كشف كتاب للكاتبين البريطانيين جوناثان مايو و إيما كرايجي، التفاصيل الدقيقة لآخر 24 ساعة في حياة الزعيم النازي أدولف هتلر في مقر إقامته ببرلين قبل 70 عاما.
وصدر الكتاب بعنوان "اليوم الأخير في حياة هتلر: لحظة بلحظة" ويستعرض في شكل شبه روائي تفاصيل لم يسبق نشرها عن حياة هتلر في الـ24 ساعة الأخيرة، حيث بدأ من الأحد 29 أبريل 1945 إلى صباح اليوم التالي والأخير.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية مقتبسات من هذا الكتاب أبرزها:
صباح الأحد الساعة 12:02:
لم تتوقع عشيقة هلتر، إيفا براون، أن حفل زفافها على الزعيم النازي سيتم داخل قبو الفوهرر، وذلك عقب مساعدة الخادمة الخاصة بها على تصفيف شعرها، وقالت إيفا، حسبما نشر موقع " ديلي ميل"، أن براون أحسنت فيما يجب أن ترتديه في هذا اليوم، وهو فستان أسود طويل من الحرير، وحذاء أسود مصنوع من جلد الغزال، وأسواره من الذهب مرصعة بمجوهرات التورمالين الوردي، فاليوم يعد يوما مميزا في حياة كلا من هتلر وإيفا بعد 14 عاما سنوات من بدء علاقتهما السرية.
قالت براون إنها سوف تكون نهاية سعيدة لهذه العلاقه بالزواج من الرجل الذي طالما أحبته.
وبطبيعة الحال، قالت إنها لم تتخيل أن زفافها يمكن أن يجري في الجزء الخاص بزوجها بقبو الفوهرر، الذي يعني "الزعيم" بالألمانية، الذي كان هو المقر المحصن لمستشاري هتلر وقيادة الجيش في الفترة الأخيرة قبل سقوط ألمانيا النازية في مايو 1945، حيث يقع هذا الملجأ بالقرب من مستشارية الرايخ في برلين، كان ذلك جزءا من مجمع محصن تحت الأرض، فلم يعد آمنا أن يكونوا فوق سطح الأرض.
يرتبط قبو أو مخبأ الفوهرر بممرات تؤدي إلى مستشفي للطوارئ، وتوجد به غرف صغيرة لأمناء الشرطة، واستراحة للضباط، بينما لم يكن باستطاعة إيفا التحرك في القبو إلا من خلال غرف قليلة، وقالت إنها انتقلت إلى القبو في منذ يناير/كانون الثاني من عام 1945، وأشارت إلى أنها أقامت داخل غرفة مريحة، تتميز بمفروشات مع قطع أثاث المصممة خصيصا لها من قبل المهندس المعماري، ألبرت سبير، كما أوضحت أنها خلال الليل المتأخر تستطيع سماع دوى انفجارات أثر القصف المدافع الروسية.
الساعة 12:10 صباحا:
في يوم وفاة هلتر، تواجد الزعيم النازي داخل غرفة الاجتماعات بملجأ الفوهرر، وهو يجلس على طاولات الخرائط، ولكن كانت فارغة هذه المرة، وجلست تروادل يونجه، أحد سكرتيرتيه المتبقيتين وقد استمعت إلى وصية هتلر الأخيرة، وبدأت في تدوينها، وبدا على يونجه الحماس الشديد، ربما ستكون أول من يعرف من خلال هذه الوصية إجابة على تساؤل لماذا خسر الألمان الحرب؟
لكن سرعان ما شعرت سكرتيرة الزعيم النازي بالملل وبخيبة أمل على نحو متزايد، فلم يفصح هتلر إلا عن المبررات المتكررة التي تتهم الأعداء، والتي يلجأ إليها دوما.
بدأ هتلر في إملاء وصيته. وعندما وصل إلى الجزء المتعلق بنيته في عقد قرانه من إيفا براون، شعرت يونجه بالصدمة، حيث إن هلتر إلى وقت قريب كان يصر على عدم الزواج، حيث إنه يرى أن للمرأة لها تأثير مدمر على الرجال العظماء.
ويتابع هتلر في وصيته قائلا: "اخترت أنا وزوجتي الموت كي نهرب من عار الاستسلام، ووصيتنا هي أن يحرق جثمانينا على الفور بعد الموت"، وهنا انتهى الزعيم النازي من إملائه لوصيته، وأبلغ سكرتيرته ببطبع ما كتبته لـ3 نسخ وتحضرها له.
وخلال تلك اللحظات كانت التجهيزات تمت داخل قاعة المؤتمرات لإتمام مراسم حفل الزفاف، وقد وصل القاضي، والتر واجنر إلى القبو استعدادا لعقد القران.
الساعة 12:15 صباحا:
تواجد هتلر في الغرفة الخاصة بمكتبه، التي يقضي بها معظم وقته، برفقة مساعده الخاص، هاينز لينج، وقال له هتلر إنه يود أن يسمح له بترك العمل والعودة إلى أهله، بينما أعرب المساعد عن رفضه، وقال لينج "لقد رافقتك في أوقات السراء، اسمح لي البقى معك في أوقات الضراء".
