Vally Of Tears او وادي الدموع هو اسم لمنطقه في هضبة الجولان السوريه المحتله والتي شهدت معركه دمويه في حرب اكتوبر / تشرين الاول " حرب يوم كيبور " 1973 بين الجيشين السوري والاسرائيلي
جرت احداث هذه المعركه بين يومي 6-9 اكتوبر 1973 وتتمثل بهجوم سوري على المواقع الاسرائيليه في هضبة الجولان
لكن على الرغم من التفوق السوري عددا وعده فقد استطاع الاسرائيليون الحفاظ على مواقعهم بنهاية المعركه
الخلفيه :
تمثل هضبة الجولان رقعه حيويه , تبلغ مساحتها 1250 كم مربع وتمثل مصطبه مرتفعه مصنوعه من احجار البازلت البركانيه
تطل هضبة الجولان غربا على وادي الحوله ووادي الجليل وجنوبا على وادي اليرموك , ويحدها شمالا جبل الشيخ " او جبل حرمون "
في حرب 1967 تمكنت اسرائيل من احتلال ثلثي هضبه الجولان قبل ان يتم وقف اطلاق النار
وقد عرف خط اطلاق النار باسم " الخط القرمزي purple Line " وتوجد امامه شريط من الارض الحرام
قام الاسرائيليون بعد نهاية حرب 1967 ببناء خط دفاعي على طول جبهة الجولان يتمثل بخندق مضاد للدروع يمتد من الشمال " من جبل الشيخ " الى الجنوب " رافد " وبطول 32 كم
كما قام الاسرائيليون بوضع دباباتهم في نقاط حصينه خلف هذا الخط
القوات الاسرائيليه المدافعه :
كان لاسرائيل لوائين مدرعين في هضبة الجولان هما :
- اللواء 7 المدرع : وقد تم نشره في الجولان يوم 4 اكتوبر 1973 " اي قبل يومين فقط من الحرب "
- اللواء 188 المدرع " لواء باراك " : وهذا اللواء يعرف جيدا جغرافيه وتضاريس المنطقه كونه مستقر فيها منذ فتره طويله
كان اللوائين الاسرائيليين المدرعين مسلحان بشكل رئيسي بدبابات سنتوريون معدله " يسميها الاسرائيليون ب شوتكال ودخلت الخدمه عام 1970 "
مع عدد قليل من دبابات M48 Patton المعدله " ويسميها الاسرائيليون Magah "
كانت هذه الدبابات مسلحه بمدفع عيار 105 ملم ومحركات ديزل حديثه
الخطه الهجوميه السوريه والقوات المهاجمه :
كانت الخطه الهوميه السوريه تعتمد على هجوم بثلاث فرق ميكانيكيه وهي من الشمال الى الجنوب " الفرقه 7 , الفرقه 9 , الفرقه 5 " مسلحه بمدرعات Btr-50
ومدعمه ب 900 دبابه
هذه الفرق الثلاثه تقوم باقتحام الخطوط والدفاعات الاسرائيليه في جبهه الجولان لتفتح الطريق الى توغل فرقتين مدرعتين هما " الفرقه 1 , الفرقه 3 " المتكونه من 500 دبابه للسيطره على الجولان قبل ان تستطيع اسرائيل ان تتحرك
كان 400 من الدبابات السوريه من نوع T-62 بمدفع املس عيار 115 ملم ومزوده بمنظار ليلي بالاشعه تحت الحمراء
اما باقي الدبابات السوريه فكانت T-54 و T-55 بمدفع عيار 100 ملم
قام السوريون باعطاء احساس زائف بالامان للاسرائيليين قبل الحرب بعده اشهر
حيث كان الجيش السوري يقوم بنزع شباك التمويه عن دباباته ووضعها في ترتيب المعركه , ثم بعد بضعه ايام يقوم بسحب الدبابات الى قواعدها
الهجوم السوري
في 6 اكتوبر 1973 شن الجيش السوري هجومين متزامنين " شمالي وجنوبي " على المواقع الاسرائيليه في الجولان , وكان حجم القوات السوريه المهاجمه هو خمسة فرق " السابعه والتاسعه والخامسه مع الفرقه الاولى والثالثه في الاحتياط " بالاضافه الى الكثير من بطاريات المدفعيه السانده
كما قامت 100 مقاتله سوريه بقصف الاهداف الاسرائيليه
بدا الهجوم بقصف تمهيدي بالمدفعيه والطيران لمدة 50 دقيقه ثم هاجمت الفرقه 7 الميكانيكيه السوريه اللواء 7 المدرع الاسرائيلي على الطرف الشمالي من جبهة الجولان بين جبل الشيخ وتل المخافي
هذه الجبهه الضيقه بين جبل الشيخ وتل المخافي ستعرف لاحقا بأسم وادي الدموع
الهجوم السوري البري ابتدا بتقدم الدبابات التي تحمل كاسحات الغام او جسزر من اجل التغلب على حقول الالغام والخنادق والدفاعات الاسرائيليه
