أعلنت الحكومة المصرية في 10 شباط/فبراير أن شركة "كنترول ريسكس" البريطانية لاستشارات المخاطر ستبدأ قريباً تقييم إجراءات الأمن في مطار شرم الشيخ بعد قرابة أربعة أشهر من سقوط طائرة ركاب روسية فوق سيناء ومقتل 224 شخصاً على متنها.
ووفقاً لوكالة فرانس برس، قال وزير الطيران المصري حسام كمال إن الشركة البريطانية ستبدأ في شرم الشيخ عملها الذي سيشمل أيضاً مطاري القاهرة ومرسى علم في البحر الأحمر، موضحاً أن الحكومة المصرية تعاقدت مع الشركة البريطانية لستة شهور بتكلفة حوالي 700 ألف دولار أميركي.
وسيتضمن عمل خبراء الشركة البريطانية تقييم الإجراءات الأمنية في تفتيش الركاب والحقائب والبضائع وكذلك تقييم الأجهزة والعاملين المنخرطين في هذه الإجراءات على أن يرفعوا تقريراً لمجلس الوزراء المصري.
وقال مجلس الوزراء في بيان في 10 شباط/فبراير إن الاتفاق مع الشركة البريطانية سينفذ على مرحلتين تشمل الأولى مطارات شرم الشيخ والقاهرة ومرسى علم وسينفذ خلال 3 شهور دون الافصاح عن تفاصيل المرحلة الثانية.
هذا وكانت مصر أعلنت في 22 كانون الأول/ديسمبر الفائت تعيين "كونترول ريسكس" للقيام بمراجعة كاملة لأمن المطارات في مصر. وقال وزير الطيران حسام كمال حينها إن الاستعانة بشركة استشارات لا يعني "الاستغناء عن دور الشرطة أو العامل البشري المصري" في تأمين المطارات المصرية، مضيفاً أنه قد يتم إضافة "مطارات أخرى" لخطة المراجعة.
وتعتبر "كونترول ريسكس" شركة عالمية مستقلة لاستشارات المخاطر مقرها في لندن ومتخصصة في تقديم استشارات وتحليلات لعملائها بخصوص إدارة المخاطر الأمنية والسياسية خاصة في البيئات الخطرة، حسب ما تعرف الشركة نفسها على موقعها الإلكتروني.
بدورها، أعلنت موسكو في 17 تشرين الثاني/نوفمبر أن سقوط طائرة ايرباص ايه321-200 التابعة لشركة متروجت الروسية نتج من قنبلة مصنعة يدوياً تحوي كيلوغراما واحداً من مادة "تي ان تي" المتفجرة. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الحادث بعد أن "وجد طريقة لتحقيق اختراق أمني" في مطار شرم الشيخ.
إلا أن مصر تعلن عدم وجود دليل حتى الآن يثبت أن "عملاً إرهابياً" أسقط الطائرة بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، في موقف عزاه خبراء إلى تخوف القاهرة من أن يؤدي ذلك إلى ضرب قطاع السياحة أحد أعمدة الاقتصاد المصري.
وعلى الإثر، أوقفت روسيا تسيير رحلاتها من وإلى مصر فيما أوقفت شركات طيران عدة رحلاتها إلى شرم الشيخ. وقررت لندن وموسكو إجلاء عشرات الآلاف من رعاياهما في شرم الشيخ التي بدت لاحقاً أشبه بمدينة مهجورة مع تعزيز لندن وواشنطن لفرضية القنبلة اعتماداً على تقارير استخباراتية.
وفور تحطم الطائرة الروسية، انخفضت عائدات السياحة بمقدار 29 مليون دولار شهرياً خلال تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر الماضيين. وزار مصر 3.9 ملايين سائح عام 2015 مقابل قرابة 15 مليوناً في العام 2010.
وبلغت عائدات السياحة 2.6 مليارات دولار في العام 2015 بانخفاض نسبته 15% مقارنة بالعام السابق، بحسب الأرقام الرسمية.