بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يتم ذكر التاريخ فمن الحكمه الاطلاع على مايقوله اعداؤنا عنه
فالعالم سيطلع على روايتنا ورواية العدو لكي يكون نظرته الخاصه على ماحدث فعلا
وعلينا ان نعرف ماقاله وسجله العدو حول مفاصل تاريخيه مهمه ونحاول ان نفندها بما نملك من ادله
ولهذا السبب ارتأيت ان اطلع القراء على ماسجلته اسرائيل حول صراعها معنا نحن العرب
والغرض هو اطلاعنا عليه وتفنيده وليس بالضروره تصديقه او الاخذ به فالعدو وبلاشك سيحاول ان يضخم انجازاته وان ينسب لنفسه بطولات ليست بالضروره ان تكون قد حدثت
موضوع اليوم سيتحدث عن احدى العمليات التي قامت بها اسرائيل في خضم حرب الاستنزاف
وهي العمليه Rooster 53 ونبدأ :
اندلعت حرب الاستنزاف على طول قناة السويس ابتداءا من انتهاء حرب الايام السته في 1967 وانتهت باتفاق لوقف اطلاق النار في العام 1970
الجهود العسكريه المصريه في هذه الحرب تلقت دعما من السوفييت والذين قاموا بتوريد الكثير من المعدات العسكريه الى مصر
والدعم السوفييتي كان موضع اهتمام من الاستخبارات الاسرائيليه
وقد استعمل الجيش الاسرائيلي المعدات والاسلحه التي غنمها من الجيوش العربيه اثناء حرب الايام السته 1967 من اجل التعامل بشكل افضل مع التهديدات المعاديه
وتم الاهتمام بشكل خاص بالرادارات المصريه التي غنمها الجيش الاسرائيلي في هذه الحرب حيث تمت دراستها لمعرفه نقاط الضعف في الدفاع الجوي المصري وابتكار وسائل التشويش المناسبه لها
المعلومات والتقنيات التي حصل عليها الجيش الاسرائيلي من الرادارات المصريه التي تم الاستيلاء عليها كانت ذات فائده كبيره لسلاح الجو الاسرائيلي حيث ضمنت له التفوق على الدفاع الجوي المصري انذاك
ولكن بحلول العام 1969 اصبح من الواضح ان الحرب الالكترونيه والوسائل الاخرى التي استعملها سلاح الجو الاسرائيلي لم تعد ناجحه لخداع رادارات الدفاع الجوي المصري وان الكثير من الغارات الجويه الاسرائيليه لم تعد ناجحه بسبب كشفها المبكر من قبل الرادارات المصريه
كانت هنالك رادارات جديده قد وصلت مصر مؤخرا على مايبدو وكان من الضروري بذل الجهود لمعرفه كيفيه التعامل مع هذا التهديد الجديد
وقد تم كسر الحلقه في الغاره المدرعه التي حدثت في سبتمبر 1969 ومرت رادارا للدفاع الجوي المصري وعادت القوه الاسرائيليه بتصور جديد عن رادارات جديده تملكها مصر
" كانت اسرائيل قد استعملت دبابات ومدرعات سوفييتيه الصنع كانت قد استولت عليها من مصر اثناء حرب 1967 لكي تعمل بها داخل الاراضي المصريه بدون جذب الاهتمام "
وبسرعه تم ارسال مهمات استطلاع لتصوير الرادارات الجديده وتم رصد احدها وهو رادار نوع P-12 سوفيتي الصنع تمركز في منطقه راس غارب الساحليه
رده الفعل الاسرائيليه كانت ان يتم تدمير الرادار المصري الجديد بواسطه غاره جويه وتم تحضير المقاتلات للقيام بذلك لكن تم ايقافها في اخر لحظه بعد ان ظهرت فكره جديده مختلفه
