كشف الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات السعودي، ورئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، عضو مجلس إدارة مؤسسة "بيروت إنستيتيوت"، عن الشروع بإجراءات لتأسيس مركز لجمع المعلومات تابع للتحالف العسكري الإسلامي، داعياً في الوقت ذاته لإنشاء "مؤسسة أمنية إقليمية متطورة" في المنطقة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقد في أبوظبي، الأحد، للإعلان عن التوصيات التي اتخذتها القمة الأولى لمؤسسة "بيروت إنستيتيوت" التي عقدت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بالإمارة، تحت عنوان: "إعادة تموضع المنطقة العربية في الرقعة العالمية بما يتعدى الاقتصاد السياسي والتهديدات"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية وام.
وقال الفيصل: إن "المركز سيقدم الدعم العسكري والمالي واللوجستي للدول المشاركة في التحالف" العسكري الإسلامي الذي يعتقد أن يبدأ أعماله فعلياً في أبريل/ نيسان المقبل.
وأشار إلى أن ضحايا الإرهاب هم في الأغلب من المسلمين، مضيفاً: "لذلك من واجبنا أن يكون لنا الدور الأول في مكافحة هذا الداء، وعلينا ألا نكتفي في معالجة الأعراض، ولكن يجب أن نعالج الإرهاب باجتثاثه من جذوره".
وحول توصيات قمة "بيروت إنستيتيوت"، قال الفيصل إنها تعتبر نقطة الانطلاق نحو إجراءات ملموسة ونوعية وحقيقية، مشيراً إلى أن النطاق الأول في التوصيات هو الأكثر عجالة، وهو ضرورة إيقاف نزيف الدم، حيث تُعد وتيرة العنف المتصاعدة في سوريا، واليمن، وليبيا، والعراق، من أهم أسباب المعاناة والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أن التوصيات الأمنية طويلة الأجل التي تم التركيز عليها تتضمن "إنشاء هيكل إقليمي للأمن"، والتحرك نحو تحقيق تقدم غير مسبوق في إرساء قواعد الأمن الإقليمي الشامل والمستقر، ويمثل هذا التحرك حجر الأساس في تحسين البيئة الأمنية بشكل مستدام، مع ضمان الاستقرار والازدهار في المنطقة"، وفق الفيصل.
وشدد على "ضرورة تشكيل مؤسسة أمنية إقليمية متطورة وحديثة لمصلحة منطقة الشرق الأوسط بأكملها"، مشيراً إلى أنه "يوجد الكثير من النماذج التي يمكننا الاستفادة منها، ولقد أشارت المباحثات خلال القمة إلى أن نموذج مفوضية الأمن والتعاون في أوروبا يجوز أن يكون الأكثر ملاءمة".
ورأى الأمير الفيصل أن الشعارات التي يرفعها "الإرهابيون" تتعلق بالقضية الفلسطينية، وقال: "إن داعش والقاعدة وكذلك إيران تتحجج بالقضية الفلسطينية، وإذا تم حل هذه القضية وفق القرارات الدولية، فسيؤدي ذلك إلى حل الكثير من القضايا العالقة في الشرق الأوسط".