استمرت المشاكل التي تواجهها العمليه الاسرائيليه
حيث ابلغ الجنرال شارون قياده المنطقه الجنوبيه الاسرائيليه بان احد اجزاء الجسر العسكري المقرر مده عبر قناة السويس والذي يقوم بحمايته وتحركيه لواء ايريز تعرض لاضرار وان المهندسين الاسرائيليين بحاجه الى ساعات اخرى ليقوموا بالاصلاحات المطلوبه
كما طلب شارون من القياده العسكريه الجنوبيه الاسرائيليه مزيد من القوات من اجل تاميين ممر امن للقوات الاسرائيليه التي ستعبر قناه السويس غربا مشيرا الى المقاومه العنيده المصريه التي لاقاها لواء ريشيف
تقير شارون ادى الى ان يقترح الجنرال بارليف بان يقترح ان تقوم فرقه ادان بعمليه تامين ممر امن للقوات الارسائيليه التي ستعبر قناة السويس
اما شارون فأقترح ان تقوم فرقه ادان بعبور قناة السويس بالاطواف والمعديات بدون انتظار نصب الجسر من اجل اسناد لواء المظليين العابر " لواء مات " الا ان الجنرال بارليف وغونين رفضا مقترح شارون وقررا التالي:
لن يتم عبور قوات اسرائيليه اضافيه الى الضفه الغربيه من قناة السويس حيث انها ستكون معرضه للتطويق في ضوء عدم تامين جسر لتعبر عليه او تامين ممر امن تصل من خلاله الى ساحه العبور
ولذلك يجب انتظار تامين هذين الهدفين قبل السماح بعبور قوات اسرائيليه اضافيه الى الغرب
بعد ان استلم العقيد ريشيف قوات اضافيه للوائه فقد قرر تأمين طريق Tirtur , فترك كتيبه من 30 دبابه عند مفترق طرق Lexicon-Tirtur الى غرب المزرعه الصينيه
وقرر الهجوم بكتيبتي دبابات حصل عليها من شارون للهجوم على القوه المصريه المدافعه عن طريق Tirtur والمكونه من كتيبة مشاة مصريه تمثل الجناح الايسر للواء المشاه 16 المصري
وهجم احد كتائب الدبابات من اتجاه الغرب والاخر هجم من اتجاه الشمال الشرقي
لكن الكتيبه المصريه اوقفت الهجوم الاسرائيلي باسناد نيران مضادات الدبابات ونيران دبابات مصريه كانت متمركزه على تله تقع شمال غرب المزرعه الصينيه
في الاخير كان ماتبقى من دبابات لواء ريشيف قد هبط الى 27 دبابه فقط مع نقص في الذخائر , وطلب العقيد ريشيف من الجنرال شارون السماح له بسحب لوائه الى حصن Lakekan من اجل اعادة التنظيم واستعادة الكفاءه القتاليه
التعزيزات الاسرائيليه :
المقاومه غير المتوقعه للقوات المصريه المدافعه اجبرت القياده العسكريه الجنوبيه الاسرائيليه على تغيير خططها , حيث زار الجنرال غونين مقر القياده المتقدم لفرقه ادان واشار الى ان امله خاب في فرقه شارون وانه يعطي الجنرال ادان وفرقته مهمه توصيل الجسر العسكري الاسرائيلي الى ضفة قناة السويس
وكان الجنرال ادان يهيئ قواته من اجل تأمين طريقي Akavish و Tirtur من اجل نصب الجسر
قابل الجنرال غونين الجنرال شارون وابلغه بالاوامر الجديده التي اعطيت للجنرال ادان وفرقته وامر الجنرال شارون وفرقته بالسيطره على المزرعه الصينيه وماحولها وضفة قناة السويس الشرقيه
الجنرال شارون اقترح ان تقوم قواته بالاستيلاء على المزرعه الصينيه فور قيام فرقة ادان بتأمين الطرق المؤديه الى قناة السويس ووافق غونين على هذا
وفي لقاء لاحق بين غونين وبارليف وديان تراجع غونين عن تصريحاته السابقه بخصوص عدم السماح بعبور قوات اسرائيليه اضافيه الى الضفه الغربيه لقناة السويس بدون تأمين ممر وجسر
وقال بانه في اسوأ الاحوال يمكن سحب المظليين الاسرائيليين من هناك
كانت الفرقه 162 المدرعه الاسرائيليه " فرقة ادان " تتمركز جنوب الطاسه ومتحضره للقيام بدورها في عبور قناة السويس منذ فجر يوم 16 اكتوبر 1973
وعندما تقدمت فرقه ادان فأنها توقفت لوجود ازدحام على طريق Akavish حيث ادرك الجنرال ادان بان طريق Akavish تم غلقه
