قال أحد الخبراء في تحذيرٍ له أن مسؤولي القيادة المركزية الأمريكية وصفوا قيام إيران بإطلاق صواريخ على بعد ميل من حاملة الطائرات Harry S. Truman يوم السبت بالعمل “الخطير” و”غير الاحترافي”، ولكن مثل هذه الأفعال الاستفزازية من المرجح استمرارها في عام 2016، حيث تستغل القوات الإيرانية المتشددة توتر العلاقات مع الغرب.
وقد صرح خبير إيراني أن ما قامت به القوات شبه العسكرية الإيرانية من اختبار استفزازي باطلاقها صواريخ بالقرب من حاملة الطائرات Truman أثناء عبورها مضيق هرمز ربما جاء بأوامر من كبار القادة، على الرغم من عدم وضوح ما إذا كان ذلك قد تم بموافقة قوات الحرس الثوري الإيراني أو الجيش الإيراني أو المناصب العليا في الحكومة الإيرانية.
ذلك في حين قال أنتوني كوردسمان، خبير الأمن القومي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في مداخلة له عبر الهاتف الأربعاء أنه ” يمكن توقع حدوث أي شيء، إلاّ أنه من المستبعد تمامًا أن يتم إطلاق صاروخ أو أي شيء من هذا القبيل دون علم القيادة العليا”.
وفي سياق متصل تحدث القائد كايل راينز، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، قائلاً أن سفن قوات الحرس الثوري الإيراني أطلقت “عدة صواريخ غير موجهة” على بعد 1370 مترًا من حاملة الطائرات Truman والمدمرة Bulkeley والفرقاطة الفرنسية FS Provence،مضيفًا أنه برغم اقترابها أيضًا من السفن التجارية، إلا أن الصواريخ لم تكن موجهة تجاه أي منها.
وقال راينز في رساله عبر البريد الالكتروني أن “هذه الأعمال استفزازية للغاية وخطيرة وغير مشروعة وتدفع إلى التشكيك في التزام إيران بأمن الممر المائي الحيوي للتجارة الدولية. وأضاف أنه، “على الرغم من أن العلاقات بين القوات الإيرانية والأسطول الامريكي مهنية وسلمية وروتينية، إلا أنها لم تكن كذلك هذه المرةوأخذت الأمور تسير على عكس الجهود المبذولة للحفاظ على حرية الملاحة والسلامة البحرية للعالم أجمع“.
وأضاف كوردسمان أن القذائف الصاروخية التي تم اطلاقها تعد من الأسلحة الخفيفة التي تتسلح بها االعديد من سفن الحرس الثوري.
وأردف قائلاً أن مثل هذا السلوك ليس بعيدًا عن الحرس الثوري؛ حيث تحتكر قوات الحرس الثوري كل ما يتعلق بالعمليات الدائرة في منطقة الخليج العربي، على الرغم من أن القوات البحرية الإيرانية لا تقع تحت قيادتها، إذ إن قوات الحرس الثوري الإيراني ما هي إلا قوات شبه عسكرية غالبًا ما تسعى لاستفزاز القوات الغربية. ففي عام2007، اختطفت قوات الحرس الثوري الإيراني خمسة عشر بحارًا بريطانيًا في موقف خطير للغاية انتهى بعد أسبوعين حيث تم إطلاق سراحهم دون إلحاق أي ضرر بهم.
واستطرد كوردسمان قائلاً أن ” منطقة الخليج تشهد حالات من الرقابة المشددة بعض الشيء والتعاون بين الجانبين، أو على أقل تقدير تجاهل كل منهما للآخر بشكل مناسب، إلا أن هناك حالات تعمدت فيها قوات الحرس الثوري التصرف بعدائية”.
وأضاف، ” في بعض الاحيان، تتم ترقية الضباط المسؤولين عن هذه التصرفات لاحقًا، كنوع من المكافئة على إطاعة الأوامر أو إظهار روح المبادرة أو كدليل على استقلال قوات الحرس عن بقية المؤسسات الإيرانية”.
وهذا لا يعني أن مثل هذه التصرفات لن تلقى تأييدًا من الجهات الرسمية.
وأردف قائلاً، “من المستبعد تمامًا وجود أية توترات بين الفصائل المتشددة والمعتدلة داخل إيران، حيث إنها من الأمور التي أقرها المرشد الأعلى (آية الله علي خامنئي)”.
علاوة على ذلك، لا تشير تجربة إطلاق الصورايخ بإلى وجود مؤامرة كبيرة قام بها كلا من مجلس الأمن الوطني الإيراني أو وزارة الخارجية الإيرانية أو الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقال كوردسمان أنه”يبدو في الوقت نفسه أن احتمالية قيام أي ضابط بعينه بهذا الفعل أمر مستبعد، كما يستحيل تصديق أنهم لم يضعوا نصب أعينهم الآثار السياسية التي ستنجم عن مثل هذه الأفعال”.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد توترت الأجواء عقب توقيع الاتفاق النووي في مطلع هذا العام، نظرا لاستمرار تنفيذ بنود الاتفاقية؛ حيث نقلت إيران مؤخرًا كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب إلى روسيا، ولكن قال كوردسمان أن هذا لا يعد بالضرورة دافعًا للحرس الثوري لاستعراض القوة.
ومع ذلك، فان مثل هذه الأعمال قد تستمرــــ أو حتى تؤدي إلى مزيد من التوترات.
وأضاف كوردسمان، “هذا غير مؤكد حتى الآن، ومن غير المرجح أن تسعى قوات الحرس الثوري لاتخاذ مواقف متشددة وأن تعارض الولايات المتحدة من حين لآخر. ولا يبدو أن المرشد الأعلى سيوقفهم، لأنه ببساطة حتى بالرغممن أنه سمح بالمضي قدما في تنفيذ بنود الاتفاق النووي، إلا أن تصريحاته غالبًا ما تكون متشددة للغاية”.
وواصل كوردسمان قائلاً، “ستشكل إيران خطرًا كبيرًا في عام 2016 مثلما هو الحال بالنسبة لتنظيم الدولة الاسلامية، أو على الأقل ستكون مصدر تهديد خطير”.