الحلقه الرابعه عشره
حوادث يوم الخميس 18 تشرين الأول 1973 (22 رمضان 1393)
القوات السورية
واصلتِ القوات العربية في هذا اليوم أستنزاف طاقة القوات الإسرائيلية ، وذلك بشن الهجمات المحلية من وقت لآخر ومنذ الصباح الباكر، حيث بدأت المدفعية السورية البعيدة المدى قصفها للمواقع الإسرائيلية على طول خط الجبهة. تلقت القوات السورية خلال هذه الفترة كميات كبيرة من العتاد والأسلحة الثقيلة والدبابات من الأتحاد السوفيتي عن طريق ميناء (اللاذقية). لقد أصبحت الخطوط الدفاعية حول (دمشق) من القوة بحيث يصعب أختراقها ، وبنفس الوقت أصبحت القوات الإسرائيلية الموجودة في الجبهة السورية غير قادرة على أنجاز الحسم الذي كانت تتوقعه قيادتها. بذلك طرأ جمود على وضع القوات المتحاربة في هذه الجبهة، وبدأ ميزان القوى يميل لصالح القوات العربية بصورة تدريجية نتيجة لأستمرار وصول التعزيزات العراقية.
القوات الإسرائيلية
أوقف العدو تحركاته الهجومية في الجبهة، كما وصلت قواته الموجودة في داخل الثغرة الى طريق مسدود، وأصبحت مهددة بالقضاء عليها عندما تُستَكمل الأستعدادات العربية. لقد أقلقت القوات العربية التي بدأت تتجمع حول الجيب القيادة الإسرائيلية، وبذلك تحولت القوات الإسرائيلية من الهجوم الى الدفاع السيار، وأخذت تبذل المستحيل للحفاظ على هذا الوضع انتظاراً لقرار وقف أطلاق النار.
القوات العراقية
الفرقة المدرعة الثالثة
بعد إلغاء هجوم اللواء المدرع السادس النهاري لهذا اليوم، قررت قيادة الفرقة شن هجوم آخر بالمشاة الآلي وأحتلال (تل عنتر) وتطهيره قبل دفع الدبابات نحوه. لهذا أمر قائد الفرقة دعم هجوم اللواء المدرع السادس بفوج المشاة الآلي الثالث وبجزء من كتيبة الدبابات الثالثة التابعين الى لواء المشاة الآلي الثامن، وتم الأتفاق مع آمر اللواء المدرع السادس أن يكون الهجوم على (تل عنتر) في الساعة (0300) من فجر يوم 19 تشرين الأول 1973.
اللواء المدرع الثاني عشر
عند فجر هذا اليوم حول مقر اللواء مواضعه من مكانه الحالي في (خربة خسفين) الى المنطقة الكائنة قرب (تل الذيبان)، لأنه أكثر أمناً وتحصيناً من الموضع السابق. أخبرنا آمر اللواء بأن اللواء المدرع السادس سيقوم بالهجوم على (تل عنتر) بالساعة (1200) من هذا اليوم، وطلب من جميع الوحدات البقاء في مواضعها الحالية حتى في حالة أنسحاب أو تراجع اللواء المدرع السادس، كما إن الوحدات عليها تشكيل قاعدة نار يتخلل من خلالها اللواء في حالة أنسحابه.
كان نشاط العدو هذا اليوم أشد قوة من السابق، كما إنه قد أخذ يستخدم صواريخ ضد الدبابات الموجهة نوع (تاو) بكثافة ودقة. بالساعة (1000) زار مقر اللواء الفريق أول الركن عبد الجبار خليل شنشل رئيس أركان الجيش وبصحبته العميد الركن أسماعيل تايه النعيمي، وكانت زيارته تفقدية وللأطلاع على أمكانيات اللواء ، وقد سئل آمر اللواء عن مقدار خسائره بالدبابات؟ فأجابه. إن خسائرنا خلال أيام القتال السابقة ولحد الآن هي (33) دبابة، وقد تم تصليح دبابتين منها فيكون مجمل الخسائر (31) دبابة. بعد أن غادر رئيس أركان الجيش زار مقر اللواء مدير الأذاعة والتلفزيون السيد محمد سعيد الصحاف، وقد نقل مشاعر المسؤولين والشعب الطيبة عن وقفة ودور اللواء المدرع الثاني عشر في قتاله مع العدو الإسرائيلي.
اللواء المدرع السادس
بالساعة (1200) من هذا اليوم وعند صدور الأوامر من اللواء بالحركة لتنفيذ واجب الهجوم على (تل عنتر). باشرت الجحافل المدرعة حركتها من مآويها الى أهدافها المخصصة كشف العدو نوايا الهجوم لأن حركة الوحدات كانت تجري نهاراً وتحت رصد العدو ومراقبته، فقام بقصف الكتائب قصفاً شديداً بما يتيسر لديه من المدفعية والصواريخ المضادة للدروع في المنطقة، بذلك فقد هذا الهجوم عنصر المباغتة. أقترح آمر اللواء على قيادة الفرقة المدرعة الثالثة إيقاف الهجوم وتأجيله الى اليوم التالي. وافق قائد الفرقة العميد الركن محمد فتحي أمين على تأجيل الهجوم قبل أن تأخذ الدبابات أماكنها على خط الشروع.
