المنتدى العسكري العربي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

مرحبا بك في المنتدى العسكري العربي

يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا

ادارة المنتدى
المنتدى العسكري العربي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة

مرحبا بك في المنتدى العسكري العربي

يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا

ادارة المنتدى
المنتدى العسكري العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالقوانينالتسجيلدخول

شاطر
 

 كتاب ....... مونتجمري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة

mi-17

مشرف
مشرف



كتاب ....... مونتجمري  Unbena20كتاب ....... مونتجمري  Unbena11كتاب ....... مونتجمري  Unbena30
كتاب ....... مونتجمري  Unbena23




كتاب ....... مونتجمري  Empty
مُساهمةموضوع: كتاب ....... مونتجمري    كتاب ....... مونتجمري  Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 02 2016, 10:45

1

كتاب ....... مونتجمري  51BuXdfe%2B%2BL._SY344_BO1,204,203,200_


يلقي المؤلف في القسم الأول من الكتاب الضوء على حياة مونتجمري منذ ولادته وحتى انخراطه في الجيش ليحتل منصباً مرموقاً وليكون له دور بارز في أشد معارك الدبابات قوة وأكثرها أهمية وتأثيراً في تاريخ الحرب العالمية. ويركز على الظروف التي أحاطت به وبعائلته والتي أسهمت بدورها في تكوين شخصية «مونتي» التي كانت عنيدة حسب رأي الكاتب.
 يقول هاملتون ان ولادة «مونتي» كانت في 17 نوفمبر 1887 وقد أتاحت له عائلته أن يحيا في ظل حياة فكتورية خاصة وتولدت لديه الرغبة وهو في عمر مبكر جداً في أن يصبح جندياً، سيما إن والده كان يعمل في منصب عالٍ في الجيش البريطاني إبّان الحرب الأولى لاستقلال الهند. وبدا «مونتي» أيضاً عنيداً في طفولته وبدأ يبحث فيما تلا من سنين عن حياة القادة العسكريين الكبار ووجد إنهم لم يحظوا بحياة سعيدة، خاصة دوق أدنبرة وولنجتون. 
وأعتبر «مونتي» أيضا، كما يذكر الكاتب نقلاً عن مذكراته، ان حياته لم تكن سوى حرب واضحة مع والدته نتيجة لـ «صدام الرغبات» فيما بينهما حيث لم يحبذ أسلوب أمه التهكمي العنيد. وعندما بلغ «مونتي» الرابعة عشرة أعلن للعائلة صراحة أنه يرغب أن يغدو جندياً على الرغم من معارضة والدته الشديدة لذلك. ومثل هذا القرار بالنسبة له نقطة تحول في حياته لأن اختيار الجيش في ذلك العمر المبكر يعني وفقاً لرأي هاملتون تجاوزاً لحالة الخوف النفسي المتمثل بصعوبة العمل لدى الجيش. زد على ذلك أن «مونتي» يلقي بنفسه نحو المجهول لأنه لم يكن قوياً ومعافى مثل أخيه الأكبر.
 وبدأ «مونتي» فيما تلا من سنين يدرس بجد وعزم كبير أملاً في تحسين أدائه الذي ربما يمكنه من الدخول إلى الجيش الهندي المشهور الذي يستطيع فيه الجندي أن يعيش على راتبه وأن يحظى بترقية بين حين وآخر. وكانت النتيجة عام 1908 مخيبة لـ «مونتي»، فالمعدل الذي حصل عليه (63) لم يكن عالياً بما يكفي للحصول على مهمة في الهند. وكانت بالمقابل درجة طيبة يستطيع بواسطتها الدخول في خياره الثاني أي كتيبة وروكشاير الملكية التي كانت أحدى تشكيلاتها موجودة في الهند. وكان هذا العمل مهماً جداً لهذا الشاب ولعائلته أيضاً. حيث يسرد هاملتون إن عائلة «مونتي» في ذلك الوقت واجهت صعوبات مالية كبيرة مما هدد ذلك بقية إكمال الدراسة الخاصة لبقية أخوة «مونتي». لذلك كانت رحلة «مونتي» إلى كتيبة وروكشاير الملكية نعمة مالية لعائلته وسمحت له في الوقت ذاته على الاعتماد على نفسه لتلبية حاجاته. وهناك نشأت علاقة خاصة بين «مونتي» وجنوده الآخرين فكان متحدثاً إليهم يستمع لأفكارهم ومظالمهم باللغة التي يعرفونها ويفضلونها من دون تكلف. ولاح ذلك كما يشير المؤلف العامل الأساس ومفتاح النجاح في الساحات الميدانية، فبدونها سيكون من المتعذر تحقيق الأساليب التكتيكية. وهكذا تعلم «مونتي» في جبال وسهول الهند كل شيء عن الجنود البريطانيين وبدأ بتكوين علاقة مودة معهم وكان من جانب آخر على علاقة دائمة مع الناس الاعتياديين كالسواقين والنجارين ومدرسي المدارس والأطباء والحمالين في الفنادق لأن ذلك كان في نظره انعكاساً لصورة الديمقراطية. ولكن في ذلك الوقت وعندما عاد إلى بلده ظهر الخوف من نشوب حرب مع ألمانيا والتي تم إعلانها في عام 1914. وفي ذلك الوقت بالذات طُلب من «مونتي» الاستعداد لخوض قتال أوروبي من الطراز العصري من دون تلقي تدريب أو تعليمات من أي نوع لأن الموقف الدولي قد تدهور كثيراً في صيف عام 1914.


 في الحرب العالمية الأولى


 يقول هاملتون في معرض حديثه عن دور «مونتي» في الحرب العالمية الأولى إنه كان متلهفاً في يوليو عام 1914 لمشاهدة القتال، شأن بقية الضباط الشباب. وبدأت فعلاً تجربته الأولى في تلك الحرب في 30 يوليو عام 1914 عندما تولى منصب مساعد قائد كتيبة مشاة لحماية التجمعات المدنية وللحيلولة دون حصول غزو ألماني عند مدخل نهر التايمز على الضفة الجنوبية. وجاءت مشاركة «مونتي» وتجربته الأولى عندما تحركت كتيبته صوب بوفواه وهوكور الفرنسيتين وكان هو ومن معه من جنود الكتيبة في حالة منهكة بعد مسير طويل مضن. وكانت هناك قبالته مجموعات من الفرق الألمانية القوية التي كانت تضم المشاة والخيالة. وبدأ القتال الحقيقي من اليوم التالي في الساعة السابعة والنصف، عندما بذل «مونتي» ورفاقه جهوداً حثيثة لاستعادة التضاريس التي احتلها الألمان فكان التقدم صوبهم مرعباً خلال أمطار من الرصاص الذي كان يأتي من البنادق والمدافع الرشاشة وأنصال البنادق. وتمكن «مونتي» في تلك المعركة ـ كما يشير هاملتون نقلاً عن مذكراته ـ من الوصول إلى قمة التضاريس عندما أبلى رجاله بلاءً حسناً على الرغم من مقتل 200 جندي منهم. وبعد ذلك عادوا إلى مواقعهم الأصلية ليبدأ الألمان بقصفهم. 