فقام بارسال كتيبة دبابات ناورت عبر الصحراء وصولا الى الدفرسوار , وبعد وصول هذه الكتيبه اتصل شارون بادان واصفا له موقف لواء ريشيف الصعب وطالبا ان يتم وضع كتيبة الدبابات الواصله تحت امرته
وافق الجنرال ادان على طلب شارون وقام شارون من جهته بالسماح للكولونيل ريشيف بان يقوم بسحب لوائه واعادة تنظيمه
وتم نشر كتيبه الدبابات الاسرائيليه الواصله في مواقع لواء ريشيف التي انسب منها لاعادة التجميع والتنظيم
بعد ان استلم الجنرال ادان اوامره الجديده من الجنرال غونين , تقدمت فرقه ادان واحتلت مواقع مواجهه لمواقع اللواء 16 مشاة المصري " بقيادة الكولونيل عبد الحميد عبد السميع " علما ان احد الويه فرقه ادان المدرعه كانت ضمن احتياط القياده العسكريه الجنوبيه الاسرائيليه
استطاع الجناح الايسر للواء 16 المشاة المصري من صد هجمات فرقة ادان المدرعه , وكان الجناح الايسر للواء المصري يغلق طريق Tirtur
ادرك الجنرال ادان انه يحتاج الى قوة مشاة مرافقه ليستطيع التغلب على الدفاعات المصريه المواجهه له
في الساعه 2 ظهرا استلم الجنرال ادان تقريرا من القياده العسكريه الجنوبيه تفيد بانه سيستلم قريبا لواء 35 مظليين الذي تم سحبه ونقله بالمروحيات من منطقة راس سدر " المطله على خليج السويس " والتي تقع جنوب شرق قناة السويس ب 80 كم
تم نقل اللواء 35 مظليين عن طريق الباصات الى ساحة المعركه الا انه تأخر بالوصول بسبب الازدحام على طريق Akavish , ووصلت اولى وحدات هذا اللواء الى فرقة ادان بحلول الساعه 10 مساءا , اما بقية الواء فوصل لاحقا بعد ان تم نقله بالمروحيات بدلا من الباصات التي توقف سيرها على الطرق المؤديه لقناة السويس
جهود المظليين :
عقد الجنرال ادان اجتماعا مع قائد لواء 35 المظلي الكولونيل اوزي " والذي كان سابقا يشغل مدير مركز قياده الجنرال ادان " واوجز الجنرال ادان للكولونيل اوزي خطته ومهمته التي تتمثل بتامين طريقي Tirtur و Akavish
في الساعه 11:30 مساءا شرع اللواء 35 المظلي بالتقدم وتقدمت امامه كتيبه مظليين " كقوه متقدمه "
لكن الكولونيل اوزي كان يستعجل الهجوم بدون استطلاع كافي للمواقع المصريه وبدون الحصول على اسناد الدبابات
بعد قليل من الوقت وصلت كتيبة المظليين الاسرائيليه المتقدمه الى المنطقه بين طريقي Tirtur و Akavish والتي كان يغلقها المصريون وكانت بطول 2 كم
في الساعه 2:45 فجرا حصل التماس مع القوات المصريه المدافعه عن طريق Tirtur , قامت الكتيبه المصريه " التي تمثل الجناح الايسر للواء 16 مشاة المصري " بتوجيه نيران مدافعها على كتيبة المظليين المتقدمه من قوات اللواء 35 المظلي الاسرائيلي , كما تعرض المظليون الاسرائيليون الى نيران الاسلحه الرشاشه المصريه
وقد حاول المظليون الاسرائيليون التقدم لاحتلال الخنادق المصريه لا انهم تفرقوا تحت تأثير نيران المدافعين الغزيره كما كان الاسناد المدفعي الاسرائيلي غير فعال
في النهايه فشل الهجوم الاسرائيلي وسقط الكثير من القتلى والجرحى من المظليين الاسرائيليين ودمرت عدد من الدبابات الاسرائيليه
امر الجنرال ادان الكولونيل اوزي بان يضيق جبهة لوائه وان يهاجم الدفاعات المصريه على طريق Akavish
ولكن النيران المصريه كانت من الكثافه بحيث منعت لواء 35 المظلي الاسرائيلي من المناوره
مع اقتراب الفجر ادرك الجنرال ادان بانه بات من الصعب عبور الجسر الاسرائيلي الى قناة السويس خلال ماتبقى من ساعات قليله قبل شروق الشمس وبالتالي كان عليه الانتظار لنهار كامل بدون تحرك خوفا من الخسائر وانتظار المساء التالي
