من هذا العنصر الخامل..
فكان جوابه جواباً دبلوماسياً وقال: صارت يا طاهر وان شاء الله تترفع في الجدول القادم، وأنا أعدك بذلك، وهكذا بقينا ننتظر الجدول القادم، وهل أن وزير الدفاع الدبلوماسي سيبر بوعده؟ .. (العلم عند الله).
ورحت أزاول مهام أعمالي الكثيرة حتى صار وقت الترفيعات فذهبت إلى وزير الدفاع وهو (زميلي عندما كنّا معلمين لدورة الأعوان ومعلمين لدار التدريب) وواجهته وقلت له: أبو غزوة أذكرّك بوعدك الذي قطعته لي في أمر ترفيعي، وها أن وقت الترفيعات قد حان (والكريم إذا وعد وفى) فأجابني: كن مطمئناً من ترفيعك في هذا الجدول، فاستبشرنا خيراً وشكرناه، والشكر الله وحده وصدر جدول الترفيعات، ولم أجد أسمي بين أسماء أخواني المترفعين أيضاً، وكانت خيبة أمل وصدمة شديدة لي ولأفراد أسرتي. نعم لقد خاصمني من أنا تحت أمرتهما (رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع) دون ذنب ما قد ارتكبته. ولا حول ولا قوة لي تجاه ما فعلوا وهنا ينطبق المثل القائل:
إذا كان خصمي حاكمي كيف أصنع؟
لمن اشتكي حالي لمن أتوجع؟
صبرت حتى سقطت الوزارة، وذهب شاكر الوادي وعين مكانه بمنصب وزير الدفاع السيد حسام الدين جمعة، فأعطى كل ذي حق حقه وعقبّ أمر ترفيعي بنفسه، وبعد أن تم توقيع جدول الترفيع، كان وزير الدفاع أول من اتصل بداري تلفونياً فكلمته بنتي (سها) وكنت أنا خارج الدار. فقال لها: وينه الباشا. فقالت له: والدي ليس بالباشا، بل هو زعيم، فأجابها: ترفع إلى رتبة أمير لواء. وأنا وزير الدفاع حسام الدين جمعة أن أزف إليكم بشرى ترفيع والدك، مبروك يا بنتي. وهكذا تم ترفيعي إلى رتبة أمير لواء اعتباراً من 2/11/1952 بفضل الله وكرمه.
قيادة الدرك العامة
بتاريخ 27/1/1953 صدرت الإدارة الملكية بتعييني قائداً عاماً للدرك فنفذت الأمر، والتحقت بمقر وظيفتي الجديدة مستصحباً معي ضباط المقر الذين رشحتهم للاشتغال معي في تأسيس مقر قيادة الدرك، وودعت أخواني الذين تعاونوا معي، وساعدوني على إنجاز واجبي كمدير للميرة والتموين من ضباط ونواب ضباط، ومراتب وموظفين مدنيين وودعت بهذه المناسبة جميع الوظائف الإضافية التي أسندت إليَّ في هذه الفترة بعد أن انفككت من مديرية الميرة والتموين، لم يعّين لي محل لاتخذه مقراً لقيادة الدرك، وصرت أتحرّى محلاً مناسباً لهذا المقر والشيء بالشيء يذكر. عدت في التفتيش لإيجاد المحل المناسب لتأسيس مقر قيادة الدرك، كما سبق لي أن فتشت عن محل مناسب لتأسيس مقر موقع بغداد، حتى وجدت غرفة كبيرة تجاورها غرفتان متقابلتان، تقع هذه الغرف الثلاث تحت بناية مديرية الشرطة العامة. فأسست مقر (قيادة الدرك العامة) في تلكم الغرف وبصورة مستعجلة دون الاهتمام بالأثاث وزركشتها. فجاءني من جاءني من المهنئين ومن جملة من جاء للتهنئة (ظاهراً) البريكدير (العميد الركن الانكليزي) (بيو) الملحق العسكري في السفارة البريطانية في بغداد مستصحباً معه الكابتن هولت (النقيب هولت) مستشار السفارة البريطانية الشرفي في بغداد، وبعد أن استقر بهم الجلوس، راح العميد (بيو) يوجه لي الأسئلة التالية:
سؤال: من كم وحدة سيتشكل الدرك؟ .. وما هو مقدار عدد أفراد وحدات الدرك؟ .. وقوة الدرك بصورة عامة؟
جواب: لم أبلغ بعد بملاك قوة الدرك، وعليه لم يكن لي علم بعدد وحداته، وعدد منتسبي كل وحدة من وحداته التي ستشكل ولا بمجموع قوة الدرك.
