قاعدة إدواردز الجوية بكاليفورنيا – هنا في اختبار القوة المتكاملة لطائرة F-35، يقضي الطيَّارون يومهم في محاكاة مهام حقيقية لتجهيز الطائرات النفاثة للعمل الفعلي يومًا ما في ميدان المعركة.
حصلت ديفينس نيوز على لمحة عن حياة المخاطر اليومية لطياري اختبار طائرات F-35 خلال زيارة لقاعدة إدواردز الجوية في الرابع من مايو/ أيار. تبعنا في تلك الزيارة الرائد رافن لكلير، نائب مدير العمليات لسرب 461 لاختبار الطيران، حيث ارتدى بدلة طيرانه وصعد إلى قمرة القيادة وتحرك بطائرته نحو المدرج ثم أقلع أخيرًا إلى سماء الصحراء الصافية.
في حوالي الساعة العاشرة صباحًا، خرج لكلير لبدء فحص طيارته النفاثة، والتي نُصِّبت بإصدار برنامج Block 3F الذي مَنَح الطائرة أخيرًا قدرتها القتالية الكاملة. كان من المقرر أن تطير طائرة AF-3 حاملة صواريخ اختبار، مستخدمة صاروخي AIM 9X وAIM 120، كتدريب يهدف إلى اختبار إمكانية اتصال الأسلحة المحملة مع الحاسوب الرئيس للطائرة النفاثة.
ظهرت أول علامة على وجود مشكلة عند ظهور إشارة “nuisance ICAW”، والتي ترمز إلى المؤشرات والتحذير والإنذار – والذي كان حقيقة بيانًا كاذبًا بفشل البطارية الـ 270 فولت التي تُمد الطائرة بالكهرباء. وكان على الفريق إعادة تشغيل محطة الكهرباء الرئيسة في الطائرة مرتين لفصل الإنذار الكاذب.
بعد ذلك، فشل نظام الحرب الإلكترونية في التشغيل بنحو صحيح. وحاول الفريق إعادة تشغيل الأنظمة المختلفة لتجنب إعادة التشغيل الكامل للطائرة النفاثة، والذي يدعى أيضًا بإعادة تشغيل “الحديد البارد”، ولكن ذلك لم يفلح إلى حد كبير.
بالضبط قبل الساعة 11:30 ص، أُغلق نظام تشغيل الطائرة النفاثة وأُعيد تشغيله مرة أخرى، لتبدأ العملية بأكملها من الصفر. ولكن هذه المرة، كانت البداية ناجحة، وفقا لما قاله جون داي، مهندس التحكم باختبار الطائرة لـ AF-3.
في الساعة 11:40 ص، حصل الطيَّار على إذن الإقلاع وحصل داي على الثناء، قائلا: “كانت بداية التشغيل الثانية جيدة للغاية، وكان شيئًا رائعًا”، وانطلق لكلير أخيرًا وقت الظهيرة، مشعلًا احتراق الدفع لطائرته النفاثة وسط هتافات فريقه.
ولكن المشكلة استمرت بعد الإقلاع. ففي أثناء الطيران، تعرض أحد الأسلحة إلى مشكلةٍ في التواصل مع الحاسوب الرئيس، ووجد لكلير نفسه مجبرًا على الهبوط مجددًا حتى يستطيع الفريق إعادة ضبط نظام إدارة الذخيرة. في النهاية، استكملت AF-3 مهمتها المخطط لها، ولكن لاحظ الفريق عددًا من الشذوذ خلال الطيران. وقد قرروا مراجعة بيانات الاختبار لتحديد السبب الجذري وراء تلك المشاكل.
ومع أن طائرة F-35 لم تخضع للاختبار غير مرة واحدة فقط، إلا أن المشاكل التي واجهها لكلير وفريق الطائرة في الرابع من مايو/أيار تمثل نوعية المشاكل التي يمر بها يوميًا طيَّاري F-35. ورغم ما يتعرض له طياري اختبارات التطوير هنا في إدواردز من مشكلة شائعة في تمهيد طياراتهم النفاثة للإقلاع بمعدل مرة كل ثلاث رحلات، إلَّا أنه لا يوجد أي حالة لإيقاف تشغيل الطائرة منعت فعليا الطائرة من الإقلاع في النهاية، حسب ما ذكره فريق الاختبار المتكامل.
فالمشكلة تتمحور حول الخلل المتكرر في برنامج طائرة F-35، إذ أن أنظمة الطائرات النفاثة تتوقف أحيانًا ويلزم إلى إعادة تشغيلها – وأحيانًا يحدث ذلك وقت التحليق. والسبب الجوهري وراء هذا التأثير “الخانق”، على حد قول المسؤولين، هو اختلال التوقيت بين برنامج أجهزة استشعار الطائرة وبرنامج الحاسوب الرئيس.
وقد وصف برندان راتيجان، مدير عمليات الهندسة والاختبار لاختبار القوة المتكاملة لطائراتF-35 ، تلك الحادثة قائلا: “أفضل تشبيه لذلك هو عندما تشغل حاسبك الآلي وترغب في استخدام برنامج ” “Wordو” “Excelو”PowerPoint” و”Outlook”، وتحاول أداء عملك اليومي المعتاد. وقتها، قمت بفتح كل من برنامج “PowerPoint” و”Outlook” ولكن حدثت مشكلة في برنامج “Excel” عند تشغيله. عندها تقول، أنا لا أعلم ماذا يحدث، لذا دعنا نخرج من هذا ونعيد التشغيل من جديد.
ورغم التحديات المستمرة، فإن مكتب البرنامج المشترك لـ F-35 يرى تحسنًا في ثبات البرمجة. فلقد وقَّع المكتب مؤخرًا على برنامج Block 3i، النسخة التي تحتاجها القوات الجوية الأمريكية لإعلان جهوزية طائراتها النفاثة لهذا العام. وقد نقل المراسلين الصحفيين مؤخرًا أن رئيس مكتب البرنامج المشترك الجنرال بوجدان قد أرسل في الوقت الحالي “الفريق الأحمر” لقاعدة إدواردز للتحقيق من السبب الجذري لحادثة التشغيل الأرضي.
وقد أعرب المسؤولون هنا عن تفاؤلهم بإمكانية الفريق الأحمر من تحسين استقرار البرنامج على الأرض.
فقد قال دان أوزبورن، نائب مدير قوة الاختبار المتكاملة لطائرات F-35 ومدير مشاريع سرب 461 لاختبار الطيران:
“هناك شخصٌ محددٌ الآن ينظر بصورة شمولية في كل شيء، ونحن نتوقع منهم زيادة الفعالية إلى حد ما على الأرض” مضيفًا بأن هذا “تحسين مستمر للمنتج”.