شهاد اللواء فوزي البرزنجي امر لواء المشاه 19 انذاك :
معركة جزيرة أم الرصاص في كانون أول 1986
الموضع الدفاعي للواء المشاة التاسع عشر في قاطع الدويب
طبوغرافية منطقة الدويب
أولا.تقع منطقة الدويب منتصف المسافة بين السيبة من الشمال يقابلها في الجانب الأيراني مدينة عبادان مركز مصافي النفط الأيرانية ومنطقة البحار من الجنوب الأرض في منطقة البحارعلى شكل تحدب داخل الأراضي العراقية وتقعر داخل الأراضي الأيرانية وشكل الأرض هذا بسبب مسار نهر شط العرب وهو في مصلحة الجانب الأيراني من الناحية التعبوية تتميز منطقة الدويب بوجود فنار بحري مرتفع فوق مستوى سعف النخيل يستخدم لدلالة البواخر التي كانت تسلك شط العرب بغية الوصول الى ميناء المعقل في البصرة قبل نشوب الحرب طبعا
ثانيا.المسافة بين نهر شط العرب شرقا وطريق (البصرة – فاو) غربا لأ تتجاوز واحد كيلومتر أو أقل طبيعة المنطقة مزروعة بالنخيل بكثافة عالية
يتخلل المنطقة عدد كبير من الأحوازات عرضها من 2 الى 10 متر بين الواحد والأخر مسافات متباينة تصل بين 50 و70 متر تتأثر بظاهرة المد والجزر توجد طرق عرضية بين الطريق العام ( بصرة – فاو) و نهر شط العرب
ثالثا.المنطقة الأيرانية شرق نهر شط العرب مشابه تماما لوصف المنطقة العراقية غرب نهر شط العرب
رابعا.نهر شط العرب يعتبر مانع مائي مهم يبلغ عرضه بين (400 - 500 ) متر وأحيانا أكثر بقليل خط التالوك وسط النهر هو خط الحدود بين العراق وأيران حسب أتفاقية الجزائر لسنة 1975 التي ألغيت من قبل الجانب العراقي بعد قيام الحرب سنة 1980
الترتيبات الدفاعية عند أستلام القاطع
أولا.أنشأت سدة ترابية بأرتفاع 2 متر تبعد من 10- 20 مترعن حافة مياه نهرشط العرب بموازات نهر شط العرب لاتوجد خنادق نار محفورة في الأرض بسبب ظاهرة المد والجزر
ثانيا .أنشأت نقاط حراسة على حافة نهر شط العرب أشبه بنقاط الحراسة في المعسكرات الدائمية من أكياس الرمل أو البلوك بسبب طبيعة الأرض
ثالثا.الأحوازات تشبه حرف يو باللغة الأنكليزية الفتحة بأتجاه النهرأنشأ 5 نقاط حراسة لكل حوز لغرض تأمين الحماية ضد أحتمال تسلل جنود الضفادع البشرية المعادية
رابعا.لاتوجد مواضع دفاعية بالعمق المواضع في القشرة الأمامية فقط
خامسا. مواضع الأسلحة الساندة الرشاشات الثقيلة والمتوسطة مرتفعة عن مستوى سطح الماء أكثر من متر بسبب ظاهرة المد والجزر
سادسا.الموضع الدفاعي أصعب من الناحية التعبويه وادارة المعركه الدفاعيه مقارنة مع مواضع شرق دجله قبل احداث معركة تاج المعارك
مؤتمر لأمري التشكيلات في مقر الفيلق السابع
عقد مؤتمر في مقر الفيلق السابع لأمري التشكيلات على ضوء معلومات الأستخبارات التي تؤكد أحتمال قيام العدو بعملية عبور جديدة أدار المؤتمر معاون رئيس أركان الجيش للعمليات حمل أمري التشكيلات مسؤلية أي خرق في قواطعهم الدفاعية
كيفية معالجة الترتيبات الدفاعية بما يتلائم وطبيعة المنطقة