سؤال: من أين ستزودون وحدات قوات الدرك بالسلاح؟ .. وما هي نوعية الأسلحة التي ستكون بحوزة قوة الدرك؟
جواب: نظراً للمعاهدة المعقودة بين العراق وبريطانيا لابد أن الأسلحة والتجهيزات ستطلب من بريطانيا.
سؤال: من الذي سيبلغكم بالملاك؟
جواب: طبعاً الجهة التي نحن مرتبطون بها.. ألا وهي وزارة الداخلية.
وهكذا خرج الملحق العسكري، وصاحبه دون أن يستفيد مني بشيء من المعلومات التي جاءوا من أجلها وإليك أيها القارئ الكريم نبذة عن قوة الدرك التي كانت ستشكل في العراق:
1- لقد سنّ قانون الدرك في سنة 1936 وصادق عليه المجلسان التشريعيان، مجلس النواب ومجلس الأعيان، ثم صدرت الإدارة الملكية بتنفيذه آنذاك.
2- كان ذلك في زمن تولي رئاسة الوزارة من قبل المغفور له المرحوم ياسين الهاشمي، ثم جمدّ هذا القانون ولم ينفذ منذ ذلك الحين.
3- في سنة 1953 وبعد ما تولى الفريق الأول الركن نور الدين محمود رئاسة الوزارة نفذ هذا القانون وصدرت الإرادة الملكية بتنفيذه.
4- كانت قوة الدرك ستتكون من (27) سبعة وعشرين فوجاً من المشاة والصنوف الفنية، وتقارب قوة الجيش آنذاك.
5- كانت هذه القوة ستكون قوة ظهيرة مساندة لقوة الجيش.
6- كانت القوة المسلحة ستقوم بواجباتها على الوجه الآتي:
أ- قوة الجيش الباسل: لحماية الحدود الخارجية للبلاد من اعتداءات خارجية.
ب- قوة الدرك: تتولى قمع أي حركة تمردية في البلاد وفي داخلها.
ج- قوة الشرطة: لمطاردة العابثين وتنفيذ قضايا المحاكم وغيرها.
د- قوة الأمن: للأمور الفنية.
وبتنفيذ هذا القانون طبعاً ستزداد القوات المسلحة الدفاعية في البلاد إلى الضعف تقريباً. وهذا لا يتفق وخطة الانكليز المتغلغلة آنذاك لذلك قرروا إعادة تجميد القانون بطريقة غير قانونية. فشكرته وانصرفت..
أسقطوا وزارة الفريق الأول الركن نور الدين محمود. وتشكلت الوزارة الجديدة برئاسة نور السعيد، وصار السيد حسام الدين جمعة وزيراً للداخلية، التي كانت قيادة الدرك مرتبطة بها.. وبعد يومين فقط من تشكيل الوزارة الجديدة طلب وزير الداخلية تلفونياً حضوري في ديوانه، وبعد مواجهتي له فاتحني في أمر أعادة تجميد قانون الدرك. فقلت له: هذا شأن الحكومة والبلاط ولا دخل لي فيه. فقال وأنت مصيرك؟ .. فقلت له إحالة على التقاعد. ثم عاد وقال (لا) أي منصب يخطر ببالك من وظائف الدولة التي توازي درجتك؟ .. فقلت له أنني قد شغلت منصب الحاكم العسكري في وطني الثاني فلسطين العزيزة وفي المثلث العربي المتكون من:
1- متصرفية نابلس
2- متصرفية جنين.
3- متصرفية طول كرم.
وتمكنت بفضل الله وكرمه من إدارة هذه المنطقة على الوجه الأكمل. والآن لديكم متصرفيتان شاغرتان هما: متصرفية البصرة ومتصرفية السليمانية. فبإمكاني إشغال أحدى هاتين المتصرفيتين ولا فرق عندي بينهما. فأجابني أن السيد مظفر أحمد قد تم تعيينه لمتصرفيه البصرة. أما متصرفيه السليمانية فقد تعين لها السيد مزاحم ماهر. فأختر المحل الذي يخطر ببالك؟ .. فأجبته التقاعد.. فقال إذن أرجو أن تترك هذا الأمر لي وأعطني فرصة إلى يوم غد فقلت له حسناً وانصرفت.
وفي اليوم التالي تلقن لي السيد وزير الداخلية قائلاً: تفضل عندي، ولما حضرت أمامه طلب مني الجلوس فامتثلت وجلست وبعد شرب القهوة فاتحني قائلاً: ما رأيك بإسناد منصب أمين العاصمة لك؟ .. فقلت له لا مانع لدي، فعاد وقال طيب. سأهيئ لك كل شيء لإشغالك منصب أمين العاصمة.
وبعده بيوم واحد رجع وطلبني تلفونياً فذهبت إليه وقال لي (نوري باشا) يطلب مواجهتك في مقره في وزارة الدفاع الآن. فذهبت إلى وزارة الدفاع وواجهت وزير الدفاع في مقره فطلب مني أن التحق فوراً بواجبي السابق (مدير الميرة والتموين).
