اسوأ كابوس لكل ضابط يقود جنودا في معركة ولكل جندي محارب، هو تحديد هدف خاطيء وقاتل في حمأة المعركة، اي ان يقودهم الخطأ الى تصويب سلاحهم نحو رفاقهم ويطلقون النار. كل جيوش العالم تحمل تاريخا دمويا يعود الى ما يسمى "نيران صديقة".
هذا لا يمكن تجنبه، ولكن في الميدان حينما توجه الطلقات القاتلة من عدة اتجاهات نحو قوة تناور، اخطاء كثيرة وكبيرة يمكن ان تحدث. فقرارات الحياة والموت هنا تؤخذ في ثوان، تتشعب القوى، تجري محاولات تجنيب غير المقاتلين من الاصابة، يوجد نوع من التشوش، والاوامر تأتي عبر شبكة الاتصال. يوجد هنا مناخ من عدم اليقين، ضجيج، وحيرة، وهنا يكون اطلاق النار من جندي على رفيقه ليس نادرا.
خلال اشهر قليلة، يتوقع ان تنجز اسرائيل اختراعا هو " الطلقة الآمنة"، انه جهاز ملخصه ان يقلص الى درجة كبيرة ان لم يكن ينهي حالات النيران الصديقة.
عندما تسمع المبادر الذي يقود الشركة وخطتها التطويرية، العميد احتياط، والمؤسس الشريك امير نادان، تتعجب لماذا لم يفكر بلد صنع القبة الحديدية وصاروخ (حيتس) بهذا مبكرا؟ انه جهاز صغير يمكن لجندي المشاة ان يثبته في سلاحة الشخصي.
يقول نادان: " انه جهاز يتصل باجهزة اخرى موصولة بالاسلحة الشخصية للجنود من نفس القوة. وقبل ان يطلق الجندي النار على الهدف يسأل الجهاز الاجهزة الاخرى ان كانت على نفس خط التصويب، اذا اكتشف الجهاز ان هناك رفاقا على نفس الخط يطلق تحذيرا للمصوب وبهذا يمنع حادثا لا يريده احد".
مهندسو "الطلقة الآمنة" يخططون لتزويد الجنود في الميدان بعدة فرص للحصول على تحذيرات بانهم في مخاطرة اطلاق نار على اهداف ليست ضمن اهدافهم ولا يريدون التصويب نحوها. في احد الاجهزة، يظهر التحذير على شكل ضوء احمر (فلاش)، وفي آخر هناك نوع منطقي وذو جدوى اكثر يتلاءم مع ظروف المعركة حيث يسعى المحارب لعدم اظهار اي اشارة بالوجود كي لا يكون مكشوفا للعدو، وهنا يكون التحذير على شكل اهتزاز، اما ان تهتز البندقية كما يهتز الهاتف المحمول، او تهتز حلقة في احد اصابع الجندي لتخبره انه يصوب نحو الهدف الخطأ، وهناك احتمال آخر وهو التحذير الصوتي.
الجيش الاسرائيلي مهتم
"الطلقة الامنة" (SafeShoot) هو اسم الجهاز الجديد واسم الشركة المنتجة والتي تخطط لتقديم خط انتاج للمنطقة، اضافة الى تسويقه للجيوش الغربية بما فيها الجيش الامريكي، وقوات الناتو. وسوف يتم تكييف بعض المنتجات للطيارين الحربيين، والذين يتعرضون الى عمليات قصف خاطيء لتجمعات قوات صديقة بدلا من دبابات العدو. وحسب نادان والذي فكر بالحاجة الى مثل هذا الجهاز خلال خدمته الطويلة في فرقة المظليين كقائد للواء 2002، والفرقة 769 (حيرام)، فان الجيش يمضي في هذا السبيل وهو مهتم بذلك.
المستثمرون ايضا مهتمون بهذا التطور المثير، ان المستمرين الرئيسيين في اختراع نادان هما رجل اعمال، ورئيس مجموعة شركات التجهيزات تسفي نيتا، وآخر ى هي مجموعة Team-3 . يقول رئيس مجموعة تيم 3- : " ليست لدي اي شكوك ان اجهزة "الطلقة الآمنة" ستكون جزءا مكملا من ميدان المعركة المستقبلي". وقال رئيس الشركة نير جلبواع لغلوبس: "في السنوات الاخيرة بات ميدان المعركة اكثر مدينية وكثافة، وبالتالي فهو اكثر تعقيدا وخطورة للقتال. هذه الحقيقة تسبب زيادة في حالات يقتل فيها جنود بنيران صديقة، والجهاز الجديد هو حل لوضع من هذا النمط."
ويعتقد غلبواع انه في غضون سنوات قليلة قادمة سيكون استخدام هذا الجهاز عالميا، ولن يكون هناك ضابط محارب او جندي ذاهب الى المعركة بدونه. ويضيف: " في الماضي كان جنود النخبة فقط يضعون منظارا على سلاحهم الشخصي، والان كل جندي لديه ذلك. في رأيي يجب ان يكون جهاز "الطلقة الآمنة" في معيتهم الان حيث سيصبح معيارا ويجب ان يثبت في كل سلاح شخصي".
وحسب نادان فان شركته ستنجز منتوجها وتطرحه للاستخدام لكل اشكال المعارك خلال عام واوضح انه " إضافة الى منع الاصابات غير الضرورية، سوف يقود الجهاز الى فعالية عملياتية، في التغطية النارية خلال المناورات، ويقوى من ثقة الجنود والقادة في الجو والارض، ويزودهم بحرية العمل ويقلص من تعليمات الامان في ميدان المعركة وفي التدريب".
اضافة الى القوات العسكرية فان جهاز "الطلقة الآمنة" يمكن ان يسوق للصيادين خصوصا في الولايات المتحدة واقطار اوروبا. حيث ان نائب الرئيس الامريكي السابق ديك تشيني كان قد اطلق النار على رفيق صيد معه وجرحه قبل عشر سنوات، لقد تأخر الجهاز سنوات عشر.