تتجه الجزائر لإحداث تعديلات في مجال عقيدتها العسكرية المتصلة بالقوات الجوية بصفة خاصة بما يتماشى مع طبيعة التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة وتنامي نشاط التنظيمات والمجموعات المسلحة وهو ما تبنته السياسات المعتمدة في تدعيم قدرات سلاح الجو ونظمة الدفاع الجوي بإدخال أساليب مدمجة تضم شبكات الاتصالات العصرية والأنظمة الرادارية الحديثة وطائرات دون طيار للمراقبة إلى جانب تجهيز وحدات الجيش بأسراب من الطائرات والحوامات، آخرها طائرات مروحية هجومية من طراز "كاموف كا 52" والمصممة لمواجهة مخاطر تقنيات حروب العصابات والحروب غير التقليدية.
وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم السبت، أن توجهات الجزائر في مجال التجهيز العسكري تكشف تكيفا للعقيدة العسكرية التي تراعي أبرز التحديات التي يعرفها المحيط الجغرافي لاسيما ليبيا ومنطقة الساحل وهي المناطق التي أضحت تمثل عامل تهديد دائم للعمق الأمني الجزائري مما يتطلب مراجعة أساليب المواجهة ضد الاختراقات المحتملة عبر حدود طويلة، لا يمكن السيطرة عليها بالأساليب التقليدية.
وأضافت الصحيفة، أنه على هذا الأساس، تبنت الجزائر مشاريع التغطية الرادارية والمراقبة المدمجة التي تضم التغطية الرادارية والمراقبة عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات دون طيار، كما تم تبني مجموعة من المشاريع الرامية لتحديث وعصرنة القوة الضاربة للقوات الجوية، فبعد تجهيز هذه القوات بحوامات "ياك 130" وطائرات "ميج 29" و"سوخوي 30" مشيرة إلى أن الجزائر أبدت اهتماما بنموذجين من الطائرات: الأولى طائرات "سوخوي سو 35 فلانكر" وهي طائرات من الجيل الرابع والتي تمتاز بمواصفات قتالية عالية وبدقة كبيرة كشف عنها التدخل الروسي في سوريا، والتي يمكن أن تتكامل مع طائرات "سوخوي سو 34" التي يراد من خلالها تعويض أسراب طائرات "ميج 25" التي تمتلك منها الجزائر 25 طائرة،.. إذ من المرتقب أن تتسلم الجزائر بداية من هذه السنة سربا جديدا فضلا عن استكمال برنامج تسلم طائرات "السوخوي سو 30".
اما الثاني فهى الحوامات الحديثة من طراز "كاموف كا 52 أليجاتور" التي تعد من بين أفضل الطائرات المروحية في العالم حيث تتمتع بقدرة قتالية عالية في الليل والنهار، وفي الظروف المناخية الصعبة، ويمكن أن يساهم اقتناء الجزائر لمثل هذه الحوامات تكاملا، مع مجموعة الطائرات المروحية التي تم اقتناؤها حديثا بما في ذلك الحوامات الثقيلة ”مي 26” و”مي 28” وعصرنة الحوامات "مي 171".
وأشارت إلى أن هذه الإستراتيجية تتكامل مع تطوير وتحديث نظام الدفاع الجوي بفضل نظام نقال للقيادة المضادة للطيران أكاسيا، ونظام الدفاع الجوي والباليستي أنطاي 2500 و"بوك أم 2" تضاف إلى أنظمة عصرية "أس 300" و"أس 400" و"بانتسير جانوس" ويمكن أكاسيا بامتلاك نظام قيادة متنقل للأفراد ونظرة شاملة وآنية لمجمل التراب الوطني والتي تتكامل مع القوات الجوية والدفاع عن الإقليم.
ويرشح النظام المعتمد بالتكيف مع مجمل التحديات التي يمكن أن تواجه بلد بمساحة شاسعة مثل الجزائر، وبإمكانيات اختراق لترابها بقوات أو عناصر غير تقليدية، كما بينته حادثة الاعتداء على مجمع الغاز بتيڤنتورين بعين أمناس في يناير 2013، والتي كانت مكلفة على عدة مستويات.