أولا.تشديد الضغوط من قبل القيادة العسكرية العليا على أمري التشكيلات وتحميلهم مسؤلية تبعات أي خرق في قواطعهم الدفاعية
ثانيا.تزايد أحتمالات قيام العدو بعملية عبور جديدة عبرنهر شط العرب
ثالثا.طبوغرافية المنطقة المعقدة
العوامل أعلاه تؤرق حياة أمر التشكيل وتجعله يعيش في كابوس دائم يجثم على أنفاسه في حالة اليقضه وحالة النوم الأمر الذي يستوجب أتخاذ أجراءات تعبوية ميدانية سريعة لتحكيم الموضع الدفاعي أعتمادا على الخبرة الميدانية السابقة
الأجراءات التعبوية التي تم أتخاذها لمعالجة الترتيبات الدفاعية
أولا. تم دراسة كيفية قيام العدو بمهاجمة نقاط الحراسة الأمامية من الخلف ضمن قاطع لواء 111 حدود في قاطع الفاو من أجل وضع الحلول الناجعة لها
ثانيا.وجدنا أنشاء السدة الترابية ببعد من 10- 20 متر عن حافة نهر شط
العرب حيث بقت نهايات الأحوازات القريبة من السدة الترابية هي الخطر الأكبر التي من خلالها تمكنت عناصر الضفادع البشرية المعادية الخروج خلف نقاط الحراسة الأمامية المبنية على حافة نهر شط العرب والقضاء عليها من الخلف
ثالثا. أول أجراء قام به اللواء الأيعاز الى سرية هندسة الصولة للواء غلق فوهات الأحوازات بردمها بالتراب ومساواتها مع حافة النهر بالرغم من قلة الجهد الهندسي المتيسر ومحاولات العدو من أيقاف هذا العمل بالقصف المدفعي حيث كان العمل يستمر من الضياء الأول حتى الضياء الأخير
رابعا.من خلال ردم فوهات الأحوازات ومساواتها مع حافة النهر أنتهت أحتمالات تسلل العدو خلف نقاط الحراسة الأمامية و وفرت 70 % من القوة القتالية التي كانت تخصص لمراقبة هذه الأحوازات
خامسا.وجدنا مواضع الأسلحة خاصة الرشاشات المتوسطة والرشاشات الثقيلة ومدافع ضد الدبابات تعاني نفس معانات قاطع شرق دجلة بل أكثر من ذلك بسبب ظاهرة المد والجزر/ أن الأمرين الذين كلفوا بمسك الموضع قبل لوائنا لم يضعوا نصب أعينهم الأهتمام بنظريات الرمي للأسلحه ... بشكل دقيق وخشية دخول الماء لمواضع الجنود على هذا الأساس تم أنشاء مواضع هذه الأسلحة وهذا خطأ فادح / أوعزنا بخفظ مستوى كراسي الأسلحة عندما يكون الماء في حالة الجزرلكي يكون الرمي مؤثر كان هذا يتطلب أقناع رماة هذه الأسلحة بأن يتحملوا حالة أرتفاع بالماء أفضل من القتل من قبل العدو وصرفنا لهم بدلات عمل أضافية يرتدوها بعد أنتهاء ظاهرة المد
سادسا.أوعزنا بصب أرضية مواضع الأسلحة بالأسمنت لكي لا يتكون طين عند ظاهرة المد
سابعا.عملنا نفس ماعملناه في قاطع شرق دجلة للرشاشات المتوسطة والثقيلة حاصرات حديد تحدد أرتفاع حركة السبطانة الى الأعلى والى اليمين واليسارلضمان الدقة بأصابة الهدف عند الرمي
ثامنا.أنشاء مواضع كسر الجناح على الحدود الفاصلة بين التشكيلات الكائنة على اليمين واليسار وبين أفواج اللواء لمسكها عند الضرورة اذا ما تمكن العدو من تحقيق موطئ قدم في حالة العبور
الموانع السلكية
