للمرة الثالثة خلال أسبوع تقريبا تتعرض سفن أميركية أثناء إبحارها قبالة السواحل اليمنية الغربية لهجمات صاروخية "فاشلة" من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، الذين تدعمهم إيران وتسعى من خلال ذلك لزعزعة الاستقرار في اليمن والملاحة البحرية.
فقد أعلن الجيش الأميركي الأحد أن 3 سفن حربية أميركية في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية تعرضت لقصف صاروخي قبل منتصف الليل بقليل، من دون تعرض أي منها لأذى.
وأوضح مسؤول عسكري أميركي أن الهجوم الأخير بدأ الساعة 19:30 توقيت غرينتش، مشيرا إلى أنه تم إطلاق عدد من الصواريخ، لم يحدده المتحدث، باتجاه المدمرات "يو إس إس مايسون" و"يو إس إس بونس" و"يو إس إس نيتز"، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه أن "يو إس إس ميسون" اتخذت تدابير، لم يحددها، ضد الصواريخ التي تم إطلاقها.
وكانت المدمرة مايسون تعرضت يومي العاشر والثاني عشر من أكتوبر الجاري لهجمات صاروخية فاشلة، في حين ردت القوات الأميركية بتدمير 3 مواقع رادار على السواحل اليمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين بواسطة صواريخ توماهوك.
وبحسب ما ذكر الحوثيون عندما هاجموا سفينة المساعدات الإماراتية "سويفت"، فإنهم استخدموا صاروخا من طراز سي-802، وهو صاروخ إيراني معدل عن صاروخ صيني مضاد للسفن، ويبلغ مداه 120 كيلومترا.
وبالتالي فإن بإمكان هذا الصاروخ تهديد الملاحة البحرية الدولية في مضيق باب المندب.
وحيث أن الإيرانيين هم من زودوا الحوثيين على الأرجح بهذا الصاروخ، فإنهم يواصلون بذلك تهديد الملاحة البحرية في المنطقة.
ولإيران تاريخ طويل من أعمال التحرش الاستفزازية ضد السفن الحربية الأميركية على جانبي مضيق هرمز في منطقة الخليج العربي وخليج عمان.
فمنذ بداية العام الجاري، بلغ عدد الاستفزازات الإيرانية الجوهرية للسفن الحربية الأميركية 7 مرات على الأقل، فيما بلغ إجمالي حوادث التحرش البسيطة نحو 30 حادثة، بينما بلغ عدد مرات التحرش الجوهرية خلال العام 2015، نحو 4 مرات.
غير أن أبرز تلك الاستفزازات والتحرشات بالسفن الحربية الأميركية هي حادثة احتجاز البحارة الأميركيين، الذين كانوا على متن زورقين، قيل إنهما دخلا المياه الإقليمية الإيرانية، وذلك يوم الثاني عشر من يناير 2016.
وبعد أقل من 24 ساعة، وإثر جهود دبلوماسية مكثفة، تم الإفراج عن البحارة الأميركيين، وهم 9 رجال وسيدة.
وفي 25 أغسطس، أظهر شريط فيديو نشرته البحرية الأميركية، قوارب تابعة للبحرية الإيرانية تعترض المدمرة الأميركية "يو إس إس نيتز" في مياه مضيق هرمز، بشكل اعتبرته وزارة الدفاع الأميركية "خطيرا".
وأعلن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية، أن 4 سفن حربية إيرانية أبحرت بسرعة كبيرة بالقرب من المدمرة "نيتز" بأسلحتها المكشوفة في مضيق هرمز.
يشار إلى أنه في بعض الأحيان كانت القوات الأميركية تطلق طلقات تحذيرية باتجاه الزوارق الإيرانية، لكن لم تحدث أي مواجهة فعلية بين الجانبين، كما أن إيران لم تستخدم أيا من الصواريخ في تلك الاستفزازات.
لكن مثل هذه الاستفزازات تدل على أن إيران "تلعب بالنار" مثلما وصف أحد الخبراء العسكريين الأميركيين حوادث التحرش بالسفن الحربية الأميركية في الخليج العربي.
مصدر