كان من الفرضيات الاساسية في خطة الغزو ان الجيش العراقي لن يقاوم. وعكست كل تقارير الاستخبارات العسكرية ان ارقام استسلام و اسر الجنود العراقيين ستكون قريبة من ارقام عام 1991. و قد انعكس هذا على حجم الحشد العسكري الامريكي للحملة و كذلك على الترتيبات الامنية.


توقعات الطرف الامريكي:

الجيش العراقي النظامي (مشاة): نسبة الجهوزية القتالية 65%

الجيش العراقي النظامي (مشاة ميكانيك): 75%

الجيش العراقي النظامي (دروع): 80%

الحرس الجمهوري و الحرس الجمهوري الخاص: 90%


توقعات اسر القوات:

الجيش النظامي: 50% اسرى

الحرس الجمهوري: 20% اسرى

الحرس الجمهوري الخاص: 10% اسرى



تقدير القوات التي سيتم اسرها:

اثناء التقدم نحو المراكز الحضرية: 49000 - 57000 مقاتل

اثناء اجتياح المدن: 31000 - 35000 مقاتل

في حال انهيار النظام بشكل مبكر: 16000 - 18200



و تم بناء تصور ﻷعداد الشرطة العسكرية المطلوبة للتعامل مع هذه الاعداد. و لكن مع بداية الحرب كان تعداد كوادر الشرطة العسكرية في الجيش الامريكي اقل من الخطة بسبب متطلبات ساحة الحرب الثانية في افغانستان. مما قد يشكل عامل تأخير للعمليات العسكرية. حيث كانت الخطة ابقاء الاسرى مع القوات المهاجمة و من ثم تسليمهم للشرطة العسكرية خلال 24 ساعة على الاكثر. و تم تخصص وحدات اخرى كقوات شرطة عسكرية و لكن تم تساهل في شرط تسليم الاسرى للشرطة العسكرية خلال يوم واحد حسب توافر الكوادر. و تم تشكيل خلية استلام اسرى تشمل كادر طبي و قضائي تعمل بشكل متنقل حسب الحاجة.

لا مجال للمقارنة بي ظروف القوات العراقية بين حربي الأعوام ١٩٩١ و ٢٠٠٣.

ففي حرب ١٩٩١ كانت القوات العراقي في حالة الدفاع عن بلد تم غزوه !

وكذلك بعد القوات العراقية عن أراضيها وطول خطوط المواصلات والإمداد والتموين وكذلك فترة القصف التمهيدي ٤٢ يوما قبل بدء الهجوم البري.

أما في حرب ٢٠٠٣ فقد كانت القوات العراقية تقاتل على أراضيها ولم تكن تعاني من مشاكل ومعاضل خطوط المواصلات وغيرها .

كما أن أغلب القطعات العراقية كانت غير مكشوفة كما في حرب عام ١٩٩١ وإنما كانت متخفية ومستترة بالمدن والمزارع والبنايات.

كل معارك عام ١٩٩١ كانت في أراض صحراوية مكشوفة والعدو معلوم بمواقعه المكشوفة والمعروفة.

ولكن في حرب عام ٢٠٠٣ كانت أغلب المعارك حرب شوارع ومدن.

حجم الأسرى في حرب عام ١٩٩١ من العراقيين كان بحدود ٦٦٠٠٠ ألفا لدى قوات التحالف بسبب طول وإتساع ساحة المعركة سواءا في الكويت أو في منطقة حفر الباطن والتي تقدر مسافتها ب٢٠٠/٣٠٠ كم وهو ما جعل إنسحاب القطعات العراقية تحت القصف الجوي الكثيف والدقيق والمركز لقوات التحالف سبه مستحيل ولذلك ترك أغلب جنود الجيش العراقي آلياتهم ومركباتهم وسقطوا في الأسر.

بينما في حرب عام ٢٠٠٣ فكان يكفي الجندي العراقي بعد شعوره بخسارة المعركة الأكيدة بأن ينسحب الى أقرب بيت أو قرية أو مدينة وليستبدل ملابسه العسكرية بأخرى مدينة وليكمل طريقه نحو بيته !

كما أن حجم الخسائر لقوات التحالف كان كبيرا للغاية في حرب عام ٢٠٠٣ ولم تكن القيادة الأمريكية صادقة إطلاقا عن إعلاناتها بحجم خسائرها في العراق !

فلقد كانت هنالك مقابرا عديدة لأسلحة الجيش الأمريكي في قواعدها : مطار بغداد/ التاجي/المنطقة الخضراء/عين الأسد/الصقر/سبايكر/الموصل/بلدرز/العداله/الحريه وغيرها آلآفا مؤلفة من الدبابات والمدرعات والعربات والآليات بالإضافى الى طائرات الهليكوبتر نوع بلاك هوك.

أما الجرحى الأمريكان على مدار الأعوام ٢٠٠٣/٢٠٠٤/٢٠٠٥ فكان الجرحى لا يحصلون على سرير شاغل وإنما تفرش لهم أرضية مستشفى إبن سينا في المنطقة الخضراء والتي إتخذها الجيش الأمريكي مشفى خاصا لجرحاه.

أما قتلى الجيش الأمريكي فقد كان نقل الأكياس السوداء للجثث على قدم وساق وبمعدل يومي وفي حين كان يعلن الجيش الأمريكي عن حصيلة يومية لخسائره بمعدل قتل جندي واحد أو إثنين !

وأنا بنفسي شاهدت إخراج جثث فصيل كامل من الجنود الأمريكان الذين دخلوا الى بناية مفخخة وكان عددهم بأكثر من ثلاثين جنديا بينما لم يعلن بشيء من ذلك !

وكذلك شاهدت لعبة الركبي لفريقين من الجنود الأمريكان وثم سقطت عدة صواريخ كاتيوشا على اللاعبين والمتفرجين وقتل فيها أكثر من عشرين جنديا ولم يعلم الأمريكان عن أي شيء !

وأيضا شاهدت منظرا لثمانية جنود أمريكان مقطعي الأجزاء نتيجة إنفجار عبوة ناسفة على عجلتهم نوع ريو لحمل الأشخاص وكذلك لم يعلن بشيء !

وكان هنالك قرص مدمج تم تصويره وتوزيعه عند خسارة الجيش الأمريكي في معركة مطار بغداد يوم ٧ أبريل٢٠٠٣ ويعرض فيه بالصورة والصوة عمليات الذبح التي قامت بها ميليشيات فدائيي صدام بحق الأسرى والجرحى الأمريكان ورغم الإعتراض الشديد من قبل ضباط الحرس الجمهوري العراقي ( أخلاق الفرسان) على إستيلاء الفدائيين على الأسرى الأمريكان وذبحهم ولكن عناصر الفدائيين مسنودة تماما من عدي صدام حسين وغير منظبطة ولا ملتزمة ومستعدة تماما على فتح النار على أعلى الرتب من قادة الجيش والحرس الجمهوري حالا وبدون محاسبة وبحسب صلاحياتهم المفتوحة من إبن الرئيس.

وتلك كانت أحد الأسباب الرئيسية لترك القوات العراقية لساحة المعركة وترك القتال كون أن الخندق العراقي كان ملوثا بعناصر غاية بالقذارة والإستهتار والإنحلال ومن عناصر الفدائيين /البعثيين/جيش القدس/البعض من المتطوعون العرب.

شكرا جزيلا للمشرف منجاوي ومع التقييم المستحق على الموضوع المهم والمؤثر.