تعد الهند واحدة من أكبر الدول المستوردة للأسلحة في السنوات الأخيرة، وتؤكد تقارير دولية أن إجمالي واردات السلاح الهندي في النصف الأول من العقد الجاري شكلت 10% من إجمالي واردات العالم.
قالت القناة الإسرائيلية الثانية، اليوم الخميس، إن اتفاقاً ضخماً وقع بين شركة إسرائيل للصناعات الجوية والفضائية وبين وزارة الدفاع الهندية، تقتني الأخيرة بمقتضاه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية “باراك 8″، بقيمة إجمالية تبلغ قرابة 1.6 مليار دولار أمريكي، ما يجعلها واحدة من أكبر الصفقات التي يبرمها الجانبان على الإطلاق.
ونقل موقع القناة الثانية عن مصادر بالشركة الإسرائيلية أن الحديث يجري عن واحدة من أكبر صفقات السلاح التي تبرمها إسرائيل، ليس فقط فيما يتعلق بالصفقات التي أبرمتها مع الجانب الهندي من قبل، ولكن مقارنة بجميع الصفقات العسكرية الأخرى.
“باراك 8” الأكثر تطورًا
وأشارت المصادر إلى أن منظومة “باراك 8” تعد الأكثر تطورا حيث تستطيع صواريخ المنظومة إصابة أهداف برية أو جوية، وتوفر استجابة لمجموعة متنوعة من التهديدات الجوية، فضلا عن قدرتها على اعتراض الصواريخ الباليستية، والصواريخ المضادة للسفن، والطائرات والمروحيات العسكرية والطائرات من دون طيار.
وأكدت المصادر أن الصفقة تشمل تزويد القوات المسلحة الهندية بجميع أجزاء المنظومة بما في ذلك الصواريخ المستخدمة ونظم الرصد والرادارات، على أن تشمل أيضا النسخة المخصصة لسلاح البحرية، والتي يمكن نصبها على متن حاملة الطائرات الهندية الأولى.
ويأتي الاتفاق بعد أكثر من عام على الحديث عن صفقة كبرى وغير مسبوقة بين الجانبين الإسرائيلي والهندي، حيث أفادت تقارير في شباط/ فبراير العام الماضي أن الجانبين بصدد التوقيع على صفقة أسلحة هي الأكبر على الإطلاق مع إسرائيل، تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار، وتشمل صواريخ متطورة وقنابل موجهة بالليزر.
شراكة استراتيجية بين تل أبيب ونيودلهي
وأشارت التقارير حينها إلى أن تلك الصفة تعد تتويجا لعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين “تل أبيب” ونيودلهي، وتشكل دفعة لتطوير تلك العلاقات، ولا سيما وأن الهند تعد من بين أبرز الدول التي تحرص على اقتناء التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية.
وجرى الحديث آنذاك عن تزويد القوات المسلحة الهندية بصواريخ أرض – جو متوسطة المدى، وقنابل موجهة بالليزر، وقنابل خارقة للتحصينات ونظم دفاعية متقدمة، و164 قذيفة صاروخية موجهة بالليزر مخصصة لطائرات سلاح الجو الهندي، فضلا عن 250 قنبلة ذكية يمكنها تدمير مواقع محصنة وأخرى تحت الأرض، كما تشمل الصفقة الكبرى مئات الصواريخ الموجهة، من بينها صواريخ مضادة للدروع.
وتعد الهند واحدة من أكبر الدول المستوردة للأسلحة في السنوات الأخيرة، وتؤكد تقارير دولية أن إجمالي واردات السلاح الهندي في النصف الأول من العقد الجاري شكلت 10% من إجمالي واردات العالم، حيث تعد روسيا وبريطانيا وإسرائيل المورد الرئيسي للسلاح للهندي، وتشكل الأسلحة الروسية وحدها قرابة 80% منها.
وكشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية أواخر الشهر الماضي النقاب عن ارتفاع نسبة الصادرات العسكرية الإسرائيلية لدول عديدة في آسيا وأفريقيا وأوروبا بنسب قياسية بلغت 70% فيما يتعلق بأفريقيا.
وطبقا لإحصائيات وزارة الدفاع الإسرائيلية، وقعت شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية مع جيوش أجنبية أو منظمات حول العالم، عقودا جديدة قدرت بـ 6.5 مليار دولار أمريكي عام 2016، ما يعني زيادة قدرها 800 مليون دولار، مقارنة بالعقود التي وقعت عام 2015، حيث بلغت قيمة تلك العقود 5.7 مليار دولار.
ووقعت غالبية العقود المشار إليها مع دول آسيوية ولا سيما الهند، والتي أبدت في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا بالتكنولوجيا الإسرائيلية، فيما بلغ إجمالي قيمة العقود الموقعة مع دول القارة الآسيوية 2.6 مليار دولار، بزيادة قدرها 300 مليون دولار مقارنة بعام 2015.