مدير الميرة والتموين
وبناءاً على تراكم المعاملات في هذه المديرية، ومنذ انفكاكي منها، طلب مني أن أشتغل بوقت إضافي عصراً وليلاً (بدون مخصصات طبعاً)، وأردف قائلاً: أطلب منك الالتحاق بمديريتك اليوم بل الآن، وان تشتغل بنشاطك الذي أعهده فيك، فأجبته: لا يمكن ذلك فأجاب لماذا؟ .. فقلت له: إنني اشتغلت قيادة الدرك العامة (بإرادة ملكية) فأين سيصبح مصير تلك الإرادة؟ .. فيجب أن تصدر إرادة ثانية بإعادتي إلى الجيش. ويتم إعادة تعييني في منصبي السابق (مدير الميرة والتموين) فكنا نتحاور في غرفة سكرتيرة (المرحوم) العقيد الركن عبد الوهاب شاكر، فالتفت إلى سكرتيره وسأله رأيه فيما ذكرت وطلبت، فأجابه السكرتير أن قول اللواء طاهر صحيح ويجب أن تصدر إرادة ملكية بإعادته إلى الجيش.
فرد عليه الوزير قائلاً: طيب نظم مسودة الإرادة حالاً فطبعت وأخذها الوزير إلى البلاط، وفي اليوم الثاني صدرت الإرادة الملكية بإعادتي إلى الجيش، وتبلغت بها بعد يوم واحد من صدورها. وهكذا تركت مقر قيادة الدرك (بكل أسف) وأنحرمنا من تشكيله، وخسرت البلاد هذه القوة الجبارة (وسرّ إلغائها عند الله) وتجمد قانونها بطريقة غير قانونية حيث بعد أن تنفذ القانون، لا يمكن أن يلغى إلا بقانون وإرادة ملكية. وان الأخوة رجال القانون أدرى وأعلم بما أكتب وأقول وهكذا عدت إلى الجيش مع من استصحبت من أخواني الضباط والعود أحمد وبدأنا نزاول أعمالنا كالسابق.
العودة إلى الجيش
لقد عدت إلى الجيش بعد صدور الإرادة الملكية وذلك بتاريخ 25/2/1953 وبتاريخ 27/7/1953. طلبني وزير الدفاع فذهبت وواجهته وفاتحني في أن السيد ماجد مصطفى يطلبني بإصرار لأتولى مديرية السجون العامة وطلب مني أن أبين رأيي لهذا المنصب، ففكرت قليلاً فقال: لك أن تفكر إلى يوم غد ثم أخبرني بما تقرره. هنا لابد لي أن أشرح ثلاث نقاط في هذا الموضوع:
1- معرفتي بالسيد ماجد مصطفى وزير الشؤون الاجتماعية وأسباب ترشيحه لي لمنصب السجون العام.
عند تتويج الملك حسين، ملك المملكة الأردنية شكلت الحكومة العراقية بعثة شرف لنشترك في احتفالات التتويج في عمان عاصمة الأردن، تكونت هذه البعثة من الذوات الآتية:
أ- السيد ماجد مصطفى- وزير الشؤون الاجتماعية رئيساً.
ب- أمير اللواء طاهر محمد الزبيدي- مدير الميرة والتموين في وزارة الدفاع. عضواً.
ج- السيد طاهر الباجه جي- الوزير المفوض في وزارة الخارجية، عضواً.
سافرنا بمجموعتنا من مطار بغداد (المثنى) إلى بيروت وبقينا فيها يومين كاملين، ثم طرنا أنا والسيد طاهر الباجه جي إلى مطار القدس، وبقي رئيس بعثة الشرف في بيروت لدى صديقه السيد صائب سلام رئيس الوزراء اللبنانية لاحقاً، ووصل إلى عمان بعد يومين من وصولنا إليها وترأس البعثة.
نعم.. وصلنا أنا والأخ السيد طاهر الباجه جي إلى مطار القدس وكان في استقبالنا وعلى رأس المستقبلين السيد حسن الكاتب متصرف (محافظ) القدس وكان حرس الشرف مصطفاً، وكان ضابط أردني برتبة (نقيب) واقفاً حيث عين مرافقاً عسكرياً لي.
بعد أن فتشت مع محافظ القدس حرس الشرف، ذهبنا إلى دار السيد المحافظ لضيافة شاي، وان معرفتي بالمحافظ لم تكن بنت ساعتها بل هي قديمة، أي منذ أن كنت حاكماً عسكرياً عامّاً في فلسطين سنة 1948-1949 حيث كان الموصا إليه أي السيد حسن الكاتب رئيساً للمحاكم المدينة في نابلس.
