أكد مصدر عسكري في الجيش اللبناني لموقع قناة RT أن عقود توريد أسلحة روسية إلى لبنان باتت في مرحلتها النهائية بعد استكمال إجراءات توقيعها.
وأشار المصدر إلى أن بدء توريد الأسلحة الروسية متوقف الآن فقط على الإجراءات المالية الخاصة بتسديد أقساطها، لافتا إلى أن الصفقة لا تتضمن منظومات صواريخ "توس-1"، مشددا على أن هذا النوع من السلاح لم يجر الحديث عنه خلال المفاوضات التمهيدية لإبرام هذه الصفقة من الأسلحة.
ويأتي هذا التركيز على راجمات الصواريخ من طراز "توس-1" نفيا، فيما يبدو لما أوردته صحيفة "الأخبار" في 18 فبراير/شباط من أن لبنان رفض عرضا روسيا بتزويده بهذه الصواريخ التي تتميز بقدرتها النارية العالية.
وكان كثير من اللغط قد دار حول صفقة الأسلحة الروسية هذه مع لبنان، حيث ألقت صحف لبنانية باللوم في تأخر إنجازها على رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، المكلف بالتصرف في الهبة السعودية المخصصة لتسليح الجيش اللبناني، والتي أعلنت عنها الرياض في أغسطس/آب عام 2014.
فقد تحدثت هذه الصحف عن عدم تنفيذ الحريري تعهده بفتح اعتماد مالي بشأن الصفقة مباشرة بعد توقيع عقودها، إضافة إلى الحديث عن أن الجيش اللبناني طلب في البداية الحصول على 500 صاروخ من طراز "كورنيت"، وأن الحريري قلص عددها إلى النصف.
هذه الاتهامات نفاها ضمنيا السفير الروسي لدى بيروت ألكسندر زاسيبكين من خلال إشارته إلى أن "الشائعات لتشويه الأمر في هذا المجال غير صحيحة على الإطلاق"، بل ووصف السفير الروسي الحريري، بعد أن التقاه في بيروت مؤخرا، بأنه "كان مبادرا إلى استئناف التفاوض بخصوص توريد السلاح الروسي إلى لبنان منذ أشهر عدة"، لافتا إلى أنه تم التأكيد خلال لقائهما على التوجه المشترك لإنجاز العقود في أقرب وقت ممكن، وأن العمل لإتمام الصفقة يجري حتى الآن بصورة إيجابية وبناءة.
وعبر زاسيبكين عن تفاؤله بإتمام الصفقة بالتأكيد على أن العمل بشأنها يجري بشكل صحيح، لافتا إلى أن النتائج ستكون ملموسة ومفيدة للدولة اللبنانية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن صفقة الأسلحة الروسية مع لبنان أنها تتضمن 250 صاروخا من طراز "كورنيت" مع 24 منصة إطلاق خاصة بها، و6 راجمات صواريخ يبلغ مداها 40 كيلومترا مع 30 ألفا من ذخائرها الصاروخية، في حين أشارت مصادر عسكرية لبنانية إلى إمكانية أن يحصل الجيش اللبناني من خلال هذه الصفقة كذلك على أنواع متطورة من المروحيات القتالية ومنظومات الدفاع الجوي، إضافة إلى إرسال موسكو إلى لبنان مستشارين للتدريب على هذه الأسلحة وللإشراف على إجراءات الصيانة والمراقبة.
يمكن القول إن صفقة الأسلحة مع روسيا تعكس سعي لبنان إلى تنويع مصادر تزويد جيشه بالأسلحة بعد أن كانت مقتصرة في معظمها على الولايات المتحدة وفرنسا.
ولعل دافع لبنان إلى مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن، يتمثل في حاجته الماسة إلى تعزيز قدرات جيشه القتالية لمواجهة التحديات، خاصة بعد المعارك العنيفة التي خاضها الجيش اللبناني حول بلدة عرسال الحدودية مع سوريا ضد مسلحين ينتمون لتنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش"، إضافة إلى التهديد الذي يمثله تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، ومحاولته خلق موطئ قدم له داخل لبنان.