غالباً ما يؤدي الانتشار العملاني للأسلحة الصغيرة في الحروب وغيرها من الصراعات الى تحفيز كبير في مجال ايجاد تطويرات جديدة في تكنولوجيات الذخائر والأسلحة على حد سواء. وفي حين ان المختبرات وتجارب الامدية خير دليل على فعالية واتاحية السلاح، غير ان هذه الأخيرة لا يمكن ان تثبت جدارتها الا لدى استخدامها في ساحات القتال. لذا فان النزاعات القائمة منذ ١٥ عاماً ولغاية الآن في العراق وأفغانستان حفزت الجيوش الغربية على ادخال بعض التحسينات على اسلحتها الفردية وذخائرها لتتماشى مع التهديدات الناتجة عن هذه الصراعات، اشارة الى أن فعالية الاسلحة الفردية المستخدمة ضمن حلف ناتو والجيش الاميركي كما واعتماديتها جعلت منها اسلحة مرغوبة من قبل جيوش العالم كافة.
استبعدت بنادق الاقتحام ذات السبطانة القصيرة على غرار بنادق L85A1 البريطانية او SA-80 والبنادق القصيرة M4 الاميركية لتحل محلها نماذج AK-47 عيار 7.62 ملم المستخدمة من قبل المسلحين في العراق وأفغانستان.
انتقلت الولايات المتحدة الاميركية والجيوش الحليفة سريعاً الى الحصول على اسلحة جديدة لتعزيز اسلحتها الفردية الموجودة في الخدمة حالياً بما في ذلك بنادق قناصة جديدة ذات عيار كبير من شأنها ان تدعم فرق المشاة الموجودة على الخطوط الامامية. الى ذلك، برهنت النزاعات في العراق وأفغانستان، الحاجة الماسة في الحصول على عيارات مشتركة للذخيرة في حين يستمر حلف NATO والدول الحليفة في استخدام ذخائر ذات عيارات 5.56 ملم و 7.62 ملم و 12.7 ملم.
تميزت صراعات العقد الماضي في كونها حرب مشاة ونشبت في ظل قواعد اشتباك صارمة حدّت من استخدام الدعم الجوي والمدفعية الثقيلة وبالتالي سلطت الضوء على آداء البنادق والرشاشات التي غالباً ما كانت تستخدم على امدية بعيدة. وكنتيجة لذلك، استبعدت الاسلحة عيار 5.56 ملم واستبدلت بأسلحة من عيار 7.62 ملم على مستوى الحضيرة/الرهط. هذا وقد ظهرت نتيجة اخرى لهذا الاستخدام تكمن في ان الجيوش وجد ت اسلحتها قد انهكت بشكل كبير بسبب البيئة الصعبة الموجودة في العراق وأفغانستان، لذا فانها تتطلب تنظيف اضافي او حتى استبدالها بأخرى جديدة.
ازاء هذا الوضع، وجد بعض الجيوش في حلف شمال الاطلسي انه من الضروري شراء بنادق ورشاشات جديدة، فحصل ذلك بطريقة غير منظمة لأن كل بلد يعمل على حدا، لكن يبقى عاملاً مشتركاً هو انه ولغاية اليوم، لا تزال الجيوش تحافظ على ذخائر NATO الموجودة مع بعض التغيرات المحتملة الوحيدة لناحية الانتقال الى الطلقات الخالية من مادة الرصاص والحد من استخدام المادة البوليمرية التي بدورها تخفف من وزن السلاح.
اعلن الجيش الاميركي، في شهر تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٣، برنامجين جديدين عن الاسلحة الصغيرة، اشير اليهما: الاول بإسم LDAM، رشاش اوتوماتي محمول خفيف الوزن والثاني باسم CLAWS نظام الاسلحة القتالية الاوتوماتية خفيفة الوزن.
اعتبر برنامج LDAM كبديل عن الرشاشات المتوسطة M240 عيار 7.62 ملم وربما عن الرشاشات الثقيلة M2 عيار 12.7 ملم للتطبيقات خارج الآليات، اما برنامج CLAWS اتى ليحل مكان البنادق من عيار ٥٦.٥ ملم الموجودة حالياً والبنادق القصيرة والرشاشات الخفيفة الى جانب عائلة من الاسلحة التضمينية المؤلفة من سبطانات قابلة للاستبدال وقطع غيار ومحلقات مما يوفر المرونة في جمع البنادق القصيرة وبنادق الاقتحام وبنادق القنص المصممة لتخدم ضمن الرهط فضلاً عن الاسلحة التلقائية او الرشاشات الخفيفة LMG الخادمة في الرهط ايضاً من مجموعة مشتركة من الأجزاء.
