أعلنت الحكومة في بنغلاديش مقتل 20 أجنبيا في هجوم شنه مسلحون متشددون على مقهى في العاصمة دكا، بحسب مسؤولين.
وكان المسلحون قد اقتحموا مقهى "هولي ارتيسان بيكري" مساء الجمعة واحتجزوا رهائن لنحو 12 ساعة قبل أن تقتحم قوات الأمن المكان وتقتل المسلحين.
وقال متحدث باسم الحكومة إن قوات الأمن قتلت 6 مسلحين واعتقلت واحدا.
وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" المسؤولية عن الهجوم.
وقال بيان للتنظيم على موقع أعماق التابع له إن الهجوم تم على مقهى اعتاد الأجانب التردد عليه وإن عدد القتلى وصل إلى 20 شخصا من جنسيات مختلفة.
وتفيد تقارير بأن القتلى معظمهم من اليابان وايطاليا.
ونقلت وكالة الأنباء الايطالية الرسمية "انسا" عن السفير الايطالي في دكا قوله إن "7 إيطاليين كانوا في المقهى". وأضافت الوكالة أن الضحايا كانوا يعملون في مجال صناعة الملابس.
وأفادت تقارير بأن الرهائن تعرضوا للتعذيب بـ"أسلحة حادة".
وذكرت صحيفة "ديلي ستار" المحلية إن المسلحين عذبوا الرهائن الذين لم يستطيعوا تلاوة القرآن. وأضافت أن المسلحين قدموا وجبات طعام للرهائن من بنغلاديش فقط.
وقال متحدث عسكري يدعى العميد نعيم أسرف تشودي إن قوات الأمن حررت 13 رهينة، من بينهم ياباني وسيريلانكيان، وقتلت المسلحين.
وقال نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني كويتشي هاغيودا إن مواطنا يابانيا أصيب في الهجوم بينما كان هناك 7 آخرون داخل المطعم أثناء الهجوم.
وكانت رئيسة الوزراء في بنغلاديش الشيخة حسينة قد أدانت الهجوم وتعهدت باجتثاث الإرهاب في بلادها.
ووصفت الشيخة حسينة، في خطاب متلفز الهجوم، بأنه "عمل بشع"، وأضافت متساءلة "أي إسلام ينتمي إليه هؤلاء المهاجمون".
وأكدت الشيخة حسينة إن حكومتها "مصممة على اجتثاث الإرهاب والهجمات المسلحة في بنغلاديش".
وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في وقت سابق عندما اقتحمت قوات الجيش وكوماندوز المقهى بدعم من قوات الشرطة وقوات حرس الحدود، بحسب مسؤولين.
وشوهدت الآليات المصفحة في موقع الحادث والمناطق المجاورة.
وقال سومون رضا، مدير في المقهى، إنه فر من الهجوم بعد أن قفز من فوق سطح المقهى بعد أن فجر المسلحون متفجرات.
وقتل اثنان من ضباط الشرطة في الهجوم، وأصيب 5 آخرون على الأقل.
ويوصف المقهى بأنه يحظى بشعبية بين الأجانب والدبلوماسيين والأسر من الطبقة المتوسطة.
ويقول انباراسان اثيراجان، محرر شؤون جنوب آسيا في بي بي سي، إن الهجوم خطط له بشكل جيد، مشيرا إلى أن منطقة غولشان التي وقع فيها الهجوم تتميز باجراءات أمنية مشددة حيث يوجد فيها مقار لسفارات أجنبية ومؤسسات غير حكومية إضافة إلى بنايات سكنية يقطنها أجانب وأغنياء بنغلاديش.
وأضاف اثيراجان أنه من الصعب المرور إلى داخل المنطقة بدون الوقوف على نقاط تفتيش أمنية، ولكن الهجوم الأخير أظهر أن حتى المناطق شديدة الحراسة غير آمنة.
وشهدت بنغلاديش سلسلة هجمات كان معظمها باستخدام أسلحة بيضاء استهدفت مدونين وملحدين وكتابا وعلمانيين وأتباع أقليات دينية في البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 160 مليونا أكثرهم مسلمون.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة هجمات مسلحة سابقة في بنغلاديش.
أما الحكومة فتنفي من جانبها بشكل مستمر ضلوع أي منظمات أجنبية متشددة في هذه الهجمات رغم تبنيها وتحمل المسؤولية للجماعتين المحليتين أنصار الإسلام وجماعة المجاهدين.
ونفذت بنغلاديش أحكاما بالإعدام على عدد من قيادات الجماعات الاسلامية أبرزهم مطيع الرحمن نظامي، زعيم الجماعة الإسلامية، أكبر أحزاب البلاد، لاتهامهم بارتكاب جرائم حرب ابان انفصال البلاد عن باكستان.
ويقول الاسلاميون إنهم يواجهون حربا من حكومة الشيخة حسينة واجد "العلمانية بسبب عملهم على تطبيق الشريعة الإسلامية".
وكان موقف الإسلاميين رافضا لانفصال بنغلاديش عن باكستان الذي تم في وقت الحرب الهندية الباكستانية عام 1971.