هسبريس - هشام تسمارت
الاثنين 18 غشت 2014 - 15:30
حالةُ فضول باتت تتملكُ المغاربة إلى معرفة بواعثِ الاستنفارِ الأمنِي وتجندِ المملكة بالعتَاد العسكرِي، درءً لهجومٍ إرهابي مفترض، بعدَ تمدد "الدولة الإسلاميَّة"، بقيادة أبِي بكر البغدادي في العراق وسوريَا، وانزلاقِ الأوضاع في ليبيا.
الخبير في الشؤون الأمنيَّة والعسكريَّة، عبد الرحمن مكاوِي، يقولُ في حديثٍ لهسبريس إنَّه من غير الممكن إحاطةُ المغاربة علمًا بأسرارٍ عسكريَّة بالغة الدقة، بيدَ أنَّ الثابت هُوَ أنَّ الجيش لا يتحركُ إلَّا بناءً على معلوماتٍ مؤكدَة، محصلة من دول حليفة أو صديقة ذات مصداقيَّة.
مكَّاوِي يردفُ أنَّ للمغرب "عيونا مبثوثةٌ داخل التنظيمات المتطرفة" تفيدُ أنَّ ثمَّة مخططاتٍ تتوقُ إلى إعادة أحداث الحادي عشر من شتنبر، وهو ما يجعلُ المغاربة يتابعُون، اليوم، نشر صواريخ ومدفعيَّات في مشهدٍ لمْ يروهُ منذُ الاستقلال، علمًا أنَّ 120 ألف حركة جويَّة تجري مراقبتها سنويًّا في رصد تنقل الطائرات المدنيَّة والعسكريَّة تعبر المجال الجوي الوطني.
الاستنفار الأمني والعسكري لا يهمُّ المغرب فحسب، يقول مكاوِي، لكنَّ دولًا في المنطقة وخارجها، باتت تخشَى أيضًا من اختفاءِ أحدَ عشرَ طائرةً تابعة للخطوط الإفريقيَّة والليبيَّة من مطار طرابلس، في خضمِّ المواجهات بين الكتائب المسلحة، فيما تشيرُ معلوماتٌ أمريكيَّة، إلى احتمال قيام تنظيم الملثمين بمساعدة أنصار الشريعة بعملٍ إرهابِية، الأمر الذي يجعلُ كلًّا من ليبيا والجزائر وتونس وتركيا والعراق جميعًا تحت المراقبة.
ويوردُ مكاوِي أنَّ المعلومَة تبقَى أفضل السبل إلى قطع الطريق على الإرهاب، الذي راكمَ المغربُ تجربةً في محاربته، ويملكُ عتادًا عسكريًّا متطورًا، في الجو كمَا البحر لمجابهته. "المعلومة هي التي تضمنُ فعاليَّة ذاك العتاد، فالولايات المتحدة الأمريكيَّة بالرغم من الإمكانيات والموارد الضخمَة المعبأة لل "سي ا ياي"، لم تكن لتتفادى هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
المتحدثُ ذاته يلفتُ إلى أنَّ المجتمعَ بدورهِ قادرٌ على الحيلولة دون استهدافِ المغرب، من خلال التبليغ عن أيَّة نوايَا أوْ مشاريع في المهد، ترُوم تنفيذَ هجماتٍ إرهابيَّة ضدَّ البلاد، للتمكين من إجهاضهَا.
ويسوقُ الأكادِيميُّ المغربي قاعدةً مؤداهَا أنَّ من كسب الجوَّ نال البر، ليؤكدَ أهمية تسخير منظومةً كاملةً من الدفاع الجوي، من صواريخ ومدفعيَّة ووسائل كشف تعملُ لتفادِي أيِّ خطرٍ من الجو، بالموازاة مع نشاط جيشٍ إلكترونِي، يترصدُ أيَّ خطرٍ داهم.
وعن التبعات الممكنة لتعاظم الخطر الإرهابي على ملفِّ المعتقلين السلفيِّين أوْ العائدين من سوريَا، يقُول مكاوِي، إنَّ لا أثر بينًا للتطورات الأخيرة على تلك الشريحة، لأنَّ نهجَ الدولَةِ، في السابق كما في الوقت الراهن، يقومُ على مساءلة العائدين من أرض المعركة، ويفترض أنْ يكونُوا قدْ تلقَّوْا تدريباتٍ دقيقة على استخدامِ بعض الأسلحَة، وبالتالِي فإنَّ المقاربة المتبعة تنحُو إلى العفو لمنْ لمْ يضلعُوا في الدم، والإدانة لمنْ أجرمُوا ثمَّ أقفلُوا عائدين إلى المملكة.
الاحتراز من المغاربة العائدين من سوريا له ما يسوغهُ حسبَ مكاوِي، لأنهمْ قدْ يشكلُون خلايَا نائمةً أو طابورًا خامسًا، لا ينتظرُ سوى اللحظة المواتية لتنفيذ مخططاتهم، بحكمِ ولاءاتهم لجماعاتٍ متطرفةٍ تحدوها الرغبة في بثِّ الذعر.
http://www.hespress.com/orbites/238510.html