أولا. نصب منظومة مانع سلكية واطئة على حافة النهر أمام نقاط الرمي لغرض أعاقة جنود العدو عند القيام بالعبور
ثانيا. نصب منظومة مانع من النوع المنفاخي خلف السدة الترابية وعمل فتحات للدخول والخروج تغلق هذه الفتحات بعد الضياء الأخير و أنشاء مواضع مراقبة لحمايتها ليلا
تطهير ساحات الرمي وأنشاء سدة ترابية جديدة
أولا. بقرار من الرئاسة تم تكليف الجهد الهندسي للدولة بتطهير مساحة بعرض 200 متر من النخيل بدأ من أبو الخصيب في الشمال حتى نقطة التماس مع العدو في الفاو
ثانيا. أنشاء سدة ترابية خلف المنطقة التي تم تطهيرها من النخيل وأصبحت خط دفاع ثاني عمق أنشات عليها مقرات الأفواج
المراصد
تم أنشاء مرصدين ترابية خلف مقرات الأفواج بين بساتين النخيل وبأرتفاع أعلى من مستوى سعف النخيل لغرض رصد حركة العدو بعمق الأراضي الأيرانية تم أشغالها من قبل عناصر أستخبارات اللواء
الخطة النارية
أعدت الخطة النارية للمدفعية والهاونات بدقة حيث سجلت الحافة الشرقية
لنهر شط العرب ومداخل الأحوازات داخل الأراضي الأيرانية ومنتصف نهر شط العرب كأهداف نيران قريبة والحافة الغربية لنهر شط العرب أمام نقاط الرمي كأهداف نيران أنقاذ وجرى فحص الخطة بالرمي الحقيقي
فحص نيران الرشاشات المتوسطة والثقيلة ومدافع 106 ملم على الخطوط الثابتة
خلال الزيارات اليومية للوحدات أقوم بفحص نيران هذه الرشاشات المثبتة على خطوط ثابتة للتأكد من صحة التثبيت ودقة الرمي بالعتاد الحي كذلك أقوم بفحص مدافع 106 ملم المثبتة على فوهات الأحوازات في الأراضي الأيرانية بواسطة بندقية الأستمكان بالعتاد الحي للتأكد من دقة التثبيت والرمي
أدارة المعركة الدفاعية
تم تحديد الأماكن الأخطر في الموضع الدفاعي وتم أنشاء مواضع مقاومة خرق ومواضع كسر جناح في الحدود الفاصلة مع التشكيلات المجاورة وبين الأفواج ووضع جدول ممارسات نهارية وليلية على هذه الأماكن لمسكها عند الضرورة نفذتها سرية مغاوير اللواء بأشراف هيئة ركن مقر اللواء كما جرى شرح أدارة المعركة الدفاعية على منضدة الرمل بحضور أمري الوحدات وأمري السرايا وأمر كتيبة مدفعية الأسناد المباشر وأمري البطريات
أوامر شديدة / لأحركة من الأمام الى الخلف بعد الضياء الأخيرألأ بأمر
أصدرت أمر بفتح النارمن قبل نقاط الحراسة على أي حركة لأي شخص يتحرك بدون أمر ولأيعطي كلمة المرور من الأمام الى الخلف بعد الضياء الأخير من دون الرجوع الى أمره المباشر لتلافي حالات التسلل المعادي الى خلف نقاط الحراسة الأمامية بأي وسيلة كانت نتيجة الأمر أعلاه أستشهد جندي من الفوج الأول في أحد الليالي المظلمة فوجئ الحرس في أحد نقاط الحراسة الأمامية بقدوم شخص من حافة النهر ناداه الحرس وطلب منه كلمة السر ثلاث مرات ولم يمتثل للأمر فتح عليه النار وأصابه وتوفى في الحال تألمنا للحادث كانا الأثنين من وجبة جنود مستجدين وأصدقاء كان يجب علينا التخفيف من الضغط النفسي الذي تعرض له هذا الجندي نتيجة الحادث قمنا بالواجب كذلك فعل مقر الفيلق
