أصدَرَ مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة (سي آي إيه) كتاباً جديداً كشَفَ فيه تفاصيل جديدة في شأن إخفاقات تلكَ الاستخبارات، لاسيّما منها ما يتعلّق بتنظيم "القاعدة" و"ثورة 25 يناير" في مصر و"مساعي الإدارة الأميركيّة لإهمادها وإبقاء نظام الرئيس الأسبق حُسني مُبارك"، على حَدّ تعبيره.
أوضَحَ مايكل موريل، وهوَ نائب مُدير وكالة أجهزة الاستخبارات الأميركيّة سابقاً، في كتابه الجديد، أنَّ تلكَ الأجهزة أخطأت في تقدير إمكانات تنظيم "القاعدة" وقدرتِه على استغلال الاضطرابات السياسيَّة التي صاحبت ثورات "الربيع العربي" في منطقة الشرق الأوسط لاكتساب قوّة في المنطقة. وعندما سُئلَ عن هذه النقطة تحديداً، استشهَدَ موريل بتقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة يُظهر كيفَ أنَّ "تنظيم القاعدة تمكَّنَ خلالَ السنوات الأربع الماضية، ومنذ انطلاق شرارة الربيع العربي في تونس، من تحقيق مكاسب على الأرض في عددٍ من الدول". وقال موريل: "ظنَنّا في وكالة الاستخبارات أنَّ الانتفاضات الشعبية العربية ستضع حدّاً للمجموعات الإرهابيّة التي تستغلّ طغيان السُلطات الحاكمة، لكنّنا تفاجأنا بقدرة تلك المجموعات على ركوب موجة الانتفاضات والإفادة منها للتوَسّع بنحوٍ غير مسبوق".
من جهة ثانية، قالَ موريل، في كتابه، إنّهُ كانَ قناة اتصال بينَ إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وعمر سليمان مُدير الاستخبارات العامَّة في مصر في عهد مبارك. وأضاف أنّه تلقّى اتّصالاً من أحد مسؤولي الـ"سي آي إيه" الذي أوضح لهُ أنَّ سليمان يسعى للحصول على توجيهات من الولايات المتحدة للتعامل مع الموقف في مصر عقب اندلاع الثورة. ورفَضَ موريل كشف اسم المسؤول في الـ"سي آي إيه" الذي أبلغه بذلك، أو اسم رجل الأعمال الأميركي الذي كان ينقل الرسائل إلى سليمان.
وتأكّدت وكالة الاستخبارات الأميركيّة، بحسب كتاب موريل، مِن أنَّ سليمان كان يسعى للحصول بالفعل على توجيهات من الولايات المتحدة في شأن طريقة إنقاذ نظام مبارك، وربما القيام بمناورة لخلافة مبارك، وذلكَ عَن طريق قنوات اتّصال كانت لديه، وكانَ يُخفيها عَن مبارك نفسه، حسب ما جاءَ في الكتاب.
وأوضح موريل أنّهُ لجأ إلى ترتيباتٍ ﻹيصال رسالة تضمّنت مُناشدة سليمان إقناع مبارك بإعلان تنحّيه عَن الحُكم وتعيين مجلس انتقاليّ، وذلك كجزء من جهود اللحظات الأخيرة لتحقيق انتقال آمنٍ للسُلطة في مصر.
وأضاف أنَّ الرسالة أعدَّها المستشار في البيت الأبيض آنذاك دينيس ماكدوناف وصدَّقَ عليها مسؤولون آخرون من فريق الأمن القومي للرئيس أوباما، موضحاً أنّهُ تلقّى اتصالاً بعدَ ذلك وتبلّغَ بأنَّ سليمان أدرك معنى الرسالة وأقنَعَ مبارك بتنفيذ مضمونها.
من جهتها، رفضت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيَّة التعليق على ما تضمّنهُ كتاب موريل من انتقادات.