وبعد برهة من الوقت أبلغ هتلر لينج بأنه يريد منه تنفيذ مهمة، وهي بوضع بطانيتين في غرفة نومه والحصول على كمية من البنزين تكفي لإحراق جثمانين.
وتابع قائلا: "سأطلق النار على نفسي هنا وكذلك على زوجتي إيف"، واستكمل حديثه "ما عليك أن تقوم به هو لف جثمان كل واحد منا في بطانية، ثم احملهما إلى الحديقة واحرقهما هناك"، وانصرف المساعد للبدء من تنفيذ مهمته.
الساعة 12:45 صباحا:
كانت أول الخطوات التي اتخذها مساعد هتلر لتنفيذ التعليمات هو أن يتصل بسائق الزعيم، إيريك كيمبكا، الموجود في موقف السيارات تحت الأرض، ليطلب منه أن يجلب 200 لترا من البنزين، ويذكر أنه في ذلك الوقت لم يكن البنزين متوفرا، حيث أمر كيمبكا أحد مساعديه بأن يسحب أي كميات من البنزين من السيارات الموجودة في موقف السيارات التي تحت الأرض، والتي سقطت أسقفها الخرسانية تحت وطأة القصف الروسي.
الساعة 01:00 صباحا:
خرج هتلر برفقه زوجته إيفا من غرفتيهما، ثم يقترب منها ويمسك بيدها، وكانت إيفا براون ترتدي فستانها الأسود، المزين بالترتر حول الرقبة، أما هتلر فلم يغير بنطاله الأسود المعتاد، وسترته العسكرية الرمادية.
وبدأ القاضي والتر واجنر في إلقاء التحية للعروسين قبل أن يجلسان على مقعديهما على جانب واحد من طاولة الخرائط، داخل غرفة الاجتماعات التي تم تجهيزها.
يذكر أن هناك فرق بين هتلر وإيفا براون يبلغ 23 عاما، وكانت إيفا قد التقت بالزعيم النازي لأول مرة في أكتوبر من عام 1929 عندما كانت مساعدة تبلغ من العمر 17 عاما في استوديو للتصوير الفوتوغرافي في ميونيخ، فذات يوم جاء هتلر إلى الاستوديو في نفس اللحظة التي كانت تتسلق فيها إيفا سلما خشبيا للوصول إلى بعض الملفات في الرف العلوي.
وكانت إيفا محرجة لأنها لاحظت أن ذلك الرجل ذو "الشارب المضحك" – كما وصفته في الكتاب- كان ينظر إلى ساقيها.
وتجدر الإشارة إلى أن براون حاولت الانتحار مرتين، ولم يقرر هتلر القبول بها كعشيق له إلا بعد محاولة انتحارها الثانية في مايو 1935 وذلك بعد أن تسببت جرعة زائدة من الأدوية في إدخالها في غيبوبة، كانت إيفا براون تعلم دائما أن مهمتها في حياة هتلر أن تجعله مسترخيا وصافي الذهن، وكانت تحسن القيام بتلك المهمة.
ولكن، هل كانت زوجة هتلر تكذب؟ لأنه سيتم الكشف لاحقا أن هتلر كان مصابا بشكلين من أشكال تشوه في أعضائه التناسلية كذلك كان مصابا بتشوه خلقي في مجرى البول.
وتبادل العروسان خاتم الزواج الذى كان من الذهب، ولكن لم يكن حجم الخاتمين مناسبا لهما، يرجع ذلك إلى أنه تمت سرقته من جثث لسجناء في معتقل الجوستابو، وبخلاف ذلك قد أعلن القاضي زواجهما القانوني أمام الشهود، الذين كانو من الشخصيات النازية المعروفة والمتبقية وقتها في قبو الفوهرر.
- الساعة 05:00 صباحا:
بعد مراسم الزواج، ذهب الزوجان هتلر وإيفا إلى غرفتيتن نومهما المنفصلة، وكانت هذه المرة الأولى التي يتواجده فيها هلتر بمفرده منذ ساعات طويلة، واستعد الزعيم النازي إلى تجهيز نفسه كي يأوي إلى فراشه، فهتلر لم يكن يحب المساعدة، خاصة في الأمور التي تتعلق بتغيير الملابس، في الواقع هو لا يحب أن يلمسه أحد، فمن المعروف عنه بأنه مصاب بوسواس النظافة.
لم يكن طلب النوم خلال الليلة الأخير أمر سهل، فأصوات القصف الروسي للمدينة الألمانية أخذ في الارتفاع، وبدأت النيران تشتعل في البنايات، وأصبح الروس على مقربة من مخبأ الفوهرر.
وفي يوم الإثنين 30 أبريل 1945، وبينما اقتربت ساعة الهلاك، انغمس كل الموجودين في داخل مخبأ الفوهرر في تجمع لاحتساء الخمر قبل أن يحصد الموت أرواحهم جميعا.