كتاب ....... مونتجمري  Montgomery_First_World_War


لقد كان «مونتي» يرى تلك الحرب عديمة المعنى تختلف تماماً عما تعلمه ولاحت مرعبة نظراً لحجم الخسائر ولأن الوحدات تمضي للقتال وهي لا تعرف شيئاً البتة، حتى مواقع العدو ثم ينفجر الموقف على حين غرة. أما التجربة الحاسمة التي حصلت له وكان الحظ أو ربما العجزة وحدها سبباً في انقاذه فكانت تتعلق بإصابته في القتال. فعند حلول الليل تلقى «مونتي» رصاصتين في رئته قبيل انسحاب الألمان وبعد أن تمكن رجاله في كتيبة وروكشاير من تكبيد الألمان 700 ضحية. وتمكن «مونتي» من النجاة عندما سقط علية أحد الجنود ليخلصه من رصاصة أخرى كانت ستقتله من دون شك.
 وهكذا ظل «مونتي» يترنح بين الحياة والموت خمسة أيام وليال في أحد المستشفيات الفرنسية قبيل أن يتعافى مؤقتاً ليقوم قطار بنقله إلى إنجلترا في 18 أكتوبر ليتماثل للشفاء في مستشفى هربرت الملكي. ولم تكن تلك الاصابة لتمنع «مونتي» من مواصلة القتال. ويشير المؤلف إنه عاد إلى صفوف الجيش حينما تعافى تماماً وخاض عدة معارك كبيرة في فرنسا ومناطق أخرى وتمت ترقيته في مرات عديدة.
 وهكذا كانت تجربة «مونتي» في ملاقاة الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى ذات تأثير حاسم فيما تلا من عقدين عندما شن الجيش المدرع الألماني في عام 1940 غزواً خاطفاً عظيماً لهولندا وبلجيكا وفرنسا ثم الدنمارك ليتكرر ذلك في ديسمبر عام 1944 عندما اندفعت 30 فرقة ألمانية للرايخ الثالث الآخذ بالأفول عبر القوات الأمريكية في الأردين.


 مهمة في فلسطين


 كانت فترة السلام التي شهدتها أوروبا ما بين الحربين العالميتين من أهم الفترات بالنسبة لتكوين «مونتي» كجنرال محترف وخبير بالشئون العسكرية. ولم ينقطع عن التدريب أبداً وكان على دراية بما يستجد في الشئون العسكرية في الوقت الذي كانت نظرته السياسية إلى العالم المحيط به وأوروبا المضطربة والآخذة بالغليان ثاقبة بعيدة المدى حتى كأنه ـ حسب رأي المؤلف ـ يبصر حرباً في نهاية النفق، سابقاً بذلك سياسيي عصره. وكان الدور التالي الذي اضطلع «مونتي» خارج أوروبا هو قيادة الفرقة الثامنة في فلسطين لإخماد «حالة التمرد» ـ كما ينعتها الكاتب ـ حيث سافر إلى حيفا في أكتوبر عام 1938 إلى حيفا لمحاربة العرب في فلسطين. ويذكر هاملتون أن «مونتي» كان ينظر إلى فلسطين، التي زارها أول مرة عام 1931، بشكل مختلف عن نظرة العرب إليها. فتلك المنطقة الحيوية كانت جوهرة الإمبراطورية البريطانية التي كانت في نظره تمتد من مصر إلى هونج كونج وتعد ذات أهمية كبرى للدفاع قناة السويس التي كانت ـ حسب رأيه أيضاً ـ بوابة بريطانيا صوب الهند والمستعمرات في الشرق الأقصى والدول الأخرى الخاضعة للاستعمار البريطاني كأستراليا ونيوزلندا.
 لذلك كان على فلسطين أن تبقى محمية من جانب بريطانيا بينما كانت للعرب ـ وفقاً لرأي هاملتون ـ كارثة تاريخية أخذت تتفاقم لأن المطامح القومية الشرعية قد شرعت تختفي بفعل الاجندة الصهيونية التي صاحبها وجود قائد بريطاني قاس من شأنه أن يفعل أي شيء لإخماد ما يسميه بـ «التمرد».
 كان توقع «مونتي» أن حملته ستواجه في فلسطين منظمات قومية تدعو إلى الاستقلال، كتلك الموجودة في شمال إيرلندا، وليس مجموعات منظمة لكنه أدرك فيما بعد إنه أمام مجموعات محترفة ذات أساليب ماهرة. (وهذا رأيه الذي لا يخلو أبداً من الصورة الاستعمارية التي ترى في المقاومة الحرة خيانة وفي الاستعمار حقاً شرعياً). ويرى إن تلك المجموعات تشكل جيشاً ذا تنظيم واضح وقاس، وثمة ثلاثة قادة لذلك الجيش الذين يتلقون التعليمات من دمشق. وكل مجموعة تتكون من 50-150 رجلاً حيث يسيطر كل قائد من قادة ذلك الجيش على الجماعات الموجودة في منطقته من خلال القادة الصغار الآخرين المتمركزين في الأماكن الثانوية. 
وبعد الحديث عن العرب وصعوبة المعارك في مواجهتهم ينتقل المؤلف للحديث عما شاهده «مونتي» بالنسبة لليهود في فلسطين. ويذكر إن السكان اليهود يواصلون عملهم كالمعتاد كما لو أن شيئاً لم يحصل، ولكنهم يدافعون عن مستوطناتهم بواسطة الأسلحة التي تزودهم بريطانيا بها لهذا الغرض. وهذه المستوطنات محمية بشكل جيد بواسطة الأسلاك المعيقة وأضواء كاشفة قوية تعمل طوال الليل، ناهيك عن نظام المراقبة المنتظم في كل مستوطنة ليل نهار. وكان رأي «مونتي» ولتفادي تواصل الحرب التي كانت تقتل الكثير من البريطانيين وتجرحهم أن يتم إصدار بيان يبين السياسة الواضحة التي ينبغي انتهاجها. وشاء لهذه السياسة أن يتم تبنيها في فرقته أولاً لتقوم سائر الفرق بانتهاجها. فأولا كان «مونتي» يولي أهمية قصوى للبحث عن المناضلين العرب وقتلهم من دون رحمة وعندما يحدث اشتباك مع المجموعات العربية يتوجب قتلهم فوراً ومن دون تأخير، حيث في المبادرة بالهجوم على هذه المجموعات من شأنه أن يفرض ارادة البريطانيين على العرب. لذلك كانت الأهمية الأكبر والخطوة الأولى لرأي «مونتي» القاضي بضرورة القضاء على المناضلين العرب كي تنتهي الحرب بسرعة في فلسطين. وثانياً كان ثمة حاجة ـ كما يذكر ـ إلى الوصول إلى ساكني القرى والفلاحين وكسبهم ليكونوا إلى جانب البريطانيين. ويتم ذلك من خلال المعاملة الحسنة وأن يعرفوا إن البريطانيين لا يريدون بهم الشر وأن يتم تهديدهم بعدم التعاون مع المناضلين العرب تحت طائلة أن كل من يحمل السلاح ضد الجيش البريطاني سيفقد حياته. ودعا «مونتي» ثالثاً إلى تشكيل قوة شرطة تتولى الأمور بعد سحق الانتفاضة العربية. وهذه القوة فضل «مونتي» أن تكون من الجنود الذين يكونون بتشكيلات كبيرة تتوزع في الأماكن والأقاليم المختلفة.


