خطف التشيكيين الـ5: ماذا عن «موظّف الإستخبارات» المخطوف معهم؟
تصدّر خبر إختفاء المواطنين التشيكيين الخمسة، صحافة “براغ” التي تحاول إستقاء معلومات عن مواطنيها من جهة، ومن جهة ثانية كشف هوياتهم.
السلطات التشيكية التي لا تزال تحت الصدمة، ترفض تقديم اية إيضاحات حول المسألة حيث لجأ وزير خارجيتها قبل يومين “لوبومير زاوراليك” إلى طمئنت الصحافيين ان سلطات “براغ” تعمل مع “الشركاء اللبنانيون من اجل العثور على التشيكيين الخمسة الذين توجهوا إلى بيروت من اجل مهمة إنسانية لمعاينة مخيمات اللاجئين السوريين” على حد تعبيره.
وزير الخارجية الذي اعطى الامر بعداً إنسانياً، لم يتطرّق إلى علاقة الخاطفين بقضية السيد “علي فياض” المعتقل منذ عام 2014 في العاصمة التشيكية بعد “طلب امريكي” بحجة دعمه “منظمات إرهابية”.
علي فيّاض الذي ينحدر من جنوب لبنان، حائز على الجنسية الاوكرانية وهو موجود في تشيكيا منذ زمن ويعمل في مجال الاسلحة وصفقات الاسلحة، حيث يُشير مثلاً “موقع راديو تشيكيا” ان “فياض” كان يعمل بمجال “تسويق وترويج وشراء وبيع الاسلحة التسيكية لمصلحة جهات تشارك بحروب حول العالم وعمل بذلك لمدةٍ طويلة قبل ان تعتبره الولايات المتحدة يشكل خطراً عليها وتطالب بإعتقاله”.
لا تخفي الصحافة التشيكية مدى نفوذ “علي فياض” في تشيكيا، حيث قالت ان “الرجل يدير شبكة كبيرة ويتمتع بعلاقات واسعة” لكنها لم تشر إلى اي ربط بين خطف مواطنيها في بلدة كفريـا في البقاع اللبناني وبين قضية “علي فياض” بل إكتفت بنشر تحليلات صحافية لبنانية ذات صلة.
وتشير وسائل إعلام تشيكية، ان “أحد التشيكيين المفقودين هو محامٍ لعلي فياض المحتجز بشأن طلب الولايات المتحدة توقيفه فيها تبحث المحكمة التشيكية العليا طلباً بترحيله إلى واشنطن لمحاكمته بتهمة محاولة بيع أسلحة ومخدرات لجماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية – الحركة الثورية الكولومية – (فارك)”، حسبما قالت.
وقال مكتب المحامي التشيكي في بيان عبر البريد الالكتروني إنه سافر إلى لبنان عدة مرات بخصوص القضية.
الملفت في قضية التشيكيين الخمسة الذين إختفوا في البقاع الغربي يوم السبت الماضي، هو الاسماء التي نشرها “راديو تشيكيا”، والتي أظهرت ان المواطنين الخمسة هو محاميان وصحافيان ومترجم من أصول سوريّة بالاضافة إلى السائق وهو لبناني شقيق علي فياض ويدعى “صائب فيّاض”، وهذا يتقاطع مع ما نشرته “الحدث نيوز” قبل ايام من ان “التشيكيين هم صحافيون حضروا إلى لبنان من أجل مهمة تحقيق صحفي واقاموا في فندق في العاصمة (فندق الكورال بيتش) وظهروا فيه قبل يومٍ واحد على إختفائهم”. اربعة من التشيكيين هم مواطنون عاديون، لكن ما يُثير الإنتباه هو الأسم الخامس ويدعى “مارتين بيسك”، تقول الصحافة التشيكية انه “موظف سابق في جهاز الإستخبارات العامة”.
الأسم الخامس الذي يُثير الشهية بين المخطوفين، يبدو انه شخصٌ هام بالنسبة إلى السلطات التشيكية وعليه تسعى إلى عدم تقديم اية معلومات حوله، وهذا الامر أثار إنتباه صحافة براغ التي سلّطت الضوء على هذا الأسم أكثر من غيره. وبحسب الصحافة التشيكية، فإن “بيسك شخص هام كان يعمل سابقاً لحساب المخابرات التشيكية حتى عام 2010 وشارك في مهام بأفغانستان حاملاً هوية صحافية كان الممر له من اجل تنفيذ مهام ذات طابع أمني”، كاشفة انه يعمل حالياً كـ “مستشار أمني” لصالح المحامي المخطوف معه “جان سفارك برافنيك” واصفةً إياه بـ “الشخصية الأمنية الرفيعة”.
الشخصية الامنية الرفعية هذه تدور حولها الشكوك وربما هو ما اثار شهية الخاطفين. تتقاطع المصادر حول دور “شبكة علي فياض” بعملية الخطف، فالمذكور صاحب علاقات قوية ضمن شبكات تجارة السلاح الدولية وعلى الرغم من مكوثه في السجن منذ نحو عام، إلى انه لا زال يتمتع بنفوذ لدى شبكات مافيا السلاح العاملة خارج السجن، هذه الشبكات من البديهي ان تتمتع بنفوذٍ قوي في بعض الدول ذات التقلبات الأمنية، خاصةً الدولة التي تتمتع فيها أسواق السلاح بنشاط كـ “لبنان” او سوريا، وعليه، تغمز بعض الصحف من قناة الربط بين إعتقال “فياض” وإختطاف المواطنين الخمسة على انه مقدمة لـ “صفقة تبادل تخلي سبيل فياض من السجن”.
مصدر