معرض ومؤتمر الأمن في الشرق الأوسط سميس 2015 يختتم فعالياته بنجاح
انطلق اليوم الثالث والأخير من معرض ومؤتمر الأمن في الشرق الأوسط سميس 2015 بجلسة ختامية بعنوان "تطوير قدرات القوات المسلّحة في ضوء التهديدات المرتقبة، بإدارة العميد (م) نزار عبدالقادر. وكان لمدير الجلسة الكلمة الأولى التي قال فيها "في ظل كل التهديدات الخارجية والداخلية يبرز الحاجة ملحة لوضع خطة شاملة للأمن الوطني تشتمل وضع ودراسة معمقة لكل التحديات والتهديدات الإرهابية المحتملة" مشيراً إلى ضرورة الخروج باقتراحات لسد النقص الحاصل من الناحية المبدئية من أجل تفعيل القدرات التي تمتلكها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
وأشار المتحدث الأول، العميد الركن إدمون حاكمة ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، أن "الإرهاب يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع البشري المعاصر ولم تعد أي دولة بمنأى عن خطره، من هنا فإن التصدي لظاهرة الإرهاب يقتضي جهوداً دولية مشتركة ومعالجة الأسباب الحقيقية لتنامي النشاط الإرهابي".
وأضاف العميد أن الجيش اللبناني خاض في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين مواجهات عنيفة مع الإرهاب، قدّم خلالها العديد من الشهداء وقضى على مجموعات إرهابية خطرة. وكان للعميد شرح مفصّل عن أبرز مواجهات الجيش اللبناني مع الإرهاب وعن مساهمات الدول الصديقة في تعزيز قدرات الجيش وعن خطة تطوير قدراته. وختم حاكمه معتبراً أنه بإمكان الجهات المانحة التنسيق فيما بينها من أجل الحصول على القدرات المطلوبة للجيش اللبناني كما أن إنشاء خطة تطوير إمكانات الجيش ستبقى وثيقة حية تحاكي الطموحات الوطنية والعالمية للشفافية.
ومن ثم، ألقى العميد الركن عادل مشموشي، كلمة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وقال "إن منطقة الشرق الأوسط تشهد منذ سنوات عدّة تحولات جيوسياسية على أثر ما اصطلح على تسميته بثورة الربيع العربي". وأضاف أن الظاهرة الإرهابية قديمة العهد، عانت منها شعوب الأرض وإن بنسب متفاوتة، إلا أن ما نخشاه اليوم يكمن في تفلّت التنظيمات الإرهابية من أية ضوابط دينية وأخلاقية وسياسية.
وتابع مشموشي: "تُملي علينا مناسبة افتتاح معرض أمني التركيز على مقتضيات المكافحة القمعيّة وهي بالتأكيد جزء لا يتجزأ من أطر التصدي للإرهاب، ونرى أن مرتكزات هذا الإطار من المكافحة تقوم على التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية وعلى كافة المستويات.
وختم قائلاً: "إن أوجه التعاون في معرض التصدي للإرهاب تبقى غير مجدية إن حُصرت بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، لذا ينبغي أن تطال كل الجهات المعنية وطنياً ودولياً".
وكان للعميد الركن نبيل حنون كلمة مثّل فيها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم حيث قال إن "التهديدات تحيط اليوم بالمنطقة وتستدعي تعاوناً دولياً وإقليمياً متيناً لمواجهتها بإدارة منسقة وموحدة بغية خلق بيئة آمنة من دون إغفال ضرورة معالجة الأسباب التي تولّد أساساً بؤراً للإرهاب والتطرّف"، مضيفاً أن "علينا الإقرار إن مشروع مكافحة الإرهاب لا يقتصر فقط على البعد الأمني وأدواته، وأن المديرية العامة للأمن العام اليوم ومعها الأسلاك العسكرية والأمنية تلعب دوراً محورياً في مكافحة الإرهاب التكفيري".
وختم الجلسة المهندس غسان عبدالخالق، رئيس شركة Oneti، مطالباً بتفعيل دور الصناعة اللبنانية في مجالات صيانة الأسلحة والأعتدة وفي مجالات تنفيذ العقود الموقعة مع دول أجنبية وبالتالي أن يعطى للصناعة العسكرية المحلية إعتبار وقيمة لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية بغية تطوير هذا المجال الإقتصادي.
وتخلل اليوم الثالث والأخير من المعرض زيارة فعاليات أمنية وإدارية ودبلوماسية من بينها سعادة السفير السفير في لبنان علي عواض عسيري الذي جال في أرجاء المعرض مبدياً إعجابه بمدى تطور الصناعة اللبنانية لا سيما لجهة تدريع الآليات وتصفيحها. كما زار المعرض السفير الفلسطيني أشرف دبور على رأس وفد من السفارة، وجال في المعرض تلامذة ضباط الكلية الحربية والمدارس العسكرية الأخرى.
وشكّل المعرض مناسبة لحضور وفود عربية وأجنبية منها وفد تركي، سوداني، ومصري، وخصص للوفود الزائرة مقابلات مع قادة الأجهزة الأمنية. كما تخلل المعرض عروضاً حية للشباب اللبناني الذي قدّم مشاريع أمنية ودفاعية من منتجاتهم الخاصة.