اعترف وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو بأنه كان يستطيع أن يمنع مشاركة بريطانيا في حرب العراق، موضحا أن البعض ما زالوا يسمونه "مجرم حرب" حين يرونه في قطارات الانفاق.
قدم جاك سترو بوصفه وزير خارجية بريطانيا عام 2003 مشروع القانون الذي يجيز مشاركة بريطانيا في حرب العراق الى مجلس العموم الذي لم يكن متحمساً للحرب.
كما بذل سترو جهودا كبيرة لاستدراج الأمم المتحدة الى الموافقة على الحرب ولكن من دون جدوى. وعندما دقت ساعة القرار بشأن الانضمام الى الولايات المتحدة في خوض حرب أحادية دون تفويض من مجلس الأمن الدولي كان سترو يدرك ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه.
واعتبر سترو في مقابلة مع صحيفة الديلي تلغراف ان قرار الحرب "كان أهم قرار اتخذته في حياتي" وما جعله صعباً بصفة خاصة ان زوجته وطفليه كانوا مناهضين للحرب. وقال سترو "أنا اتخذت القرار الذي اتخذته بتأييد الحرب وعلي أن أتحمل التبعات الناجمة عنه".
ورغم ان سترو فشل في كسب كثير من البريطانيين لتأييد الحرب فهو يؤكد انه كان مقتنعا وقتذاك بأن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل.
ولكن وزير الخارجية السابق اضاف قائلا "كنتُ أعرف أني لو اتخذت موقفاً معارضاً لكان بمقدوري أن أمنع تورط بريطانيا ، لا شك في ذلك". وأقر بأنه كان يستطيع ان يقول لرئيس الوزراء وقتذاك توني بلير "أنظر يا توني أنا لست مؤيدا، وبعد كل ما رأيته لن أؤيده ، عليك ان تقرر ، وإذا مضيتَ قدماً فإني سأقدم استقالتي".
وتابع سترو قائلا انه لو استقال "لما حصلت الحكومة على أغلبية ولعل الاستقالة كانت ستؤدي الى إسقاط الحكومة". وقال "أنا لا أُبالغ في دوري ولكنه الواقع وبالتالي أنا أدرك هذه المسؤولية".
وكشف سترو انه ما زال يُعد مجرم حرب بنظر البعض قائلا "ان اشخاصاً ينادونني في قطار الانفاق ويقولون إني مجرم حرب ولكن في أحيان أقل هذه الأيام ". واشار الى هذا صعب على عائلته ولا سيما ان زوجته وطفليه كانوا معارضين للحرب.
وينتظر سترو الآن حكم لجنة تشيلكوت للتحقيق في دوره في قرار مشاركة بريطانيا في حرب العراق. وبدا مستسلما لامكانية تحميله قسطاً من المسؤولية ولحقيقة ان البعض يكرهونه بسبب موقفه المؤيد للحرب.
وقال وزير الخارجية البريطاني السابق "ان السؤال الذي يواجهني احيانا هو لو كنتُ أعرف حينذاك ما أعرفه الآن هل كنتُ سأتخذ القرار نفسه؟ كلا بالطبع ، ولكن هذا يصح على آلاف القرارات فالمرء ليس لديه هذا الترف عندما يكون صانع قرارات بل يتخذ القرارات وهو يتطلع الى الأمام ولا ينظر الى الوراء".
وقال سترو انه حاول في افادته امام لجنة تشيلكوت ان يوضح لماذا اتخذ القرارات التي اتخذها وفي ظروف يلفها قدر كبير من الغموض والابهام بشأن المستقبل.
وأكد سترو "ان صدام حسين هو الذي مارس الخداع وبديهي ان المنظار الذي كان يُنظر الى العراق من خلاله كان سيتغير بالكامل لو عُثر على كمية كبيرة من اسلحة الدمار الشامل ولكن ذلك لم يحدث".
وكان سترو قدم افادته أمام لجنة تشيكلوت قبل خمس سنوات وابدى مثله مثل الآخرين استغرابه لتأخير نشر تقرير اللجنة.