قضيه بروفوميو هي فضيحه سياسيه كبيره نشات بسبب علاقه جنسيه قصيره المدى بين جون بروفوميو وزير الحرب البريطاني في حكومه هارولد ماكميلان مع فتاة اسمها كرستين كيلر كانت تعمل كفتاه موديل ويبلغ عمرها 19 عاما
في مارس 1963 نفى بروفوميو اي علاقه له بالموضوع الا انه اعترف بعد ذلك باسابيع قليله وبالتالي استقال من الحكومه والبرلمان
وقد اثرت هذه الفضيحه على سمعه حكومه هارولد ماكميلان المحافظه مما جعلها تستقيل في اكتوبر 1963 وفي الانتخابات العامه اللاحقه خسر حزب المحافظين بسبب هذه الفضيحه لصالح حزب العمال البريطاني
عندما تم الكشف لاول مره علانيه عن قضيه كيلر - بروفوميو , سلطت وسائل الاعلام الضوء على علاقه تجمع بين العشيقه كرستين كيلر مع الكابتن يفغيني ايفانوف والذي عمل ملحقا بحريا في السفاره السوفييتيه في لندن
وبالتالي فان هنالك احتماليه لحدوث خرق امني
وقد تعرفت كرستين كيلر بجون بروفوميو ويفغيني ايفانوف عن طريق صديق مشترك يدعى ستيفن وارد وهو اخصائي في الجراحه التقويميه
بعد الكشف عن فضيحه كيلر-بروفوميو , سلطت وسائل الاعلام النظر عن طبيعه علاقات الطبيب ستيفن وارد اللااخلاقيه
وتمت احالته للمحكمه بدعوى عمله في الدعاره , ادعى وارد بانه تمت التضحيه به ككبش فداء وانهى حياته منتحرا بجرعه قاتله
المحكمه وجدته مذنبا بتهمه العيش من دخل كرستين كيلر وصديقتها ماندي رايس- دايفيس بالدعاره
توصل استجواب قاده القاضي لورد ديننغ توصل الى انه لم يوجد خرق امني لاسرار بروفوميو بسبب علاقه كرستين كيلر " عشيقه بروفوميو " مع يفغيني ايفانوف الملحق البحري السوفييتي
جون بروفوميو بعد استقالته من مناصبه اختار ان يعمل كعامل متطوع في توينبي هول " وهي جمعيه خيريه تقع في شرق لندن للتكفير عن ذنبه
في العام 1975 تم الاعلان عن اعاده تاهيل بروفوميو لكنه ظل بعيدا عن الاعلام حتى وفاته في العام 2006
اما كرستين كيلر فدافعت عن صورتها السلبيه التي تم اظهارها فيها كجاسوسه وتحدت القاضي لورد ديننغ
وعلى العموم تحدث الراي العام البريطاني عن قضيه الطبيب ستيفن وارد بانها كانت انتقام السلطه من مواطن بريطاني وانها قضيه غير عادله
في العام 2014 عرضت قضيه وارد على لجنه اعاده النظر بالقضايا
لازالت قضيه بروفوميو يتم تمثيلها في المسارح وعلى الشاشه
الخلفيه :
الحكومه والصحافه :
في بدايه الستينيات من القرن العشرين كانت الصحافه البريطانيه تعج بقصص الجواسيس رفيعي الرتب , حيث تم القاء القبض على شبكة تجسس سوفيتيه في العام 1961 عرفت بحلقة بورتلاند
وفي نفس السنه تم الكشف عن الجاسوس السوفييتي جورج بليك
وفي العام 1962 تم القاء القبض على جاسوس سوفييتي كان يعمل كاتبا في الادميراليه البريطتنيه ويدعى جون فاسول
وتم الحكم على جون فاسول بالسجن 18 عاما ويقال انه كان محميا من سياسيين بريطانيين رفيعي المستوى
بروفوميو :
ولد جون بروفوميو في العام 1915 وهو من اصول ايطاليه ودخل اول مره في البرلمان البريطاني في العام 1940 عن حزب المحافظين البريطاني ممثلا لمقاطعه كاترينغ
وقد خدم في الحرب العالميه العالميه الثانيه وفقد مقعده في البرلمان البريطاني في الانتخابات العامه عام 1945