وهكذا، وبعد الانتهاء من الضيافة، توجهنا أنا وزميلي السيد طاهر إلى عمان في سيارة ممتازة، وضع على واقيتها من الجهتين العلمان العراقي والأردني، وركب في صدر السيارة المرافق. وكانت سيارة أخرى قد سبقتنا إلى عمان وبعد أن وصلنا إلى المنطقة التي أعدت الحكومة الأردنية فيها داراً مؤثثاً تأثيثاً افخراً ولكل منّا غرفته، وفيها صالوناً كبير ممتاز للاستقبال. فأنزلونا فيها، وكان على الباب هذه جماعة حرس لحراستنا فطلبت في اليوم الثاني من المرافق أن يصرف الحرس الذي لم نر لزوماً له البتّه.. ووصل رئيس البعثة وتقاطرت علينا مجموعات كثيرة من الزوار قبل يوم التتويج وبعده، وفي اليوم الثالث من التتويج زارتنا مجموعة من الزوار الفلسطينيين، ومن بلدة نابلس الغالية.. يترأس هذه المجموعة الحاج معزوز باشا المصري، أحد أشراف مدينة نابلس، وبعد أن رحب رئيس الهيئة بمقدمنا خاطبني بقوله: يا أبا أسامة أننا جئنا إليك نزورك أولاً، ولندعوك لزيارة بلدتك نابلس التي لا تزال تقدر لك خدمتك، وإخلاصك لها ولتوابعها من المناطق التي ضحيت أنت من أجلها بكل غالٍ ورخيص.
ثم أردف قائلاً: إن لم تلب طلبنا في زيارتك لنا في نابلس ثق واعتقد إننا صمّمنا أن نسرقك ونذهب بك إلى نابلس. فقلت له: أنني جئت إلى هنا عضواً في بعثة الشرف وإنني أتشرف بدعوتكم هذه ويزيدني شرفاً أن أزور بلدتي العزيزة نابلس، وأهاليها الكرام لكنني عضو في اللجنة.. أرجو توجيه الدعوة إلى السيد رئيس البعثة وزير الشؤون الاجتماعية، فتوجهوا إليه بالرجاء لقبول الدعوة، شارحين خدماتي السابقة له، فرد عليهم الوزير بالإيجاب والقبول. وقائلاً وبالحرف الواحد: سأتشرف بزيارتكم، وآتي بمعية الباشا (يقصدني).
وبعد أن ودعّنا هذه المجموعة الخيّرة، عدنا وجلسنا في صالون الاستقبال وإذا بالوزير السيد ماجد مصطفى يخاطبني بقوله: طاهر غداً وعند الصباح الباكر تأخذ معك طاهر الباجه جي وتسافرون إلى بيروت، حيث كل شيء من واجباتنا هنا قد انتهى وحتى إننا ذهبنا إلى الملك حسين وودعناه.
لأنني بالنظر لما شاهدته وسمعته من تعلق رجال وأشراف لواء السامرة ونابلس وضواحيها سيقيمون لك دعوات واحتفالات تفوق حدودها، ولربما تخلق لنا مشاكل نحن في غنى عنها، وعليه أرجوك وقبل أن يبوكوك (يسرقوك) سافر عند الصباح.
فقلت له! أمرك، واستصحبت صاحبي السيد طاهر الباجه جي عند الصباح الغد الباكر، وذهبنا إلى مطار القدس وركبنا الطائرة وحطت بنا في مطار بيروت.. ثم انتقلنا من هناك إلى الأوتيل وبعد يوم واحد وصل بيروت رئيس البعثة فتحركنا معاً إلى بغداد وانتهى الأمر هكذا.
فمن هنا ولهذه السفرة بالذات، صرنا أنا والسيد الوزير ماجد مصطفى نتعارف، وارتبطت بيننا صداقة ومعرفة وثقى، وهذا هو السبب الذي دعاه إلى أن يرشحني ويطلبني للقيام بواجبات مدير السجون العام. |
|
| | |
|
مشرف
| | موضوع: رد: من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات الخميس يناير 05 2017, 19:52 | |
| – 39
زيارة سجن النساء كشفت عن أخطاء بينها الإختلاط بين نماذج المحكومات
2- كان من المقرر أن يتولى اللواء الركن رفيق عارف رئاسة أركان الجيش حسب الخطة المرسومة وكان أمامه أربعة ضباط برتبة لواء أقدم منه ترفيعاً وهم كل من:
– أمير اللواء الركن سامي فتاح- قائد القوة الجوية.
– أمير اللواء طاهر محمد الزبيدي – مدير الميرة والتموين.
– أمير اللواء (المرحوم) عطا محمود – مدير العينة.
