موضوع: «فهد 300».. مدرعة مصرية جديدة «مضادة للانفجارات» السبت نوفمبر 12 2016, 14:25
تقوم المدرعة المصرية «فهد» بدور هام فى الاقتحام والمداهمة والنقل والتأمين فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى بشمال سيناء، إلا أن لجوء التنظيمات الإرهابية لزرع العبوات الناسفة على طرق تحرك قوات الأمن، وتفجير العربات المدرعة من الأسفل، خلق تحدياً جديداً استوجب تطوير العربات المدرعة المنتجة فى مصنع «قادر» فتم تحديث العربة «فهد 280» ونجح المصنع فى إنتاج نسخة متطورة منها تقاوم العبوات الناسفة تحت اسم «فهد 300».
بدأ إنتاج أول طراز من المدرعة «فهد» عام 1984 بنسبة تصنيع محلية لا تتعدى 25%، وارتفعت النسبة فى تسعينات القرن الماضى لتبلغ 50%، ثم ارتفعت مؤخراً من جديد لتبلغ 68%.
«الوطن» زارت ورش تصنيع المدرعتين التقليدية، والمطورة، بصحبة المهندس سيد الدرملى، مدير عام التجميع فى مصنع «قادر»، واستقل محررا الجريدة بصحبته المدرعة الجديدة، التى من المنتظر أن تدخل الخدمة فى صفوف الأجهزة الأمنية مطلع عام 2017 عقب انتهاء تجارب التشغيل عليها.
ووفقاً لـ«الدرملى»؛ فإن «المدرعة 300» تُظهر إمكانيات متقدمة فى مجال حماية الجنود، حيث راعت «العربية للتصنيع» عند إنتاجها أن يكون ارتفاعها عن الأرض كبيراً عن المدرعة التقليدية، إضافة إلى تركيب أنظمة تُعرف باسم «خلية النحل» أسفل المدرعة، بحيث تعمل كقوة مضادة لانفجار العبوات الناسفة، وتعمل على تحويلها إلى طاقة حركة ترفع المدرعة قليلاً دون أن تُصيب الجنود الموجودين على متنها إثر تفجيرها، فضلاً عن قدرتها على التصدى لمختلف أنواع الطلقات النارية بما فيها «الطلقة النصف بوصة»، وقدرتها على التحرك بانسيابية كبيرة، والمناورة، والتحرك على الطرق الرئيسية، وخارج الطرق أيضاً.
ويضيف مدير التجميع بـ«قادر»، لـ«الوطن»: «كما يمكن للمدرعة الجديدة أن تقل سرية كاملة من الجنود، إذ يمكنها حمل سائق وفرد بجواره، إضافة لـ8 مقاعد فى الخلف مخصصة للجنود، مع توفير مقاعد مرنة تتيح الراحة أثناء الجلوس، مع صغر حجمها عن النوعية التقليدية للمدرعة، مع وجود فتحات جانبية أمام كل مقعد، محمية بقطعة مدرعة يمكن إزالتها، وإطلاق النيران منها على العناصر المستهدفة، فضلاً عن وجود برج فى الجزء الأمامى منها، يمكن أن يستقله مقاتل مزود بمدفع رشاش متعدد أو رشاش نصف بوصة، ليصبح إجمالى طاقم المدرعة 11 جندياً بدرجة حماية عالية جداً ضد العبوات الناسفة».
ويوضح «الدرملى» أن قدرة العربة المدرعة «فهد 300» هى 300 حصان، فيما كانت العربة التقليدية «فهد 280»، 275 حصاناً، وهى مزودة بأجهزة للرؤية الليلية، و«فانوس سرى» يتم استخدامه وقت دخول العربة المدرعة فى حالة التمويه أو حال وجودها فى منطقة ضبابية، بحيث يرى مستقلو العربة ما حولها، ولا يراها من فى الخارج، مشيراً إلى أن «كاوتش» المدرعة من نوعية قوية، وذات تقنية خاصة، حتى إن المدرعة تسير به بشكل طبيعى لمسافة 60 كم بسرعة 50 كم فى الساعة حال استهدافه. وينوه مدير التجميع إلى أن نظام «خلية النحل» تم تركيبه خصيصاً لمواجهة انفجارات العربات المدرعة فى «العريش» أو خلال أى مواجهات قد يلجأ فيها العدو لمحاولة تفجير المدرعة من الأسفل، موضحاً أن هذا النظام يجعل القوة الانفجارية بمثابة «مطب شديد جداً»، ولا يضر بالمجندين، كما أن سطح المدرعة من الداخل به طبقات حماية طولها 3 سم حتى لا يتضرر رأس الجندى حال جلوسه بداخل المدرعة وقت التفجير.