بعد الحادث أصبحت على يقين أن الجندي أصبح يدرك أهمية الدفاع عن الوطن ولو كلفنا حياة جندي ليست رخيصة لكن حياة المئات أو الألوف أكيد أغلى
الثقافة العسكرية في جبهات القتال
دأبت مديرية التطوير القتالي أحدى مديريات دائرة التدريب أقتناء كتب عسكرية قيمة من مصادر غربية حيث تقوم بترجمتها الى اللغة العربية وتعميمها الى وحدات الجيش لغرض تطوير معلومات الضباط العسكرية في سنة 1986 وصلتنا عدة كتب منها:
أولا. كتاب أستقراء الموقف / لمعهد الدراسات الأستراتيجية الأمريكي كتاب قيم يبحث في تحليل المعلومات عن طبوغرافية الأرض وعوامل عن نوع وحجم قوات العدو وبعد التحليل تستنتج المواقف المستقبلية المتوقعة
ثانيا. كتاب حصار الكوت ومسيرة الأهوال / بجزئين لمؤلف بريطاني يتحدث عن معانات أسرى الجيش الأنكليزي في معركة الكوت في العراق خلال الحرب العالمية الأولى عندما تم أسرهم من قبل الجيش العثماني
ذكرت هذه المعلومات لأني بعد قراءة الكتاب الأول أصبحت عندي القدرة على التحليل الصحيح والدقيق وبعد قراءة الجزء الأول من الكتاب الثاني حدثت المعركة التي نكتب الأن عن أحداثها ولا أريد سبق الأحداث التي سأرويها للقارئ الكريم كم هي كانت فائدة قرائتي لهذا الكتاب
ماذا حصل قبل نهاية سنة 1986
أولا.الأستخبارات العسكرية العامة تسخن الموقف بتعميم معلومات بهجوم وشيك الوقوع على قاطع الفاو من أبو الخصيب شمالا حتى الفاو جنوبا الذي يبلغ طوله أكثر من 100 كيلومتر/ ينئ المسؤولين في مديرية الأستخبارات العسكرية العامة من تحديد وقت ومكان محور الهجوم
ثانيا . قيادة الفيلق السابع توقف أجازات أمري التشكيلات الماسكة للموضع الدفاعي من منتصف أيلول 1986 وحتى أشعار أخر
ثالثا.قيادات الفرق يوميا بعد الضياء الأخير أتخاذ تدابير اليقضة والحذر
رابعا.التشكيلات تسخر من هذه المعلومات لعدم ثقتها بمعلومات مديرية الأستخبارات العسكرية العامة لأنعدام الثقة بها
جزيرة أم الرصاص المنطقة الأخطر في قاطع الفاو/ لماذا
أولا.لأن عرض نهر شط العرب أضيق مكان فيه بين مدينة المحمرة في الجانب الأيراني وجزيرة أم الرصاص في الجانب العراقي مما يسهل عبور رجال الضفادع البشرية من الجانب الأيراني الى الجزيرة بأقل وقت
ثانيا.مصب نهر الكارون يكون مقابل الجزء الجنوبي من جزيرة أم الرصاص مما يسهل عمليات تمويه وحركة زوارق الصولة عند البدء بعملية بالعبور
ثالث. طريق الأحواز- عبادان - المحمرة يؤدي مباشرة الى أقرب نقطة من منطقة العبور مما يسهل عملية نقل القطعات والأدامة الى منطقة رأس الجسر في الجانب العراقي
رابعا.في حالة نجاح عملية العبور بأستطاعة الجيش الأيراني قطع خط أدامة قطعات الجيش العراقي المدافعة في مدينة الفاو ومحاصرتها من أتجاه الشمال
خامسا.مهاجمة مدينة البصرة الهدف السوقي النفطي الخطير من أتجاه الجنوب بدون تكلفة بشرية وأقتصادية