– أمير اللواء الركن نوري خيري- مدير الإدارة.
فإذا تولى اللواء الركن رفيق عارف رئاسة أركان الجيش، يكون الضباط الوارد ذكرهم أعلاه تحت أمرته، وهذا لا يجوزه نظام وزارة الدفاع، إذ لابد أن يتم إزاحة هؤلاء الضباط الأربعة من أمامه أولاً وقبل كل شيء ليتولى منصب رئيس أركان الجيش وعليه اتخذت الإجراءات التالية:
أ- كانت قيادة القوة الجوية مرتبطة برئاسة أركان الجيش، ففك ارتباطها منه، وربطت بوزير الدفاع مباشرة.
ب- أحيل كل من اللواء الركن نوري خيري، واللواء عطا محمود على التقاعد.
ج- نقلت خدمات أمير اللواء طاهر محمد الزبيدي (بالإعارة) إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليشغل وظيفة مدير السجون العام، بعد إحالة المدير العام السابق أمير اللواء الركن قاسم شكري على التقاعد.
وهكذا صفا لهم الجو وتم لهم ما أرادوا وصدر الأمر بتعيين اللواء الركن رفيق عارف لإشغال منصب رئيس أركان الجيش.
3- كان قد أرسل اللواء الركن رفيق عارف إلى دورة الأركان في انكلترا وهو على ما اعتقد برتبة رئيس (نقيب). وكان المارشال (مونتغومري) آمراً لكلية الأركان آنذاك وبرتبة عقيد على ما اعتقد أيضاً، فتعارفا وتحابا (والحب من الله) وبعد أن أكمل الدورة عاد إلى العراق وبدأ يتكاتب مع آمره ومدرسه المارشال مونتغومري (وفاء) منه ليس إلا.
(كما وفيّ مع معلمه وآمر فصيله) طاهر محمد الزبيدي عندما كان تلميذاً في الكلية العسكرية، ومن طلاب الدورة الأولى. تلك الدورة التي فتحت الكلية العسكرية لهم أبوابها عند افتتاحها في 12/مايس/1924. وفي الثكنة الشمالية (الكرنتينة) ومع الزمن وفي سنة 1943-1944 بالذات أشغلت وظيفة (مدير للاستخبارات العسكرية) مدير الشعبة الثالثة، وكان المقدم الركن (الفريق الركن رفيق عارف) يشغل منصب مدير شعبة الحركات في مديرية الحركات العسكرية. وكنت كلما دخلت غرفته أشاهد صورة المارشال (مونتغومري) موضوعة في صدر غرفته، وعلى الخزانة الحديدية.. وعندما تعين (الجنرال رنتن) مفتشاً للجيش العراقي، ورئيساً للبعثة البريطانية مع زمرته وبعثته الانكليزية جاء إلى العراق وهو مزود ببعض التعليمات التي تنحصر في ما يلي:
تعليمات الجنرال رنتن
أ- تقليص الجيش العراقي إلى أقصى حد ممكن.
ب- إلغاء الوحدات التي قاتلت القوات البريطانية في حرب مايس 1941.
ج- غربلة ضباط الجيش العراقي، وإحالة الكثير منهم الى التقاعد.
د- التقصد لإخراج الضباط القدامى (الذين نشأوا في زمن الأتراك والضباط الذين لمسوا منهم اتجاهاً معادياً) وإحالتهم الى التقاعد.
ولأجل تطبيق ما ورد أعلاه، لقد اتخذ الجنرال (رنتن) nالمقطوع اليد- من المقدم الركن رفيق عارف سكرتيراً له أولاً، وقد بدء بتطبيق المواد الأربع أعلاه الواحدة تلو الأخرى، أي واحدة واحدة.
وكان رئيس أركان الجيش آنذاك (المرحوم) الفريق إسماعيل نامق مأموراً للتنفيذ، وقد تم لهم تسمية تقليص الجيش باسم (إعادة تنظيم الجيش).
وبعد أن تسنم اللواء الركن رفيق عارف منصب رئيس أركان الجيش العراقي.
مدير السجون العام
أعيرت خدماتي إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وتم تعييني بمنصب مدير السجون العام في 1/8/1953 وباشرت مهام منصبي هذا يوم 2/8/1953 وكانت السجون تتكون من:
-سجن بغداد المركزي. وكان له مدير يدير شؤون السجن ويشرف على إدارة سجن النساء.
سجن الموقف في بغداد. وكان له مدير خاص لإدارة شؤونهم.
-سجن النساء.
-سجن الحلة.
-سجن الناصرية.
-سجن العمارة.
-سجن الكوت.
-سجن الرمادي.
-سجن بعقوبة.
-سجن كركوك.
-سجن سليمانية.
-سجن الموصل.
-سجن نقرة سلمان.
