من العسير رؤية قارب الإنزال السريع زوبر(ثور البيزون Bison) عندما يكون في حالة الحركة. فهو يثير انطباعاً بأنه مجرد سحابة من الرذاذ تندفع بسرعة جنونية نحو الشاطئ. وبهذا الهدير المرعب، يخرج من البحر زاحفاً على الشاطئ قارب الإنزال الأكبر والأسرع في العالم. وعندها فقط، تتبين للناظر المراوح الهوائية الأربع الضخمة المتوضعة في مؤخرة القارب والمحاطة بحلقات شفط الهواء والـ "تنورة" المرنة المحيطة بالقارب التي تولد الوسادة الهوائية وبفضلها يرتفع القارب فوق سطح الماء.
يستطيع القارب نقل الآليات الثقيلة وقوات التدخل السريع وإنزالها على السواحل غير المجهزة لمثل هذه العمليات. أضف إلى أنه مركب برمائي حقيقي. فهو لا يستطيع السير في الماء فقط بل وعلى اليابسة والجليد متجاوزاً شتى الموانع حتى ارتفاع (1.5) متر. وللعلم، فبالإضافة إلى روسيا، يوجد هذا القارب ضمن ترسانة اليونان العسكرية.
الـ "روبوكوب" البحري: منظومة (بالما) المدفعية- الصاروخية للدفاع الجوي
إن أول ما يتبادر إلى الذهن عند رؤية منظومة "بالما"، هو شبهها المذهل بالإنسان. فها هو الرأس مع العينين والفم، وتانك هما يداه. أما الرأس، فهو عبارة عن منظومة التوجيه البصرية- الإلكترونية والتي تتوضع في حاوية كروية الشكل أعلى المنظومة. أما الفم والعينان فهي قنوات التوجيه التلفزيونية وبالأشعة تحت الحمراء وقناة الليزر لقياس الأبعاد. وعند التمحيص، سنجد أن "الأيدي" عبارة عن زوج من المدافع الرشاشة السريعة الإطلاق ومنظومة صواريخ موجهة مضادة للطائرات. يقف هذا "الشرطي الآلي" على أهبة الاستعداد لحراسة شتى أنواع المراكب البحرية.
وعندما لا يكون بوسع هذه الأخيرة حمل منظومات دفاع جوي صاروخية كبيرة على متنها، فإن منظومة "بالما" الصغيرة نسبياً كفيلة باعتراض الصواريخ المضادة للسفن بنيرانها الكثيفة.
واليوم، تعمل منظومات "بالما" على متن فرقاطات (غيبارد) التي بنيت خصيصاً للقوات البحرية الفيتنامية، وعلى متن الفرقاطة الروسية "الأميرال غورشكوف" التي ستدخل حيز الخدمة في هذا العام.
طائرة ما قبل الجيل الخامس: سو-47 "بيركوت"
تمتلك طائرة بيركوت (النسر الذهبي) المظهر الاعتيادي نفسه التي تمتلكه الطائرات المقاتلة. ولكن، ما إن تنظر إلى الجناحين حتى تظن أن المصممين قاموا بتركيب الأجنحة في وضعية مغايرة عن طريق الخطأ. ولكن هذه الأجنحة "المغلوطة" أو كما يسمونها السهم المعكوس (الأجنحة المعكوسة أو المتقدمة إلى الأمام) هي بالضبط ما يشكل الميزة الرئيسة لهذه لطائرة. وبفضلها، تستطيع هذه الطائرة عند الإقلاع من المدرج القصير لحاملة الطائرات أن تزيد من سرعتها في وقت وجيز لتتمكن من الانتقال إلى التحليق الأفقي دون الوقوع في المياه. وكذلك تمنح هذه الأجنحة الطائرة القدرة على المناورة أثناء التحليق على سرعات منخفضة، حتى إنه بإمكانها تنفيذ الكبح الديناميكي (حركة كوبرا بوغاتشيوف) أي عندما تحلق الطائرة وذيلها إلى الأمام ولا يؤدي ذلك إلى الانهيار الحلزوني.