قد يحتاج برنامج CLAWS لان يحل ليس محل الاسلحة عيار 5.56 ملم فحسب، بل ايضاً مكان البنادق عيار 7.62 ملم الاخف على غرار M14EBR وM110 او L129 A1 "Sharpshooter" البريطانية اضافة الى الرشاشات الخفيفة مثل MK 48 (FN 7.62mm Minimi)، نتيجة لذلك، قد تحتاج ذخائر CLAWS الى مدى عملاني اكبر بكثير من ٣٠٠ - ٤٠٠ متر من الذخائر عيار 5.56 ملم.
تبرز مشكلة خاصة الا انها لم تظهر الى العلن حتى الآن مع العلم انها ستعلن قريباً لا محال الا وهي ماذا سيستخدم ضمن البنادق والرشاشات الخفيفة في حال محاربة عدو يرتدي دروع واقية ذات سماكة عالية، لن تفي الرصاصات النموذجية بالامر لأنه في الاساس صممت الدروع لتوفير الحماية ضدها وحتى الطلقات النموذجية الخارقة للدروع قد تواجه صعوبات في اختراقها. يكمن الحل المثالي في الذخائر الخارقة للدروع ذات نعل منفصل (APDS) التي تحوي على طلقات ثانوية مؤلفة من التنغستن المسبوك،
يتركز التصميم الاساسي الناجح للخرطوشة في الرصاص، الامر الذي من شأنه ان يلبي متطلبات الآداء المختلفة بما في ذلك الدقة والاختراق لكن يوجد عامل رئيسي قد يهمله غالباً البعض الا وهو قيمة الديناميات الجوية الجيدة، او بالمعنى التقني للكلمة المعامل البالستي العالي (BC)، فكلما ارتفع معيار BC، كلما خسرت الرصاصة من سرعتها وطاقتها، وهذا يعني انه وبهدف تلبية هدف الآداء المعين في اقصى مدى فعالية، كلما تحسن معيار BC، انخفضت السرعة المطلوبة وبالتالي تقلصت قوة الطلقة المطلوبة. باختصار، يمكن التقليص من وزن الذخيرة وارتدادها.
عادة ما تستخدم الطلقات الخالية من الرصاص من قبل الجيوش حول العالم، لكنها اطول من الطلقة التي تحوي الرصاص لان البولاد والنحاس يتمتعان بكثافة اقل من الطلقات الخالية، الامر الذي يوفر فرصة الحصول على شكل آمن. تؤمن الطلقات ذات الغلاف الخارجي الطويل خياراً جديداً بحيث ان الديناميات الجوية المحسّنة قد توفر معاملاً بالستياً BC اعلى بالوزن ذاته او انها قد تُستخدم لتأمين طلقة اخفّ مع معامل بالستي نفسه. وفي حال اعتمدت الطلقة الاخف، يتوفر خيار آخر يتجسد بالإبقاء على الحشوة الدافعة الاساسية مما يؤمن سرعة بدئية اعلى ومسرى مسطحاً او بلوغ السرعة البدئية للرصاصة الاثقل اقلّ فعالية مما يؤدي الى استهلاك حشوة دافعة اقل. يتيح هذا الامر وجود غلاف خرطوشة اصغر مع ارتداد اخف وتخفيض لاحق في وزن الذخيرة.
ومن احد تصاميم المسدسات المرتبطة مباشرة بتصحيح الخرطوشة هو طول السبطانة كما ان نقطة الانطلاق الخاصة بتصميم الخرطوشة يجب ان تلبي متطلبات الآداء. يبقى متغيّر واحد اساسي هو طول السبطانة بحيث يستخدم لقياس الآداء، ببساطة لتحقيق اي آداء بشكل فعّال، يجب ايجاد علاقة عكسية بين طول السبطانة وقوة الخرطوشة وبالتالي التأكد من الحجم والوزن. شارف السلاحان الخلفيان الممشط من الجيل الاول SA80 البريطاني وFAMAS الفرنسي على نهاية خدمتهما العملانية في حين اعتبرت بندقية Steyr AUG الاكثر نجاحاً وبالتالي الاكثر مبيعاً في العالم. خضعت هذه البندقية الى تحسينات عدة من شركة Thales.
