تغيير خارطة النقل البحري هدف يسعى إليه العراق بإعادة ممره المائي الرابط بين جنوب وشرق آسيا وأوروبا من خلال زيادة أرصفته في الموانئ العراقية الواقعة جنوب البلاد بمحافظة البصرة المطلة على الخليج العربي إلى 83 رصيفا في المستقبل القريب.
وتسعى الموانئ العراقية لزيادة أرصفتها بـ37 رصيفا جديدا ليصل العدد الإجمالي إلى 83 رصيفا، بطاقة تحميلية تصل إلى 29 مليون طن سنويا، وبذلك تكون أكبر موانئ الشرق الأوسط، وتستقطب كبرى الشركات العالمية التي ترغب في نقل بضاعتها بين غرب وشرق آسيا وأوروبا وتصبح الممر الأهم في المنطقة.
القناة الجافة
وقال مدير إعلام الموانئ العراقية أنمار الصافي إن الأرصفة التي ستتم إضافتها إلى الموانئ في مشروع الفاو الكبير ستكون دعما للقناة الجافة التي يسعى العراق لإنشائها.
وأضاف الصافي أن القناة الجافة هذه تمتد من دول شرق آسيا والهند إلى العراق، ثم إلى دول الخليج وأوروبا، ووصف ذلك بالمشروع الكبير الذي يجعل العراق الممر الرئيسي بين شرق آسيا وأوروبا.
وأردف قائلا للجزيرة نت إن هذا الممر سيختزل الكثير من الوقت والكلفة والجهد للرحلات البحرية بين جنوب وشرق آسيا وأوروبا، بالإضافة إلى تفادي هذه الرحلات مخاطر القرصنة في القرن الإفريقي بأعالي البحار.
وأكد أن زيادة الأرصفة المائية العراقية إلى 83 رصيفا سيغيّر مسار خارطة النقل العالمية، مبينا أن هناك مشاريع للموانئ بربط ميناء الفاو أثناء تشييده بالسكك الحديدية وإنشاء مطار جوي له.
الأهمية الاقتصادية
وقال الخبير الاقتصادي مناف الصائغ إن العراق يمر بظروف صعبة نتيجة إغلاق معظم منافذه من جهة سوريا والأردن وتركيا مما يسبب إشكالات في عدم التواصل مع الدول، ولهذا فإن إنشاء أرصفة جديدة في الموانئ له أهمية كبيرة في الاقتصاد العراق.
وأضاف أن ما يساعد في نجاح الموانئ العراقية أنها مشيدة في محافظة تشهد استقرارا أمنيا وتتوفر فيها سهولة العمل، مشيرا إلى أنه كان من المفترض العمل في هذه التوسعة قبل عقود من الزمن، لكن المشاكل التي عاشتها البلاد حالت دون ذلك.
وبيّن أن هناك مشاريع مستقبلية ستنتج من هذا المشروع، كما أنه سيفيد في زيادة الصادرات والواردات للخزينة العامة.
توسع التجارة
من جانبه، قال الخبير التجاري والاقتصادي عبد الحسين المرشدي إن زيادة الأرصفة في الموانئ لها دلالة على أن التجارة الخارجية بدأت تتوسع وستستقطب الشركات الدولية، بحيث يكون الميناء العراقي الناقل الرئيسي بين الدول الأخرى.
ولزيادة الأرصفة أهمية أخرى -بحسب قول المرشدي- من جانب النقل النفطي، لأنه سيوسع المجال أيضا لاستقبال البواخر النفطية.
وأضاف المرشدي أن للعراق فرصا جيدة لأن يكون من أكبر دول العالم في تصفية النفط وتصدير مشتقاته لباقي الدول عبر الموانئ، وبهذا يكون قد استفاد من الموانئ في تجارة المواد وتجارة النفط مما ينعكس على زيادة موارد الدولة.
يُذكر أن وزارة النقل العراقية وضعت في أبريل/نيسان 2010 حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير الذي يحتوي على رصيف للحاويات بطول 39 ألف متر ورصيف آخر بطول ألفي متر، فضلا عن ساحة لتخزين الحاويات مساحتها أكثر من مليون متر مربع، وساحة أخرى متعددة الأغراض بمساحة ستة آلاف متر مربع.