الحرب العالميه الثانيه 


 وبعد مساهمة «مونتي» في قمع انتفاضة المناضلين العرب في فلسطين غادر عائداً إلى بريطانيا، فقد باتت الحاجة ملحة إليه في الوقت الذي بدأت الاستعدادات لمواجهة هتلر الذي شرع بابتلاع دول أوروبا الواحدة تلو الأخرى، وعلى وشك شن الحرب على بريطانيا.
 بداية المواجهة يذكر هاملتون أن «مونتي» أدرك عندما شرعت القوات الألمانية بتحقيق الانتصارات الأولى المفاجئة والخاطفة أن ألمانيا لن تكون قادرة بالضرورة على تحقيق نصر في حرب كونية ثانية، بصرف النظر عن مدى قوة القوة الجوية الألمانية (اللوفتواف) وحجم الفرق المدرعة الألمانية وتأثير العقيدة النازية العنصرية. وكانت لبريطانيا في المقابل ثروة من الضباط والرجال الشباب الذين بوسعهم خوض غمار القتال إذا ما تمت قيادتهم بشكل صحيح.
 وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية كان «مونتي» قائد فرقة ولم يستطع في حينه ان يغير العجز السياسي الكارثي في بريطانيا. وما استطاع فعله، كما يذكر المؤلف، انه اوجد مفهوما جديدا للقيادة الديمقراطية بحيث طغى على التأثيرات القوية للطبقة الانجليزية والنظام المتحجر الذي اتسم فيه الجيش البريطاني. كان ما فعله «مونتي» هو السماح لكل رجل من رجاله وجنوده بأن يشارك على نحو فعال في تنفيذ الاوركسترا الديمقراطية في القتال وفي الوقت الذي لم يسمح للجنود او اولئك الذين يأتون من مراكز اجتماعية او شرائح غير راقية في المجتمع بابداء المبادرات الشخصية.
 وهنا يشير المؤلف الى بعض السياسات التي كان يتبعها «مونتي» والتي من شأنها ان تجعل الضباط مفكرين وقادرين على التصرف بمهارة وبراعة مهنية. كان الامر الاول ان يحدد الضابط ادوار المعركة والاهداف التي يسعى الى تحقيقها. وثانيا عليه ان يفسر بوضوح الكيفية التي يتم من خلالها تحقيق تلك الاهداف، بشكل كتابي او شفهي. وثالثا ومن خلال تدريب الضباط والجنود على العمل سوية لتحقيق اهداف مشتركة فان ذلك سيسهم في ولادة روابط اجتماعية جديدة عند ساحة الميدان يحترم فيها الجنود قادتهم باعتبارهم كفؤين مهنيا وضباطاً مقتدرين وليس باعتبارهم من طبقة اعلى منهم. وفي مثل هذه الحالة سيكون بوسع الجنود ان يرغبوا بالقتال او الموت بالضرورة ـ ليس بدافع الطاعة العمياء كما حصل في الحرب العالمية الاولى ـ بل لأن ولاءهم لمن هم اعلى منهم رتبة كان ضمن طبيعة العمل الحديث والذي سيلقى بدوره بتقدير وتثمين الضباط.
 وعندما شاهد «مونتي» الخسائر العديدة التي مني فيها البريطانيون وخاصة معركة دييب في اغسطس عام 1942 خلص الى ان وقت الهزائم يجب ان يتوقف وان العمليات المستقبلية التي ستنفذ تحت قيادته ينبغي ان تكون انتصارات لأن الشعب البريطاني والجنود الذين أعيتهم سلسلة الهزائم يستحقون ان يتذوقوا طعم النجاح. وهو لذلك وكما يذكر الكاتب قد وطد العزم على ان لا يشن أية عمليات هجومية قبل ان يكون هو وجنوده مستعدين ومتمتعين بفرص النجاح المعقولة. وهذا هو التفكير الذي بدأ يتسم ويغلب على «مونتي» في عام 1942 قبل ان يتولى قيادة الجيش الثامن.
 وبعبارة اخرى كانت ثمة حاجة لوجود شخص ما يستطيع ان يبرهن للبريطانيين والأمريكيين على أن في وسعه ان يهزم الالمان ويلقنهم درسا قاسيا في جبهات القتال. وكان «مونتي» مقتنعا بأنه هو الشخص الذي بوسعه القيام بذلك بينما كان لتشرشل رأي آخر غير ذلك لسوء الحظ.


كتاب ....... مونتجمري  E247326e7e84648899d4a841387e0b19




يتبع .....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

mi-17

مشرف
مشرف



كتاب ....... مونتجمري  Unbena20كتاب ....... مونتجمري  Unbena11كتاب ....... مونتجمري  Unbena30
كتاب ....... مونتجمري  Unbena23




كتاب ....... مونتجمري  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب ....... مونتجمري    كتاب ....... مونتجمري  Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 02 2016, 11:01

2


ثلاثة مبادئ عسكرية كفلت للحلفاء النصر في العلمين

يستهل المؤلف الفصل الثاني بالأحداث التي قذفت بمونتجمري الى مسرح العلمين والواقع الذي أحدثته نتائج الحرب الثانية الهزيلة في حينها بالنسبة للحلفاء. ويذكر أن قيادة الحلفاء كانت تحت امرة الجنرال السير كلود أوكنلك الذي أثبت أنه الرجل غير المناسب لقيادة الجيش الثامن البريطاني. فقد عانى هذا الجيش من خسائر تقدر بنحو مئة ألف معظمهم من دول الكومنولث على يد الجنرال رومل الذي قام هتلر مبتهجاً بترقيته الى رتبة مارشال.
 وبفعل القيادة البريطانية الواهنة جداً تمكن رومل من احتلال طبرق بعد تقدم رائع لكنه عجز عن اختراق الموقع البريطاني عند العلمين الذي كان قطاعاً بمساحة أربعين ميلاً عند نهاية الصحراء التي تفصل بين ساحل الأبيض المتوسط ومنخفض القطارة مما دفع رومل إلى وقف الهجمات في الوقت الذي تمكن فيه بسهولة من ردع محاولات أوكنلك غير المنسقة للقيام بالهجوم المقابل.


كتاب ....... مونتجمري  653px-Alamein1st1942_07-ar.svg


 وهكذا بدأ رومل بتجميع قطعات المحور والدبابات والمدفعية والمعدات والمؤن للقيام بهجوم إختراقي حاسم في أغسطس عام 1942 من شأنه أن يسير بفيلق المدرعات الألماني في أفريقيا صوب الاسكندرية والقاهرة والنيل وقناة السويس. وضع كل ذلك، كما يشير المؤلف، ونستون تشرشل في موقف حرج بعد سلسلة من تعيينات رجال في مراكز قيادية غاية في الحساسية وأثبتوا أنهم غير مؤهلين أو أكفاء لتولي مثل هذه المناصب فتسببوا بكوارث عديدة للجيش البريطاني في فترات مختلفة.
 وشرع تشرشل بدراسة التوصيات التي قدمها له مساعده بروك في إيجاد بديل ليخلف أوكنلك في منصبه ودرس الكثير من القادة بدءاً من اللورد جوت والسير برنارد بيجر والسير روبرت آدم والسير ميتلاند ولسون، لكنه لم يأخذ بالحسبان شخصاً فتياً سيكون له أكبر دور في تغيير مسار الحرب من جهة والخروج بأسلوب قتالي جديد بعيداً عن قوقعة الأسلوب القديم العقيم، كان ذلك الشخص هو مونتجمري.