طبوغرافية جزيره أم الرصاص
أولا.جزيرة أم الرصاص هي جزيرتين وليس جزيرة واحدة / الأولى المحاذية لحافة نهر شط العرب هلالية الشكل طويلة نسبيا يفصل بينها وبين الجزيرة الثانية الخلفية الفرع الأول من نهر شط العرب صغير نسبيا / الفرع الثاني من نهر شط العرب الأطول والأعرض من الفرع الأول يحيط بالجزيرتين من جهة الغرب المحاذية للأراضي العراقية
ثانيا.توجد في الجزيرة أشجار النخيل الكثيفة نسبيا كما ينمو القصب والبردي بشكل طبيعي وكثيف
ثالثا. تتأثر أرض جزيرة أم الرصاص بظاهرة المد والجز مما يؤدي الى أغمار الماء للأرض بالكامل عند ظاهرة المد لذا تكون أرضها طينية موحلة
رابعا.تتكاثر في الجزيرة الخنازير البرية التي تعيش بين القصب والبردي مما تسبب مشكلة أضافية للقطعات المدافعة عنها وبها
الترتيبات الدفاعية في جزيرة أم الرصاص
أولا.طبيعة المنطقة الطينية الموحلة التي تنغمر بالمياه عند ظاهرة المد أثرت سلبا على الترتيبات الدفاعية التي أنشأت في جزيرة أم الرصاص
ثانيا.أنشأت مواضع الرمي بطريقة الجدران الطينية ( طوف ) من الطين على أرتفاع مناسب بطول الأنسان على الحافة الأمامية لجزيرة أم الرصاص المحاذية لنهر شط العرب
ثالثا. خطأ فادح أرتكب من قبل جميع القطعات التي كانت تدافع في قاطع الفاو هوعدم الأهتمام بنظريات الرمي عند أنشاء مواضع الرمي مما يؤثر سلبا عند حدوث معركة
رابعا. مقرات الأفواج الأمامية أنشأت على الحافة الخلفية للجزيرة الأمامية
خامسا. مواضع الرمي لفوج العمق أنشأت على الحافة الأمامية للجزيرة الخلفية
تطهير ساحات الرمي
أولا.خنادق النارفي الحافة الأمامية للجزيرة الأولى المنشئه على حافة نهر شط العرب الغربية تشرف مباشرة على الماء ولايوجد أمام خنادق النار أي شيء يعيق الرصد والرمي
ثانيا. مواضع العمق أمامها أشجار نخيل ونبات القصب والبردي كان واجب تطهير ساحات الرمي أمام مواضع الرمي لكن هذا لم يحصل مما سبب أعاقة في دقة الرمي لاحقا
قطعات الجيش العراقي المدافعة في جزيرة أم الرصاص
لواء 104 حدود المرتبط بفرقة المشاة 15 هو اللواء الماسك للموضع الدفاعي في جزيرة أم الرصاص / لواء متماسك نسبيا معنوياته جيدة أمر اللواء العقيد جواد رومي ضابط كفوء وجيد
سير أحداث معركة جزيرة أم الرصاص في كانون أول 1986
بعد منتصف ليلة 23 / 24 كانون أول 1986 شن العدو الأيراني الهجوم المرتقب على الأراضي العراقية جنوب البصرة بمحورين:
أ.المحور الأول الهجوم على لواء المشاة 47 قطعات الفرقة 11 قاطع الفيلق الثالث في منطقة شلهة الأغوات / مخفر البوارين أخر نقطة من الحدود العراقية الأيرانية المحاذية لضفة نهر شط العرب الشرقية المقابلة لمدينة المحمرة الأيرانية من جهة الشرق والمقابلة لجزيرة أم الرصاص في نهر شط العرب من جهة الغرب لم يحقق هجوم العدو أي موطئ قدم في هذا المكان لللأسباب التالية :