-سجن الأحداث.
كانت هذه السجون كلها مرتبطة بمديرية السجون العامة. كان طعام المساجين يطهى من قبل طباخين من المساجين أنفسهم كما أن عمال الغرف لاختلاف مهام عملهم لإنتاج الصمون كانوا من المساجين أنفسهم أيضاً.
تفتيش السجون
فقمت بتفتيش:
أ- السجن المركزي في بغداد.
ب- سجن الموقف والشيوعيين في بغداد (الذي كان ملاصقاً لبناء مديرية السجون العامة من جهة ومن جهة أخرى كان ملاصقاً لسجن بغداد المركزي).
ج- سجن النساء.
د- مستشفى السجن.
1) كان لسجن بغداد المركزي مدير يدير شؤون السجن المذكور ويشرف على إدارة سجن النساء.
2) وكان مستشفى السجن يحتوي على ردهتين للمرضى المساجين وصيدلية وغرفة لإجراء العمليات الفورية والصغرى، وكان يدير شؤون هذه المستشفى طبيب يسمى برئيس صحة السجون يعاونه طبيبان، وطبيب أسنان، ومركب أسنان، وصيدلي واحد وممرضتان ومضمدات.
زيارة سجن النساء
3) زرت سجن النساء وفتشته فشاهدت أن السجن هذا يحتوي على غرف كثيرة تضطجع فيها السجينات من النساء التالية أصنافهن وبصورة مختلفة:
أ- السارقات.
ب- الكاولية.
ج- الحزبيات.
د- المومسات: اللاتي يتعاطين البغاء سراً في دور سمسيرات خاصة.
ه- السمسيرات: اللاتي يتعاطين السمسرة في دور سرية (كالبتاويين).
فتألمت كإنسان، وتألمت كموظف أصبح مسؤولاً عنهن، فبدأت بكل جدية ونشاط بسجون الرجال والنساء وفق ما يلي:
الطعام
الفطور: كان طعام المساجين والسجينات يقتصر على: شوربة من كسير الرز (الدكَه) التي كانت تطبخ في قدور، أكل الصدأ عليها وشرب، فتظهر الشوربة بشكل رمادي بعد طبخها متأثرة بصدأ القدور ويعطي معها صمونة واحدة فهذا هو الفطور اليومي للنساء والرجال.
الغذاء: ويقتصر على صمونة واحدة أيضاً، والتي كانت تسمى (قلاطه) نظراً ليبوستها وشدة سمرتها، ومعها قليل من تمر الخصاف، وشيء من البصل اليابس فهذا هو طعام الغداء.
العشاء: يتكون من خضرة (مرق وبدون لحم) لخمسة أيام في الأسبوع وصمونة من عين النوع. ولا فاكهة، ولا حلويات، وكان في الأسبوع مرتين، وفي طعام العشاء يعطى للمساجين لحم، وكذلك يطبخ لهم الرز في الأسبوع مرتين، وفي عشاء يومي الاثنين والخميس.
زيارة الوزير وتغيير طعام السجناء
فرأيت أن هذا الطعام بوجباته الثلاث لا يكفي مطلقاً ذلك السجين لسد حاجته من الطاقة الحرارية (الكالوري) فأمرت أولاً بتبييض القدور في كل السجون ثم ذهبت إلى الوزارة فوراً، وتباحثت وتناقشت مع الوزير بعد أن قدمت له اقتراحاتي الخاصة بتحسين طعام المساجين رجالاً ونساء ولوجبات الطعام الثلاث، قائلاً إن هؤلاء بشر وأنهم مواطنون وأصبحنا نحن المسؤولين عن إعطائهم حقهم فيما يحتاجون إليه من طعام. فكان جواب الوزير التأييد الفوري لكل ما اقترحت فأصبح طعام المساجين (رجالاً ونساءاً) ومنذ ذلك اليوم كالآتي:
أ- الفطور:
1- شوربة بثلاثة أنواعها، ولكل يوم نوع من هذه الأنواع الثلاثة (رز- عدس- ماش).
2- كَيمر ودبس، وزبد ودبس، أو بيضة واحدة مع كوب شاي حليب.
3- صمونة واحدة من النوع الذي تحسن. (بعد التحاقي بمديرية السجون العامة، ونظراً لمشاهدة نوعية الصمون الرديء قمت لإصلاحه بما يلي: (1) استعمال خميرة الـ(D.C.L) (دي سي ال) الانكليزية التي كنا نستعملها لإنتاج صمون الجيش عندما كنت مديراً للميرة والتموين وهذه تنفش الصمون. (2) جددت الكوركات والمعاجن ولوحات الصمون. (3) رممت الأفران كلها.
ب- الغذاء: 1- مرق مع لحم يومياً.
2- تمر.
3- بصل.