 للقدر كلمة أخرى 


وافق تشرشل على مضض على تعيين مونتجمري وأبرق الى الوايت هول برسالة ذات رموز سرية في هذا الشأن. وتلقى «مونتي» الذي كان يشاهد تمريناً عسكرياً شاملاً في اسكتلندا اتصالاً في 7 أغسطس من مكتب الحربية يعلمه بمنصبه الجديد في القوة الشمالية تحت قيادة الجنرال أيزنهاور ويدعوه للعودة الى لندن فوراً.
 لم يحبذ «مونتي» الأمر برمته، إذ كان من الصعب بالنسبة لقائد مثله القيام بعملية غزو كبيرة في شمال أفريقيا في فترة ثلاثة أشهر، في الوقت الذي لم يلتق بأيزنهاور الاّ نادراً من دون أن تروق له أساليب الجنود الأمريكيين كثيراً. ولكنه كان في الوقت ذاته متيقناً من أداء عمله بنجاح لو سمح له بتنفيذ الأفكار والأساليب التي اصطبغت بها عقيدته العسكرية التي كان على ثقة بأنها ستعود بالنصر للحلفاء على الألمان. 
وكان للقدر كلمة أخرى غير ذلك، حيث يقول المؤلف إن «مونتي» تلقى اتصالاً هاتفياً من مكتب الحربية في وقت مبكر جداً في صبيحة الثامن من أغسطس، وهو يهم للخروج للقاء ايزنهاور، يعلمه بإلغاء «عملية المشعل» وإن علية الذهاب على وجه السرعة القصوى الى الشرق الأوسط لتولي قيادة الجيش البريطاني في العلمين، بعد أن أُسقطت طائرة القائد المقترح تعيينه واحترقت حتى الموت في طريق عودته من القاهرة لأخذ قسط من الراحة.
 وهكذا شرع «مونتي» يعد العدة للانتقال لقيادة جيش يواجه الألمان والايطاليين بقيادة رومل الذي سمع عنه الكثير وتاق لمواجهته والتعامل معه. وكان قلقه الوحيد يدور حول ابنه ديفيد ذي الثلاث عشرة سنة في مدرسة وينجستر. فطلب من مدير مدرسة ديفيد الابتدائية السابقة وزوجته الاهتمام به وكتب اليه رسالة أوضح فيها أن عليه السفر بأقصى درجة من السرعة حيث منح فترة 8 ساعات لحزم ملابسه والطيران. لذلك لم يكن لديه متسع من الوقت لرؤية ابنه الذي ترك له وصية تقضي بأيلولة كل ما يملك إليه بالإضافة الى حساب بمبلغ 200 جنيه لتغطية نفقاته المدرسية وحاجاته الأخرى من الملابس وغيرها.
 وصل «مونتي» الى القاهرة في 12 أغسطس 1942 بعد أن تحسنت الظروف الجوية للقيام بالرحلة الجوية. وكان الموقف الذي صادفه هناك حرجاً غير سعيد حاول فيه تشرشل بشتى الوسائل تجنبه عندما بعث مساعده العسكري برسالة الى الجنرال أوكنلك في 8 أغسطس يشرح فيها سبب إعفاء الأخير من منصب قيادة الجيش الثامن في الشرق الأوسط وتوليه القيادة الجديدة في منطقة إيران التي كان يود تشرشل تشكيلها. ولكن أوكنلك رفض العرض في لقائه العاصف مع السير آلان بروك، لأنه أحس بأن توليه لأعلى المناصب في الشرق الأوسط عاد عليه بسمعة سيئة وأفقده ثقة الآخرين به كقائد ميداني كفء. وبعد أن رفض تشرشل اللقاء به وجهاً لوجه قرر أوكنلك تسليم القيادة الى «مونتي» في غرفة خرائط الأول في عملية وصفها بعض المؤرخين ـ والتي يشير اليها المؤلف ـ بأنها تشبه نزال ملاكمة غير متكافئ بين ملاكم منهك القوى من الوزن الثقيل والآخر من وزن الديك أفضى في النهاية إلى استسلام أوكنلك.


كتاب ....... مونتجمري  Wendell-willkie-and-montgomery-study-battlefield-map-picture-id515571946




 وأخذ «مونتي» ينظر الى الجيش الثامن على أنه جيشه ولا يمت بأية صلة لأوكنلك، وان هذا الجيش كان سيئ الطالع أجبره جنرال مدرعات ألماني مظفر على التقهقر ألوف الأميال. يرسم المؤلف ملامح الوضع العسكري بدقة ويقول إن المعلومات الاستخبارية قد أشارت إلى نية رومل بالقيام بهجوم ثانٍ بالمدرعات قبيل وصول 300 دبابة امريكية من طرازي جرانت وتشيرمان الى السويس، فشرع ببناء مخزون ضخم من الوقود والعتاد والدبابات والقطعات والمؤن.
 رآى «مونتي» الذي بات الآن القائد الأعلى والمطلق للحلفاء أن خطط الانسحاب غير ممكنة حتى على الصعيد الافتراضي لأنها غير ضرورية. فهذا الرجل الذي يصفه المؤلف بأنه سيد الأعداد على كافة المستويات في استخدام المدفعية وإدارة الموارد سواء الدفاعية أو الهجومية قد تمرن لمدة سنتين على عمليات عسكرية واسعة النطاق ضمن القوات البريطانية في داخل إنجلترا، ولم يكن أبداً قلقاً من هجوم رومل المدرع الوشيك.
 وكانت إحدى أعظم أفكار «مونتي» التي تعلمها في كلية أركان الحرب في كامبرلي تقضي بأن هنالك أهمية مطلقة على حظوة للمبادأة والاحتفاظ بها، لذلك قرر منذ وصوله الى مسرح العمليات شن هجوم واسع النطاق لينتزع زمام المبادأة ويحتفظ بها. وللقيام بذلك أيقن بأن عليه أولاً إعادة تنظيم وتنشيط الجيش الثامن من خلال الاستماع للقادة الآخرين شخصياً والوقوف على الحالة الحقيقية للجيش وثقة هؤلاء القادة في مسألة إعادة التنظيم.


 اجتماع تاريخي


 يطرح المؤلف دور «مونتي» الجديد في قيادة الجيش الثامن ووقوفه على الحقائق في أرض الواقع والميدان. فبالإضافة للزيارات المتكررة للفرق التي تكبدت أكثر الخسائر، خاصة الفرقة الثانية النيوزلندية وفرقة الكومنولث، للتعريف بنفسه باعتباره القائد الأعلى للجيش،
 أعطى «مونتي» تعليمات واضحة في ما يتعلق بالسياسة المقبلة بعد أن أيقن أن التخطيط للانسحاب ووضع الخطط البديلة قد باتا الشغل الشاغل لجنرالاته وقادته الميدانيين. وكان الأمر الأول يتعلق برسالته إلى جميع وحدات الجيش الثامن بإلغاء جميع خطط وأوامر الجيش المتعلقة باحتمال الانسحاب، حتى وإن كان تكتيكياً، إذ أن على الجيش الثامن الصمود في مواقعه الحالية حياً أو ميتاً في حال شن رومل الهجوم. ويتعلق الأمر الثاني بدعوة جميع ضباط الأركان في مقار قيادات الجيش الثامن للاجتماع معه في ذلك اليوم.
 وفي ذلك الاجتماع أدهش القائد الجميع بصراحته وواقعيته ووضوحه بعدم الرغبة بالهزيمة، لأن كل اهتمامه قد أنصب على هزيمة رومل في الأشهر المقبلة. وطرح «مونتي» عدة نقاط لهؤلاء القادة، والتي طلب منهم اعتبارها سياسة العمل المستقبلية.
 فأولاً أوضح لهم أن الدفاع عن مصر يكمن في العلمين وفي هضاب الرويسات، وليس عند الدلتا التي طالب بسحب القوات منها فوراً. لذلك فخسارة العلمين أو الرويسات ستعني فقدان مصر وخسارة الحرب في أفريقيا في المحصلة النهائية.
 وثانيهما عدم التعامل مع الانسحاب بأية صيغة أو التقهقر من المواقع الحالية على اعتبار أنهما يعدان أمراً واقعياً حيث أمر بالحرق الفوري لجميع الخطط والتعليمات التي تنص على ذلك، وابتهج كثيراً لنية رومل الهجوم وعبّر عن استعداده للتصدي له، إذ أن فترة أسبوعين ـ كما ذكر للمجتمعين ـ ستكون كافية بالنسبة له للشروع بحملة الهدف منها ضرب رومل وجيشه في أفريقيا.
 وثالثاً دعا «مونتي» الى تأكيد الحاجة لإيجاد فيالق احتياطية متحركة وقوية والشروع بتدريبها لتصبح الفيالق المدرعة البريطانية وتضم فرقتين مدرعتين وفرقة متحركة. وستماثل هذه الفيالق ما لدى رومل من قوة احتياطية في أفريقيا، والتي كانت على الدوام متأهبة لتوجيه ضربات موجعة، مع أنها لا تتمتع بموقع معين. 
وبالإضافة لذلك حث جميع من كان حاضراً على مواصلة الاستعدادات لأن الهجوم الذي وعدهم به «مونتي» سيشنه حالما تنتهي الاستعدادات، وليس قبل ذلك. أما القرارات العملية التي اتخذها «مونتي» في ذلك الاجتماع والتي أحدثت تغيراً بالغاً في حرب الصحراء في العالمية الثانية ـ كما يؤكد المؤلف ويشير «مونتي» في مذكراته ـ فقد تجسدت في نقل مقر القيادة الى موقع نظيف للتمتع براحة مقبولة ولكي تكون هيئة أركان الجيش الى جانب مقر القيادة. واختار «مونتي» الموقع بجانب البحر حيث النقاء والصحة، وحيث سينعم القادة بمكان لطيف ومريح، بعد أن كانوا يعيشون في مواقع غير صحية وقذرة.
 وكذلك بدأت عمليات تعزيز الموقع النيوزلندي من خلال زرع حقول ألغام شاملة وإضافة كتيبة للفرقة 44، بينما ستحفر الكتيبتان الأخريتان التابعتان للفرقة 44 مواقعهما عند علم حلفا وهضبة خديم اللذين شخّصهما «مونتي» كموقعين ذوي طبيعة حاسمة في وقف هجوم رومل المتوقع، واللذين كانت تحرسهما قبل ذلك الحين كتبية هزيلة من المشاة لا تتعدى 900 رجل من دون وجود مدفعية.
 وكان للوقوف على الواقع الصريح وشرح الواقع الميداني دوران مهمان، خاصة في المناطق التي أدرك «مونتي» وفقاً لخبرته العسكرية أن رومل سينطلق منها، أو يحاول إحداث ثغرة ما للتغلغل بين صفوف الجيش الثامن. فالفرقة التي يذكرها المؤلف هي النيوزلندية التي عبر قائدها فريبيرج عن مخاوفه لمونتي بسبب غموض الخطط المتعلقة بالمعركة المقبلة، خاصة عملية الانسحاب نحو المواقع الخلفية. وطمأنه «مونتي» بأن لا وجود لعملية إخلاء نحو المواقع الخلفية، في حين سيشترك الجميع في القتال. وسيكون خط القتال ـ كما يذكر الكاتب ـ خط الجبهة الممتد من ساحل البحر المتوسط مروراً بالرويسات وصولاً إلى علم نيل، وليس خط الدفاع المتقدم الذي نصت عليه الخطط السابقة. وأكد له «مونتي» أيضاً استحالة الانسحاب أو التراجع من جانب الجيش الثامن الذي سيكون عليه الصمود والقتال حتى النهاية. وأوضح له أن رومل ربما يقدم على الإلتفاف بثقل قوته المدرعة من خلال المرور بجنوبي المواقع النيوزلندية عند علم نيل. وفي مثل هذه، وكما شرح «مونتي»، سيعجز رومل عن التقدم صوب القاهرة والإسكندرية خشية أن ينقطع عليه الطريق كلية في حال صمود الجبهة البريطانية بما فيها النيوزلندية بقوة في وجهه، فسيضطر حينئذ للدوران من الخلف كما فعل في غزالة، ولكن هذه المرة لن يكون بمقدوره أن يفعل شيئاً عندما تكون المواقع المهمة في علم حلفا محصنة وجيدة الحراسة بفعل الانتشار الصحيح للمدفعية والمدافع المضادة للدبابات.


