مشرف
| موضوع: لماذا شاركت اسرائيل في الحرب ضد مصر عام 1956 ؟ ....وجهة نظر اسرائيليه الجمعة أغسطس 07 2015, 21:16 | |
| وفقا للابحاث التي تناولت حرب سيناء يتبين, انه كانت هنالك عدة عوامل حدت باسرائيل الى القيام بعملية عسكرية ضد قوات الجيش المصري عام 1956, اولها نشاط المخربين المنطلقين من قطاع غزة, ضد المدن والقرى الاسرائيلية منذ اوائل الخمسينات, بتوجيه ضباط من الجيش المصري, علما بان قطاع غزة كان خاضعا انذاك للحكم العسكري المصري. وقد أسفر النشاط التخريبي المكثف هذا, عن مقتل واصابة العديد من المواطنين الاسرائيليين, مما اضطر جيش الدفاع الاسرائيلي الى القيام بعمليات ضد قواعد المخربين, او كما عرفوا انذاك بالفدائيين. وفي عامي 1955 و1956 أصبح هذا الوضع لا يطاق بالنسبة لاسرائيل, فبدأت تبحث عن حل جذري يضع حدا له. والسبب الثاني الذي دفع باسرائيل الى القيام بعملية عسكرية ضد القوات المصرية عام 1956, كان الحظر الذي فرضته القوات المصرية المرابطة عند مدخل خليج العقبة, على حركة الملاحة الاسرائيلية والدولية, من والى ميناء ايلات الاسرائيلي. وقد اعتبرت اسرائيل هذا الحظر انتهاكا لحقوقها ولحرية الملاحة, علما بان مضيق تيران هو ممر مائي دولي. كما كان ميناء ايلات في ذلك الحين منفذ اسرائيل البحري الوحيد الى دول افريقيا والشرق الاقصى, لان قناة السويس كانت مغلقة بوجه الملاحة الاسرائيلية. وقد حاولت اسرائيل رفع الحصار المصري عن ايلات بطرق سياسية وبواسطة الامم المتحدة, ولكن دون جدوى. والى جانب هذين العاملين الرئيسيين, هنالك من الخبراء الذين يرون ان عاملا اخر دفع باسرائيل الى القيام بتلك العملية العسكرية, وهو الاستعدادات العسكرية العربية الموجهة ضد اسرائيل, والتي تمثلت انذاك بصفقة اسلحة كبيرة عقدتها مصر عام 1955 مع تشيكوسلوفاكيا, ثم باقدام مصر على التوقيع على اتفاق للتعاون العسكري مع سوريا, انضم اليه الاردن فيما بعد. وقد ارتأت اسرائيل ان العملية العسكرية التي كان لا بد لها من القيام بها ضد مصر, للقضاء على النشاط التخريبي المنطلق من قطاع غزة, ولرفع الحصار البحري عن ميناء ايلات, ستؤدي ايضا الى اعاقة الاستعدادات العسكرية العربية الموجهة ضدها. اما الباحث (ناتان لورخ), فيعرض في كتابه بعنوان "في كماشة الدول الكبرى", يعرض وثائق رسمية فرنسية وبريطانية واسرائيلية, مفادها ان حكومة فرنسا مارست ضغوطا شديدة على اسرائيل, كي تشن عملية عسكرية ضد مصر, عقب اقدام الاخيرة على تاميم قناة السويس في صيف عام 1956. ويستدل من الوثائق المذكورة, ان فرنسا وبريطانيا اللتين كانتا تمتلكان انذاك معظم اسهم القناة, رآتا ان عملية عسكرية اسرائيلية ضد مصر, ستمهد لهما الطريق للاستيلاء على قناة السويس. ويضيف الباحث في كتابه, ان رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك, دافيد بن غوريون, رغب في تفدي خوض حرب ضد مصر, تحسبا لتضرر مكانة اسرائيل في الامم المتحدة, الا انه اضطر في نهاية المطاف الى الاستجابة للمطلب الفرنسي, علما بان اسرائيل كانت تعتمد خلال تلك الفترة على المساعدات الفرنسية, ولا سيما في المجال العسكري. وقد بدأت العملية العسكرية الاسرائيلية في التاسع والعشرين من شهر تشرين الاول اكتوبر عام 1956, وسميت بعملية (كاديش-Kadesh), او عملية سيناء, وانتهت بعد