أولا. الدفاعات كانت معدة أعدادا صحيحا منذ فترة طويلة
ثانيا. القطعات كانت تتوقع الهجوم ومتهيئة لملاقات العدو
ثالثا.الخطط النارية كانت معدة سابقا بشكل ممتاز
رابعا. تكبد العدو خسائر جسيمة بالأشخاص في قطعاته المدربة تدريبا جيدا لم يتوقعها حيث كان يعتقد سيحقق نجاح مشابه لما حققه في معركة الفاو في شباط سنة 1986
ب.المحور الثاني الهجوم على لواء 104 حدود الفرقة 15 قاطع الفيلق السابع في جزيرة أم الرصاص ومنطقة كوت الزين جنوب جزيرة أم الرصاص مقابل مدينة عبادان الأيرانية / لأ أتذكر أسم التشكيل المدافع في منطقة كوت الزين على حافة نهر شط العرب الغربية
سير المعركة في قاطع الفيلق السابع
أولا.تمكن العدو ليلة 23 / 24 كانون أول 1986 تحقيق موطئ قدم بواسطة الضفادع البشرية في المرحلة الأولى من الهجوم في جزيرة أم الرصاص كما حدث في معركة شرق دجلة في أذار1985 ومعركة الفاو في شباط 1986 وتمكن من أحتلال الجزيرة الأمامية الأولى وبدأ يعزز قطعاته في المرحلة اللأحقة بواسطة الزوارق السريعة المنطلقة من مصب نهر الكارون
ثانيا.تمكن العدو بنفس الليلة من تحقيق موطئ قدم على الحافة الغربية لضفة نهر شط العرب في منطقة كوت الزين جنوب جزيرة أم الرصاص
ثالثا.حاول العدو بنفس الليلة أحتلال الجزيرة الخلفية الثانية الأ أن صمود فوج العمق في مواضعه في الجزيرة حال دون ذلك
رابعا.فجر يوم 24 كانون الأول 1986 لكون المنطقة مفتوحة وأرضها قوية تسمح بحركة المسرفات شنت قطعات الهجوم المقابل للفيلق السابع المدرعة مع أفواج المغاوير هجوم على قطعات العدو في منطقة كوت الزين وبأسناد مدفعي كثيف تمكنت من تدميرها قبل حلول الظلام من نفس اليوم
خامسا.فجر يوم 24 كانون أول 1986 عززت قطعات الهجوم المقابل من أفواج لواء مغاويرالفيلق السابع قطعات العمق في الجزيرة الخلفية الثانية
سادسا.طبوغرافية جزيرة أم الرصاص معقدة كما شرحناه سابقا وعليه كان القتال فيها شرسا ضد عدو مدرب تدريبا جيدا للقتال في مثل هذه الأرض
سابعا.طبيعة المنطقة لا تسمح بأستخدام عجلات القتال المدرعة في جزيرة أم الرصاص بل هي معركة جندي مشاة يقابله جندي مشاة / المنتصر فيها الأكثر أيمان بقضيته التي يقاتل من أجلها
ثامنا.أستمر القتال في جزيرة أم الرصاص بين رجال القوات الخاصة الشجعان بقيادة العقيد الركن ق خ بارق الحاج حنطة والعدو الأيراني من موضع الى موضع قتال شرس بكل معنى لهذه الكلمة حتى تم تحريرها من أخر جندي وطأت قدمه فيها قبل 1/ 1 / 1987
تاسعا.لعبت المدفعية دورا مهما في عزل قطعات الصولة الأيرانية عن القطعات المعقبة المخصصة لأدامة زخم الهجوم
عاشرا.أدت القوة الجوية دورها المشرف بتوجيه ضرباتها في العمق لتجريد القطعات الأمامية عن قطعات العمق وكبدت العدو خسائر فادحة في مناطق تحشد العدو
أسباب نجاح القوات العراقية في تدميرهجوم العدو ليلة 23 / 24 كانون أول 1986