 هناك شيء اسمه المعنويات


 يظهر المؤلف بعض الصعوبات التي واجهت «مونتي» وأدركها منذ الساعات الأولى لوصوله الى مسرح العمليات. ويذكر أن من أهم تلك الصعوبات التي وقفت بوجهه ما يتعلق بالمعنويات، فالجيش الثامن الذي يضم مجموعة متعددة المشارب من الإمبراطورية البريطانية ـ النيوزلنديين والأستراليين والهنود والجنوب أفريقيين والأسيويين الحمر الجنوبيين والاسكتلنديين والويلزيين والإنجليز ـ كانوا في حالة معنوية يرثى لها كثيراً بعد أن أعيتهم الحرب وأرهبهم اسم قائد العدو الذي يحاربهم من دون أن يعرفوا اسم قائدهم، بينما أرعبتهم القوة الضاربة المخيفة للدبابات الألمانية والمدفعية والراجمات، فرغب الكثيرون بترك ساحة المعركة والعودة الى بلادهم. زد على ذلك انه تعقدت مهمة «مونتي» كثيراً في ضوء أن هذا الجيش فقد الثقة في جنرالاته في ظل هزائمه المتكررة في الحرب وتقهقره 800 ميل، فكان عليه أن يعيد لهذا الجيش المكون من 100 ألف رجل الثقة في نفسه وقدرته على النصر.
 ووجد «مونتي» أن الزيارات المتعددة لمواقع الجيش والحديث لقادتها وجنودها له أكبر الأثر في تحقيق ما كان ينشده، على الرغم مما لمسه من خشية جيشه وتخوفه من الهجوم الألماني الوشيك. ويشير المؤلف إلى أن إعادة تشكيل الجيش الثامن المتعدد المشارب من قوات الإمبراطورية والكومنولث ليكون جيشاً حديثاً محترفاً هجومياً بين عشية وضحاها يعد احدى القصص غير المروية عن الحرب العالمية الثانية. وفي الوقت ذاته مثّل تصدي الجيش الثامن لهجوم رومل التحدي الفوري والمباشر لـ «مونتي» إذ ليس عليه طرح سياسات ومبادئ الحرب العصرية وجعل الجيش الثامن يلتزم بها فحسب، بل كانت المهمة الأصعب لمونتي في إقناع رجاله بالتصديق به والإيمان بنجاحه.
 ويقارن المؤلف بين ما فعله «مونتي» بعد ساعات وأيام من توليه القيادة وإنجاز تشرشل في عام 1940 في أعقاب هزيمة القوات البريطانية في دنكرك والتهديد الألماني بغزو بريطانيا في صيف عام 1940. فقرار هتلر بتأجيل عملية «أسد البحر» لغزو بريطانيا وإلغائها نهائياً استندا على أساس خطاب تشرشل البلاغي بالإضافة الى مقاومة سلاح الجو الملكي الشرسة في «معركة بريطانيا». وأيقن هتلر أكثر من غيره في ألمانيا النازية بمدى عمق تأثير قوة البلاغة والمعنويات ولكنه خسر أمام تشرشل في ذلك المضمار لأن الأخير ضمن إن معنويات البريطانيين وقواتهم المدافعة لن تتحطم بفعل مساهمته البارزة من خلال خطاباته المهمة في البرلمان وعبر الأثير ومن خلال زياراته الشخصية المتكررة الى المطارات والمواقع التي دمرها القصف والتشكيلات المتهيئة للغزو.
 ولا تفوت المؤلف هنا الإشارة الى رومل الذي أدرك الأهمية القصوى للمعنويات. فهذا القائد الذي كان في أمس الحاجة للراحة في أغسطس عام 1942 لما يعانيه من ضغط الدم قد تحسنت صحته بشكل عجيب عندما علم بموافقة القائد الأعلى على استبداله بأحد مساعديه، بعد أن أخذ بالاعتبار سهولة وصول جيش المدرعات الألماني الى القاهرة. لذلك جعل رومل شخصياً، وبعد معاركه الكبيرة في غزالة وطبرق، من سقوط القاهرة أمراً وشيكاً ولم يشأ من خلال إعداد الرجال والمدرعات والمؤن للتضحية بتلك الجوهرة لصالح قائد خصم أو المخاطرة بها على يد قائد ميداني غير مقتدر تماماً.
 لذلك يخلص الكاتب الى أن التنافس بين الفيلق المدرع الألماني في أفريقيا والجيش الثامن قد مثل معركة رغبات القادة وأساليبهم، تماماً كما حصل بين تشرشل وهتلر في عام 1940. وكان لرومل جيش عالي التدريب ومجهز بكل الأسلحة ومحترف للقتال ومتعاون بشكل متبادل ومصمم على اختراق الدفاعات البريطانية عند العلمين ومن ثم الاندفاع صوب النيل، مثلما فعل في غزالة وطبرق، بينما ورث «مونتي»، على عكس رومل، جيش إمبراطورية مهزوماً منهاراً فاقد المعنويات، سيئ التجهيز وضعيف التنسيق والتعاون، ناهيك عن عدم ثقته بقيادته العليا. لذلك مثّلت عملية تحويل هذا الجيش على وجه غاية في السرعة الى قوة جديدة ترغب بالاستجابة لإرادته معجزة حقيقية في نظر محاربي الجيش الثامن والمؤرخين الذين تجاهل معظمهم أو غض النظر عن التطرق إلى مثل هذا الإنجاز.


