طرابلس تسحب المقاتلين 20 كلم عن المطار الدوليأعلنت الحكومة الليبية في بيان صحافي لها، الثلاثاء، عبر موقعها الإلكتروني، أنها قررت وأصدرت الأوامر للجميع بوقف العمليات العسكرية والعدائية فورا،
وإحالة أي قائد يأمر أو يوافق أو لا يمنع قصف أو ضرب الجهات المدنية، بما في ذلك مطار طرابلس الدولي، إلى النائب العام أو الجهات القضائية الأخرى
بالتهم شاملة القتل العمد والجرائم ضد الإنسانية.
وقررت سحب الأطراف المتقاتلة عن المطار وعن المدينة مسافة لا تقل عن عشرين كيلومترا، بحيث يتسنى فتح الملاحة المدنية الجوية في أسرع وقت، ويكون
الانسحاب خلال مدة أسبوع من تاريخه.
ونص قرار الحكومة على مراقبة الانسحاب من جهة وطنية، وإن تعذر ذلك فمن جهة دولية.
ومن جهة ثانية، دعت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا إلى انعقاد مجلس النواب الليبي المنتخب الجديد في أقرب وقت ممكن، وإلى سرعة إعلان النتائج النهائية
للانتخابات من قبل مفوضية الانتخابات.
ومن ناحية الأوضاع الميدانية، نجح عناصر قسم إبطال المتفجرات وجهاز المباحث الجنائية في تفكيك ثلاث سيارات مفخخة بعبوات ناسفة مجهزة للانفجار،
مركونة قرب مقر اللواء الأول مشاة حرس الحدود بالعاصمة الليبية طرابلس.
وأكد مصدر أمني بوزارة الداخلية أن جهاز المباحث الجنائية تلقى معلومات عن وجود ثلاث سيارات لا تحمل لوحات معدنية يشتبه أنها تحمل متفجرات، وبعد
تفتيش السيارات تبين أن كل سيارة تحمل عبوتين ناسفتين تزن كل عبوة 200 كلغ.
وقال المصدر إن عناصر إبطال المتفجرات قاموا بتفكيكها قبل الانفجار، موضحاً أن العبوات مجهزة بجهاز لاسلكي للتفجير عن بعد، وهو جهاز حديث معد
للاتصالات اللاسلكية، واصفا العمل بالإرهابي.
الجدير بالذكر أن العاصمة طرابلس شهدت انفجار سيارتين الاثنين بالقرب من مقر اللواء الأول مشاة حرس الحدود، وأسفر الانفجار عن أضرار مادية كبيرة
دون أن يسفر عن خسائر بشرية.
عصيان في طرابلس وحملة عسكرية في بنغازي
وبدأ أهالي طرابلس عصيانا عاما في المدينة احتجاجا على الأوضاع الأمنية السيئة والخطيرة التي حدثت بها، حيث أغلقت أغلب الطرق الرئيسية بحجارة
وإطارات مشتعلة، فيما أغلقت أغلب المحال التجارية والخدمية ومؤسسات الدولة أبوابها الثلاثاء.
وفي الطرف الآخر من ليبيا، وتحديدا في المنطقة الشرقية شهدت بنغازي، موجة من الاشتباكات طالت عدة أحياء، منها السلماني الغربي ورأس عبيدة وشارع
الجلاء، وسمع دوي عدة انفجارات.
وانطلقت كذلك الاثنين بـ"معركة تحرير الجلاء" من "أنصار الشريعة" المتمركزين به منذ نحو شهر، واستمرت الاشتباكات لساعات، وأخلي المستشفى من أفراد
"تنظيم أنصار الشريعة" الذين أعادوا تمركزهم في مدرسة الكرامة المقابلة لمستشفى الجلاء وحديقة الجلاء، وبدأ قصف الطيران الذي مثل غطاء جويا للعملية.
واستمرت العملية ساعات طويلة أدت إلى تشتت وانتشار عناصر "أنصار الشريعة" في مناطق مختلفة، منها شارع عشرين والسلماني وسيدي حسين، ورأس
عبيدة. وأثار تفرق عناصر "أنصار الشريعة" في الشوارع موجة رعب، أصيبت أثناء ذلك كثير من المنازل جراء القصف واستخدام الأسلحة الثقيلة وسط
المدينة من طرف تنظيم أنصار الشريعة.
وتقوم قوات عملية الكرامة باستهداف المعاقل النهائية والأخيرة لتنظيم أنصار الشريعة في المنطقة الغربية لبنغازي حيث اندلعت اشتباكات بين قوات الجيش
بقيادة اللواء حفتر على مناطق الهواري وسيدي فرج والقوارشة، وردت التشكيلات العسكرية المحسوبة على تنظيم "أنصار الشريعة" بقصف محيط منطقة بنينا،
مما تسبب بأضرار كبيرة في مطار المدينة المتوقف عن العمل منذ بداية المواجهات قبل أشهر.
المصدر