ومن البنادق ذائعة الصيت وهي قيد الخدمة حاليا نذكر FN F2000 وSTK SAR-21 والبندقية الصينية نوع ٩٧ Type 97 النسخة المصدّرة هي من عيار ناتو 5.56 ملم، بندقية نوع ٩٥ Type 95 عيار 5.8 ملم عيار صيني، هذا وتم الاعلان عن بندقيتين مؤخراً وهما STK BMCR وMSBS البولندية.
تعمل بولندا حاليا على تطوير عائلة MSBS عيار 5.56 ملم حيث تخضع لتطويرات متقدمة وكما CLAWS، فان بولندا تسعى الى تمكين الاسلحة من نوع البنادق القصيرة والرشاشات الخفيفة من تجميعها في رُزَم.
وكما هو الحال في التصاميم الجديدة، فان التطوير الجديد هذا يتبع عموماً تصاميم التحكم الموجودة في عائلة M16. تشمل MSBS خياراً اضافياً بين التصاميم التقليدية وخلفية الممشط ضمن المجموعة حيث يشكل ٨٠% من النقاط المشتركة ذات صلة بالتصاميم.
بحسب الجيش الاميركي، تتراوح حمولة الجندي خلال العمليات ما بين 28.5 كلغ و 58.9 كلغ ذلك وفقاً لبيئات المهام ومتغيراتها. وفي غضون ذلك، تشترط القوات الكندية ان لا يحمل الجندي اكثر من ٣٢% من وزن جسمه.
شهدت اختبارات قام بها الجيش الاميركي بداية العام ٢٠٠٩، شهدت مشاركة جنود يحملون 45.8 كلغ من التجهيزات حيث عمدوا الى التقدّم التكتي نحو ساحة القتال بمسافة 20.1 كلم. نتج عن ذلك تخفيض بنسبة ٢٦% من دقة الاصابة - عرفها عدد الاصابات المنفصلة - وزيادة بنسبة ٣٣% من المسافة القائمة بين نقاط الصدم ونقطة التسديد على الهدف. اضافة الى ذلك، اظهرت بعض التقارير عن وجود آلام في الظهر لدى الجنود. تجدر الاشارة الى ان كل هذه النتائج تمت مقارنتها بهدف اجراء اختبارات مسبقة.
ومحاولة لتخفيض الاعباء عن كاهل الجنود المنتشرين على الخطوط الامامية، عمدت الجيوش والشركات الدفاعية الى تقليص وزن الطلقات الفردية للذخيرة.
من جهتها، تعمل شركة General Dynamics Ordnance and Tactical Systems (GDOTS) في كندا على ابتكار غلاف خفيف الوزن معدني لخرطوشة خفيفة العيار. صممت اساساً باعتبارها طلقة من عيار 7.62 ملم، وتعمل شركة GDOTS على تطويرها لتصبح من عيار 5.56 ملم وكذلك تطور طلقات فارغة من العيارين.
وبحسب GDOTS، تخفض الطلقة ٢٠% في الوزن من الطلقات العادية و٣٠% من الطلقات الخلبية. يتألف هذا الحلّ من الفولاذ المقاوم للصدأ ليحل محل الغلاف النحاسي كمكوّن خارجي مع قابس داخلي، من الالومنيوم مركّب داخل الغلاف.
تظهر طريقة اخرى لانقاص الوزن تتجلى في نشر مماشط ومشائط صلبة مصنوعة من المادة البلاستيكية الخفيفة بغية التخفيف من الاعتدة المعدنية التي على الجندي حملها.
مع انتهاء العمليات العسكرية بشكل كبير في العراق وافغانستان خلال الاشهر ال ١٨ الماضية، برزت مخاوف في الجيوش الغربية حيال امكانية المماطلة في تطوير وشراء الاسلحة الصغيرة الجديدة. خفضت الحكومات من الاموال المصروفة لتطوير الاسلحة، لذا عمد القطاع الخاص وحده الى تمويل هذه التطويرات على نفقته.