كتاب ....... مونتجمري  547f85599d8ef057a11058fca2c71659




يتبع .....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

mi-17

مشرف
مشرف



كتاب ....... مونتجمري  Unbena20كتاب ....... مونتجمري  Unbena11كتاب ....... مونتجمري  Unbena30
كتاب ....... مونتجمري  Unbena23




كتاب ....... مونتجمري  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب ....... مونتجمري    كتاب ....... مونتجمري  Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 02 2016, 11:17

3


تأخير الهجوم على العلمين أسوأ خطأ في تاريخ رومل

يبدأ المؤلف هذا الفصل بطرح الاستعدادات التي كانت تحصل قبيل المواجهة في معركة علم حلفا. ويصور لنا ما كان يجري على جانبي جبهات القتال والاستعدادات الحثيثة. فرغبة «مونتي» كانت ـ كما هي الحال عليه بالنسبة لتشرشل ـ في وجود جيش يقاتل بشكل منظم من دون تردد ووفقاً للخطة المرسومة أمامه، لا أن يكون جيش رجال يرددون على الدوام كلمة «نعم» فحسب. ومثل هذا الجيش يكون شاباً، ويعج بالحماس والنشاط لخوض المعركة. وهكذا بدأ «مونتي» بعمليات يصفها المؤلف بالإصلاحية تمثل أولها بطرد أو نقل ضباط الجيش الثامن ممن شعر بأنهم ليسوا موضع احترام أو مودة من جانب الآخرين، مما ولد انطباعاً لدى البعض ممن كان حوله بأنه إنسان فظ على نحو بغيض ووقح بشكل لا تتطلبه الضرورة، خاصة تجاه بعض القادة المهذبين من كبار السن.
 وكانت هذه البداية بالنسبة لمونتجمري حيث أوضح للقادة بأن على جنود جيشه الحالي ألا يفكروا بعائلاتهم وزوجاتهم ولا بالمتعة والراحة التي سينعمون بها في القاهرة أو الاسكندرية، وأن عليهم توخي أقصى درجات الحذر عند القتال لتقليل الخسائر في الرجال والمعدات إلى أقل درجة ممكنة وواقعية.


 في مواجهة الأسطورة 


على الصعيد الميداني يفصّل لنا هاملتون جانباً من ساحة الاستعدادات. فقد شرع «مونتي» بمواصلة عمليات الأعداد وشحذ الهمم وكانت فلسفته أيضاً تختلف عمن سبقه في القيادة، خاصة في الطريقة التي تميّز فيها هذا القائد عن سابقيه في التعامل مع رومل. فرسم صورة لرومل كأسطورة بين الجنود البريطانيين لم يمنح المارشال الألماني النصر فحسب، بل كان العذر وراء ضعف تنسيق الجهود الخاصة بالجيش الثامن. وفي الوقت الذي كان مطلوباً من قادة الجيش الثامن مواجهة الحقيقة القائلة بأن بريطانيا كانت تخسر الحرب بسبب عدم إقبال هؤلاء القادة على تلبية المطالب المحترفة للحرب الحديثة، سعى البريطانيون على الدوام عند تبرير هزائمهم لرسم صورة لخصمهم في الصحراء كأنه فارس من فرسان شمال أوروبا الأسطوريين أو «ثعلب الصحراء»، متجاهلين في الوقت ذاته حقيقة الولاء النازي لدى هذا الرجل. 
وهكذا رفض البريطانيون بعناد اللجوء الى الحرب الشاملة حتى في أشد الأوقات حرجاً، وهي الحقيقة المرة التي لم يدركوها الاّ بعد حين. وفي هذا المضمار يرى المؤلف بعض التشابه بين «مونتي» ورومل لأن «مونتي» قد تشرّب بقانون الحرب الصارم الأعمى، وأدرك منذ وقوفه في العلمين أن الاحترافية ليست كافية لهزيمة رومل، ولن يتم ذلك أيضاً من خلال القطعات العسكرية المؤلفة من المتطوعين والمجندين من دول الحلفاء الكثيرة لأن مثل هؤلاء الجنود ليسوا بأهلٍ لشن حرب شاملة. واحتاج الحلفاء لرفع المعنويات وللتعامل مع رومل شخصياً الى شن حرب ذات طابع أكثر اتساماً بالطابع الشخصي تماثل الصورة الشكسبيرية التي تقوم على أساس شخصية قائدهم الميداني، كما أوضحت بذلك الأغاني والقصائد التي كان الجنود ينشدونها، والتي كانت تجسد شخصاً غير الجنرال ويفل أو كيننجهام أو أوكنليك أو جوت، لأن مثل هؤلاء الجنرالات في نظرهم لم يكونوا أبدا نداً مكافئاً لرومل.
 ولا يغفل المؤلف التأكيد في كثير من مواضع الكتاب على أهمية المعنويات أثناء الحروب وعلى الدور الذي اضطلع به «مونتي» لرفع المعنويات من جهة ولزرع الثقة لدى القادة والجنود بحتمية النصر والظفر. فأتت لقاءاته المتكررة مع الرجال بنتائج رائعة، أو فريدة بالنسبة لأي قائد بريطاني، بينما توجت علاقته الاجتماعية الوثيقة مع كادره الشخصي بتفهم هؤلاء الأشخاص لظاهرة «مونتي» وأثرها في تغيير معنويات البريطانيين في الصحراء.
 وأدرك أيضاً وبسرعة أن الشهرة يمكن توظيفها كسلاح لرفع المعنويات، وأن على القائد الميداني الفوز بثقة الجنود أولاً، لا أن يعتبر ذلك أمراً مسلماً به. وتحققت لـ «مونتي» تلك الشهرة وبسرعة بين صفوف الجيش الثامن لأسباب عديدة يتطرق هاملتون إلى البعض منها. فأولاً حرصَ «مونتي» عند اللقاء بكل من يصادفه من الجنود على التأكيد ليس على أهمية الدور الذي يضطلع به كل فرد ضمن الخطة الكاملة، بل في تفسير وتوضيح ذلك الدور. وثانياً تركت زياراته الشخصية للجنود والمواقع الميدانية تأثيراً فريداً في نفسية الجنود لأنه لم يكترث بوضع الرتب أو الأوسمة العسكرية التقليدية على قميصه ولم يضع حتى الأشرطة، على عكس ما فعل غيره من القادة مثل أوكنليك وجوت.


