اليومين الثالث والرابع :
عندما اشرقت شمس صباح يوم 20 اكتوبر 1973 بدأت المقاتلات الاسرائيليه قصف الاسماعيليه ومعسكر الجلاء وجبل مريم طيله النهار
واستهدف القصف ايضا توفير الدعم الجوي للقوات الاسرائيليه المتقدمه ويقال ان الاسرائيليون استعملوا قنابل النابالم ضد الجيش المصري
في مساء هذا اليوم عاد الجنرال الشاذلي رئيس الاركان المصري الى القاهره وقدم تقريرا متشائما عن الوضع واوصى بسحب قوات مدرعه من شرق القناه الى غرب القناه لمواجهه الوضع المتهدور هناك
ادى هذا الامر الى ازمه عميقه في القياده العليا المصريه وانتهى الامر بالقرار بعدم سحب اي قوه مصريه من شرق القناة الى غربها
في صباح يوم 20 اكتوبر استأنف شارون هجومه وتقدم شمال قريه سيرابيوم بجبهه ثلاثه الويه وكان تنظيمها كالتالي :
- لواء المظليين بامره الكولونيل داني مات في الجناح الايمن
- لواء ايريز المدرع في الوسط
- لواء ريشيف المدرع في الجناح الايسر
الهجوم الاسرائيلي كان على طول المسافه بين قناة السويس شرقا وقناة المياه العذبه غربا
هجمت فرقه شارون على مواقع توسكان وابو غصن , وكات الكتيبه 89 المظليين قد ركزت دفاعاتها عند النقطه الحصينه توسكان وواجهت هذه القوه قوات اسرائيليه متفوقه تفوقا كاسحا
ابلغ الكولونيل عزمي قياده الجيش الثاني بموقفه وطلب السماح له بتفجير جسر على قناة المياه العذبه واغراق المنطقه الواقعه امام محور الهجوم الاسرائيلي
لكن قائد الجيش الثاني رفض اعطاء الامر بهذا لان قناة المياه العذبه كانت مصدرا اساسيا للمياه لسكان جميع مدن القناة حتى السويس
لكن كان الموقف يسوء بسرعه بالنسبه للمظليين المصريين المدافعين مما اجبر الكولونيل عزمي على تدمير الجسر القائم على قناة المياه العذبه وكسر جانب من قناة التصريف واغرق المنطقه برمته مما ادى الى اغراق الدبابات الاسرائيليه في المياه والطين
هذا الامر جعل لواء مات المظلي الاسرائيلي يواصل التقدم في الوسط بينما قامت الوحدات الميكانيكيه بانزال جنودها لاكمال الهجوم سيرا على الاقدام
اصبحت النقطه الحصينه توسكان تحت هجوم ارضي وجوي كثيف وبمنتصف النهار تمت محاصرتها
اما الكتيبه المظليه المصريه المدافعه فلم يتبق منها داخل النقطه الحصينه الا 120 مظلي فقط
اما الكتيبه 81 مظليين المصريه فقد كان بامكانها الاحتفاظ بمواقعها في قريه ابو غصن الى حد عصر ذلك اليوم ثم صدر الامر بانسحابها الى قريه النفيشه
اما الكتيبه 85 مظليين المصريه المعاد تنظيمها فقد صدر لها الامر بمسك مواقع دفاعيه في جبل مريم وهينداك وتوسكان
لكن عندما وصلت القوه المصريه الى توسكان وجدته محاصرا من قبل الاسرائيليين
ولهذا تم تقسيم واجب الكتيبه 85 مظليين المصريه كالتالي :
- مجموعتي قتال في جبل مريم
- مجموعه قتال في النقطه الحصينه هينيداك
اما مجموعه الكوماندوس 139 المصريه والتي تم تاكيد مهمتها الكبيره من القاهره فقد باشرات التحرك جنوبا , وتحركت كتيبتي المجموعه على شكل ارتال
ارسل الكولونيل اسامه ابراهيم اربعه دوريات استطلاع لاستطلاع الطريق امامه , لكن لم تعد الا دوريه واحده في حين اعتبرت الدوريات الثلاثه الباقيه في عداد المفقودين
صادفت مجموعه الكومندوس 139 في طريقها جنوبا مجموعات من الكتيبتين 81 و 89 مظليين المصريه وهي تنسحب شمالا تحت الضغط العسكري الاسرائيلي
وعندما وصلت المجموعه 139 كوماندوس الى قرب قرية ابو غصن كمنت لها قوه اسرائيليه واندلع قتال عنيف بين الطرفين
وبعد ان تم تدمير عدد من شاحنات النقل المصريه التي تنقل الكوماندوس المصري اضطر جنود المجموعه 139 كوماندوس المصريه للترجل والانتشار في المزارع والاحراش المجاوره
بعض شاحنات النقل المصريه استطاعت بصعوبه اداره نفسها وانسحبت المجموعه 139 كوماندوس الى مواقع جنوب قريه ابو عطوه على بعد 3 كم جنوب الاسماعيليه
وطلب الكولونيل اسامه ابراهيم قائد مجموعه الكوماندوس دعما مدفعيا الا ان الاسرائيليون تمكنوا من التشويش على جهاز الراديو الخاص به وكلموه عبر جهازه بالعربيه !!