تم التخطيط لعمليه سميت رمزيا ب Rooster 53 وتم التخطيط لها في غضون ايام قليله وتم البدأ بالتخطيط يوم 24 ديسمبر 1969 بعد الحصول على موافقه سلسله القياده في الجيش الاسرائيلي
العمليه كانت الاستيلاء على الرادار المصري
قامت القوات الاسرائيله بالتدريب على الرادارات التي تم الاستيلاء عليها في حرب الايام السته عام 1967 وتم اختيار المروحيه الجديده Sikorsky CH-53 Yasur الواصله حديثا الى اسرائيل لكي تقوم بحمل الرادار المصري والعوده به الى اسرائيل
هذه المروحيه الجديده كانت النوع الوحيد الذي تملكه اسرائيل وقادر على حمل الرادار المصري والذي قدر وزنه ب 7 طن
بدأت العمليه في الساعه 21:00 مساء يوم 26 ديسمبر 1969 وبدأت مقاتلات A-4 Sky Hawk و F-4 Phantom بمهاجمه المواقع المصريه على طول الضفه الغربيه لقناة السويس والبحر الاحمر
وتحت ضجيج المقاتلات الاسرائيليه المغيره انطلقت 3 مروحيات نوع Super Frelon فرنسيه الصنع وتحمل مظليين اسرائيليين التحليق صوب الغرب باتجاه الهدف
وقد اقتربت هذه المروحيات وبحذر من هدفها لكي لايتم كشفها وتم انزال المظليين على الارض
لقد فوجئ المظليين الاسرائيليين بقله الاجراءات الامنيه المصريه لحراسه الرادار
تمت السيطره على موقع الرادار في الساعه 2:00 فجر يوم 27 ديسمبر 1969 ثم قام المظليين بتوضيب محطه الرادار تمهيدا لنقلها
ثم وصلت مروحيتان CH-53 Yasur عبر البحر الاحمر الى موقع الرادار المصري
حيث قامت احداهما بحمل الكرفان الخاص بالاتصالات والهوائي وقامت المروحيه الثانيه بحمل عربة الرادار الثقيله " ذات وزن 4 طن "
ومن ثم عادت المروحيتان بحملهما الى الاراضي الاسرائيليه عبر التحليق فوق البحر الاحمر
ويبدو ان المروحيه CH-53 Yasur التي تحمل عربه الرادار ذي وزن 4 طن لم تكن مصممه لحمل مثل هذا الوزن مما عرضها وطاقمها بل والعمليه برمتها لخطر كبير
حيث ان الكوابل التي توصل الرادار بالمروحيه سحبت اضلع المروحيه ribs مما ادى الى تحطم انبوب الهايدوليك وبالتالي تعرضت المروحيه الى خطر فقدان السيطره والتحطم او ترك الرادار في مكانه وبالتالي فشل العمليه
لكن طاقم هذه المروحيه استطاع عبور البحر الى اسرائيل وهو يحمل الرادار بماتبقى له من ضغط هايدورليكي
وفور عبور البحر وضعت هذه المروحيه عربه الرادار على الارض ثم حطت الى جانبها
اما المروحيه الثانيه فقامت بايصال حمولتها الخفيفه الى الموقع المخصص داخل اسرائيل ثم عادت الى موقع تعطل المروحيه الاولى وقامت برفع الرادار
ولكنها هي الاخرى تعرضت الى خطر التحطم بسبب ثقل وزن الرادار ولكن على كل حال فقد تم نقل الرادار الى الموقع المخصص داخل اسرائيل حيث كان بانتظاره المتخصصين الاسرائيليين
تم الكشف عن العمليه بعد اسبوع واحد من القيام بها بواسطه الصحافه الاجنبيه
اما الرادار المصري فقد تمت دراسته وعلى هذا الاساس تم استعمال وسائل جديده للتشويش الالكتروني قام بها لاحقا سلاح الجو الاسرائيلي مما ادى الى اعاده التفوق
ثم لاحقا تم تسليم هذا الرادار الى الولايات المتحده كحال باقي المعدات التي يتم الاستيلاء عليها
------------