أولا.الترتيبات الدفاعية ومنظومة المانع في شلهة الأغوات كانت معدة بشكل جيد جدا منذ مدة طويلة
ثانيا. الخطط النارية معدة بشكل صحيح وأهداف النيران الدفاعية ونيران الأنقاذ منتخبة بدقة
ثالثا.القطعات المدافعة كانت من وحدات المشاة الدائمية سبق لها الأشتراك في معارك سابقة وكانت في حالة أستعداد قتالي عالي جدا
رابعا.صمود قطعات العمق في جزيرة أم الرصاص الخلفية الثانية حيث شكلت قاعدة نار وقاعدة أنطلاق لقوة الهجوم المقابل نحو جزيرة أم الرصاص الأمامية الأولى
خامسا.طبوغرافية منطقة كوت الزين ساعدت على أستخدام عجلات القتال المدرعة في صفحة الهجوم المقابل
سادسا.نوع قطعات الأحتياط وتواجده في مكان قريب خلف جزيرة أم الرصاص وأشتراكه بالمعركة في ساعاتها الأولى فوت الفرصة على العدو لتثبيت أقدامه في موطئ القدم الذي أحتلة في البداية
أسباب فشل هجوم الجيش الأيراني ليلة 23 / 24 كانون أول 1986
أولا.صمود القطعات العراقية أتجاه هجوم القوات الأيرانية عكس ما كان يتوقع العدو
ثانيا.الترتيبات الدفاعية في منطقة شلهة الأغوات ومنطقة كوت الزين وطبوغرافية المنطقة لم يحسب لها العدو حسابات دقيقة عند التخطيط للهجوم
ثالثا.لم يحسب العدو ردود فعل قوات الأحتياط العراقية بصورة دقيقة قبل شن الهجوم
ماذا جرى بعد فشل هجوم العدو الأيراني ليلة 23 / 24 كانون أول 1986
أولا.أنهاء حالة الأستعداد القصوى التي كانت عليها القطعات قبل الهجوم
ثانيا.فتح أجازات أمري التشكيلات التي كانت متوقفة لمدة تزيد على ثلاثة أشهر
ثالثا.سادت حالة الخدر والأسترخاء و الأطمئنان بين صفوف القطعات المدافعة الماسكة للمواضع الدفاعية في الفيلقين الثالث والسابع
رابعا.المبالغة بأرقام خسائر العدوالبشرية التي أعلنت بعد أنتهاء المعركة أعطت أنطباع لدى المقرات العليا والأستخبارات العسكرية عدم أمكانية قيام العدو بهجوم جديد قبل ثلاثة أشهر على أقل تقدير
أخفاق مديرية الأستخبارات العسكرية العامة للمرة الثالثة على التوالي في معرفة وقت ومكان هجوم العدو
أولا.لم يسبق أي تحذير موجه الى القطعات بوقت ومكان هجوم العدو قبل 72 ساعة أو 48 ساعة أو 24 ساعة قبل ليلة 23 / 24 كانون أول 1986 من قبل مديرية الأستخبارات العسكرية العامة
ثانيا.تم كشف هجوم العدو ليلة 23 / 24 كانون أول 1986 من قبل القطعات الماسكة للموضع الدفاعي التي تعرضت مواضعها للهجوم
ثالثا.ليلة 8 / 9 كانون ثاني 1987 شن العدو هجوم على أضعف نقطة في دفاعات الفرقة 11 في منطقة السدة الحدودية شمال شرق مخفر الشلامجة على مواضع لواء المشاة 422 ولواء المشاة 601 ولواء المشاة 45 الفرقة 11
رابعا.وقت ومحور الهجوم فاجىء جميع القيادات العسكرية العليا والميدانية بدون أستثناء وكان يعتبر نكسة بحق مديرية الأستخبارات العسكرية العامة
خامسا.الهجوم الجديد كلف الجيش العراقي خسائر بشرية وخسائر بالمعدات تفوق خسائره في معركة الفاو في شباط 1986 ضعفين أو أكثر