في العام 1950 تم انتخابه ممثلا لمقاطعه ستراتفورد-اون-افون
وفي العام 1951 مسك مناسب وزاريه صغيره في حكومات المحافظين المتعاقبه
في العام 1960 اختاره هارولد ماكميلان ليكون وزيرا للحرب
في العام 1954 تزوج فاليري هوبسون وهي ممثله بريطانيه مشهوره
كيلر , رايس-ديفيس , استور
كريستين كير , ولدت في العام 1942 , تركت المدرسه وعمرها 15 عاما وبدون مؤهلات دراسيه وعملت لفترات قصيره كعامله في محلات والمكاتب والمقاهي
ثم برزت وهي بعمر 16 سنه كموديل حيث تم تصويرها لصالح مجلة Tit-Bit
في العام 1959 وجدت لها عملا كفتاة تعري في ملهى ليلي في منطقة سوهو
بعد فتره بسيطه من عملها في الملهى تم تقديمها للجراح ستيفن وارد وهو اخصائي في الجراحه التقويميه وقد اغرمت به وبجاذبيته وانتقلت لاحقا للسكن في شقته
بعد اشهر قليله وجدت نفسها عشيقه لملك العقارات بيتر راجمان , ثم تشارك السكن مع رفيقتها السابقه في الملهى الليلي في سوهو وتدعى ماندي رايس-دايفيس
وقد تعرفت كرستين كيلر بعدد من الاصدقاء ولكنها كانت تعود دائما الى وارد و كان من هؤلاء الاصدقاء لورد استور وهو سياسي في حزب المحافظين ورجل اعمال وكانت تقضي عطلة نهايه الاسبوع في بيت ريفي استاجره ستيفن وارد من لورد استور , وهذا البيت الريفي كان مجاور لبحيره في كليفدين / بكنغهامبشاير
وارد وايفانوف
ستييفن وارد ولد في العام 1912 وحصل على اختصاص الجراحه التقويميه من الولايات المتحده الامريكيه , وبعد الحرب العالميه الثانيه بدا ببمارسه مهنته في لندن
وقد نجح بسرعه في اختصاصه واستطاع جذب الكثير من الزبائن الهامين
هذه العلاقات الاجتماعيه مع مظهره الجذاب فتحت له ابواب النجاح في حياته الشخصيه
في وقت فراغه دخل مدرسه لتعلم الرسم وفي العام 1960 تم ترخيصه من قبل مجله لندنيه لرسم شخصيات وطنيه ودوليه من ضمنهم الامير فيليب والاميره مارغريت
اراد ستيفن وارد ان يسافر الى الاتحاد السوفييتي لرسم القاده السوفييت , وساعده في ذلك محرر جريده الديلي تيليغراف السير كولن كوت والذي قام بتقديم ستيفن وارد الى الكابتن يفغيني ايفانوف وهو الملحق البحري في السفاره السوفييتيه في لندن
كانت الاستخبارات البريطانيه MI-5 تعرف بواسطه عميل مزدوج بان يفغيني ايفانوف كان يعمل في جهار الاستخبارات العسكريه الخارجيه السوفييتيه GRU
اصبح ستيفن وارد ويفغيني ايفانوف صديقين وثيقين
وزرا يفغيني ايفانوف شقه ستيفن وارد مرارا والتقى كرستين كيلر وماندي رايس-ديفيس
كما قضى يفغيني ايفانوف عطل نهايه الاسبوع مع وارد في بيته الريفي في كليفدين / بكنغهامبشاير
اعتبرت الاستخبارات البريطانيه بان ايفانوف يمكن ان ينشق , وربما تمكنت من الحصول على مساعد ستيفن وارد , وتم الاتصال بوارد عن طريق ضابط استخبارات بريطاني يدعى كوديا ب " وودز "
تم استخدام وارد كقناة خلفيه للاتصال بايفانوف ومنه بالاتحاد السوفييتي اثناء ازمه الصواريخ في كوبا عام 1962
ولكن علاقه وارد الوثيقه بايفانوف رفعت التساؤلات حول مدى اخلاص وارد لبلده
وحسب تقرير القاضي لورد ديننغ فان ايفانوف سأل وارد مرارا عن السياسه الخارجيه لبريطانيه وان وارد بذل كل المجهود لتوفير الاجوبه