4- صمونة.
ج- العشاء: 1- مرق مع لحم.
2- رز.
3- فاكهة.
4- صمونة.
لجنة استلام الأرزاق
ثم أمرت بتشكيل لجنة استلام الأرزاق من المتعهدين (اللحم، الخضرة، البيض، الزبد، الكَيمر، الدبس، الرز، الدهن، معجون الطماطة) وطلبت أن تتكون كل لجنة من سجين واحد من كل قلعة من السجن ذات العلاقة باستلام الأرزاق، واحد مأموري السجن، وطبيب السجن، وبينت أنه من حق مدير السجن أن يشرف على استلام الأرزاق من قبل لجنة الاستلام في سجنه، وان قرار لجنة الاستلام (قطعية) إن وافقت على استلام مادة الأرزاق أو رفضها.. ثم بدأت أزور وأفتش السجون الجنوبية التالية أولاً:
أ- سجن الحلة
ب- سجن الناصرية
ج- سجن البصرة
د- سجن العمارة
ه- سجن الكوت.
زيارة السجون
فوجدت أن هذه السجون تحتاج إلى الترميمات والتصليح، فأمرت بإجراء الترميمات التي كان يتطلبها كل سجن من تلك السجون، ثم أطلعت على سير إدارة تلكم السجون، وبعد انتهائي من زيارتي وتفتيشي عدت إلى مقر عملي في بغداد.
بعد عودتي إلى بغداد وبالنظر إلى ما شاهدته من أمور تتطلب تصحيح أخطائها بصورة فورية أصدرت أوامري وتعليماتي بذلك. وبعد انقضاء فترة أسبوعين على عودتي إلى بغداد، سافرت إلى كركوك وسكنت في النادي العسكري، وبعد أن تم لي تفتيش السجن، وسجلت ملحوظاتي عنه أمرت مدير السجن أن يصلح الأخطاء التي شاهدتها أو يطلب الموافقات على الأمور التي هي خارج صلاحيته.
ثم سافرت إلى السليمانية، وسكنت في دار الضيافة، وبعد استراحة قليلة، رحت إلى السجن وفتشته، ومن ثم جلست في غرفة مدير السجن، وأصدرت تعليماتي الشفهية له فيما يخص الإصلاحات اللازمة الفورية لسجنه، وأمرته أن يتقدم بطلباته المستعجلة على الإصلاحات، التي هي فوق حدود صلاحياته، ثم عدت راجعاً إلى كركوك، ومنها إلى بغداد، بعد أن زرت كل من متصرف كركوك ومتصرف السليمانية.. واستأنست بملحوظاتهما وآرائهما حول سير إدارة السجنين المار ذكرهما، وشأني في ذلك شأن زيارتي لمتصرفي الألوية الجنوبية، وإطلاعي على ما لديهم من آراء ومقترحات حول إدارة سجون ألويتهم.
وبعد وصولي إلى بغداد، أصدرت موافقاتي وتعليماتي على ضوء ما أصدرت من تعليمات بعد عودتي من جولتي الجنوبية. ومن ثم سافرت إلى الرمادي وبعد تفتيشي للسجن هناك وتزويد مديره بما يجب من تعليمات عدت إلى بغداد، وبعدها سافرت إلى الموصل وبعد أن اطلعت على سير إدارة السجن فيه زودت مديره ببعض التعليمات ثم زرت متصرف اللواء واطلعت على ما لديه من مقترحات حول سجن لوائه، وفق ما سألت متصرف لواء الرمادي، وعدت إلى بغداد.
عند زيارتي لسجن الحلة، وبعد أن ألقيت كلمة على المساجين، ألقى أحد السجناء المسمى (فاضل الرادود) قصيدته.. وبعد انتهائي من زيارة وتفتيش هذه السجون سافرت إلى السماوة، ومنها إلى سجن نقرة سلمان، الذي كان مختصاً ب(الشيوعيين) وبعد أن اطلعت على ما يحتاجه السجن من تصليحات وما لدى المساجين من احتياجات وطلبات كثيرة، منها طلبات محقة حققتها لهم، ومنها طلبات غير نظامية ليس لهم الحق بالمطالبة بها فلم تحقق وهنا ندرج النواقص التي أتممتها بفضل الله وعنايته.
نواقص السجون
أولاً: سجن النساء:
إن سجن النساء كان عبارة عن بناية مستطيلة الشكل على أربعة أطرافها غرف متعددة وضعت السجينات في كل غرفة من غرفا بصورة مختلفة،وبدون تفريق وتمييز وأمام هذه الغرف ساحة يجلسن فيها ويختلطن ويقضين أوقاتهن فيها (خارج أوقات المنام طبعاً) ويتجاذبن الأحاديث بينهنّ. وفي ذلك ما فيه من خطورة أخلاقية (نظراً لوجود مومسات وسمسيرات) بينهن، وذلك بعد قضائهن مدة السجن وخروجهن منه.
