يتناول محلل جنوب آسيا في ستراتفور، فيصل برويز، الأسباب التاريخية والحديثة لصعود دور الجيش الباكستاني في الشأن السياسي
- مالذي يفسر سيطرة الجيش على السياسة في باكستان؟
- حكم الجيش باكستان لمدة 33 عاما من تاريخ البلاد الممتد بطول 66 سنة. هذه الهيمنة يمكن تفسيرها بسببين رئيسيين:
(1) عند حصولها على الاستقلال عام 1947، احتفظت باكستان بـ 17% من مصادر دخل الهند الاستعمارية، لكنها ورثت أيضًا 33% من الجيش؛ وهو ما منح القوات المسلحة ميزة نسبية في الحكومة الجديدة.
(2) الخلاف الفوري الذي نشب بين الهند وباكستان حول مصير كشمير ذات الأغلبية المسلمة غذَّى اعتقاد في بعض الأوساط الباكستانية أن الهند "الهندوسية" تتخذ موقفًا معاديًا لباكستان "المسلمة".
تضافر هذان العاملان لغرس قناعات شكلت التطور السياسي في باكستان، بناء على أن الهند تمثل تهديدًا وجوديًا، والجيش أعظم حراس باكستان ضد هذا التهديد.
- ما هي علاقة الجيش بالإسلام؟
- منذ حصولها على الاستقلال، تتألف باكستان من جماعات عرقية مختلفة تشمل البشتون والبنجاب والسند والبلوش والبنغال. ولأن الجيش يخشى من أن تمنح الديمقراطية التمثيلية حكما ذاتيا لكافة هذه المجموعات، وتُضعِف السلطة المركزية اللازمة لبناء دولة متنامية؛ اختارت القوات المسلحة بناء الهوية الوطنية الباكستانية على الإسلام.
وفي وقت لاحق، عزَّز الرئيس الجنرال ضياء الحق العلاقة بين الدين والدولة، وتلقى أكثر من ثلاثة مليارات دولار لتدريب وتسليح وإرسال المجاهدين للقتال في الحرب السوفيتية-الأفغانية خلال ثمانينيات القرن الفائت.
- هل تشهد باكستان تجربة انقلاب أخرى بقيادة الجنرال راحيل شريف؟
- صحيح أن رئيس أركان الجيش الباكستاني، راحيل شريف، هو المسؤول العسكري الأقوى في هذا البلد الذي شهد بالفعل أربعة انقلابات عسكرية. بيدَ أنّ بروز جهاز قضائي أقوى، ووسائل إعلام مستقلة، وجمهور أكثر ديمقراطية من الناخبين؛ وضع قيودًا على المساحة التي يمكن أن يحدث فيها انقلاب يحظى بدعمٍ علنيّ. وإن كانت التحديات الأمنية الملحة والمصالح الاقتصادية ستضمن دورا سياسيا قويا للجيش.
بالإضافة إلى ذلك، صاغ رئيس الوزراء نواز شريف والجنرال راحيل توازنا حكوميًا ساعد في إرضاء رغبة الجيش حيال لعب دور في السياسة الخارجية والأمن القومي، بما يقلل الحاجة إلى القيام بانقلاب.