في بداية الهجوم تمكن السوريون من التقدم كثيرا لكنهم فشلوا في دفع دباباتهم عبر الخنادق الاسرائيليه المضاده للدروع
ولم يتمكن السوريون من تحقيق خرق كامل للدفاعات الاسرائيليه الا عندما حل المساء حيث امتلك السوريون مناظر ليليه على متن دباباتهم " كان يفتر لها الاسرائيليون "
في اليوم الاول من الحرب كان الاسرائيليون ينشرون 176 دبابه موزعه على لواء باراك في جنوب الجولان واللواء 7 المدرع شمال الجولان
في يوم 7 اكتوبر 1973 شن السوريون هجوما ثانيا على الاسرائيليون وفي تلك الفتره واجهت 500 دبابه سوريه قرابه 40 دبابه اسرائيليه لدى الللواء 7 الاسرائيلي و 15 دبابه تابعه للواء باراك المدرع
كتيبة الدبابات 74 الاسرائيليه قامت بمناوره ذكيه حمتها من نيران المدفعيه السوريه , حيث بعد بدء القصف المدفعي السوري على المواقع الاسرائيليه , تقدمت هذه الكتيبه الى امام مواقعها ب 1.5 كم
تحول الهجوم السوري الى محورين كبيرين , المحور الشمالي قادته الفرقه المدرعه 1 السوريه بقياده الكولونيل توفيق جيهاني وكانت تتوجه نحو مقر قياده جبهة الجولان الاسرائيليه برئاسة الجنرال رافائيل ايتان والواقع عند بلدة نافخ على الطريق المؤدي الى جسر بنات يعقوب على نهر الاردن
اما المحور الثاني للهجوم السوري فقاده اللواء 46 المدرع السوري وتقدم من رافد الى مستعمره Eliad الاسرائيليه ومن ثم شمالا الى جسر Arik في الحافه الشماليه لبحر الجليل " بحيره طبريا "
في الجانب الاسرائيلي تم انذار الاحتياط ومن ثم ارسالهم افواجا الى جبهه القتال في الجولان بدون الانتظار في معسكرات الجيش
معظم جنود الاحتياط الاسرائيليين لم يكن لديهم الوقت لاعاده التدريب على قياده الدبابات واستعمال المدافع الرشاشه
والصراحه فقد توقع السوريون ان يشترك الاحتياطي الاسرائيلي في الحرب بعد مرور 24 ساعه من اندلاع الحرب , لكن الوحدات الاحتياطيه الاسرائيليه الاولى توافدت على الجولان بعد مرور 15 ساعه فقط على اندلاع الحرب
في اليومين الثاني والثالث من المعركه عانى السوريون من خسائر فادحه , وكذلك عانت الدبابات الاسرائيليه من خسائر كبيره , وحارب المشاة الاسرائيليون بيأس لمحاوله كسب الوقت حتى يتسنى لقوات الاحتياط الاسرائيليه الوصول الى جبهة الجولان والمشاركه في القتال
ورغم المعارك الدفاعيه الاسرائيليه فقد استطاعت القوات السوريه وعلى الرغم من خسائرها ان تستمر بالضغط والتقدم , وبحلول عصر يوم 9 اكتوبر 1973 كان كل مايمتلكه اللواء السابع المدرع الاسرائيلي من دبابات صالحه للقتال لايتعدى ال 6 دبابات
في اليوم الرابع من المعركه استلم اللواء المدرع السابع الاسرائيلي تعزيزات صغيره بعد ان شارف ان يباد
القوات السوريه بدورها كانت قد استنزفت قواتها , ويبدو ان السوريون لم يدركوا مدى قربهم من تحقيق النصر التام في الجولان عندما شرعت قواتهم في الانسحاب
في خلال 5 ايام من المعارك خسر السوريون قرابه 1000 دبابه ولازال سبب انسحابهم ذلك قيد البحث " غير معروف للان "
الخلفيه :
في اول ايام السنه العبريه والذي يسمى " روش هاشاناه " صدرت الاوامر للواء المدرع السابع الاسرائيلي للتحرك الى جبهه الجولان لتعزيز لواء باراك المدرع المرابط هناك
ويبدو ان قائد هذا اللواء " افيغدور بن غال " احس ان هنالك حرب في الافق لذلك شرع بتجهيز ساحه المعركه وقام بالاستطلاع وعقد اجتماعا مع قاده كتائبه للنقاش حول الخطه الدفاعيه التي كانت قد اقرتها القياده العسكريه الشماليه للجيش الاسرائيلي واخذ قاده كتائبه في جوله على الخطوط الاماميه بدون ان يخبر مراجعه العسكريين