كتاب ....... مونتجمري  024bba0685fa0f51928501f761a28852


 ويعلل المؤلف ذلك بالقول إن «مونتي» قد تصرف وكأنه يرغب في تقليل درجة القيادة في الحرب إلى مرتبتها الحقيقية والجوهرية، ذكاء إنساني وشجاعة ميدانية واحترافية في العمل وتلاحم بين الجنود الاعتياديين وشخصية قائدهم. وكان الاختبار الحقيقي لجهوده في إيجاد روح جديدة للجيش الثامن يتجسد في مدى نجاح مفهومه الجديد عن الحرب، وهو الاختبار الذي تكرر من خلال المناورات العسكرية بقيادة جنرال هاروكس، ولم تحدد درجة نجاحه الحقيقية الاّ بالقتال عند علم حلفا. 
وطلب أيضاً من الجيش الثامن أن يصبح جيشاً جديداً يتمتع في الضباط والجنود بعلاقات وثيقة ذات اتجاهين. وأوصى كذلك القادة بضرورة اطلاع جنودهم على تفاصيل سير الخطة العسكرية وإعلامهم بتطوراتها الميدانية، فبات الجيش الأكثر ثقة والأعلى معنويات عندما قام بمهاجمة الألمان. ومع ذلك ساور القلق الحلفاء وظهرت بوادر التوتر في قيادة الجيش الثامن بفعل تعزيزات رومل وقدرته المتنامية في العلمين التي بلغت 82 ألف جندي في الأسبوع الأخير من أغسطس و310 طائرات في شمال أفريقيا ناهيك عن أسراب أخرى في كريت.
 أما بالنسبة لغارات الحلفاء الهائلة على سفن تزويد الوقود فإن 14 سفينة بالإضافة الى 13 بارجة وغواصتي إمدادات قد وصلت عبر طبرق ووصلت سبع سفن وغواصتان الى بنغازي وسفينة وغواصة الى طرابلس. ونجت المدرعات جميعها وتم وصول 84 % من الوقود بنجاح و81 % من المدافع. زد على ذلك أن جسر النقل الجوي الألماني ضمن وصولاً ناجحاً الى العلمين من جانب فرقة المشاة 164 بكاملها واللواء المظلي «رامك» خاصة، ناهيك عن التعزيزات الخاصة بفرق الفيالق الأفريقية وفرقتي الاحتياط الإيطاليتين وفرقة فولجور الخاصة بالمظليين.
 وبعد ذلك يبدأ المؤلف بالحديث عن المنطقة التي كان رومل يود الانطلاق بهجومه منها، والتدابير التي اتخذها «مونتي» كي يقوم بها في عملية التصدي والدفاع. ويقول إن رومل قد واصل بناء قوته المدرعة حتى آخر اللحظات، وتواصل تدفق التعزيزات والإمدادات بينما أعطى «مونتي» أوامره بتجهيز تحصينات شاملة على المعالم القائمة بين العلمين ـ علم حلفا وأصدر كذلك أوامر «بعدم التراجع أو الاستسلام» وبدأ يخاطب هيئة الأركان والقادة والجنود على حد سواء. وهكذا بات التحول واضحاً: وذا طابع اغريقي تقليدي من حيث الجوهر لا يتعلق بالمواجهة بين جيشين متناحرين في معالم مهجورة تماماً من الرمال وبعض الشجيرات القائمة على طول الامتداد الأزرق للبحر المتوسط وبحر إيجة، بل أيضاً فيما يخص بالتفاعل بين القائد وجنوده، بين معلم وتلاميذه. وكان لهذا التغيير الواضح كما يشير المؤلف أثر كبير لدى رئيس الوزراء ونستون تشرشل ورئيس أركان الجيش السير ألان بروك اللذين زارا الجبهة ووقفا على حقيقة ما كان يفعله «مونتي». فكلاهما قد زار الصحراء قبل أسبوع (6 أغسطس) وعندما عادا إليها في 13 أغسطس لم يصدقا أن «مونتي» قد ترك بصماته الواضحة وعلى مثل هذه الدرجة من السرعة. وأظهر «مونتي» في لقائه مع رئيس الوزراء أن لديه خطة واحدة للقتال، متخلياً فيها عمن سبقه ممن وضعوا عدة خطط للجوء إليها أي إذا ما أخفقت الخطة «أ» فسيتم تبني الخطة «ب» التي ستحل محلها في حال فشلها وهكذا، وهو الأمر الذي تنفس من خلاله القادة الميدانيون الصعداء لا سيما وقد أصبح كل شيء واضحاً وليس مشوشاً أو مضطرباً.
 وهنا تخلى تشرشل بعد لقائه لـ «مونتي»، الذي أوجز له على درجة كبيرة من الدقة والوضوح التخطيط لبقية العمليات، عن رغبته الملحة بتعيين جوت وأبرق الى نائبه من القاهرة في اليوم التالي يعلمه بأن البريطانيين كانوا يسيرون صوب كارثة محتومة في ظل القيادة السابقة، وإنه فخور بأن مناخاً جديداً قد خيّم حيث تسود أعلى درجات النشاط والهمة وغدت المواقع محصنة في كل مكان بينما أعيد تجميع القوات المنتشرة على نطاق واسع ضمن وحدات قوية. ووصلت كذلك الفرقتان 44 و10 المدرعتان الى الخط الأمامي وانشغلت الطرق بحركة الجنود والدبابات والمدافع. وهكذا كان رئيس الوزراء وكذلك الجيش قد حققا نصراً في هذا المضمار، تمثل بقدرة استعدادية عالية لوقف انتصارات الألمان ورّد هجوم رومل الوشيك على أعقابه.


 رومل وسوء التقدير


 يصور المؤلف الجانب الآخر من الميدان على جبهة رومل، ويستعرض عدة أمور أخطأ رومل في تقديرها أو بعدم القيام بها والتي كانت ستحسم حرب الصحراء لصالحه مرة والى الأبد.
 ويذكر أنه كان مقتنعاً تماماً بقدرته على تلقين البريطانيين درساً قاسياً في الحرب المتحركة حالما يقوم بتجميع امدادات وقود كافية تمكنه من الوصول الى القاهرة. وثانياً ظل رومل مهووساً بالصورة التي رسمها عن البريطانيين على أنهم غير بارعين في القتال، فلم يول اهتماماً للإعلان البريطاني عن التغييرات التي حصلت داخل القيادة في 19 أغسطس أو الى تلك التي طرأت ضمن الخطوط البريطانية، فأظهر ازدراءً لخصومه حيث خلا الجانب الجنوبي من الجبهة البريطانية من أية عمليات استطلاع جوية أو دوريات مراقبة كان من المفترض وفقاً للمنطق العسكري والحربي أن يقوم بها الألمان. وثالثاً رسم رومل خطته، بفعل ما تمتع به من قوات أرضية عالية التدريب ودبابات متفوقة وأسلحة مضادة للدبابات، على مبدأ قتال حاسم يتم خوضه وراء الجبهة البريطانية بأسلوب يمّكن القادة الميدانيين الألمان الماهرين والجنود المستعدين للقتال من تعويض نقصهم في القوة المادية. والأهم من ذلك كله أنه كان يرى أن الوقت يسير لصالحه على خلاف الواقع.
 وفي الوقت الذي ساوره القلق من سباق التسلح ـ لحشد أكبر عدد من الدبابات والذخيرة ووحدات الوقود لدى المحور قبيل تعزيز البريطانيين لقواتهم عبر السويس، علمَ من خلال العملاء الألمان في القاهرة أن «مبعوثاً رفيعاً مصحوباً بشحنة من أحدث الأسلحة والمواد الحربية للجيش الثامن سيصل الى السويس مع مطلع سبتمبر». وهنا أصدر قراراً مهلكاً بتأجيل الهجوم الى نهاية أغسطس، في مسعى للقبض على المبعوث قبل تفريغ الدبابات والذخائر الامريكية، من دون أن يعرف بأن كل يوم تأخير كان نعمة على الجيش الثامن بقائده الجديد في علم حلفا.


كتاب ....... مونتجمري  Bc24862252a0210b3a4427f4bc0a642f

 وحسب تحليل المؤلف فان تأخير رومل في شن الهجوم قد برهن على أنه أسوأ خطأ في تاريخه العسكري. ولو أقدم على الهجوم في 15 أغسطس لربما تمكّن من اختراق الجيش الثامن تماماً، إذا ما أخذنا بالاعتبار دفاعات الجيش الثامن الواهنة والتفوق الألماني الهائل للمدرعات والمدافع ذات المواسير الطويلة، ناهيك عن الدعم الجوي الكبير الذي كان يوفره الطيران الألماني تدريجياً. وهكذا سلّم رومل كفة التفوق لصالح «مونتي» يوماً بعد يوم، حيث قام الأخير بتحصين دفاعاته وإعداد جيشه لأسلوب حرب دفاعي جديد، في حين شرعت القوات الجوية الملكية والبحرية وقوات الحلفاء بمهاجمة سفن تزويد الوقود الإيطالية.
 وأخطأ رومل أيضاً في تقدير حجم القوات، وبالغ في عددها. فقد توهم بوجود فرقة إضافية عند العلمين تقبع بجانب الدلتا وراء الفيلق البريطاني الثلاثين، وهي الفرقة 50 بقيادة الكسندر، وافترض وجود فرقتين مدرعتين بريطانيتين كقوة احتياطية خلف الفرقة السابعة المدرعة، في الوقت الذي لم يوجد لدى الجيش الثامن، حتى 27 أغسطس، سوى لواءين مدرعين أحدهما في الشمال والثاني عند تضاريس علم حلفا.