سبعة ايام باستيلاء القوات الاسرائيلية على قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. اما الهجوم الفرنسي البريطاني المشترك على قناة السويس, والذي سمي بعملية (موسكيتير), فبدأ في الثلاثين من شهر تشرين الاول اكتوبر, أي بعد بدء العملية الاسرائيلية بيوم واحد. واحتلت القوات البريطانية والفرنسية مدينتي بور سعيد وبور فؤاد الواقعتين شمالي قناة السويس. وعلى الرغم من انه كان لكل من العمليتين هدفها الخاص بها, فان الابحاث التي نشرت فيما بعد, تضمنت معلومات عن تنسيق مسبق بين الاطراف الثلاثة بشان توقيت وادارة العمليات العسكرية. ولكن هذا التنسيق لم يستمر طويلا. وقد اثارت عملية (كاديش) الاسرائيلية, وعملية (موسكيتير) البريطانية الفرنسية, ردود فعل غاضبة لدى كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي, الذي هدد بدوره كلا من اسرائيل وبريطانيا وفرنسا بتدخل عسكري مباشر, في حالة رفض الدول الثلاث الامتثال لقرار الامم المتحدة بوقف القتال, وبسحب قواتها من الاراضي المصرية. كذلك مارست الولايات المتحدة ضغوطا شديدة على الدول الثلاث بنفس الاتجاه. وعقب دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في ليلة السادس من تشرين الثاني نوفمبر عام 1956, انسحبت القوات البريطانية الفرنسية من مواقعها, وحلت محلها قوات دولية. وفي ربيع العام التالي انسحبت اسرائيل من سيناء, بعد ان تم الاتفاق على مرابطة قوات دولية على حدود اسرائيل مع مصر, وفي منطقة شرم الشيخ المطلة على مضايق تيران. ويمكن القول, إن إسرائيل حققت الأهداف المرجوة من تلك الحرب, اذ انها اسفرت عن رفع الحصار البحري عن منفذها الجنوبي, فيما تعهدت الدول الكبرى, وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا لاسرائيل ,بضمان حرية الملاحة الاسرائيلية عبر مضايق تيران. والجدير بالذكر بهذا الصدد, ان سرائيل اعلنت امام الجمعية العامة للامم المتحدة , قبيل انسحابها من شبه جزيرة سيناء عام 1957, انها تعتبر اغلاق مضايق تيران عملا عدوانيا, يبرر اتخاذ ما يلزم للدفاع عن النفس. وهذا ما حدث فعلا عام 1967 , عندما اقدمت مصر على حشد قواتها في سيناء واغلاق مضايق تيران في اواخر شهر ايار مايو من ذلك العام, مما اضطر اسرائيل الى شن حرب الايام الستة في الخامس من شهر حزيران يونيو. ومن الاهداف الهامة الاخرى التي حققتها حرب سيناء لاسرائيل, اضعاف القدرة الهجومية المصرية, لمدة عقد, أي حتى عام 1967, ليس فقط من خلال الحاقها هزيمة فادحة بالجيش المصري, وانما من خلال جمع الاسلحة والمعدات العسكرية التي خلفتها القوات المصرية عند انسحابها من شبه جزيرة سيناء, ونقلها جميعا الى اسرائيل. وشملت تلك المعدات, طائرات ودبابات وحافلات ووسائل قتالية وذخيرة واجهزة هندسية. فضلا عن ذلك عمدت القوات الاسرائيلية الى هدم البنية التحتية العسكرية وطرق المواصلات في شبه جزيرة سيناء, الامر الذي ضمن لها عدم اقدام القوات المصرية على شن هجوم مباغت عليها لعدة سنوات, حتى عادت مصر وحشدت قواتها في سيناء في شهر ايار مايو عام 1967, كما اسلفنا طاردة من اراضيها قوات الطوارئ الدولية.
واخيرا وليس اخرا, ادت حرب سيناء الى وقف اعتداءات الفدائيين كليا, على التجمعات المدنية الاسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.
|
|