وعليه قررت أن أفرز السجن هذا إلى خمسة أقسام، وقد أقمت أربعة جدران عرضانية فيه، وضعت في وسط كل جدار باباً حديدية تغلق دوماً (إلا عند دخول سجينة جديدة أو خروج أخرى منه). أو عند تفتيش السجن من قبل المسؤولين، أو عند مرض أحدى السجينات وضرورة مراجعتها الطبيب، وأنشأنا لكل قسم حماماً وتواليت وفق مخطط وضع لذلك، ثم وضعنا السجينات كلاً مع مجانسيها فزال ما كنا نخشاه، وبعد هذا استخدمنا معلمات لتعليمهن (الخياطة، الطبخ، الحياكة، التطريز) وإلى جانب ذلك القراءة والكتابة للأمّيات منهن. وتم تعيين مديرة ومعاونة مديرة وسجانات لهذا السجن بعد أن فصلت إدارته من مديرية سجن بغداد المركزي.
تفتيش سجن النساء
وفي احد الأيام قررت تفتيش سجن النساء فحررت كتاباً لمديرته حددت لها فيه تاريخ التفتيش الذي سيكون بعد تاريخ الكتاب الذي وصلها بعد نصف ساعة من توقيعه بثلاثة أيام. وبعد انقضاء الأيام المحددة لذلك التاريخ ذهبت لتفتيش السجن المذكور وعند وصولي إليه استقبلتني المديرة ومعاونتها ودخلت أولاً غرفة (مكتب المديرة ومعاونتها) فسألتهما هل أن كل شيء جاهز للتفتيش ونظيف؟ .. فأجابتاني معاً وبكل نشاط نعم!! .. فقلت لهما: إذن لنبدأ بالتفتيش في مكتبكما وكانت صورة معلقة على أحد جدران المكتب فقلبت الصورة ومسحت قفاها بكف يدي فامتلأ تراباً وشيئاً من خيوط العنكبوت، فالتفت إليهما قائلاً: أهذا هو استعدادكم للتفتيش، أو أهذه هي النظافة؟.. ثم صعدت على أحد كراسي المكتب لأشاهد ما على دولاب (كنتور) ملابسهم فرأيت بعض الخرق البالية مع الأتربة والأوساخ الكثيرة متكدسة على سطحه فطلبت إليهما الصعود على الكرسي المذكور، الواحدة بعد الأخرى لتشاهدا ما شاهدته من أوساخ، ثم ناديت على السجانات فقلت لهم هذا واجبكم اليومي.
وبعد ذلك كله عدت إلى المديرة، وقلت لها: إن النساء وهم ربات بيوت مسؤولات عن النظافة أكثر بكثير من الرجال فاعتبر التفتيش هذا فاشلاً وان مكتبكم هذه مرآة لغرف السجن، لذلك قررت عدم استمراري بالتفتيش، طالباً إياكم أن تهيئوا أنفسكم وسجنكم بجميع مرافقه لتفتيش مقبل، تخبرونني أنتم بتاريخ استعدادكم التام لذلك التفتيش. وبعد مدة أربعة أيام وبعد أن تم لهم ما تهيأوا له من اعتناء وتنظيف تلفتت لي مديرة سجن النساء مبينة استعداد سجنها للتفتيش الدقيق، ورجت أن أقوم بهذا التفتيش في اليوم الثاني من مكالمتها التلفونية.
فزرت سجن النساء، في اليوم الثاني كما أرادت وحددت مديرة السجن، ففتشت السجن تفتيشاً دقيقاً جداً لم أر أي نقص أو خطأ فشكرت مديرة السجن ومعاونتها وكذلك السجانات على أتعابهن وإظهار السجن بهذا المنظر (بدقة تنظيمه وتنسيقه ونظافته) ورجوتهن الاستمرار بذلك فردت عليَّ المديرة قائلةً: نحن نشكرك لأنك علمتنا هذا الأسلوب وسنستمر عليه إن شاء الله.
ثم تكلمت معاونة المديرة، وهي بنت مثقفة وخريجة كلية الحقوق وتنتمي إلى بيت العمري (العائلة المشهورة) في الموصل، وإلى جانب دراستها وثقافتها كانت شاعرة فاخرة في نظم الأشعار، فألقت قصيدة بحقي مظهرةً شعورها (مع الأسف الشديد لم أمتلك نسخة منها) وهكذا تركت سجن النساء مكرراً شكري للهيئة القائمة بإدارة شؤونه. |
|
| | |
| | من حافة التاريخ.. حياة اللواء المتقاعد طاهر الزبيدي......حلقات | |
|