بحلول الساعه 12:00 ظهر يوم 6 اكتوبر 1973 كان اللواء المدرع السابع متمركز في منطقه نفخ Nafakh
كانت نفخ قاعده عسكريه مهمه تقع على تقاطع طريق انبوب البترول " انبوب بترول كان ينقل النفط من السعوديه الى لبنان " والذي يمر شمال الجولان وطريق اخر نازل وينتهي بجسر بنات يعقوب
الاستخبارات العسكريه الاسرائيليه قدرت ان لدى السوريين 900 دبابه و 140 بطاريه مدفعيه وان الفرقه 7 السوريه جاهزه للهجوم
وفي الواقع كان السوريون يمتلكون 1260 دبابه حيث ان كل فرقه مشاة سوريه كانت تحتوي على لواء مدرع ولواء ميكانيكي ولواء مشاة
وان كل لواء مشاه وكل لواء ميكانيكي سوري كان يحتوي على 3 كتائب مشاة وكتيبه دبابات من 40 دبابه وكتيبه مدفعيه ميدان وكتيبه مدفعيه مضاده للطائرات
اما اللواء المدرع السوري فقد كان يتكون من 3 كتائب دبابات " كل كتيبه بحدود 40 دبابه "
كما كان يرتبط بمقر الفرقه فوج لمدفعيه الميدان وفوج مدفعيه مضاده للطائرات وفوج للاستطلاع " وكان فوج الاستطلاع هذا مقسم الى مجاميع مرتبطه بالالويه المكونه للفرقه " ومجموعه كيميائيه
قوه الفرقه 7 السوريه الميكانيكيه هي بحدود 10 الف عسكري, 200 دبابه , 72 مدفع ميدان , 72 مدفع مضاد للطائرات ووحدات صواريخ سام
الفرقه 7 الميكانيكيه السوريه كانت تحت امرة الكولونيل عمر الابرش وكان بالاضافه الى الويتها يرتبط بها الويه مدرعه مستقله بقوام 2 الف عسكري و 120 دبابه لكل منها
وكان احد الالويه المرتبطه بالفرقه 7 الميكانيكيه السوريه هو اللواء المغربي
وفي خلف قطعات الخط الاول السوريه كان يتواجد الفرقتين 1 و 3 المدرعتين السوريتين وكل واحده تمتلك 250 دبابه
الهجوم السوري تم اسناده ب 1000 قطعه مدفعيه
كانت الخطه المرسومه للفرقه 7 الميكانيكيه السوريه هو اختراق الخطوط الاسرائيليه قرب بلده الاحمديه شمال الجولان
اما الفرقه 5 الميكانيكيه السوريه فكان عليها اختراق الخطوط الاسرائيليه قرب رافد في جنوب الجولان
كان على الفرقه 7 الميكانيكيه السوريه ان تندفع غربا من خلال مستعمرتي El ROM وواسط الاسرائيليتين
اما الفرقه 5 الميكانيكيه فكان عليها الوصول الى جسر Arik شمال بحيره طبريا
وبعد نجاح الصفحه الاولى من الهجوم كان على الفرقه 1 المدرعه السوريه ان تندفع بين الفرقتين 5 و 9 السوريتين باتجاه نفخ حيث القوات الاسرائيليه محصوره بين الفرقتين 7 و 5 السوريتين
كان لاسرائيل وقتها في الجولان 170 دبابه و 60 مدفع مقسم بين اللوائين السابع المدرع ولواء باراك المدرع
عشية المعركه :
في الساعه 10:00 صباح يوم 6 اكتوبر 1973 اجتمع قائد اللواء السابع المدرع الاسرائيلي افيغدور بن غال مع الجنرال يتسحاق هوفي قائد المنطقه الشماليه العسكريه للجيش الاسرائيلي
ابلغ هوفي بن جال بأن الاستخبارات الاسرائيليه تقول ان السوريون سيهجمون في نفس اليوم وحوالي الساعه 18:00 مساءا " اي 6 مساءا "
وتم تكليف اللواء السابع الاسرائيلي بالمرابطه في نفخ والعمل كقوه احتياط من اجل القيام بهجوم معاكس ضد اي اختراق سوري شمال او جنوب الجولان او ان ينقسم اللواء السابع الاسرائيلي الى قوتين شماليه وجنوبيه لدعم الدفاعات الاسرائيليه حسب تطور الموقف
بعد انتهاء الاجتماع بين بن غال وهوفي , اتجه بن غال الى مقر احد كتائبه قرب منطقه السنديانه وامر بعقد اجتماع في مقر اللواء في نفخ في الساعه 14:00 ظهر نفس اليوم
واثناء انتظار قادة الكتائب للاجتماع بدأت الطائرات والمدفعيه السوريه بالقصف فتراكض قادة الكتائب الاسرائيليين عائدين الى وحداتهم وقام بن غال بنقل مقر لوائه خارج معسكر نفخ
وبدأت الحرب والمعركه ..........
يتبع قريبا .........