انطلقت يوم الاثنين ( 4 أغسطس/ آب الجاري) في ميدان ألابينا بضواحي موسكو ( على بعد 53 كم عن العاصمة) بطولة العالم الأولى لـ " بياتلون الدبابات 2014". وتشارك في المسابقات طواقم من اثني عشر بلداً وهي: أنغولا، أرمينيا، بيلاروسيا، فنزويلا، الهند، كازخستان، قيرغيزيا، الصين، الكويت، منغوليا، صربيا، روسيا.
شركاء في مجال التعاون العسكري ـ التقني: الآن وغدا
ألقى سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي كلمة في حفل افتتاح البطولة قال فيها بأن " بياتلون الدبابات 2014" يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لمجمّع الصناعات العسكرية، مضيفاً بأن " الطرق المُنشأة لا تتيح فقط تحديد مستوى استعداد الطواقم، إنما واختبار قوة الآليات المدرعة أيضاً".
ولم يخل الأمر من تصريحات سياسية، فقد أعلن شويغو بأنه " في الظروف الدولية الصعبة، فإن المسابقات القادمة تهدف للمساعدة في تعزيز الثقة والتعاون ما بين القوات المسلحة في مختلف البلدان. وتُعدُّ هذه البطولة دليلاً ساطعاً على سعي روسيا واستعدادها لتطوير الشراكة الدولية في المجال العسكري". وبذلك نوه الوزير بأنه يمكن النظر إلى البلدان المشاركة في هذه البطولة باعتبارها شريكة واقعية أو محتملة لروسيا في مجال التعاون العسكري ـ التقني.
سباق من أجل البقاء
تجري المنافسات الحالية في بياتلون الدبابات على أربع مراحل وهي: السباقات الفردية، سباق السرعة لمسافة 3 كيلومترات، وسباق الملاحقة والتتابع. وتمثّل كل دولة أربعة طواقم، ثلاثة منها أساسية وواحد احتياطي.
ويبلغ طول خط السباق 7 كيلومترات و100 متر، ويتضمن الطريق قسماً للسباقات السريعة، وأقساماً للرمي والحواجز، مثل طريق لعبور حقل للألغام، منحدران، خط لإطلاق النيران، خندق مضاد للدبابات، قسم الحواجز والمناورات، تلة، مستنقع، ونموذج مصغّر لجسر عبور متحرك.
منافسة على الصدارة
على الرغم من التصريحات المتفائلة لممثلي الطواقم من مختلف البلدان حول استعدادهم لاحتلال إحدى المراتب الأولى، فقد أظهر اليوم الأول من المسابقات أن الصدارة ما زالت لطواقم الدبابات الروسية، ويبدو أن أسابيع التدريبات الشاقة التي أجرتها الطواقم الأجنبية في روسيا وعلى الآليات الروسية، لم تسمح برفع مستوى إعدادها إلى مستوى " أصحاب الأرض" الذين يستضيفون البطولة. وكان واضحاً تماماً من المدرجات أن الطواقم الروسية تنفذ التدريبات بصورة أكثر دقة وسرعة وثقة بالنفس مقارنة مع نظرائها الأجانب.
وربما يتغير الوضع خلال البطولة بعض الشيء، على الرغم من أنه من المستبعد تحويل المجرى الذي تشكل في اليوم الأول. واستناداً إلى نتائج اليوم الأول من المنافسات، ووفقا لنتائج السباقات الفردية فإن ترتيب المتصدرين الأربعة يبدو كالتالي: روسيا، أرمينيا، الصين، الكويت.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد شاركت بنشاط في المسابقات الدولية الأولى لبياتلون الدبابات التي جرت في السنة الماضية، ولاقت هذه الفكرة نجاحاً باهراً، حيث ظهرت آنذاك فكرة جعل بياتلون الدبابات نوعاً دولياً كاملاً من أنواع الرياضة العسكرية التطبيقية. أما في العام الحالي فقد أعرب عدد كبير من البلدان عن رغبته في المشاركة في هذه البطولة العالمية، ومن بينها بلدان في حلف الناتو، وكان متوقعا أن تتمكن الفرق من التنافس على دبابات جيوش بلدانها، الأمر الذي زاد من الاهتمام بهذه البطولة. ولكن بسبب الوضع السياسي الدولي المتوتر، ورفض دول حلف شمال الأطلسي المشاركة، فقد بدأ المشاركون في البطولة منافساتهم على دبابات " تي ـ 72" الروسية.
" تي 72" في مواجهة " تايب 96 A" الصينية
على أية حال، فإن قواعد بياتلون الدبابات لا تمنع الطواقم من المشاركة بدبابات من أنواع أخرى، علماً بأن هذا الأمر بالذات ضَمن أحد أهم عناصر التشويق في " بياتلون الدبابات 2014"، بعد أن وصل الفريق الصيني إلى ألابينا على ظهر دباباته" تايب 96 A" الخاصة.
تُشكّل دبابة " تايب 96 A" التي اعتُمدت في التسليح عام 1997، أساس الوحدات المدرعة لجيش التحرير الشعبي الصيني. وتختلف هذه الدبابة بصورة ملحوظة عن دبابة " تي 72"، فهي أثقل منها بـ 5.5 طن، علماً بأنها تتفوق من حيث السرعة القصوى ( 65 كم/ سا) على الدبابة الروسية بـ 5 كيلومترات بالساعة، ويؤّمن هذه السرعة العالية للدبابة الصينية محرك ديزل سريع باستطاعة 100 حصان، ويُعدُّ هذا المحرك مرحلة متطورة من محرك الدبابات الصيني 12150L7-BW، وبالتالي فإنه يتابع خط المحرك السوفييتي " في ـ 54".
أما مدفع دبابة "تايب 96 A" فهو نسخة طبق الأصل عن السلاح الروسي" 2А46М"، إذ يبلغ عدد الذخائر فيها 42 قذيفة، منها 22 قذيفة تعبأ داخل آلية التلقيم، مثل الدبابة الروسية، وتبلغ سرعة إطلاق مدفع الدبابة الصينية 8 قذائف بالدقيقة. ويكمن الاختلاف الرئيس لدبابة "تايب 96 A" في منظرها الخارجي، حيث يتميز شكلها بزواياه الحادة، ما يذّكرنا إلى حد ما بدبابة " ليوبارد ـ 1" الألمانية.
وأظهرت الدبابة الصينية أثناء المسابقات قدرات قتالية وتقنية لا بأس بها على مستوى معظم الآليات الأخرى المشاركة في البطولة، ولكن العطل المؤسف الذي أصاب الجنزير لم يسمح للصينيين بتجاوز الروس.
وكما في العام الماضي، فسوف يحصل كل فرد من أفراد الطاقم الفائز في النهائي على جائزة، وهي سيارة من شركة " أو في زي" الروسية، وسوف تقدم في هذه المرة سيارات " واز ـ باتريوت" رباعية الدفع كاملة المواصفات، أما تسليم المفاتيح فسوف يجري في اليوم الأخير من المسابقات، في 16 أغسطس/ آب الجاري، عندما تعلن نتائج المرحلة النهائية من البطولة.
موضوع: بطولة " بياتلون الدبابات 2014" 
الخميس أغسطس 07 2014, 13:07