ارسل الجنرال ادان في حلول الساعه 3 فجرا قوه استطلاع بعربات نصف مجنزره الى طريق Akavish وبعد نصف ساعه ابلغت قوه الاستطلاع انها وجدت طريق Akavish بدون دفاعات مصريه ويبدو ان المصريين ركزوا قواتهم كلها للدفاع عن طريق Tirtur وتركوا طريق Akavish بدون حماية تقريبا
هنا اتخذ الجنرال ادان قرارا جريئا بارسال الجسر العسكري الاسرائيلي عبر طريق Akavish , وقامت البلدوزرات الاسرائيليه بتنظيف طريق Akavish من بقايا الاليات المحترقه
تم سحب الجسر الاسرائيلي بقوته المصاحبه عبر الطريق وصولا الى حصن Lakekan ثم اتجه شمالا الى ساحه العبور على القناه حيث شرع مهندسي فرقه شارون بنصب الجسر فورا عبر قناة السويس
بحلول شروق الشمس طلب الكولونيل اوزي من الجنرال ادان الموافقه على سحب اللواء 35 المظلي بعد ان فشل في مهمته في اختراق الدفاعات المصريه
رفض الجنرال غونين سحب هذا اللواء وتم ارسال المسعفين فقط بعد ان مني اللواء 35 المظلي بخسائر كبيره في هجومه الفاشل
زار الجنرال بارليف مقر قيادة فرقه ادان وادرك حراجه موقف لواء 35 المظلي وامر بان تقوم كتيبة دبابات بتأمين سحب اللواء
لكن كتيبة الدبابات التي ارسلت فشلت في تحديد مكان تواجد المظليين الاسرائيليين , المظليين الاسرائيليين كانوا يقومون بارسال اشارات عن طريق قنابل تنوير حمراء لكن المشكله ان المصريين كانوا يشاهدون هذه الاشارات ويقومون بالرمي عليها وهذا يستبب في المزيد من الاصابات
وقامت كتيبه الدبابات الاسرائيليه التي ارسلت لانقاذ المظليين بالهجوم على المواقع المصريه لكنها ارتدت بعد ان منيت بخسائر
وهكذا ادرك الاسرائيليون ان سحب المظليين لايمكن ان يتم بسهوله وهكذا ارسلت مدرعات وعربات نصف مجنزره ليركبها المظليين المحاصرين ناريا وباسناد من الدبابات الاسرائيليه
وهكذا خاض المظليين الاسرائيليين معركه دامت 14 ساعه خسروا خلالها مابين 40-70 قتلا و 100 جريح
كما ان عمليات الانقاذ الاسرائيليه المدرعه منيت بخسائر ايضا اثناء تأمين انسحب المظليين
الانسحاب المصري :
قامت الالويه المدرعه " الثلاثه " لفرقه ادان بالاستمرار في مناوشه قوات اللواء 16 مشاة المصريه بعد ان تم سحب المظليين , وقامت المدفعيه والطيران الاسرائيلي بقصف المواقع المصريه التابعه للفرقه 21 المدرعه المصريه ابتداءا من الساعه 5 صباحا وقد المصريين قوه الدبابت المهاجمه على اللواء 16 مشاة المصري ب 80 دبابه
في الساعه 7 صباح يوم 17 اكتوبر 1973 استلمت الفرقه 21 المدرعه المصريه امرا بالتقدم وطرد الاسرائيليين من قرية الجلاء والاستيلاء على حصن Matzmed , الهجوم المصري جاء ضمن خطه مصريه للقيام بهجوم معاكس لطرد القوات الاسرائيليه المتسلله
امر الجنرال عرابي " قائد الفرقه 21 المدرعه " اللواء 1 المدرع بالقيام بالهجوم " حيث ان باقي الويه الفرقه كانت في مواقع دفاعيه "
كان ماتبقى من قوه اللواء 1 المدرع المصري هو 53 دبابه فقط
في الساعه 8 صباح يوم 17 اكتوبر 1973 بدا الطيران والمدفعيه المصريه قصفا عنيفا للمواقع الاسرائيليه في تلك المناطق استمر ل 15 دقيقه , بعدها تقدم اللواء 1 المدرع المصري ودمر الدبابات الاسرائيليه قرب قرية الجلاء واستطاع الوصول بحلول الساعه 9 صباحا الى حصن Matzmed بعد مقاومه اسرائيليه عنيفه
ولكن استطاع الاسرائيليون من القيام بهجوم معاكس باسناد المدفعيه والطيران واستطاعوا اجبار اللواء 1 المدرع المصري على التراجع
لكن معارك الكر والفر على هذا المحور حتى الساعه 9 مساءا " اي معركه استمرت لاكثر من 13 ساعه متواصله " انتهت بعوده اللواء 1 المدرع الى مواقعه الاصليه