يمكن القول إن طائرة سوخوي-47 هي سلف طائرات الجيل الخامس (PAK FA). نظراً لأن هذه الطائرة المحلية الصنع كانت الوحيدة التي تمتلك أبعاد الطائرة المقاتلة ومزودة في الوقت نفسه بعنبر داخلي لنقل الحمولات. وفي أثناء الاختبارات التي جرت في إطار برنامج (باك.فا) استطاعت الطائرة حمل أوزان تحاكي الصواريخ الموجهة المتقدمة. لقد صمم "النسر الذهبي" منذ البداية كطائرة تجريبية في نسخة واحدة. ولم يجر إنتاجها المتسلسل.
إيكرانوبلان: السفينة الطائرة
يمكن القول إن الإيكرانوبلان بمعنى ما، هو هجين بين السفينة والطائرة. ومن الصعب أن نجزم والحال كذلك أي الصفات فيه هي الغالبة، أتلك التي تعود إلى الطائرة أم إلى السفينة؟ تقلع هذه الآليات وتهبط في الماء، وتستطيع الطيران بسرعة 550 كم/ساعة على ارتفاع بضعة أمتار عن سطح الماء. مما يجعلها في منأى عن خطر الألغام البحرية أو طوربيدات العدو.
أضف إلى أن طيرانها المنخفض يجعلها أيضاً غير مرئية للرادارات المعادية. في زمن الاتحاد السوفييتي، تم تصميم نموذجين من الإيكرانوبلان: "أرليونك" (فرخ العقاب) و " لُون" (وتعني صقر الهارّ harrier). وكان بمقدور الأخير حمل صواريخ (موسكيت) المضادة للسفن على متنه. وهي سلاح فتاك، مما حدا ببعضهم أن يطلقوا عليه لقب قاتل حاملات الطائرات. تم إنتاج نسخة وحيدة من (لون). وبوفاة المصمم روستيسلاف أليكسييف، تم تجميد العمل على هذا النموذج.
كان (أرليونوك) أصغر حجماً، وقد صُمِّمَ أساساً كوسيلة لنقل قوات الإنزال. وكان بمقدوره حمل 200 جندي من مشاة البحرية ودبابتين في داخله. جرى التخطيط لإنتاج 120 (أرليونوك) في زمن الاتحاد السوفييتي، ولكن المصير المحزن كان بانتظار هذا الإيكرانوبلان أيضاً. فقد تم تجميد المشروع بسبب الافتقار إلى التمويل اللازم. ومع انهيار الاتحاد السوفييتي تم إسدال الستار على كل البحوث في مجال تصميم مراكب الإيكرانوبلان القتالية وتوقف إنتاجها نهائياً.
كونفيرتوبلان*: الحوامة (مي-12)
خلافاً للطائرة الأمريكية (V-22 Osprey)، لا تمتلك الحوامة الأكبر في العالم (مي-12) مراوح دوارة (قابلة لتغيير الاتجاه). ولكن تصميمها جرى أيضاً وفقاً للمخطط العرضي ذاته، والذي نادراً جداً ما يستخدم في بناء الحوامات نظراً لتعقيده.
لقد كان من المستحيل تصميم مروحية بقدرة عالية على رفع الحمولات وفقاً للمخطط العادي. لأن هذا العملاق صمم كوسيلة نقل للحمولات الثقيلة التي لا يمكن تجزئتها ويفوق وزنها 30 طناً، كالصواريخ الباليستية على سبيل المثال. وإلى جانب المخطط غير المألوف لتوضع المراوح، فإن من "أحلى" ما في مروحية (مي-12) جناحيها اللذين يضيقان بالاتجاه نحو جسم الطائرة.
وهذا الحل التصميمي سمح برفع القدرة على التحكم بالمروحية وزيادة القوة الرافعة.
في عام 1969 تم تسجيل رقم قياسي على الحوامة (مي-12) التي استطاعت رفع ثقل بوزن 40.2 طن إلى ارتفاع 2250 متر. ولحد الآن لم يتمكن أي أحد من تحطيم هذا الرقم القياسي. ولكن، على الرغم من كل الإنجازات والتقدير الرفيع الذي نالته الحوامة، لم يكتب لها أن توضع على سكة الانتاج المتسلسل. فالعسكريون تخلوا عنها، وبالنسبة للمدنيين فإن مثل هذه الحوامات لم تكن مطلوبة بأعداد كبيرة.