 حشد القوات 


يظهر المؤلف بالتفصيل سباق التسلح وتحشيد قوات رومل لأن هجومه المقبل سيكون ذا أهمية كبرى من جانب، ولأنه كان مصمماً على شن حرب شاملة ربما تتطلب منه خوض معارك متعددة ووجود قوات هائلة وتواصل القتال في عمليات طويلة. وفي 15 أغسطس تضاعفت التشكيلات الألمانية ثلاث مرات عما كانت عليه منذ قتال يوليو، حيث تم إنزال 1000 جندي جواً في كل يوم بينما وصلت 800 شاحنة وعربة جديدة. وفي 27 أغسطس بلغت الأرقام ـ كما يبين المؤلف ـ أرقاماً مخيفة حيث تضاعف عدد الدبابات عما كان عليه في بداية الشهر لتصبح، بالإضافة إلى 243 دبابة إيطالية متوسطة و38 أخرى خفيفة، 234 دبابة مدرعة أم كي الثالثة والرابعة ـ التي كان 200 منها من النوع الخاص لتمتعها بمواسير طويلة وعالية السرعة ولها القابلية على إصابة أية دبابة بريطانية على مبعدة 3000 ياردة، وهي ثلاثة أضعاف المسافة التي تستطيع ضمنها الدبابات البريطانية أو المدافع المضادة للدبابات العمل.
 زد على ذلك أن أسلحته الأخرى شكلت قوة مميتة تماماً كالمدافع المتوسطة المتحركة والذاتية العمل والمدافع المضادة للدبابات الشديدة التفوق ـ بما فيها 95 مدفعاً روسياً تم الاستيلاء عليها. وتضم تلك الأسلحة أيضاً 30 مدفعاً مضاداً للطائرات والدبابات في وقت واحد وبمدى أفقي يبلغ 16 ألف ياردة ولها القدرة على إطلاق 20 قذيفة مضادة للأفراد بسرعة تفوق سرعة الصوت.
 وبالمحصلة يرى المؤلف الى أن رومل كان يشيد أكبر جيش مدرع لم تشهد الصحراء مثله قط من حيث التجهيز، ومزود بأوسع تشكيلة مساندة من الطيران الألماني للاستطلاع، بالإضافة إلى الطائرات القاذفة والطائرات المنقضة والطائرات المهاجمة التي بلغ عددها نحواً من 1000 طائرة ألمانية وإيطالية. وكل ذلك قد بعث في رومل الطمأنينة.
 ويشير المؤلف الى أنه قد خطّط على الخارطة نقل جميع الكتائب والفرق والفيالق من العلمين صوب الجسور القائمة على النيل عند الاسكندرية والقاهرة، حيث سيتحرك نصف الجيش المدرع شمالاً نحو قناة السويس بينما سيتحرك النصف الآخر جنوباً صوب الخرطوم، بعد أن تأكد له من خلال العملاء السريين في القاهرة أن انتفاضة لتأييده ستحصل حالما تصل قواته المدرعة مشارف القاهرة. وكان كل اهتمامه في الوقوف عند حقول القاهرة الخصبة لذلك قام بتجميع ما مقداره 200 ميل من الوقود لجميع العربات خشية أن يخفق القادة الميدانيون في تأمين المزيد من الوقود وإلاّ سيكون عندئذ مضطراً للاستيلاء على المخزون البريطاني في العلمين أو القاهرة. لذلك كان توفير الوقود الكابوس الأكبر بالنسبة له ولكن كيسلرنج وعده بتوفير فوري لـ 1500 طن من مخزون وقود الطيران عند العلمين وشحن 700 طن من الوقود المحمولة جواً بالإضافة الى 500 طن سيتم توفيرها جواً يومياً، في حال عدم وصول سفن التموين في الوقت المحدد.
 ثم ينتقل هاملتون بعد عرضه لصور مفصلة للاستعدادات للحديث عن أهمية الانتصار في المعركة الوشيكة والدور الذي سيلعبه احتلال مصر بالنسبة لسير الحرب العالمية، خاصة بالنسبة لألمانيا الطامعة في الثروات المصرية. ويقول إن اهتمام الحلفاء قد انصب على تحقيق الانتصار الأول على ألمانيا بعد سلسلة الهزائم التي تعرضوا لها، بينما كانت المعركة بالنسبة للمحور الحلقة المهمة جداً لإكمال سلسلة الانتصارات ولتحقيق سيادة مطلقة في شمال أفريقيا بعد الانتصارات المتكررة في أوروبا. 
ويذكر المؤلف إن رومل قد أدرك حساسية المعركة لما لها من دور في تلبية التطلعات الألمانية في كسب الحرب بكاملها. ففي الوقت بدأت الانتصارات الألمانية ماضية بسرعة البرق من دون توقف، حقق الجيش الألماني المدرع الأول انتصاراً على امتداد البحر الأسود مستولياً على القرم وصولاً الى مشارف القوقاز في بداية أغسطس، بينما سار جيش فون بولوس نحو ستالينجراد بعد أن وصلت إلى نهر الفولجا شمال المدينة. كل ذلك قد بعث بالبهجة إلى هتلر الذي لاحت قواته المدرعة على وشك الاستيلاء على مصدر النفط الأول في العالم الموجود في الشرق الأوسط، وما هي الاّ ضربة واحدة لتفتح لألمانيا الطريق أمام الهيمنة المطلقة على الشرق الأوسط بأكمله. لذلك مثل الاستيلاء على القاهرة والاسكندرية ـ كما يخلص المؤلف ـ سيادة تامة لألمانيا وإيطاليا على البحر المتوسط، بما فيها الاحتواء الأخير على مالطا، لتشل عمل الحلفاء في مركز البحر المتوسط. زد على ذلك سيستطيع رومل، من خلال الاستيلاء على دبابات شيرمان الامريكية الجديدة والمؤن التي ستصل الى السويس وكذلك مخزون الذخيرة والوقود البريطاني، تشكيل فك كماشة للالتقاء بالقوات الألمانية الزاحفة جنوباً من القوقاز عبر إيران، تماماً كما فعلت الفرق الألمانية عندما اجتاحت اليونان في السنة التي سبقت ذلك وقبل عملية برباروسا. ولم يكن ذلك بالأمر الهين على رومل وهو القائد المحنك ذو الخبرة العسكرية الطويلة. ويشير مؤلف الكتاب هاملتون إلى أن المسئولية الملقاة على كاهل رومل والتي أدرك حجمها الآن قد جعلته مريضاً وقلقاً كليةً وبدا الشحوب على ملامحه. وعندما تدهورت صحته كثيراً بفعل معاناته من ضغط الدم ومتاعب في المعدة والبلعوم، أوصى الجنرال جودريان ـ وهو أفضل جنرال مدرع في الرايخ الثالث ـ بتولي القيادة محله لو تم منحه إجازة مرضية.


كتاب ....... مونتجمري  44349267.cached


يتبع ......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

mi-17

مشرف
مشرف



كتاب ....... مونتجمري  Unbena20كتاب ....... مونتجمري  Unbena11كتاب ....... مونتجمري  Unbena30
كتاب ....... مونتجمري  Unbena23




كتاب ....... مونتجمري  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب ....... مونتجمري    كتاب ....... مونتجمري  Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 02 2016, 11:41

سيتم نشر الحلقه فور توفرها 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

كتاب ....... مونتجمري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» كتاب : أسد الاردن / قصة ملك " الحلقه الاولى "
» كتاب "إنتصارات ضائعة" للفيلد مارشال الألماني إريتش فون مانشتاين
» حلقات من كتاب " السلام المفقود " .......دينيس روس
» كتاب " ابو نضال : بندقيه للايجار " بقلم الكاتب باتريك سيل
» اخطر كتاب عن عمليات الموساد " محيطنا، والبحث عن حلفاء "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العسكري العربي :: الأقســـام العسكريـــة :: التاريخ العسكري - Military History :: الحروب العالمية-