قال السفير الأميركي الأسبق لدى العراق زلماي خليل زاده إن الولايات المتحدة لم تخسر العراق لصالح إيران، وذلك على عكس ما هو سائد في واشنطن، وإنه يمكن لبلاده استدراك الأمر والاستجابة للتوجهات العراقية الجديدة.
وأوضح في مقال نشرته له صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن المذابح التي يقترفها تنظيم الدولة الإسلامية أقنعت العديد من العراقيين بالحاجة إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن كثيرين من القادة الشيعة في العراق يشعرون بخيبة أمل تجاه إيران وأنهم يريدون تعزيز العلاقات مع أميركا، وذلك لأن هناك خشية من امتداد دور المليشيات حتى بعد زوال تنظيم الدولة، وفي ظل الخوف من أن تصبح المليشيات أطرافا أو أدوات في حرب أهلية شيعية.
وأشار إلى أن مظاهر هذه الخشية بدأت تتكشف في مخاطر المواجهة المباشرة بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والحكومة العراقية، وأن التهديد المتصاعد الذي يشكله الصدر يعتبر أحد الأسباب التي تجعل الزعماء الشيعة يبحثون عن المزيد من الدعم الأميركي.
قاسم سليماني
وأضاف زلماي أن هناك استياء قويا من الاستبداد الإيراني وعدم احترام طهران للسيادة العراقية، وخاصة في أعقاب حضور قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني لاجتماعات أمنية سرية في بغداد دون تأشيرة أو إعلان.
وأضاف أن إيران أرسلت أواخر العام الماضي نصف مليون شخص عبر الحدود العراقية دون وثائق سليمة، وأن هناك متشددين شيعة عراقيين لا يريدون علاقات مع أميركا.
واستدرك بالقول إن العديد من القادة العراقيين أيضا يريدون علاقات جيدة مع كل من إيران والولايات المتحدة في الوقت نفسه.
وقال إنه من أجل تعزيز العلاقات مع بغداد، فإن على واشنطن المساعدة في استعادة التوازن العسكري لصالح قوات الأمن الوطنية العراقية، والتقييم الحذر لخطط استعادة الموصل، والمساعدة في نزع سلاح المليشيات، وتسهيل التقدم نحو اتفاق سياسي جديد في البلاد.
وأضاف أن هناك قادة شيعة منفتحين على تطبيع العلاقات مع العرب السنة، وأن هناك محادثات صريحة مع نظرائهم الأكراد إزاء مستقبل البلاد. وقال إن نفوذ الولايات المتحدة في العراق يعد على أعلى مستوى له منذ الانسحاب، وإن لدى واشنطن فرصة لإعادة بناء النفوذ إذا اتبعت الخطوات الصحيحة.
وأضاف أن العراقيين يريدون مواصلة سياسة إقليمية متوازنة ولكنهم بحاجة إلى تطمينات، وأن هناك تأييدا قويا من السنة والشيعة والأكراد لإنشاء علاقة متجددة مع الولايات المتحدة، وسيكون من الخطأ أن لا تستجب واشنطن لهذا التوجه العراقي.