تعتبر العمليه Tarnegol عمليه قام بها سلاح الجو الاسرائيلي في عشيه حرب السويس عام 1956
واشتملت العمليه اعتراض واسقاط طائره اسرائيليه نوع Gloster Meteor NF13 لطائره مصريه نوع Il-14 تحمل عددا من كبار الضباط المصريين في هيئه اركان القوات المسلحه المصريه كانوا في طريقهم من سوريا الى مصر
الخلفيه :
بحلول شهر اكتوبر 1956 اتفقت اسرائيل مع بريطانيا وفرنسا على التحضير لبدء عمليه الهجوم على مصر بعد ان اعلنت مصر تأميم قناة السويس
كانت عمليه الهجوم الاسرائيلي تسمى كوديا ب Kadesh و العمليه الانكليزيه-الفرنسيه تسمى كوديا ب Musketeer
في يوم 24 اكتوبر 1956 : المشيرعبد الحكيم عامر ووزير الدفاع المصري ورئيس الاركان المصري غادروا في زيارة الى الاردن وسوريا
في يوم 28 اكتوبر 1956 وعشيه بدء الحرب علمت الاستخبارات الاسرائيليه ان المشير عامر وجميع هيئه اركان القوات المسلحه المصريه سيغادرون دمشق عائدين الى القاهره على متن طائره نوع Il-14
كانت هذه فرصه ذهبيه لقتل جميع اعضاء القياده العسكريا العليا للجيش المصري وبضربه واحده وعشيه الحرب
اسندت مهمه اسقاط هذه الطائره الى سلاح الجو الاسرائيلي
في تلك الفتره كان سلاح الجو الاسرائيلي قد استلم 3 طائرات فقط من نوع Gloster Meteor NF13 وهي نسخه قادره على القتال الجوي من المقاتله البريطانيه الصنع قبل فترة بسيطه من اندلاع ازمة السويس عام 1956
واسست هذه الطائرات نواة السرب 119 الاسرائيلي والذي بات يعمل من قاعدة رامات ديفيد الجويه وكان امر السرب الجديد هو النقيب يواش تسيدون
وقد قام يواش تسيدون مع ملاحه الياشيف بروش باسقاط الطائره المصريه رغم انهما لم يجربا سابقا القتال الليلي
المعركه :
في نهاية يوم 28 اكتوبر 1956 وبعد نصف ساعه من الابلاغ عن اقلاع طائره Il-14 من دمشق , اقلع النقيب تسيدون مع ملاحه بروش في طائرتهما ذات التسلسل 52 من قاعدة رامات ديفيد الاسرائيليه
كانت الطائره معبأة تماما بالوقود ومزوده بخزانات وقود اضافيه خارجيه
لكن بعد اقلاع ال Meteor الاسرائيليه , اكتشف تسيدون وبروش بان الوقود لايتدفق على محركات طائرتهما من الخزانات الخارجيه للوقود مما دعاهما لتغيير مسار رحلتهما
على بعد 200 كم جنوب قبرص , التقط رادار طائره ال Meteor الاسرائيليه هدفا على بعد 3 اميال منها وبارتفاع 10500 قدم
قفل النقيب تسيدون على هذا الهدف وقام بالدوران حوله محاولا التعرف على هذه الطائره من خلال عد النوافذ وقراءه الرموز المكتوبه على ذيل الطائره في الظلام
وقد استطاع رؤيه رجال ببزات عسكريه جالسين داخل الطائره فقرر اسقاطها
اتصل النقيب تسيدون بقيادته طالبا الموافقه على اسقاط هذه الطائره فجاءت الموافقه
كانت طائره ال Il-14 تحلق بسرعه 414 كم / الساعه وهي بالكاد اسرع من ال Meteor
حلق تسيدون بطائرته خلف الطائره المصريه وبدأ بفتح النار من رشاشات طائرته
في البدايه تعطل احد رشاشاته من جهة اليمنى وانحشر في حين ان رشاشي الجهه اليسرى عملا بشكل طبيعي مما ادى الى اهتزاز ال Meteor الاسرائيليه الى اليسار وفقدان السيطره عليها مؤقتا
استطاع تسيدون اعادة السيطره على طائرته وقفل على الهدف مره اخرى واطلق النار فاصاب محرك الطائره المصريه الايسر مما ادى الى ماس كهربائي حيث انطفئت الانوار بها لكن بقيت تحلق
ثم اطلق النار على بدن الطائره الاليوشن فانفجرت
فقد تسيدون السيطره على طائرته مرة اخرى بفعل عصف الانفجار ولم يتمكن من اعادة السيطره عليها الا على ارتفاع 1000 قدم فقط
عاد تسيدون بطائرته وهبط في اقرب قاعدة جويه " قاعدة حتسور الجويه " بسبب قله ماتبقى من وقود في طائرته
مابعد العمليه :
طائره Il-14 المصريه كانت تحمل 16 راكبا بين ضباط وصحفيين مصريين مع طاقم من فردين , جميعهم قتلوا في سقوط الطائره
الاستخبارات الاسرائيليه ابلغت لاحقا ان المشير عبد الحكيم عامر لم يكن من ركاب هذه الطائره حيث غير خططه وفظل البقاء في دمشق ليعود بطائره اخرى لاحقا الى القاهره
خططت اسرائيل لاسقاط الطائره الاخرى التي عاد على متنها المشير عامر من دمشق الى القاهره , لكن تم الغاء الامر خوفا من تعريض المصادر التي اعتمدت عليها الاستخبارات الاسرائيليه للخطر " خطر الكشف "
تم اسقاط ال Il-14 المصريه بدون الاعلان عن الامر
وعلى مدى ايام قام البريطانيين والمصريين بالبحث عن حطام الطائره
ظلت العمليه Tarnegol سريه لمدة 32 سنه ولم يتم الكشف عنها الا في يناير 1989