ومن ثم باشرت المدفعيه الاسرائيليه ضرب المجموعه 139 كوماندوس المصريه المنتشره في البساتين والاحراش الا ان الخسائر المصريه كانت طفيفه بسبب انتشارها في البساتين مما قلل تأثير شظايا قنابل المدفعيه
في هذه الاثناء طلبت قياده الجيش الثاني من الكولونيل اسامه ابراهيم قائد مجموعه 139 كوماندوس المصريه الذهاب الى مقر قياده الجيش الثاني حيث اجتمع به الجنرال عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني عند منتصف الليل
وبعد حوار طويل اقتنع المقر العام في القاهره بوضع المجموعه 139 كوماندوس بامره الجيش الثاني لتقويه الدفاعات عن الاسماعيليه والغاء العمليه الانتحاريه التي كلفت بها هذه الوحده النخبويه
المهمه الجديده لمجموعه 139 كوماندوس المصريه كانت مسك مواقع دفاعيه في قريتي ابو عطوه والنفيشه , وعلى هذا الاساس وزع الكولونيل اسامه ابراهيم قوته بين الموقعين بواقع كتيبة كواندوس لكل موقع
وجرى مسك المواقع الدفاعيه الجديده بحلول فجر يوم 21 اكتوبر 1973
وعلى الرغم من صعوبه الموقف العسكري المصري فان شجاعه الكوماندوس والمظليين المصريين ساعدتا بتقويه الدفاعات المصريه وافشال الهجوم الاسرائيليه حيث استمرت المعارك كرا وفرا بين الجانبين جنوب بحيره التمساح
وبحلول مساء يوم 20 اكتوبر كان الهجوم الاسرائيلي قد توقف تقريبا واستطاع المظليون المصريون من الاحتفاظ بالنقطه الحصينه توسكان
لكن المدفعيه الاسرائيليه جعلت المرور على طريق الاسماعيليه-القاهره الصحراوي غير امن
فقد الكولونيل عزمي قائد لواء 182 مظليين المصري الاتصال بالكتيبه 89 مظليين في توسكان مساءا
وفي صباح يوم 21 اكتوبر استانف الاسرائيليون على توسكان لكن تم ردهم مره اخرى وبحلول غروب يوم 21 اكتوبر انسحبت كتيبه 89 مظليين المصريه من توسكان باتجاه الشمال
قام الكولونيل عزمي بسحب الكتيبتين 89 و 81 مظليين لاعاده التنظيم في استاد الاسماعيليه الرياضي
وفي عصر ذلك اليوم هجم الاسرائيليون على النقطه الحصينه هينيداك بالدروع والمدفعيه مع الاسناد الجوي وتمكنوا من السيطره على الموقع بحلول الغروب
اما مجموعه القتال من المظليين المصريين المرابطه هناك فقد تم سحبها لتنضم الى مجموعتي القتال التابعه للكتيبه 85 مظليين في حبل مريم
وبالتالي اصبح جبل المريم هو اخر نقطه محصنه تفصل الاسرائيليين عن الاسماعيليه
في هذه الاثناء كان الجنرال غونين والجنرال بارليف المسؤولين عن القياده العسكريه الجنوبيه للجيش الاسرائيلي يضغطان على شارون من اجل ارسال تعزيزات الى الضفه الشرقيه من اجل شن هجوم لتوسيع الممر الامن الذي امنه الاسرائيليون وصولا الى ساحه العبور في الضفه الشرقيه لقناة السويس الى رأس الجسر الاسرائيلي على الضفه الغربيه لقناة السويس
لكن شارون تجاهل هذه الضغوطات وقال ان الهجوم لتوسيع الممر الامن في الرشق غير ضروري
وفي النهايه اصدر الجنرال غونين امرا الزاميا لشارون بتحويل قطعات عسكريه من فرقته الى الشرق من اجل شن هجوم على المصريين هناك لتوسيع الممر الامن
لكن شارون ارسل خمسه دبابات فقط لتنضم الى اللواء المدرع الاسرائيلي المكلف بعملية هجوم توسيع الممر الامن
وبالفعل هجم الاسرائيليون في الشرق لكنهم فشلوا في هجومهم وتكبدوا خسائر فادحه
انضم الى الجنرالين غونين وبارليف الجنرال ديفيد اليعازر رئيس الاركان الاسرائيلي وطالب هؤلاء الثلاثه الجنرال شارون بارسال تعزيزات من اجل شن هجوم ثاني في الشرق لتوسيع الممر الامن
وطالبه الثلاثه بتحويل لواء ريشيف المدرع الى الشرق
ذهب شارون لمقابله الثلاثه وناقشهم بانه لو احتل الاسماعيليه فسينهار الجيش الثاني المصري ولن يكون هنالك داعي لهجوم لتوسيع الممر الامن
لكن شارون ادرك ان الجنرالات الثلاثه مترددين في قبول مقترحه , فماكان منه الا ان تجاوز سلسه المراجع وتاصل مباشره بالجنرال موشيه ديان واقنعه بخطته
وامر ديان بوقف اي هجوم اخر في الشرق على رؤس الجسور المصريه
وبالتالي تفرغ شارون لمهمته باجتياح الاسماعيليه بالويته الثلاثه
يتبع .........