في الساعه 5 عصرا فشل هجوم لكتيبه من اللواء 18 الميكانيكي المصري على قرية الجلاء بعد تكبده لخسائر ثقيله
تقدمت الدروع الاسرائيليه وتحصنت في مجاري البزل الجافه الواقعه حول المزرعه الصينيه مما عزز موقف القوات الاسرائيليه الدفاعي حول المنطقه , واستمرت الهجمات المصريه على الممر الذي امنه الاسرائيليون باتجاه قناة السويس لكن بدون نتيجه وبخسائر كبيره
بحلول يوم 18 اكتوبر 1973 كان كل ماتبقى من اللواء 1 المدرع المصري هو 33 دبابه " بعد ان خسر 21 دبابه في معارك اليوم السابق " فسارعت قيادة الجيش الثاني الميداني المصري لارسال تعزيزات لهذا اللواء مكونه من كتيبة دبابات تحتوي 21 دبابه من فرقه المشاة الثانيه , واثناء تقدم هذه الكتيبه جنوبا في رأس الجسر المصري " رأس جسر الجيش الثاني المصري " فقد تعرضت الى غارات جويه اسرائيليه الحقت بها خسائر
وتم ضم هذه الكتيبه للفرقه 21 المدرعه المصريه
في الساعه 5:30 عصر يوم 17 اكتوبر 1973 ابلغ الكولونيل عبد الحميد عبد السميع قائد لواء 16 مشاة المصري قيادته حول الموقف القتالي للوائه :
كان لواء المشاة 16 المصري يحارب لثلاثه ايام متتاليه ومخزون الذخائر شارف على الانتهاء والخسائر كانت فادحه كما تم تدمير جميع مدفعية اللواء
وازاء هذا التقرير امرت الفرقه 16 مشاة المصريه اللواء 16 مشاة المصري بالتراجع , وانسحب هذا اللواء من مواقعه في المزرعه الصينيه ليله 17-18 اكتوبر 1973 وعاد ليعزز دفاعات اللواء 18 الميكانيكي شمال المزرعه الصينيه
ونتيجه لذلك انفتح طريقا Tirtur و Akavish امام القوات الاسرائيليه لتقوم بالوصول الى قناة السويس وعبرها ضمن عملية Abiray-Lev
نتائج المعركه :
في الساعه 4 عصر يوم 17 اكتوبر 1973 تم تجميع الجسر الاسرائيلي وتم نصبه عبر قناة السويس فجر يوم 18 اكتوبر 1973
وبحلول العصر كانت فرقه ادان قد اتمت عبورها على الجسر باتجاه الضفه الغربيه لقناة الويس تبعتها فرقه ماغن
فرقه ادان مسنوده بفرقه ماغن ستصل الى مدينة السويس المصريه بعد فشل اتفاق وقف اطلاق النار الاول وبالتالي عزل قوات الجيش الثالث المصري
كما عبر الجنرال شارون مع ماتبقى من فرقته عبر الجسر الى الضفه الغربيه لقناة السويس واتجاه شمالا للاستيلاء على الاسماعليه وعزل الجيش الثاني المصري الا ان المقاومه المصريه اوقفت فرقه شارون جنوب الاسماعليه
اما عمليات توسيع الممر الامن الذي تصل عبره القوات الاسرائيليه الى قناة السويس فلم تشهد نجاحا
تعتبر معركة المزرعه الصينيه واحده من المعارك الاسطوريه لدى الاسرائيليين والمصريين فهي اعنف معركه في الحرب وخسر فيها الطرفان الكثير
بعد انتهاء الحرب زار موشيه دايان موقع المعركه مصطحبا معه الكولونيل ريشيف الذي قال : انظر الى وادي الموت
واجاب ديان مندهشا من كمية الدمار الموجود في ساحة المعركه : مالذي قمتم به هنا ؟
واضاف : لم ارى سابقا مااراه هنا , لافي حرب سابقه او رسما او في الافلام , ساحه المعركه هذه تحولت الى مقصب يمتد على مدى اتساع النظر .
خسائر الاسرائيليين والمصريين في هذه المعركه كانت فادحه
يكفي ان نقول ان خسائر لواء ريشيف في اليوم الاول من المعركه كان يعادل تقريب خسائر الدروع المصريه في هجوم التطوير المصري يوم 14 اكتوبر
قوات الفرقه 16 مشاة المصريه تضررت كثيرا " بنهاية المعركه كان كل ماتمتلكه هذه الفرقه من دبابات لايتعدى ال 20 دبابه " اما الفرقه 21 المدرعه المصريه فلم يتبق منها يوم 18 اكتوبر سوى 40 دبابه من مامجموعه 136 دبابه قبل المعركه " غير محسوب التعزيزات التي وصلت لهذه الفرقه "