يبدو ان صاروخ الكورنيت سيكون كلاشينكوف القرن الواحد والعشرون خلال الحروب وفي مناطق النزاع حول العالم، فبعد ظهوره في عدد من دول الشرق الاوسط في سوريا
، العراق،
السودان
ها هو يظهر من جديد ضمن تسليح قوات البشمركه الكردية.
يعتبر صاروخ الكورنيت ثورة في عالم الصواريخ المضادة للمدرعات ، حيث يعتبر ذو تكنولوجيا عالية ويصنف ضمن الصواريخ الثقيلة الذي صمم لتدمير دبابات القتال الرئيسية الحديثة . تم تصميمه من قبل مكتب التصميم الهندسي الروسي و ذلك ليحل محل تشكيلة الصواريخ الروسية القديمة, للتعامل مع دبابات القتال الرئيسية الحديثة.
تم الإعلان الرسمي عن دخول هذا النظام للخدمة في الجيش الروسي في أكتوبر سنة 1994، بينما تم البدء في تطويره سنة 1998 كنظام أساسي في تسليح وحدات المشاة وبإمكانه التعامل مع خليط من الأهداف البرية الثابتة و المتحركة كالدبابات و عربات القتال المدرعة و المخابئ و التحصينات, و ذلك إعتمادا على نظام توجيه ليزري نصف أتوماتيكي سهل الإستخدام و قد تم إدماجه في الجيش الروسي لتعويض الجيل السابق من الصواريخ المضادة للدروع كالكونكورس و فاغوت و هي صواريخ ذات توجيه سلكي.
من خصائصه العامة، تفوق سرعة طيران الصاروخ نحو هدفه سرعة الصوت, و يتراوح مداه ما بين 100 متر و 5500 متر (3500 متر ليلا), و يعتمد نظام الدفع على الوقود الصلب بمخرجين للعادم بكل جانب من الصاروخ يمنحانه ميزة الدوران حول نفسه عند الإنطلاق نحو هدفه مما يزيد من استقراره خلال الطيران و ذلك بالإعتماد على زعانف في المقدمة و المؤخرة تنفتح مباشرة بعد خروج الصاروخ من القاذف.
يستخدم صاروخ الكورنيت نظام التوجيه الليزري للتصويب و إصابة الهدف, بحيث يقوم الرامي بعد تحديد الهدف بتوجيه شعاع الليزر نحوه لإضاءته بينما يقوم جهاز استشعار فى الجزء الخلفى من الصاروخ بركوب هذا الشعاع في إتجاه الهدف و يوفر هذا النظام الحماية ضد التدابير الإلكترونية المضادة و بهذا الأسلوب في التوجيه يكون الرامي مجبرا على الإستمرار في إضاءة الهدف إلى أن يحقق الصاروخ الإصابة, و يحمل الصاروخ رأسا ترادفيا شديد الإنفجار، ذو قدرة إختراق تدميرية تتراوح بين 1000-1200 ملم فيما يخص الدروع التفاعلية المتفجرة.
كما يتوفر الصاروخ برأس حربي حراري من نوع متفجرات الوقود الجوي للتعامل مع يسمى بالأهداف الناعمة كالتحصينات و المخابئ و تجمعات القوات و مرابض الرشاشات. يتشكل النظام في مجمله من القاذف الأنبوبي الذي يحتوي على الصاروخ و الحامل الثلاثي القوائم و وحدة التصويب, ويمكن حمله و إستخدامه من طرف جنديي مشاة, من جهة أخرى بالإضافة إلى النسخة المحمولة, تم دمج النظام على مجموعة متنوعة من عربات القتال المدرعة مثل ب ام ب 3 وب ت ار80.
النسخة الاحدث من الصاروخ كورنيت كشف عنها النقاب خلال معرض موسكو الجوي ماكس في أغسطس العام 2011 ، وأطلق عليها كورنيت ام مخصصة للمنصات المتحركة والعربات مثل الروسية متعددة المهام تايغر الرباعية أو غيرها من المركبات ، يمكن إطلاقها من على حامل ثلاثي الأذرع كما يمكن السيطرة عليه من بعد.
هذه النسخة لها مدى يبدأ من 150م حتى 8000 م كحد اقصى للصاروخ المضاد للدروع برأسه الحربي الترادفي ذو الشحنة المشكلة ، ومدى أقصى من 150 م حتى 10000 م للصاروخ المضاد للمباني والدشم والخنادق الذي تحمل رأس حربي بمتفجرات الوقود الجوي (نحو 7 كلغم من متفجرات ت ان ت)
التجربة القتالية :
تتحدث تقارير عسكرية أمريكية عن كون أول تجربة قتالية عملية لهذا الصاروخ قد حدثت سنة 2003 خلال غزو العراق, حين إستخدمه جنود عراقيون في الأسبوع الأول من الحرب, حيث كان الجنود المتخفين في لباس مدني يتحركون باستخدام سيارات نصف نقل من نوع نيسان لمتابعة الطوابير المدرعة الأمريكية و ضرب أجنابها, و بالفعل إستطاع الصاروخ إعطاب دبابتين من طراز أبرامز م 1 أ 2 و عربة قتال من فئة برادلي.
و تبقى أفضل تجربة قتالية لهذا الصاروخ هي حرب لبنان 2006 فمن بين الصواريخ التي استعملها حزب الله كان الكورنيت هو أكثرها فعالية و تأثيرا في تدريع الميركافا الطبقي و لقد تأكدت تلك الفاعلية التدميرية بتصريح الجنرال الإسرائيلي غيورا إيلند عقب الحرب بقوله : " لقد إكتشفنا أن الجانب الأعلى لدباباتنا الرئيسة ميركافا ، كان لقمة سائغة للقذائف الحديثة ، ثنائية الرؤوس ، وإستطاع الكورنيت تدمير عدد منها ".
كما برز الصاروخ خلال احداث سوريا حيث ظهرت فعاليته خلال استهداف المدرعات والتحصينات على حد سواء
المواصفات العامة للصاروخ:
الطول : 1200 ملم.
القطر : 152 ملم.
الوزن : 29 كلغم تشمل الصاروخ داخل القاذف الأنبوبي مع الحامل و وحدة التوجيه الليزري.
وزن الرأس الحربي : حشوة جوفاء بوزن 10 كلغ.
قدرة الإختراق : 1000-1200 ملم من الدروع المتجانسة.
(المدى : من 100 متر حتى 5500 متر (3500 متر ليلا