ويلفت «الدرملى» إلى أن العربة «فهد 300» لا تزال فى طور تجارب التشغيل، وأنه تم تجريبها فى الصحراء وفى مناطق أخرى، وهى تسير بشكل جيد جداً «حتى الآن»، وأنه لإقرارها نهائياً يتم استخدامها لمسافة 30 ألف كيلومتر على الطرق العادية، وغيرها، فى وجود لجنة من كافة أسلحة القوات المسلحة لفحصها، وينتظر المصنع فترة من الوقت فى حالة وجود أى ملاحظات لتعديلها، وأنها ستلتحق بالخدمة خلال 6 أشهر كحد أقصى.
ويتابع «الدرملى» أن المدرعة «فهد» تُصنف كرابع أفضل مدرعة من حيث الحماية عالمياً، حيث تسبقنا دولة فنلندا، التى تأتى فى المركز الأول، ثم دولتان أوروبيتان، ثم المدرعة المصرية، وهى مصنعة من قرابة 960 جزءاً، تنتج مصر منها 65%، لافتاً إلى أن الجانب الألمانى كان يقول لخبراء ومسئولى المصنع إن «من المستحيل» أن يتم تصنيع بعض الأجزاء محلياً، وحينما نجحنا فى إنتاجها قدموا خصيصاً ليشاهدوها، وطلبوا شراء بعض إنتاجنا رغم أنها تُصنع لديهم، لأنها أرخص سعراً من إنتاجهم، وذات جودة عالية جداً.
ويؤكد أن «إجراء تعديلات على تصميم المدرعة ليس بغريب على المصنع، حيث جرى ذلك من قبل عدة مرات من بينها تعديلات لمواجهة الإرهاب خلال عقد التسعينات من القرن الماضى»، منوهاً إلى أن المصنع ينتج 14 طرازاً من العربة المدرعة «فهد»؛ منها ما يستخدم فى مجال الألغام، ومنها المخصص لفض الشغب، وأخرى مقاتلة، وناقلة جنود؛ فكل طراز له استخدام مختلف عن الآخر، ومواصفات معينة خاصة به.
ويكشف مدير «تجميع قادر»، خلال جولتنا لتفقد آلات المصنع، وكيفية إنتاج المدرعة، عن وجود أطول ماكينة «تقطيع بالليزر» فى مصر تعمل داخل المصنع حالياً، إذ يبلغ طولها 12 متراً، لافتاً إلى أنها «تستخدم فى تقطيع بعض معدات المدرعة بعد إدخال البيانات بدقة على أجهزة كمبيوتر خاصة بها»، وأن المصنع يستخدم ماكينات تقطيع تحت المياه للحفاظ على خواص وجودة بعض المعادن المستخدمة فى تصنيع المدرعة، ويجرى دهان طبقتها الخارجية على 3 مرات، هى دهان أولى، ثم وسيط أبيض، ثم دهانها باللونين «الكاكى أو الرمادى» أو غيرهما، حسب الجهة الطالبة لها.
ويشدد «الدرملى» على أن «العمال يعملون بكل إخلاص، ووطنية لصالح العمل، ويظلون فى المصنع لفترات طويلة يومياً حال الحاجة إلى ذلك»، وأنه «وقت ضغط العمل يمكن إنتاج مدرعة يومياً، خصوصاً بعد نجاح (قادر) فى الحصول على ماكينة متطورة تستخدم فى لحام أجزاء السيارة بشروط فنية عالية الجودة، ليجرى لحام السيارة الواحدة فى 8 ساعات بدلاً من عمل 3 عمال عليها لـمدة 3 أيام كاملة».
وكل ذلك فى وجود قطاع متخصص للبحوث داخل المصنع، يبحث كل ما هو جديد فى مجال المدرعات، ليعرض على مسئولى المصنع، والهيئة، إمكانية ضمه للمدرعات المنتجة من المصنع لكى تظل المدرعة فهد قادرة على القيام بالمهام الموكلة إليها.
ووفقاً لتقارير «العربية للتصنيع»؛ فإن العربة المدرعة «فهد 280» توفر وقاية ضد الطلقات الخارقة للدروع حتى المستوى السابع منها، كما أن لديها القدرة على السير بكافة أنواع الأراضى، حيث إنها مزودة بدائرة «نفخ وتفريغ ذاتى» للتحكم فى ضغط الإطارات سواء بالزيادة أو الخفض.
وتستطيع المركبة التغلب على المنحدرات الرأسية حتى نسبة 80%، و30% بالنسبة للمنحدرات بشكل جانبى، وكذلك عبور الخنادق التى يصل عرضها إلى 800 مللى متر، والعقبات العمودية حتى ارتفاع نصف متر، وتصل سرعتها لـ100 كيلومتر فى الساعة، بمدى 700 كيلومتر على الطرق العادية أو 65 كيلومتراً بالساعة بمدى 450 كيلومتراً خارج الطريق.
ونجح «قادر» فى صناعة نموذج سيارة إسعاف منها، تستطيع أن تحمل 4 مرضى ممددى الأجساد، و4 أفراد جالسين، وهى مزودة بأدوات طبية، وطاقم يتكون من سائق، وطبيب، ومضمد.