كيف بدأت قضيه بروفوميو
اثناء عطلة نهايه الاسبوع يومي 8-9 يوليو 1961 كانت كريستين كيلر ضمن ضيوف تجمعوا في البيت الريفي في كليفدين
وفي نفس المكان كان جون بروفوميو وزوجته فاليري مع تجمع من السياسييين في حفله اقامها لورد استور على شرف محمد ايوب خان " رئيس باكستان "
تجمع الجميع عند حمام السباحه
كانت كرستين كيلر تسبح عاريه في حمام السباحه عندما تمت مناداتخا للتعرف بجون بروفوميو , فخرجت من حمام السباحه وهي تحاول ان تغطي نفسها بفوطه سباحه
وصف بروفوميو كيلر لاحقا بانها كانت فتاه جميله وحلوه للغايه
لم تكن كيلر تعرف بالبدايه منصب بروفوميو لكنها عرفت فقط انه زوج الفنانه المشهوره فاليري هوبسون
في عصر اليوم التالي تجمع الجميع مره اخرى عند حمام السباحه وانضم للجمع يفغيني ايفانوف
شعر بروفوميو بانجذاب شديد نحو كيلر واقسم ان يتقرب منها
طلب ستيفن وارد من يفغيني ايفانوف ان يصطحب كرستين كيلر الى شقته في لندن , فاصطحبها ايفانوف الى هناك ومارسا الجنس
في 12 يوليو اخبر ستيفن وارد ضابط الاستخبارات البريطاني " وودز " بان يفغيني ايفانوف التقى بروفوميو وانبروفوميو ابدى اعجابا شديدا بكرستين كيلر
كما اخبر وارد جهاز MI-5 البريطاني بان ايفانوف سأله عن اي معلومات حول تسليح المانيا الغربيه بقنابل نوويه
هذه المعلومه لم تزعج ال Mi-5 والتي كانت تتوقع ان يقوم ضابط استخبارات سوفييتي مثل ايفانوف بمثل هكذا سؤال
لكن اعجاب بروفوميو الشديد بكيلر احبط خطط ال Mi-5 باستعمال كيلر في فخ مع ايفانوف لتسهيل انشقاقه عن الاتحاد السوفييتي
هذا التطور جعل ضابط الاستخبارات البريطاني " وودز " يحيل القضيه الى رئيس جهاز ال Mi-5 البريطاني السير روجر هولز
العلاقه :
بعد ايام من حفله نهايه الاسبوع في بيت كليفدين الريفي اتصل بروفوميو بكرستين كيلر
بعض من كتبوا عن القضيه قالوا بان العلاقه كانت قصيره ولم تستغرق الا بضعه اسابيع
الا ان البعض قالوا ان العلاقه استمرت وان كانت بشكل اقل حتى ديسمبر 1961
كيلر وصفت علاقتها ببروفوميو بانها كانت ليست علاقه رومانسيه على الرغم من انها اعترفت بان بروفوميو اراد التزاما اطول معها بل انه عرض ان يسكنها في شقه على حسابه
بعد 20 عاما من الفضيحه قال بروفوميو لابنه بان العلاقه مع كيلر كانت علاقه جنسيه مع شخصيه غير مثقفه
وانها كانت تتحدث فقط بامور المكياج وتسريحات الشعر واخر اصدارات تسجيلات الغرامفون
كان بروفوميو يلتقي بكيلر في شقه وارد في لندن عندما يكون الاخير غائبا
وفي احدى المناسبات على الاقل اخذ بروفوميو كيلر الى مسكنه الخاص عندما كانت زوجته فاليري غائبه
وفي احدى المرات اقترض سيارة بنتلي من احد الوزراء واخذ كيلر في جوله طويله في شوارع لندن
وفي احدى المرات تناول الاثنان الشراب برفقه وزير سلاح الجو البريطاني السابق فسكوند وارد
اعطى بروفوميو كيلر اثناء علاقتهما الحميمه عدة هدايا بسيطه من ضمنها 20 جنيه استرليني لوالدتها
تقول كيلر بان الطبيب ستيفن وارد اراد منها معلومات من بروفوميو حول نشر الاسلحه النوويه في اوروبا لكن كيلر رفضت الامر
وبروفوميو من جانبه قال ان كيلر لم تتناقش معه حول اي موضوع خاص بالاسلحه النوويه
