تسبب العائدون من سوريا والعراق في استنفار الاستخبارات المغربية والإسبانية بشكل خاص ، والأوربية عموما.
وذكر موقع "اليوم 24" المغربي الإلكتروني، أن الاستنفار الأمني يأتي خوفا من دفع التنظيم الإرهابي “داعش”، أرامل وأيتام المقاتلين المغاربة، الذين لقوا حتفهم هناك، والذين يقدر عددهم بـ535 جهاديا، إلى العودة إلى المغرب، وبعض الدول الأوربية، التي يحملون جنسياتها، لتنفيذ اعتداءات إرهابية، مثل تلك، التي شهدتها بعض العواصم الأوربية.
وقال الموقع إن هذه التخوفات ازدادت بعد اعتقال السلطات التركية، يوم أمس الأول الأربعاء، بتنسيق مع نظيرتها الإسبانية، "داعشيتين" مغربيتين وطفليهما في الحدود التركية السورية، وهما تحاولان الدخول إلى تركيا، للعودة إلى مدينة سبتة المحتلة، وفقا لمصادر إسبانية.
ويتعلق الأمر بالمغربية آسيا أحمد محمد، البالغة من العمر 26 سنة، وطفلها الصغير المسمى يونس، البالغ من العمر 30 شهرا تقريبا، والمغربية الثانية فاطمة أكيل، البالغة من العمر 21 سنة، وطفلها، البالغ من العمر 3 سنوات، حسب بيان لوزارة الداخلية الإسبانية.
وكان (حمدوش) ابن مدينة الفنيدق المغربية، الذي كان يشتغل ميكانيكيا، ويدير محلا لبيع الألبسة، سافر إلى سوريا عبر تركيا عام 2013، ويعتقد أنه تعرف على زوجته آسيا عبر شقيقها الجهادي المغربي، المعروف في سبتة المحتلة بـ”إسبونخا”، والذي قتل أيضا في سوريا .
وبعدها قررت آسيا عام 2014 السفر من سبتة عبر المغرب إلى تركيا، وسوريا، حيث انضمت إلى مخيمات تابعة لـ"داعش" في مدينة الأتارب.
وبخصوص الجهادية المغربية الثانية، فاطمة أكيل، كانت متزوجة من مقاتل مغربي في صفوف داعش، يسمى مراد قادي، والذي لقي أيضا حتفه في سوريا. وينحدر من الشمال المغربي، وبالضبط من محور تطوان – الفنيدق.
يذكر أن عدد المغاربة (الدواعش) في سوريا، والعراق تقلص من 1622 إلى 871 مغربيا، الذين يعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة، أغلبهم من نساء وأطفال صغار، أي أن 553 مغربيا لقوا حتفهم هناك، فيما 206 تمكنوا من العودة.
كل هذا دفع المخابرات المغربية، والأوربية إلى فتح تحقيق بخصوص أسباب ونوايا العائدين من سوريا، أي هل يتعلق الأمر بـ"التوبة والندم"، أم أن داعش بعثتهم لتنفيذ اعتداءات في بلدانهم الأصلية.