لواء المشاة الآلي الثامن
بالساعة (1400) من هذا اليوم ألتحق كل من فوج المشاة الآلي الثالث وسرية دبابات من كتيبة الدبابات الثالثة بأمرة اللواء المدرع السادس للأشتراك في الهجوم المقرر أجراءه بالساعة (0300) يوم (19/10) على (تل عنتر). خصصت سرية دبابات من كتيبة الدبابات الثالثة كاحتياط متحرك لمقاومة القوات المحمولة جواً والتي من المحتمل نزولها وراء الخطوط الدفاعية العراقية.
الفرقة المدرعة السادسة
خلال هذا اليوم بدأ وصول وحدات اللواء المدرع الثلاثون، وأخذت تتحشد في منطقة قرب قرية (جاسم) . في البداية جرى أرتباط اللواء بهيئة الأرتباط العراقية التي كلفته بمهمة الأنتشار للدفاع عن المنطقة التي تحشد فيها، لمنع أي خرق إسرائيلي ينطلق من (تل الحارة) بأتجاه محور (دمشق- درعا) الرئيسي. كان عن يمين اللواء الفرقة المدرعة الأولى السورية والتي كانت تعيد تنظيمها وأكمال نواقصها بالأفراد والدبابات والأسلحة ، وعن يساره اللواء المدرع الأربعين الأردني. كان مقر الفرقة المدرعة السادسة والتشكيلات الأخرى التابعة لها تتنقل على طريق (بغداد- دمشق). بالساعة (1200) وصلت جميع آليات اللواء المدرع السادس عشر الى منطقة (المحمديات)، وجرى تكامل جميع الوحدات الساندة ، كما صدرت الأوامر بالحركة عند وصول ناقلات الدبابات.
القوات الخاصة
في الساعة (0030) من هذا اليوم وصلت سرية القوات الخاصة من فوج القوات الخاصة الثالث الى قرية (كفر شمس)، ثم انحرفت الى اليسار وأتجهت نحو الغرب وبعد مسير (4,5) كيلومتر على أرض منبسطة تتخللها بعض التلال المنفردة وتتناثر فيها أكوام الصخور البركانية وكتل الآليات المدمرة . وصلت السرية الى مأوى دبابات خالٍ ، يقع على مسافة (1200) متر خلف (تل عنتر)، فتوقفتْ عنده وتم توزيع الواجبات. أنطلقت القوة بأتجاه الهدف وعلى مسافة (400) متر خلف التل توقفت السرية للرصد، وكان العدو ينير المنطقة بكثافة كبيرة. أضطرت عناصر السرية الى التسلل بحذر شديد مستفيدة من الطيات الأرضية، وعندما وصلت الى مسافة (150) متر أنفتحت الهاونات الخفيفة وتابعت قوة الأقتحام وقوة الحماية (قوة سترالأنسحاب) بالتقدم حتى مسافة (100) متر عن المأوى، حيث توقفت قوة الحماية وأتخذت مواضعها الرصينة وتابعت قوة الأقتحام تقدمها مع (12) قاذفة ضد الدبابات (آر بي جي 7) .كان العدو منشغلاً بإعداد مواضع للدبابات ، ولم يكن رصده دقيقاً . لذا تمت المفاجأة بشكل كامل. أقتحم الجنود موقع العدو في الساعة (0200) وقامت قاذفات الدبابات بأطلاق عدد من صواريخها، وقام الهاون الخفيف 60 ملم بالرمي أصيب ضلع المأوى المواجه للقوة والمعرض للصدمة بدمار كامل وأحترقت الدبابات الموجودة في هذا الضلع ، وفوراً أعطى آمر السرية أمر الأنسحاب.. هنا بدأ رد فعل العدو، فتحركت عدة دبابات مختفية وراء التل لتطويق القوة المنسحبة، كما قامت الرشاشات والهاونات بالرمي على القوة المنسحبة بعد أن أنيرت ساحة المعركة بشكل كثيف للتملص من المطاردة التي لم يكن العدو قد خطط لها.
لواء المشاة العشرين
كانت واجبات اللواء أعتباراً من هذا اليوم وحتى وقف أطلاق النار، هو تشكيل جزء من الخط الدفاعي الذي تنطلق منه هجمات اللواء المدرع السادس والقوات العراقية الأخرى. كما إن واجبه هو منع قوات العدو من خرق المنطقة والتوغل نحو طريق (دمشق- درعا). كانت جميع هجمات العدو على أفواجه هجمات نهارية، وتتم ضمن إطار الدفاع السيار، بمجموعات القتال المتعاقبة، وإن كل مجموعة قتال تضم حوالي (12) دبابة مع ناقلات أشخاص مدرعة تحمل المشاة وتقدر بفصيل مشاة.
لواء المشاة الجبلي الخامس
لازال يتنقل داخل سوريا ولم يتكامل تحشده.
يتبع .....