مصر تعتذر للمكسيك عن قتل سائحيها بطريق الخطأ
اعتذرت مصر لحكومة المكسيك بعد استهداف الجيش، بطريق الخطأ، لفوج سياحي مكسيكي ما أسفر عن مقتل ثمانية مكسيكيين وأربعة مصريين وإصابة 10 آخرين.
وكانت المكسيك أدانت الحادث وطالبت بتحقيق وافٍ في مقتل مواطنيها الذين كانوا في رحلة في منطقة الواحات غربي مصر.
وأفادت تقارير محلية مصرية بأن رئيس حكومة تسيير الأعمال المصرية إبراهيم محلب تقدم باعتذار بلاده إلى المكسيك خلال اتصال هاتفي مع السفير المكسيكي بالقاهرة تقدم فيه أيضا بالعزاء.
وصرح مسؤولون في وزارة السياحة المصرية أن الفوج حصل على التصريحات اللازمة قبل القيام بالرحلة في الصحراء الغربية.
ويقول ناجون إن السيارات التي تنقل السياح تعرضت لهجوم جوي في منطقة صحراوية نائية.
وقالت وزيرة الخارجية المكسيكية كلوديا رويز إن المكسيكيين الذين اصيبوا في الحادث قالوا للسفير المكسيكي في القاهرة إنهم تعرضوا لهجوم جوي "شاركت فيه طائرة وعدة مروحيات."
وقالت الوزيرة إن السائحين كانوا قد وصلوا الى القاهرة في 11 من الشهر الحالي، وغادروها بعد يومين متوجهين الى الواحات البحرية.
وأضافت أن ستة من المكسيكيين الناجين أخبروا سفير بلادهم في العاصمة المصرية أنهم كانوا متوقفين لتناول الطعام عندما "تعرضوا لهجوم جوي."
وأضافت أن المسؤولين المصريين وعدوا بتشكيل لجنة للتحقيق برئاسة رئيس الوزراء وتعهدوا "باجراء تحقيق شامل."
وتقول السلطات المصرية من جانبها إن فوج السائحين استهدف لأنه لم يبلغ الجيش بأنه ينوي التوغل في منطقة محظورة تشهد نشاطا للمسلحين.
ولكن اتحاد المرشدين السياحيين المصريين قال إن الجيش أحيط علما بخط سير الفوج السياحي.
وقالت كاتي واتسون في مكتب بي بي سي في العاصمة المكسيكية إن القصة تحتل عناوين الصحف والنشرات الاخبارية والكل يتابعها عن كثب.
وأضافت أن المعلومات المتوفرة عن الحادث من الجانب المصري شحيحة وأن كثيرا من الأسئلة مازالت بلا إجابة ويتعين على الصحفيين تغطية الحدث في ظل تلك الظروف.
وجاء في بيان صادر عن السلطات المصرية أنه "أثناء ملاحقتها مسلحين بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية، قصفت القوات المسلحة بطريق الخطأ مجموعة من السيارات ذات الدفع الرباعي تبين أنها تخص فوجا سياحيا مكسيكيا."
وقال إن الحادث أسفر كذلك عن إصابة عشرة أشخاص، بينهم ثمانية مكسيكيين، ومصريان، أحدهما أمين شرطة بشرطة السياحة.
وجاءت عملية القوات المسلحة بعد يوم من إعلان تنظيم "الدولة الاسلامية" عن وجوده في الصحراء بالقرب من الحدود الليبية.
ويرتاد الكثير من السائحين المنطقة التي يعتقد أيضا أنها ملاذا للمسلحين.
وكان الرئيس المكسيكي إنريكى بينا نييتو قد أدان صباح الاثنين حادث مقتل السائحين المكسيكيين عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" وطالب الحكومة المصرية بالتحقيق في الحادث.
وأعلنت المكسيك أن سفارتها بالقاهرة، في حالة تأهب لمتابعة أوضاع مواطنيها المتضررين في الحادث.
وقالت وزارة السياحة المصرية في بيان لها إن المعلومات الأولية من مكاتبها تشير إلى وجود المجموعة السياحية المكسيكية التي استهدفتها قوات الامن بالخطأ أمس في منطقة محظور الدخول إليها، معربة في الوقت نفسه عن أسفها لوقوع الحادث الذي أودى بحياة 12 شخصا على الأقل بينهم سائحين مكسيكيين.
وأكدت رشا العزايزي المتحدثة الرسمية باسم الوزارة في البيان "أن السيارات التي استخدمها الفوج السياحي المكسيكي ليست مرخصة وأن الفوج لم يحصل على التصاريح اللازمة للخروج في "رحلة سفاري"، كما لم يبلغ بأية إخطارات بشأن الرحلة أو مسارها."
وشهدت منطقة الواحات في الصحراء الغربية المصرية حوادث أخرى من قبل.
ففي أغسطس/ آب الماضي أعلن الجيش المصري عن مقتل 4 من عناصر القوات الجوية إثر تحطم طائرتهم أثناء مطاردة مسلحين بالقرب من واحة سيوة في الصحراء الغربية.
وفي يوليو/ تموز 2014 تعرضت نقطة تفتيش تابعة لقوات حرس الحدود في واحة الفرافرة لهجوم في كبير أدى إلى مقتل 22 عسكرياً.
ونشرت آنذاك جماعة "أنصار بيت المقدس" التي نفذت عمليات مماثلة ضد الجيش والشرطة، بياناً على الانترنت تبنى الهجوم باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام ومصر".