أفادت مصادر إعلامية جزائرية أن الجيش الجزائري أضاف إلى ملاحقة الجماعات الإرهابية في جنوب البلاد، مطاردة عصابات تهريب على الحدود مع ليبيا والنيجر ومالي والمغرب وموريتانيا والتي يديرها بلمختار المعروف بـ "بلعور"، بعد استعادة الجزائر تعاونها العسكري مع 3 دول أفريقية مجاورة (موريتانيا ومالي والنيجر).
وزار قائد الدرك الجزائري اللواء مناد نوبة تمنراست الحدودية مع مالي (2000 كيلومتر جنوب العاصمة) لتدشين مقر جديد للعمليات والأمن، الذي سيتكفل بمهام متابعة تنقل الأفراد ومراقبة التهريب على الحدود، في تجسيد لإستراتيجية جديدة تركز في جانب منها على كسر شبكات التهريب التي يديرها المتشدد الجزائري المعروف مختار بلمختار الذي يتزعم تحالفاً للمقاتلين الإسلاميين يتعامل في تهريب البضائع.
وأشرف قائد الدرك على جاهزية وحدات الدرك الوطني المنتشرة في المنطقة عبر الشريط الحدودي من وحدات حراس الحدود ووحدات التدخل وكل الوحدات الإقليمية في المناطق، كما اطلع على الترتيبات والإجراءات الأمنية المتخذة ميدانياً في مجال حماية الحدود.
وتنفذ الجزائر خططاً عسكرية تعتمد على قوات المشاة والقوة الجوية في مراقبة الحدود الليبية، فيما أطلقت مئات جنود "المهاري" الذين يمتطون الجمال في مناطق وعرة، بيد أن عودة الاضطرابات في شمال مالي دفعت إلى إعادة نشر قوات هناك، بعد أن تسببت تلك الظروف بوقف تعاون الأخيرة في رقابة الحدود ضمن دوريات مشتركة بين البلدين.
وباتت هجمات المسلحين في الجزائر نادرة مقارنةً مع ما كانت عليه قبل 10 سنوات أو أكثر لكن يبدو أن السلطات تتخذ احتياطات إضافية لمنع تمدد الاضطرابات المتزايدة في الدول المجاورة إليها، بيد أن عمليات مفاجئة تحدث من حين لآخر.
واستعادت الجزائر وموريتانيا منذ أسبوع، تعاونهما الأمني رغم الأزمة الديبلوماسية العميقة بينهما التي أدت إلى تبادل طرد ديبلوماسيين. وأعلنت الجزائر حضور مسؤول عسكري موريتاني كبير إلى تمنراست حيث شارك في اجتماع لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم أيضاً مالي والنيجر.
واجتمع قادة جيوش "بلدان الساحل" بعد انقطاع طويل ما يؤشر على عودة التنسيق العسكري الذي توقف بسبب انسحاب مالي والخلافات بين الجزائر وموريتانيا.