في 9 اغسطس تم استجواب بروفوميو رسميا بواسطه امين عام مجلس الوزراء البريطاني السير نورمان بروك والذي تم اخباره عن طريق رئيس ال Mi-5 روجر هولز حول تورط بروفوميو في حلقه ستيفن وارد
حذر نورمان بروك جون بروفوميو من مخاطر الاندماج مع حلقة ستيفن وارد خصوصا ان ال Mi-5 لم تكن واثقه من اخلاص ستيفن وارد
ويقال ان نورمان بروك طلب من جون بروفوميو مساعده ال Mi-5 في تسهيل انشقاق يفغيني ايفانوف لكن بروفوميو رفض الامر
وعلى الرغم من ان نورمان بروك لم يشر الى علاقه بروفوميو العاطفيه بكرستين كيلر الا ان بروفوميو شك بان بروك يعرف بالعلاقه
في نفس اليوم كتب بروفوميو رساله لكيلر تبدأ بكلمه " عزيزتي ...." والغى فيها موعدا في اليوم التالي كان الاثنين قد اتفقا حوله
ويقال ان هذه الرساله هي التي انهت العلاقه بين الاثنين , لكن كرستين كيلر تقول ان العلاقه انتهت لاحقا وان السبب يعود لانها رفضت عرض بروفوميو بترك السكن في شقة وارد
الفضيحه تتطور :
في اكتوبر 1961 ذهبت كرستين كيلر برفقه ستيفن وارد الى ضاحيه نوتنغ هيل في غرب لندن ثم اتجها الى منطقه اخرى يكثر بها تجار الحشيش
في كافيه ريو التقيا مع غوردون وهو مغني جاز من جامايكا وله ماضي في العنف والجريمه
كانت كيلر قد ارتبطت بعلاقه حميمه سابقه مع غوردون , وقد ارتبط غوردون عاطفيا بكيلر بحيث انه كان يواجه اصدقائها ويكلمها تليفونيا في اوقات غير مناسبه
في شهر نوفمبر تركت كيلر شفه وارد وانتقلت الى شقه اخرى في دولفين سكوير حيث استمرت باستقبال اصدقائها وزبائنها وامتاعهم , استمرت مضايقات غوردون حتى بلغت حد القاء القبض عليه من قبل الشرطه بتهمه التهجم
لكن كيلر اسقطت الاتهامات
في يوليو 1962 ظهرت اول العلامات على العلاقه بين كيلر - بروفوميو - ايفانوف
الامر جاء في احدى مجلات الفضائح اللندنيه وتعى Queen
في تلك الفتره كانت كريستين كيلر مع صديقتها ماندي رايس-ديفيس في نيويورك في مهمه فاشله لايجاد عمل هناك كموديلات
وعند عودتها واجهت مره ثانيه تهديدات غوردن , فانخرطت في علاقه مع شخص اسمه جوني ايدج كومب وهو بحر وتاجر سابق من جزيره انتيغوا " وهي من جزر الهند الغربيه "
وعاشت لفتره بسيطه مع ايدج كومب لكنه ايضا كان غيورا واشتبك مع غوردن في 27 اكتوبر 1962 بعنف حتى جرح غوردون بسكين
ومن ثم قطعت كيلر علاقتها بايدج كومب بسبب شخصيته الساديه
في 14 ديسمبر 1962 كانت كيلر جالسه مع صديقتها ماندي رايس-ديفيس في شقة ستين وارد عندما جاء عشيق كيلر السابق ايدج كومب وطلب لقاء كيلر
وعندما رفضت كيلر مقابلته قام باطلاق النار على باب الشقه مما ادى الى القاء القبض عليه من قبل الشرطه
واثناء كلامها للصحافه على هامش الحادث وصفت كيلر نفسها بانها فنانه وانها تعمل كموديل لحسابها
بعد الحادثه بدأت كيلر تتحفظ بدون تحفظ عن علاقاتها ب ستيغن وارد ويفغيني ايفانوف وجون بروفوميو وحادثه اطلاق النار التي قام بها ايدج كومب
من ضمن من سمع روايتها هو جون لويس وهو عضو سابق في البرلمان عن حزب العمال المعارض والذي التقى بكيلر في ملهى ليلي
قام جون لويس بتمرير المعلومات لزميله في البرلمان جورج ويك وبدا بفتح التحقيقات
يتبع .......